📖 "وما توفيقي إلا بالله" — سورة هود، آية 88
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في عالم الزراعة الروحية، داخل طائفة شوان يوان
كانت الطائفة كلها مغمورة بأجواء احتفال، سحب ميمونة تنساب في السماء، وضباب يدور، وطاقة روحية تملأ الهواء
بين حين وآخر تعالت أنغام سماوية، ومع اللحن حلّقت عشرات طيور الكركي السماوية من بعيد، تدور فوق الساحة
يا له من مشهد مزدهر لطائفة سماوية
ارتدى جميع أفراد الطائفة زيًا موحدًا، وبدت على وجوههم الحماسة والفرح
لأن طائفة شوان يوان تقيم اليوم مراسم احتفال كبرى
زعيم الطائفة الحالي تشو بايداو على وشك التنحّي، والخليفة هو نائب الزعيم الشاب لي شانغيان
من تثبيته نائبًا للزعيم إلى تولّيه الزعامة لم يستغرق لي شانغيان سوى سنتين، وهذا أمر نادر جدًا في عالم الزراعة الروحية
المزارعون يعيشون أعمارًا طويلة، وخاصة في الطوائف الكبرى؛ وغالبًا ما تستغرق عملية تقييم الخليفة من تثبيته إلى تولّيه الفعلي عشرات السنين أو حتى مئاتها
حتى تشو بايداو نفسه، حين كان موهوبًا استثنائيًا، أمضى أكثر من عشر سنوات نائبًا للزعيم قبل أن يخلف الزعيم القديم
وكان ذلك أيضًا لأن الزعيم السابق واجه مشكلات في الزراعة الروحية، وقاربت مدّة عمره على الانتهاء، فاضطر لتسليم المنصب
إدارة طائفة ليست أمرًا سهلًا؛ إذ يجب أن تتكفّل بحاجات الطائفة اليومية، وأن تواجه طوائف أخرى كأنها ذئاب ونمور
لذلك يحتاج زعيم الطائفة إلى قدرات رفيعة في الإدارة والعلاقات والتعامل مع الطوارئ، وإلى قوة قاهرة تكبح كل اعتراض
على مدار السنتين الماضيتين نقل تشو بايداو تدريجيًا صلاحيات الإدارة إلى لي شانغيان، وكان ينوي إرشاده من الجانب
لكن لي شانغيان أظهر قدرات إدارية ممتازة، وأداؤه البارز نال اعتراف الجميع في الطائفة
حتى تشو بايداو اعترف بأن مستوى إدارة لي شانغيان يفوق مستواه بكثير
وما لم يكن يعلمه بطبيعة الحال هو أنّ خلف لي شانغيان تقف الصين
ومع أنها دولة بشرية عادية، إلا أنها راكمت آلاف السنين في ميدان الصراع السياسي
وباستخدام مستوى الحوكمة المتقدّم في الصين لإدارة طائفة تعدادها نحو 100,000 شخص، وهم بطبيعتهم غير منضبطين، بدا الأمر أشبه باستعمال سيف ضخم لقطع غصن رقيق
وفوق ذلك فإن تخصّص لي شانغيان هو إدارة الأعمال، وكثير من أساليب الإدارة الأساسية في الشركات تنطبق على إدارة الطوائف، فالأصول واحدة
كانت الإدارة الداخلية لطائفة شوان يوان في الأصل فوضوية وضعيفة الانضباط ورديئة التشغيل، وهذا يوافق طبيعة المزارعين الذين يعظّمون الحرية
وعلم لي شانغيان أنه لكي يثبت كرسي الزعامة، فعليه أن يوازن بين اللين والهيبة معًا
والهيبة هي الجاه، وتشمل قوة تكفي لكبح الطائفة كلها ومواجهة الأعداء الخارجيين، بحيث لا يجرؤ التابع على إسقاطه بسهولة، وبحيث يمنح أفراد الطائفة إحساسًا قويًا بالأمان
ومنذ أعلن تشو بايداو على الملأ ترقيته إلى مرحلة تحوّل الروح، صار جانب الهيبة شبه محسوم
وفي السنتين التاليتين أدار الطائفة بقوة، وجلب ثروة هائلة لطائفة شوان يوان، ورفع كثيرًا رفاه التلاميذ ومعيشتهم
كما أتقن جانب اللين أيضًا
حقق لي شانغيان توازنًا ناجحًا بين اللين والهيبة، وصار من أعلى الهرم إلى قاعدته موضع تبجيل شديد
وحين طرح تشو بايداو فكرة التنحّي رسميًا ليتفرغ للزراعة الروحية، لم يرتفع في الطائفة صوت معارض واحد
بل بدا تلاميذ الطائفة كأنهم... غير صبورين
أُقيمت مراسم تسليم الزعامة في ساحة قمة زي يانغ، وهي ساحة واسعة فسيحة تتسع لكل تلاميذ طائفة شوان يوان البالغين 130,000 تلميذ
وبالإضافة إلى تلاميذ الطائفة، دعت طائفة شوان يوان عشرات الطوائف القريبة لحضور المراسم
وصلت طائفة يو ياو، وهي أوثق من ارتبط بهم شوان يوان، قبل الموعد بعشرة أيام
وكان على رأس الوفد تشنغ تيانهوا زعيم طائفة يو ياو، وهو أيضًا خبير في مرحلة تحوّل الروح
وأكثر ما لفت الأنظار أنّ مركوبه كان تنين لهب السيف بطول 10 أمتار تقريبًا
وكان في الأصل وحش تنين ناري يحمل أثرًا من سلالة التنين السماوي العتيق، وفي الظروف العادية لا يتجاوز أقصى ما يبلغه مرحلة النواة الذهبية
ثم استخدم تشنغ تيانهوا وسائل كثيرة في تربية وحوش ياو، ونقّى سلالته ورفع موهبته كثيرًا، فتمكّن أخيرًا من ترقيته إلى وحش ياو في مرحلة روح الوليد
وكان أيضًا أحد وحشَي ياو فقط في مرحلة روح الوليد ممن ربّتهم طائفة يو ياو آنذاك
لكن بدا أن طاقته قد استُنفدت، إذ لم يحرز تقدمًا طوال أكثر من 100 سنة بعدما بلغت طبقته الثالثة من مرحلة روح الوليد بالكاد
بعد ذلك تعاون لي شانغيان مع طائفة يو ياو، وقدّم تقنية جينية وأجرى تعديلًا جينيًا على وحش التنين الناري، فحقن فيه جينات تنين السيف الروحي
فتوليف جينات التنين الناري وتنين السيف الروحي تطوّر على نحو مدهش إلى تنين لهب السيف الحالي، وأصبح يجمع بين مهارات النار والسيف معًا
كما أنّ قوته وصلت إلى اكتمال مرحلة روح الوليد، وكادت تقترب من مرحلة تحوّل الروح، ولم يكن هذا حدّه النهائي بعد
وبسبب الأثر العجيب لتقنية الجينات التي قدّمها لي شانغيان وثقت طائفة يو ياو به كثيرًا، وأبرمت تحالفًا مع طائفة شوان يوان
وخلف تشنغ تيانهوا تبعه عدد من الشيوخ في مرحلة روح الوليد وقيّمون في مرحلة النواة الذهبية، يركبون وحوش ياو غريبة شتى في مشهد مهيب
ومن الواضح أن طائفة يو ياو أولت مراسم تسلّم لي شانغيان الزعامة قدرًا كبيرًا من الأهمية والاحترام
كما أرسلت 52 طائفة أخرى، كبيرة وصغيرة، مندوبين لحضور المراسم
والسبب الرئيس لقدوم هذه الطوائف أن طائفة شوان يوان باعت في السنتين الماضيتين عددًا كبيرًا من الأدوات السحرية والأقراص الدوائية، فنسجت علاقات طيبة معهم
مثل وادي الخيزران الأخضر وطائفة الطب الروحي وطائفة النصل الخفي وسواها من الطوائف الصغيرة
ولم تُجِلّ كل الطوائف طائفة شوان يوان على هذا النحو؛ فطائفة تشينغيون وطائفة السيف المتّقد ووادي السماء المشتعلة أرسلت أيضًا مندوبين للحضور
غير أن من ترأّس وفودهم كانوا قيّمين في مرحلة النواة الذهبية، ولم يتجاوز عدد أفراد الوفد شخصين أو ثلاثة
أما طائفة الرعد السماوي فلم ترسل أحدًا إطلاقًا
في معركة الهاوية السوداء قبل سنتين قتلت طائفة شوان يوان كثيرين من طائفة الرعد السماوي وتشينغيون والسيف المتّقد وغيرها، فتكوّن حقد عميق بينهم
وكان الجميع يعلم أنّ تبدّل زعامة طائفة شوان يوان هذه المرة هو أيضًا استعراض للقوة
ولا بدّ أن تقع معركة بين طائفة الرعد السماوي وطائفة شوان يوان، لذا فلن تأتي طائفة الرعد السماوي لمشاهدة المراسم
أما طوائف تشينغيون والسيف المتّقد وغيرها فأرسلت مندوبين لجمع المعلومات
لكنهم لم يجرؤوا على إرسال أقوياء مرحلة روح الوليد، إذ خافوا ألّا يعودوا إن هم قدموا، وذلك سيكون خسارة كبيرة
ومع جلوس المراقبين تباعًا في أماكنهم بدت ساحة قمة زي يانغ الواسعة مزدحمة قليلًا؛ إذ سيشهدون جميعًا هذا الحدث التاريخي معًا
وقف الضيوف من الطوائف المختلفة أو جلسوا، وهم يتهامسون عن حكاية الزعيم الجديد الأسطورية لي شانغيان، وعن تحركات طائفة شوان يوان في السنوات الأخيرة
جاء كثيرون في الحشد من طوائف صغيرة، ولم يسبق لعدد منهم حتى دخول طائفة من الدرجة الثانية
واليوم سنحت لهم فرصة مشاهدة هيبة قوة تكاد تكون على مستوى السيادة مثل طائفة شوان يوان، فانفتحت آفاقهم حقًا
وحين نظروا إلى تلاميذ طائفة شوان يوان، حتى تلاميذ القسم الخارجي في مرحلة تنقية الطاقة الروحية، وجدوا كل واحد يرتدي أداة سحرية موحّدة ويحمل أداة معيارية، فبدا على كثير من أبناء الطوائف الصغيرة الحسد
قال قيّم من طائفة صغيرة وسط الحشد: "يا للعجب، أنا حقًا أحسد تلاميذ طائفة شوان يوان، حتى تلميذ القسم الخارجي يملك أداة سحرية"
كان هذا القيّم في الطبقة التاسعة من مرحلة تأسيس الأساس، وقارب مرحلة النواة الذهبية، لكنه لا يملك سوى أداة سحرية بدرجة متوسطة، وقليل من أفراد طائفته يملكون أدوات سحرية أصلًا
وفجأة هتف أحد الجالسين عند طاولة منخفضة بين المراقبين مشيرًا إلى الثمار على المائدة: "انظروا بسرعة، تبدو هذه ثمارًا روحية"
فقال أحدهم ببرود: "هل الثمار الروحية أمرًا عاديًا؟"
ردّ آخر وقد التقط ثمرة وفحصها جيدًا: "لا، تبدو هذه ثمارًا روحية من المستوى 3، ثمار الصفاء العميق، وهي غنية بالطاقة الروحية، وأكل واحدة يعادل امتصاص 5 أحجار روح منخفضة الدرجة"
"آه! هذا صحيح!"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها
المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ