📖 "وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ" (هود 88)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دوّى انفجار
انقذف غطاء مرجل نار اللازورد إلى الأعلى، وطار منه شخص
ابتسمت يي زييوان وقد انزاح واحد من أكبر همومها، فتنفست الصعداء
قالت "الآن أستطيع أن أطمئن، وإلا فمجرد التفكير في ضرورة حراسة مَن في مرحلة اتحاد الجسد ومن في مرحلة صقل الفراغ بلا توقف، ما كنت لأزرع براحة"
قهقه لي شانغيان "يا معلمتي، مع لهب التجليات الروحية ومرجل نار اللازورد، لن يفلت هذان الكلبان الشاردان من قبضتك أبدًا"
زمّت يي زييوان شفتيها وتجاهلت مداهنة لي شانغيان
ولم يُبالِ، فهو يعرف طبع معلمته، فعدا شؤون أبيها والزراعة الروحية لا تضع شيئًا في قلبها
لا، والآن أضاف لي شانغيان إلى ذلك
قال "يا معلمتي، لنبدأ الأمر الثاني الآن"
سألت "لقد خرجتِ للتوّ من معركة كبيرة، ألا تحتاج إلى راحة"
ابتسم "ههه، حالتي الآن أفضل مما قبل، فأنا في ذروة لياقتي"
لم يكن يجامِل يي زييوان، بل كان يقول الحقيقة
ففي قتاله مع لي هوافنغ استهلك إطلاق مهارة إيقاف الزمن نحو ثمانين بالمئة من طاقته الروحية، وبات حينها أضعف قليلًا
لكن كنزه الروحي الملازم امتصّ طاقة دم لي هوافنغ، فاستعاد حالته بالكامل، بل وخزّن فائضًا من طاقة الدم في داخل الكنز
ولم يستهلك من قوة الروح السماوية إلا قليلًا، كما أن نار صقل الروح الشيطانية صفّت روح لي هوافنغ السماوية ومنحته مقدارًا كبيرًا من القوة الصافية للروح السماوية
قالت يي زييوان "حسنًا، ما دمت واثقًا فلنبدأ"، ثم رفعت يدها بخفة فطار من كمّها جرس بحجم الكف
كان نصف روحها السماوية مقموعًا بجرس قمع الروح، ما اضطرها إلى ملازمته
فإن ابتعدت عن الجرس أحسّت روحها السماوية بألمٍ ممزِّق
أما إن لازمت الجرس طالتها محاولته لابتلاعها تدريجيًا، وفي النهاية ستغفو يي زييوان غفوة طويلة
ولهذا بالذات كان لي شانغيان مستعجلًا في صقل الجرس المهدِّئ للروح بسرعة، فلم يحتمل أن يرى معلمته تتأذى
نظر لي شانغيان إلى الجرس العائم أمامهما، وكان كله أسود أرجوانيًّا وقد نُقشت على جسده رموز عجيبة، وانبعث منه ضوء خافت موحش، وارتجف قليلًا، وتسرّبت نغمات جرسٍ صافية ذات مسحة شيطانية نحو يي زييوان
وعلى الرغم من مقاومتها بكل ما أوتيت، فإن عينَي لي شانغيان الحادتين التقطتا أنه مع كل رجفة للجرس كانت ترتجف قوامها الرقيق الرجفة نفسها
وفوق ذلك تضعف روحها السماوية قليلًا مع كل مرة، وما تلبث بعد مدة أن تنهك ثم تنام نومًا أخيرًا
استحق الجرس المهدِّئ للروح سمعته بوصفه كنزًا من رتبة شبه أداة لذوي العمر الطويل، فمفعوله شديد القوّة
لمع بريق في عيني لي شانغيان وهو يمعن النظر في النقوش المكتوبة على الجرس
فهو وإن كان قد تعلّم طريقة صقل الجرس من ذكريات روح لي هوافنغ ولي ووتيان السماوية
إلا أنه قبل الشروع لم يُهمل، بل دقّق وظيفة كل نقشٍ بعناية
فالجرس الآن بلا مالك، لكنه يقمع نصف روح يي زييوان السماوية، ولذلك لم يجرؤ على أي تهاون
تلألأت عينا لي شانغيان وهو يحدّق في النقوش الدقيقة الغامضة على جسد الجرس
ثم شرع يعقد البصمات، فاندفعت قوة جوهر الفراغ لذوي العمر الطويل وفق طريقة الصقل التي حاكاها في ذهنه مرارًا لا تُحصى
رفع يده وربّت برفق على الجرس، فحطّت قوة جوهر الفراغ لذوي العمر الطويل على نقشٍ بعينه
كأن ذلك النقش تنبّه، فأخذ يومض بضوء خافت أبهى قليلًا، ثم لان ضياؤه
وبعد لحظةٍ اندمج في جسد الجرس وغاب عن العيان
لم يختفِ حقًا، بل صقله لي شانغيان بالكامل وصار أول نقشٍ يقع تحت سيطرته
فمتى حرّك فكره عاد النقش وظهر
وما إن نجح في صقل النقش الأول حتى زفر بهدوء
ولم يسترسل في الطمأنينة، إذ على جسد الجرس تسعة وأربعون نقشًا، ولم يُتمّ إلا الأول
أمامَه طريقٌ طويل شاق
لم يتوقف لحظة، وأخذ يوجّه قوة جوهر الفراغ لذوي العمر الطويل إلى النقش الثاني… فالثالث
ومضت الدقائق، حتى إذا فرغ من صقل النقش التاسع، وقع طارئ مفاجئ
فقد راح الجرس المهدِّئ للروح، الذي ظلّ هادئًا طوال الوقت، يرتجف بعنف
وتلاه رنينٌ حادٌّ مُلحّ "رنرنرن"
وكان مختلفًا تمامًا عن صوته الصافي ذي المسحة الشيطانية من قبل
وما صدم لي شانغيان أكثر أن قوام يي زييوان الرقيق بدأ يرتجف لا إراديًا فور سماعها ذلك الصوت
شحبت ملامحها، وتبَدّدَت على جبينها قطرات عرق دقيقة، وضعفت روحها السماوية أكثر فأكثر
وفهم لي شانغيان على الفور ما يحدث، لقد تفجّر أكثر ما كان يخشاه
فهذا الكنز الروحي من رتبة شبه أداة لذوي العمر الطويل كان قد نما فيه وعي خافت
وعلى الرغم من أنه كان في طائفة الرعد السماوي، فإنه بقي بلا مالك
حتى حين استخدمه لي قوانغيوان لم يقدر إلا على تفعيل جزء من قوته بحرق روحه السماوية
والآن، لما شرع لي شانغيان في صقله، بدا أنه استشعر الخطر ورفض أن يُستعبَد، لذلك تمرّد بعنف
وكان لي شانغيان قد توقّع سيناريوهات مختلفة لهذا وتمهّد بخطط طوارئ شتى
لكن الخطط تبقى خططًا ما لم تُختبَر، فلا يدري مدى فاعليتها النهائية
هتف "يا معلمتي"
وإذ رأى وهن يي زييوان ازداد قلقه في قلبه
غير أنه لم يفقد هدوءه، بل تابع صقل النقش العاشر بقوة جوهر الفراغ لذوي العمر الطويل
كان يعرف يقينًا أن حلّ هذا الوضع يكمُن في مواصلة صقل النقوش
فإن صقل النقوش التسعة والأربعين كلها سيستحوذ على الجرس المهدِّئ للروح بالكامل
وحتى إن أحكم السيطرة على أكثر من نصفها، فسيتمكن على الأقل من التحكم بجزءٍ من وظائف الجرس
غير أن الجرس، على العكس، كأنه اشتعل غضبًا، فلم يتوقف ارتجافه بل ازداد عنفًا
وكان رنينه الحاد كفيلًا بأن يعقد حاجبي لي شانغيان ويُهيِّج روحَه السماوية قليلًا
أما يي زييوان، وهي المتأثرة مباشرةً، فقد بدأ وعيها يضطرب، وشعرت بأنها مستنزفة تمامًا، وخرّت على الأرض بوهن
تسارع نَفَسها وازداد خفوتًا، وثقلت جفناها على نحو هائل، وارتعشت أهدابها وهي تحاول فتح عينيها قسرًا فلم تجد في نفسها قوّة
قال لي شانغيان "يا معلمتي، لن أدع سوءًا يمسّك، وسأوقظك تمامًا، هذا وعدي"
كانت عيناه عميقتين كهاوية، ولهيبٌ يومض في حدقتيه، وتسارعَت حركاته أكثر فأكثر
قسّم قوة جوهر الفراغ لذوي العمر الطويل التي أطلقها إلى أربعين جزءًا، مختارًا أن يصقل النقوش الأربعين الباقية في وقتٍ واحد
وبينما ترقص ألسنةٌ ذهبية بسرعة في حدقتيه، حملت قوة جوهر الفراغ لذوي العمر الطويل التي يبثّها أثرَ نار صقل الروح الشيطانية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها
المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ