📖 ﴿وقل رب زدني علمًا﴾ (طه: 114)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"هاها، هذا المعلم للطائفة يريد هو الآخر أن يعرف كيف تبدو قوة مرحلة صقل الفراغ" ومع ذلك حرّك لي شانغيان حوله قوة ذوي العمر الطويل ذات جوهر الفراغ
هذه المرة لم يُبقِ شيئًا في جعبته، فأطلق كامل قوة المستوى التاسع من مرحلة تحوّل الروح
امتلأت عينا لي غوانغيوان رعبًا، فاتضح أنه حين قاتل لي شانغيان بكل ما لديه قبل قليل، فإن الطرف الآخر لم يستخدم كل قوته، ولا حتى نصفها
نهض في قلبه شعور قوي بالإحباط ونية قتل، فهذا الفتى لا يجوز أن يُترك حيًّا
خفض لي ووتيان نظره، شاعِرًا بروح القتال الهائلة لدى لي شانغيان، وأخيرًا ظهر تغير طفيف في عينيه الهادئتين
"أمر مثير قليلًا، لكن أكثر ما يعجب هذا الشيخ هو أن يسحق كبرياءك بيده" سخر لي ووتيان ببرود
رفع يده برفق، فتبدلت الغيوم الداكنة في السماء تبدلًا عاصفًا
ثم انبثق عمود من البرق من الغيوم الداكنة، وتحول إلى تنين برق طوله نحو ثلاثين مترًا، دار حول لي ووتيان قبل أن ينقضّ بسرعة البرق نحو لي شانغيان
تلألأت عينا لي شانغيان وأطلق هتافًا خافتًا: "فن العناصر الخمسة — فن لهب التنين"
تحولت قوة ذوي العمر الطويل ذات جوهر الفراغ عند أطراف أصابعه في لحظة إلى لهب هادر، مشكّلةً تنينًا ناريًا يزأر في وجه تنين البرق
تداخل البرق والنار فأحدثا هديرًا يصمّ الآذان
لكن تنين البرق لدى لي ووتيان كان أوضح تفوقًا، فهزم تنين النار في لحظة وواصل اندفاعه نحو لي شانغيان
"حيل تافهة" هزّ لي ووتيان رأسه بازدراء
لم يَفْتُر عزْم لي شانغيان، بل ازداد توهج روح القتال في عينيه
"فن العناصر الخمسة، فن جدار الصخر"
اهتزّت الأرض، ونهضت صخور لا تُحصى من كل صوب، مُشكّلةً جدارًا صخريًا متينًا تحاول به صدّ تنين البرق القادم
لكن بدا أن كل ما فعله كان عبثًا
فالجدار الذي يبدو سميكًا وغير قابل للكسر كان كورق أمام تنين البرق، إذ اخترقه بسهولة بثغرة واسعة، ومع ذلك لم يخفت اندفاع تنين البرق
إن مرحلة صقل الفراغ حقًّا مرعبة القوة
فبضربة واحدة لم تصمد أمامها محاولتا لي شانغيان المتتاليتان
عند رؤية هذا المشهد بان الفرح على وجوه لي غوانغيوان والبقية
"همف، مجرد مرحلة تحوّل الروح يجرؤ على مقاتلة خبير في مرحلة صقل الفراغ، حقًا لا يعرف كيف تُكتب كلمة موت"
"صحيح، الهوّة بين مرحلة صقل الفراغ ومرحلة تحوّل الروح ليست كبيرة فحسب، بل هي وادٍ سحيق"
استعاد أفراد طائفة الرعد السماوي توازنهم، وصار عندهم متسع لتبادل الكلمات
وفجأة لمعت الدهشة في عيني الشيخ ذي الرداء الأسود والتاج العالي الذي ظلّ متلبسًا اللامبالاة دائمًا، فوقف في المجال الفراغي ونقر بطرف قدمه نقرة خفيفة، فإذا به يتلاشى أثره
وحين ظهر ثانية كان فوق الجدار الصخري، وبضغطة قدم خفيفة انهارت الأرض، وتداعى الجدار معها
لكن الموضع الذي كان فيه الجدار لم يعد يحوي أثرًا للي شانغيان
فجأة استدار لي ووتيان بحدّة ولكم، فجاءت رياح قبضته كالراعد تحمل قوة مدمّرة
خرجت هيئة ما من المجال الفراغي بتعثّر قليل وتراجعت لمسافة تزيد على ألف متر
"فكرة لا بأس بها، تحاول نصب كمين لهذا الشيخ، لكن سرعتك بطيئة جدًا" وقف لي ووتيان ويداه خلف ظهره، وما زال وجهه هادئًا
لم يُبدِ لي شانغيان أي إحباط رغم محاولاته التي لم تُثمر بل أجبرته على التراجع
كوّن لي شانغيان خُتُمًا بيديه سريعًا، وتكاثفت جداول من قوة ذوي العمر الطويل ذات جوهر الفراغ في راحته
"قطع رعد العناصر الخمسة"
انفجر من كفّه قوس برق كثيف، اندفع مصوّبًا نحو لي ووتيان
كان هذا البرق مختلفًا عن فنون البرق الأبيض الناري التي أطلقها أفراد طائفة الرعد السماوي، إذ حمل مسحة غريبة ذات ستة ألوان
ولما رأى ذلك، ابتسم لي ووتيان ابتسامة خفيفة، وانفجر من كفه هو الآخر برق، فاصطدم ببرق العناصر الخمسة العظيم المدمّر للعالم الذي أطلقه لي شانغيان، فحدث تصادم يهزّ الأرض
تسببت موجة الصدمة العاتية في ترنّح كثير من الواقفين
لكن الشخصين الواقفين في قلب التصادم لم يهتزّا قيد أنملة
"أوه، أتملك مثل هذه الموهبة فعلًا" بدا شيء من الدهشة على لي ووتيان "لقد أثرت اهتمام هذا الشيخ"
"إن رضيت بالانضمام إلى طائفة الرعد السماوي، فيمكن لهذا الشيخ أن يتجاوز عن بعض العداوات السابقة"
قهقه لي شانغيان قائلًا: "ماذا، تريد تجنيد هذا المعلم للطائفة؟ ذلك يتوقف على إن كانت لديك القوة الكافية"
"هذا الشيخ خبير مرحلة صقل الفراغ، أتظن أن مجرد مزاولة في مرحلة تحوّل الروح تستطيع أن تنازع هذا الشيخ" جاء صوت لي تشنتيان ملؤه ازدراء
ابتسم لي شانغيان بهدوء: "أعرف أنك شيخ في مرحلة صقل الفراغ، لكنك تجاوزت الألف عام وما زلت في مرحلة صقل الفراغ
يا للهدر، وتريد مع ذلك أن تضمّني؟ هل أنت أهل لذلك"
شيخ عجوز
تجاوز الألف عام
وما زال في مرحلة صقل الفراغ
هدر
شعر لي ووتيان، الذي كان دائم الهدوء وفخورًا للغاية بمزاولته، بالارتباك للحظة
جرؤ مجرد شاب في مرحلة تحوّل الروح على إهانته هكذا
لكن فجأة بدا كأنه تنبّه، إذ بلغه أن هذا الشاب أمامه لم يتجاوز العشرينات
في العشرينات ووصل بالفعل إلى مرحلة تحوّل الروح
وأضحى معلمًا لطائفة
في أي مرحلة كان هو في عشريناته، مرحلة النواة الذهبية ربما
كان لي ووتيان دائم الزهو بنفسه، ولولا ذلك لما اختار لنفسه هذا الاسم المتغطرس
لطالما رأى موهبته ممتازة، لكن مقارنةً بهذا بدا كأنه هدر فعلًا
وما إن خطَر ذلك حتى تألّقت عينا لي ووتيان بنية قتل لا تنتهي
غير بعيد وقف لي غوانغمينغ شامتًا: "لي شانغيان أحمق حقًا، هل هو متعجل إلى هذا الحد ليموت"
"لقد تجرأ فعلًا على استفزاز الشيخ الأكبر هكذا"
سخر لي غوانغيوان: "بعض الموهبة لا تعني أنه يعرف قدر السماء والأرض، هلك لا محالة"
جعلت نية القتل المتدفقة والهالة المهيبة لي ووتيان، الواقف شامخًا في المجال الفراغي، يبدو ذا سطوة لا توصف
"ما دمت لا تعرف الخير، فسأسحقك حتى الموت"
"فن الرعد السماوي، رعود لا تُحصى تفني العالم"
أطلق لي تشنتيان هتافًا منخفضًا، فغشّت السماء غيوم داكنة في لحظة، ونزلت صواعق كثيفة لا تُعدّ، تضرب لي شانغيان
تلألأت عينا لي شانغيان بروح قتال متفجّرة، وشكّل الخُتُم بسرعة، محاولًا مقاومة هجوم البرق المرعب هذا
لكن قوة هذه الصواعق كانت فوق الخيال
فهي لا تحمل قوة الرعد فحسب، بل تحوي أثرًا من قوة العالم والكون
شعر لي شانغيان كأنه يقاتل السماء نفسها، يجابه محنة سماوية
ارتفع حوله درع يحاول به صدّ ضربات فنون البرق هذه
واحدًا تلو آخر، بل بالعشرات، انهالت أعمدة البرق على درعه فحطمته
ومع ذلك لم يستسلم لي شانغيان، بل ظل يرفع الدروع على التوالي لصدّ فنون البرق تلك
لقد سمحت له وفرة قوة ذوي العمر الطويل ذات جوهر الفراغ بأن يصمد وسط هذه الصواعق العظمى التي تعدّ بالآلاف
ارتفع حاجبا لي ووتيان قليلًا، وازداد برد نية القتل في عينيه: "لا بأس، ولهذا كان لديك ما تتعالى به، لكن إن ظننت أن بمقدورك تحدّي هذا الشيخ بهذا فقط، فلا أملك إلا أن أقول إنك ساذج قليلًا"
ثم أطلق نفخة باردة: "همف، فن الرعد السماوي — البرق السماوي المدمّر للعالم"
ازدادت السماء قتامة إلى حدّ الخنق، وتكاثفت صاعقة سماوية مهولة في لحظة، وانقضّت على لي شانغيان
دوّي
اخترق ذلك البرق السماوي المرعب الدرع الذي أجهد لي شانغيان نفسه في إقامته في طرفة عين، وضربه وضرب ما حوله في دائرة قطرها نحو مئة متر
وحين هبط البرق السماوي المدمّر للعالم أثار طبقات من الغبار حجبت رؤية الجميع
وبعد عشرات الأنفاس تلاشى الغبار الكثيف شيئًا فشيئًا
تحوّل الموضع الذي كان يقف فيه لي شانغيان إلى حفرة هائلة قطرها نحو مئة متر وعمقها ثلاثون مترًا
تطلع الجميع بقلق إلى قاع الحفرة، فلم يجدوا أثرًا للي شانغيان
"يا معلم الطائفة"
صرخ أفراد طائفة شوان يوان بيأس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها
المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ