📖 ﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي﴾ (طه: 25)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"لقد أخطأ زعيم الطائفة"
"والشيخ الأكبر أخطأ أيضًا"
"نعم، لماذا هاجموا طائفة شوان يوان بلا سبب"
"أدى ذلك إلى أن طائفتنا تشينغيون لم تعد تجرؤ إلا على الانكماش داخل حدودها، حتى إن بعض المزاولين المتجولين صاروا يركبون على رؤوسنا"
"هذا حقًا يثير الغضب، أولئك الجرذان الذين لم يكونوا يجرؤون إلا على الاختباء في أوكار الجبال، صاروا اليوم يدوسون في أراضي طائفتنا تشينغيون ويتسيّدون علينا، ليتني أخرج لأذبحهم جميعًا"
"للأسف الموقف الآن ضدنا بشدة، لا بدّ أن نظل منخفضي الصوت ونصبر، وبعد بضع مئات من السنين سنستعيد مجدنا"
"لا خيار إلا ذلك، آمل فقط أن نعبر هذه الساعة المظلمة بسلام"
"إن لُمنا أحدًا، فلا نلوم إلا أنفسنا على التهاون الشديد"
"ونلوم أيضًا طائفة شوان يوان على صبرها الطويل، كان لديهم كل هذا العدد من المزاولين الأقوياء ومع ذلك صبروا سنين عديدة، ثم انفجروا دفعة واحدة في النهاية"
على قمة ما داخل طائفة تشينغيون، كان فريق من تلاميذ الحراسة يسيرون ويتحادثون بصوت منخفض
منذ فشل الهجوم على طائفة شوان يوان وعودة الأخبار بمصرع الشيخ الأكبر في مرحلة تحوّل الروح مع زعيم الطائفة وجماعة من الشيوخ في المعركة، اتخذ الشيخ الوحيد الباقي داخل الطائفة—وكان في مرحلة روح الوليد—قرارًا حاسمًا على الفور، فاستدعى كل تلاميذ الطائفة ليحتموا داخلها
كما فعّل المصفوفة الدفاعية، واستعدّ لاعتزال طويل يختبئون فيه 300 إلى 500 سنة قبل الظهور من جديد
وفي الوقت نفسه رتّب لتلاميذ يطوفون حول المصفوفة الدفاعية للطائفة باستمرار، كي لا يستغلّ أحد الفرصة ويتسلل إلى الداخل
بوصفهم تلاميذ طائفة تشينغيون الذين اعتادوا الترفّع والاستمتاع، صاروا الآن مضطرين إلى الخوف والتحفظ، وكان ذلك يغيظهم وإن لم يملكوا حياله شيئًا، فتفجّرت في صدورهم الشكاوى
كثيرون بدؤوا يعلقون اللوم كله على قرارات كبار الطائفة، خصوصًا لين كه ومن معه ممن قضوا نحبهم، وصار تلاميذ تشينغيون يجلدون سيرتهم كل يوم
وخاصة التلاميذ من غير سلالة لين، فقد أطلقوا ألسنتهم أكثر من غيرهم، يفرغون غيظهم في تلاميذ أسرة لين
في السابق كانت طائفة تشينغيون في قبضة أسرة لين بالكامل تقريبًا، وكانت موارد الطائفة تكاد تكون حكرًا عليهم
أما التلاميذ من ذوي الألقاب المختلفة فكانوا خدّامًا أو على الهامش، وبلوغهم المراتب العليا شديد الصعوبة
وقد سبق أن تنكّر لي شانغيان وتسلل إلى طائفة تشينغيون، فرأى بأمّ عينه كيف عاملت أسرة لين تلاميذ القسم الخارجي ومن كانوا من غير سلالتهم كأنهم دوابّ
فإن وُجدت مكاسب أخذها أبناء أسرة لين، وإن وُجدت مشاقّ دُفع بها إلى ذوي الألقاب الأخرى
وكان المزاول الحارس للطائفة—واسمه وو يوانخه—في مرحلة روح الوليد، وهو المسؤول الرفيع الوحيد في طائفة تشينغيون من غير سلالة لين
لكن في الواقع كان أضعفهم سلطانًا داخل الطائفة، ويُكلَّف دومًا بأصعب الأعمال
وعند الهجوم على طائفة شوان يوان، رأى لين كه ومن معه في ذلك فرصة طيبة للاستحواذ على الموارد، فجلبوا معهم تلاميذ أسرة لين وحدهم دون واحد من ذوي الألقاب الأخرى
لذلك تُرك وو يوانخه خلفهم بحجة حراسة الطائفة، وفي الحقيقة لأنهم لم يريدوا له أن ينال أي فائدة
لكن على غير المتوقع، أُبيدت هذه المرة كل النخبة من مزاولي أسرة لين
فصار أقوى مزاول في طائفة تشينغيون هو هذا الشيخ من غير سلالة لين
في الماضي أراد وو يوانخه أن يغادر طائفة تشينغيون غير مرة، لكنه كان يعلم أنه إن تمرّد فستطارده قوى في مرحلة تحوّل الروح
ورغم أنه كان منبوذًا هنا، فإن طائفة تشينغيون طائفة من الدرجة الأولى، وهو أفضل بكثير من أن يصير مزاولًا متجولًا بلا سند
وبسبب ذلك لم يجد وو يوانخه بدًّا من الجدّ في خدمة طائفة تشينغيون بصمت
لكن هذا لا يعني أنه لم يرد يومًا أن ينازع على السلطة والمكاسب، ولا يعني أنه كان راضيًا أبدًا أن يكون عبدًا للين كه
حين علم بموت لين كه ومن معه، لم تكن أولى مشاعره الحزن ولا التفكير في الثأر، بل الغبطة
لأنه أدرك أنه الآن داخل طائفة تشينغيون الشيخ الوحيد الباقي، وأعلى شخص ظاهرًا في المقام
والأهم أنه الأقوى في الطائفة الآن
لقد زالت الجبال العظيمة التي كانت تضغط على صدره
اختار وو يوانخه فورًا تفعيل مصفوفة الطائفة، ظاهرًا لردّ الأعداء، لكن في الباطن كانت له نية أخرى
هي أن يمنع أفراد أسرة لين من الخروج
لأنه سيقوم بأمر ظل يغلي في قلبه زمنًا طويلًا جدًا
………………
قاعة وانغشيان
جلس شخص متكئًا في راحة على مقعد السيادة، مغمورًا بنشوة وكأنه يستمتع بالشعور الحالي
"دونغ" انفتح باب قاعة وانغشيان دفعة واحدة، وتزامن معه صوت متغطرس: "وو يوانخه، أهناك شيء تريد التباحث فيه معنا"
ما إن وقع الصوت حتى دخل القاعة أكثر من عشرة أشخاص
كان المتقدّمهم مزاولًا في نحو الأربعين من عمره، قوته في مرحلة النواة الذهبية المتأخرة
وكانت ملامحه تشبه لين كه بعض الشيء، وواضح أنه من أسرة لين
وخلفه، من بين الاثني عشر، سبعة في مرحلة النواة الذهبية وخمسة في مرحلة تأسيس الأساس
تقدّم القائد مختالًا إلى قاعة وانغشيان، وفجأة تصلّبت ملامحه وظهرت الغضبة على وجهه
زأر: "وو يوانخه، كيف تجرؤ على الجلوس في مقعد زعيم الطائفة، أتتمرّد على رؤسائك"
قال وو يوانخه وهو متكئ على المقعد ساخرًا: "تتمرّد على رؤسائك؟ يا لين بوفنغ، أنت مجرد وكيل خدمة، وتجرؤ أن تخاطب هذا الشيخ بهذه النبرة، أنت من يتمرّد على رؤسائه"
كان اسم القائد لين بوفنغ، وهو من النواة الصلبة في أسرة لين، وموهبته تُعدّ جيدة، وهو من الجيل نفسه مع وريث الطائفة السابق لين بوتيان
ضحك لين بوفنغ من شدّة الغضب: "وو يوانخه، يا وو يوانخه، أنتم يا عبيد الكلاب خبثكم شديد حقًا، لما رأيتم أسرتي لين قد ضعفت أظهرتم أنيابكم أخيرًا وتريدون أن تصبحوا سادة"
ما إن سمع وو يوانخه عبارة "عبيد الكلاب" حتى تغيرت ملامحه المرحة إلى قتام شديد
واعتدل جسده الذي كان متكئًا، وصارت هالته كجبل شامخ
تبدلت وجوه لين بوفنغ ومن معه على الفور
رمقهم وو يوانخه بنظرة باردة قاتلة وقال ساخرًا: "هه، أنتم حمقى بالفعل، لا تزالون لا ترون الوضع بوضوح، بأي حق تتلفظون بمثل هذا أمام هذا الشيخ"
ابتلع رجل في منتصف العمر خلف لين بوفنغ ريقه بصعوبة وقال: "الشيخ وو يوانخه، هل… هل تنوي قتلنا" وكان هذا الرجل لين كاي
وكان وكيل الخدمة لين ماو، الذي عاد معه إلى الطائفة قبل أيام، قد قال ناصحًا: "أيها الشيخ وو، اهدأ من فضلك، طائفتنا تشينغيون في أخطر أوقاتها الآن، فلا تفعل شيئًا يؤلم أهلنا ويفرح أعداءنا"
انكمشت فجأة هالة وو يوانخه الجبلية، وابتسم ابتسامة خفيفة: "كلام وكيل الخدمة لين ماو صحيح"
تنفّس لين ماو ومن معه الصعداء في هدوء، وهمّوا بأن يقولوا شيئًا لتلطيف الجو
لكنهم سمعوا وو يوانخه يتابع: "غير أن… لين بوفنغ تمرّد على رئيسه، وسيعاقبه هذا الشيخ بأن يركع في ساحة الطائفة ويطرق برأسه 100 مرة لهذا الشيخ، ثم أعفو عن حياته"
تبدلت وجوه لين بوفنغ وبقية أفراد أسرة لين بشدة، فذلك ليس طلب كفارة ذنب من لين بوفنغ، بل دوس على كرامة أسرة لين في الوحل
فأشرف أفراد أسرة لين الآن هو لين بوفنغ، وهو قائدهم أيضًا
ولو انحنى لين بوفنغ فعليًا، وإذا فعلت أسرة لين فعل الطرق بالرأس أمام جميع تلاميذ الطائفة، فكيف تثبت نفسها داخل طائفة تشينغيون بعد ذلك
"احلم فقط"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها
المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ