📖 "وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا"
سورة الفرقان، الآية 63
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سأل المدير العام جي ببرود: وماذا بعد؟ ماذا تريد أن تفعل؟
ضحك المدير العام لو وقال: ماذا أريد أن أفعل؟ بالطبع أن أعترض على ما تفعله
ارتجفت المديرة العامة جي من شدة الغضب، وكان صدرها يعلو ويهبط حتى كادت أزرار قميصها أن تنفجر
أما المدير العام لو ذو البطن البارزة، فبدا مستمتعًا بمشاهدة تعابير وجهها، وكأنها تريد قتله لكنها عاجزة
ضحك بخبث وقال: أي عمل تقومين به، سأدققه بدقة، هذا ما أخبرتك به من قبل
وبينما كان يحدق فيها بعينين مشتعلة، شعرت المديرة العامة جي بقشعريرة من الاشمئزاز
فقالت: لو تشينيو، لا تحدق بي بتلك العيون المقززة! أتظن حقًا أنني لا أعرف ما الأفكار القذرة التي تخطط لها؟
أتريد أن تستخدم العمل لإجباري؟ هل أنت مؤهل لذلك؟
أنظر إلى نفسك، ما أنت إلا قمامة! أتريد الإيقاع بي؟ مستحيل!
أمام هذا الغضب العارم، بدت الدهشة على وجه لو تشينيو، فقد صُدم من شدة تعنيفها له
حتى لي شانغيان ويانغ جينشيو وقفا مذهولين
هذه المرأة شرسة فعلًا!
شعرت يانغ جينشيو وكأن عالمها كله قد تحطم
لقد اعتقدت دائمًا أن كبار التنفيذيين في الشركة أشخاص مميزون وذوو قدرات عالية
لكنها لم تتوقع أنهم بهذه الفوضوية، لا يفكرون إلا بأمور تافهة قذرة
حقًا، هذا العالم مليء بالتصرفات العشوائية!
بعد ثورتها، التفتت المديرة العامة جي نحو لي شانغيان معتذرة: المدير العام لي، لقد جعلتك ترى ما لا يليق! بعض أمور شركتنا الفوضوية أثرت على تعاوننا. لنكتفِ بهذا اليوم، وسأتحدث معك بتفصيل بعد أن أعالج الأمر
أومأ لي شانغيان قائلًا: حسنًا، أتطلع للتعاون مع المديرة العامة جي
ثم التقط الحقيبة السوداء بجانبه وهمَّ بمغادرة المكان مع يانغ جينشيو
لكن في تلك اللحظة، دوّى صوت آمر: أوقفوهم، لا تدعوهم يغادرون!
التفت لي شانغيان، ليجد لو تشينيو يحدق به بعينين حمراوين وهو يشير إلى رجال الشركة ليقطعوا الطريق
كانت شركة تشو شياوشينغ للذهب تتعامل بالمعادن الثمينة، وحراسها جميعًا طوال وضخام الأجسام
والآن، وهم يسدون المدخل، كانوا يبعثون رهبة قوية
ارتجفت يانغ جينشيو خوفًا، فتمسكت بذراع لي شانغيان بشدة، فربت على يدها مطمئنًا لها
ثم حدق بعينيه الحادتين نحو لو تشينيو وقال ببرود: ماذا؟ هل لديك نية ما تجاهي؟
ارتعب لو تشينيو من هالة لي شانغيان، وبرغم أنه كان يتصرف بوقاحة قبل قليل، شعر فجأة بقشعريرة تسري في جسده
لكن بما أن أعين الجميع مركزة عليه، عضّ على أسنانه وقال: لا يمكنك المغادرة الآن!
تقدم لي شانغيان خطوتين، ووقف أمام لو تشينيو وهو يطل عليه من علٍ
ثم قال: ماذا تقصد؟ أتجرؤ على تقييد حريتي الشخصية؟
ابتلع لو تشينيو ريقه بصعوبة وقال: أنا... أنا أشك أن ذهبك بضائع سوداء... وقد اتصلت بالشرطة بالفعل
شهقت المديرة العامة جي مصدومة: هل جننت؟ تجرؤ أن تشكك في زبون دون أي دليل، وتستدعي الشرطة أيضًا؟ كيف ستبقى شركتنا قائمة في عالم التجارة بعد هذا؟
لكن لو تشينيو ابتسم باستخفاف وقال: سواء كانت بضائع سوداء أم لا، فلتدع الشرطة تحقق! على أي حال، لن يغادر اليوم
سأله لي شانغيان: وكيف عرفت أن ذهبي بضائع سوداء؟ هل لديك دليل؟
رد لو تشينيو: بالطبع، أخبرني أحدهم!
عندها التفت لي شانغيان إلى يو جياوجياو القريبة منه، وابتسم قائلًا: إذن أنتِ. هل تعلمين عاقبة الافتراء الكاذب؟
رغم بروده، شعرت يو جياوجياو بقلق داخلي، لكنها سرعان ما استجمعت ثقتها وهي تتذكر نفوذ المدير العام لو
ضحكت بخبث وقالت: السيد لي، لقد شككت في أمرك منذ أن رفضت التعامل معي قبل يومين
ولم أتوقع أن تأتي إلينا اليوم، فسارعت لإبلاغ المدير العام لو عن وضعك
قالت ذلك بابتسامة مغرية يغمرها الغرور، وقد ومض بريق جشع في عينيها
لقد سمعت أن هذا السيد لي أحضر معه مئتي جين من الذهب
وهذا يعادل مئات الملايين!
إن حصل المدير العام لو على الذهب، فهي ستحصل على ملايين منه حتمًا
لكن لي شانغيان لم يكن يعلم أنهم يطمعون به إلى هذا الحد
فلم يكتفوا بمحاولة استغلال الموقف للإيقاع بالمديرة العامة جي، بل تجرؤوا حتى على التطلع لممتلكاته
صرخ لو تشينيو: أيها الرجال، خذوا ممتلكاته فورًا!
وفورًا، اندفع بضعة رجال أشداء محاولين انتزاع الحقيبة السوداء من يد لي شانغيان
صرخت يانغ جينشيو بفزع: ماذا تفعلون؟ كيف تجرؤون على السلب؟ أين القانون؟
بل ووقفت بجسدها النحيل أمام لي شانغيان لتحميه
ضحك لو تشينيو وقال: هذه بضائع سوداء، ومن الطبيعي أن تُصادر وتُسلَّم للشرطة حال حضورها
تحداه لي شانغيان بعينيه قائلًا: هل تعلم ما الذي بداخل الحقيبة؟
أجاب لو تشينيو: بالطبع، فيها مئتا جين من الذهب
فقال لي شانغيان: طالما أنك تعلم ذلك، فهل تدرك أن هذا ملكيتي الخاصة؟ ماذا يعني إن قمت بمصادرته؟
سخر لو تشينيو: لا تحاول خداعي بهذه الحجج. بضاعتك سوداء، والشرطة ستتعامل معها. كف عن الثرثرة، وسلمني الحقيبة
رفع لي شانغيان بصره إلى الكاميرا المثبتة في زاوية القاعة وقال: ستندمون على هذا
فقال لو تشينيو باستهزاء: نندم؟ هذا مستحيل
ثم أشار برجاله الذين تقدموا مجددًا وانتزعوا الحقيبة من يده
حدق لي شانغيان بهم للحظة، ثم أرخى قبضته ببرود، تاركًا لهم الحقيبة الثقيلة
تقدم لو تشينيو مسرعًا وفتح السحاب، وبمجرد أن رأى بريق الذهب داخله، ارتسمت على وجهه علامات النشوة
ثم أغلق الحقيبة بسرعة
لكن في تلك اللحظة، دوى وقع أقدام متعجلة
ودخلت مجموعة من الرجال بالزي الرسمي
يتقدمهم رجل في منتصف الأربعينيات
وعندما رآه لو تشينيو، ارتسمت بسمة فرح على وجهه
وتقدم قائلًا: أيها المدير وانغ، ها هو بائع البضائع السوداء، وقد صادرت ممتلكاته بالفعل
نظر المدير وانغ إليه، ولمع في عينيه بريق غريب، ثم التفت إلى لي شانغيان قائلًا: هل أنت من يبيع البضائع السوداء؟
رمقه لي شانغيان ببرود وسأله: ومن أنت؟
قال: أنا من مركز الشرطة المحلي. اسمي وانغ لي، وهذه هويتي. أشك في أنك متورط ببيع ممنوعات، تفضل معنا
أخرج هويته ليعرضها ببرود
فأشار لي شانغيان إلى الحقيبة بجوار لو تشينيو وقال: هذا ملكي، وفيه مئتا جين من الذهب. تذكر أن تحافظ عليه جيدًا، وإن فقد منه شيء، ستدفعون ثمنه
ضحك وانغ لي قائلًا: إن استطعت تبرير مصدره، سيعاد إليك بالطبع. خذوه!
فأُخذ لي شانغيان مع يانغ جينشيو
لكن، في عقله، حيث يوجد فضاؤه الداخلي، ظهرت مئتا جين من الذهب أمامه، فارتسمت ابتسامة باردة على شفتيه
فلن يتخيلوا أبدًا أنه بعد أن أنهوا فحص الحقيبة...
كانت كرمة خشبية قد غطت الذهب، ثم اختفى الذهب تمامًا
لقد استخدم لي شانغيان تقنية الكرمة الخشبية!
فقد اكتشف بعد فترة من التدريب أن فضاء دماغه يمكنه الاتصال بالتعاويذ التي يطلقها
فما أن تلمس التعويذة شيئًا، حتى يُسحب إلى الفضاء العقلي
والآن، ماذا بقي داخل الحقيبة؟
مجرد كومة من الحجارة!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها
المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ