📖 ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [سورة الرحمن: 13]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نار صقل الروح الشيطانية تعاكس بطبيعتها الكنوز الروحية من نوع الروح العظمى، ولم يكن لي شانغيان ينوي استخدام هذه الورقة المخبّأة بهذه السرعة
لكن الموقف كان حرجًا الآن، ولم يعد يحتمل الانتظار
بعد أن اقتربت نار صقل الروح الشيطانية، وقد احتفت بها قوة جوهر الفراغ لذوي العمر الطويل، من جرس قمع الروح، انتشرت بسرعة لتغطي جسد الجرس كله
ابتلع اللهيب الذهبي الجرس الصغير بحجم الكف بالكامل، وعلى الفور أطلق رنينًا حادًا مستعجلًا كأنه يتألّم بشدة
تجمّد وجه لي شانغيان ببرود، وواصل حقن كل قوة جوهر الفراغ لذوي العمر الطويل في نار صقل الروح بجنون
توهّجت نار صقل الروح بسطوع لافت، وتسارعت وتيرة صقل النقوش الأربعين المتبقية بوتيرة مرئية
غير أن استهلاك لي شانغيان كان هائلًا أيضًا؛ ففي غضون 10 أنفاس استُنزف معظم ما في جسده من قوة جوهر الفراغ لذوي العمر الطويل
إلا أنه كان قد استعد لهذا؛ إذ استُهلكت بسرعة فائقة طاقة الدم النقية المخزّنة في كنزه الروحي المولود معه، وأحجار الروح المودَعة في حيّز نطاق الدماغ لتعويض خسائره
ومع اندفاعه في استهلاك الموارد بهذه الطريقة، بدأ وهج تلك النقوش الأربعين العنيدة يلين تدريجيًا ثم يتلاشى
وتحوّل لون جسد الجرس الذي كان أسود أرجوانيًّا في الأصل كأنه نال نوعًا من التطهير، فصار بلون البرونز
توقّف جرس قمع الروح، الذي كان يهتز ويطلق رنينًا حادًا بلا توقف، فجأة عن الحركة، وظل يحلّق بهدوء في الهواء
ولو أن المرء لا يعرف قوته المخيفة لظنّه لعبة صغيرة لطفل
وبينما شعر لي شانغيان برابطة غريبة مع جرس قمع الروح، أدرك أن الصقل قد نجح أخيرًا
لم يشغل نفسه بالجرس الصغير، بل أسرع ليتفقد حال يي زييوان
كانت في هذه اللحظة كأميرة نائمة، مستلقية بهدوء على الأرض وملامحها وادعة كأنها تحلم حلمًا جميلًا
ارتجف قلب لي شانغيان، فانحنى سريعًا ورفع تلك الحسناء الفريدة برفق حامِلًا إياها بطريقة محترمة
لم يَخطر بباله أي ميل عاطفي، بل سيطر عليه قلق شديد وألم في القلب
لقد صقل جرس قمع الروح بوضوح، فلماذا لم تستفق بعد
بعد أن وضع يي زييوان برفق على الأريكة الوثيرة في مخدعها، أشار لي شانغيان إشارة خفيفة، فاندفع جرس قمع الروح من خارج الغرفة ليقف أمامه
ما الأمر وكيف أوقظ سيدتي
كان كأنه يومئ للجرس بأنه إن لم يُجِب فسيمحو وجوده
ويبدو أن جرس قمع الروح أحسّ بغضب سيده العارم، فاهتز جسده قليلًا، وهذه المرة لم يُصدر صوتًا يؤثر في الروح العظمى
بل دوّى في عقل لي شانغيان صوتٌ حاد خجول: يا… سيد
دُهِش لي شانغيان قليلًا: أنت… جرس قمع الروح
كان الصوت لصبية في 5 أو 6 سنوات، ما جعل لي شانغيان يعجز عن الغضب
عاد الصوت الحاد الخجول: نعم… إنني أنا، يا سيدي
وفي هذه اللحظة كان همُّ لي شانغيان منصبًّا على يي زييوان، فلم يسعَه التفرّغ لسؤال سبب هذا الصوت، فسأل مباشرة: كيف أجعل سيدتي تستيقظ، أعني… المرأة أمامي
سكت الجرس لحظة ثم قال: لم أُبقِ تلك على النوم بعد الآن يا سيدي، عليك فقط أن توقظها
لما سمع ذلك نادى لي شانغيان بهدوء: سيدتي… سيدتي
نادى مرات، لكنها لم تُبدِ أي استجابة وبقيت في سُباتها
نظر لي شانغيان إلى جرس قمع الروح مجددًا بنظرة باردة
وإحساسًا بغضب سيده ارتبك الجرس وقال بسرعة: يا… سيدي، ليس… هكذا الإيقاظ، ينبغي أن تستخدم الروح العظمى لإيقاظ روحها العظمى
وبتذكيره هذا أدرك لي شانغيان أن تصرفه كان ساذجًا قليلًا، وحدّق في الجرس قائلًا: لماذا لم تقُل ذلك منذ البداية
اهتز الجرس قليلًا وأطلق رنينًا رقيقًا وهمس: أنت… لم تسألني
أعرض لي شانغيان عن مجادلة هذا الكيان، وأغمض عينيه فانطلقت إضاءة روحية من بين حاجبيه واستقرّت بين حاجبي يي زييوان
كانت تلك الإضاءة هي روحه العظمى
وهذه العملية في الواقع شديدة الخطورة؛ إذ قد تُحتجز الروح العظمى داخل جسد آخر أو يحدث استحواذ على جسد الغير
وكثير من المزراعين الأقوياء فوق مرحلة تحوّل الروح، إذا دُمّرت أجسادهم، يمكنهم إتمام الاستحواذ بالدخول إلى جسد شخص آخر في زمن وجيز ما دامت روحهم العظمى باقية
لكن لي شانغيان كان يريد إيقاظ سيدته لا أن يستحوذ عليها
وما إن دخلت روحه العظمى جسد يي زييوان حتى شعر على الفور بأن أمرًا ما ليس على ما يرام
لقد وجد نفسه داخل جسد يي زييوان الخالي من الدفاعات، كأنه اقتحم مخدع فتاة، لكنه في هذه اللحظة لم يعد يبالي إلا بالعثور على روح يي زييوان العظمى وإيقاظها
شعر لي شانغيان كأنه دخل ظلامًا بلا نهاية؛ كان هذا فضاء الروح العظمى الداخلي لتشين رونغيوان
وهو فضاء عجيب؛ فكلما قلّ عمق زراعة المرء صغُر فضاء الروح العظمى لديه وسَهُل العثور على الروح
أما إذا قويت زراعته، فإلى جانب قوة الروح العظمى يتسع فضاؤها إلى مدى هائل
نشر فكره السماوي بسرعة باحثًا عن روح تشين رونغيوان العظمى، ولم يستطع في تلك اللحظة تحديد موضع روحي يي زييوان العظمَيَيْن
وفجأة أشرق وجهه لأنه وجد ضالته، فانطلق مسرعًا نحو بُقعة في الظلام
وسرعان ما رأى روحين عظيمتين، إحداهما تشعّ ضوءًا أحمر والأخرى بنفسجيًا، تطوفان بهدوء في الظلمة
كانتا كلتاهما يي زييوان، وكلتاهما هي نفسها
وفي هذه اللحظة كانت عيناهما مغمضتين بإحكام كأنهما حسناوان نائمتان
اقترب لي شانغيان سريعًا ونادى برفق: سيدتي… سيدتي
لكن لم يحدث أي رد
ومغلّفًا بالعجز، مدّ لي شانغيان يديه وأمسك بروحي يي زييوان العظمَيَيْن، ثم بدأ يحقن فيهما قوة روحه العظمى ببطء
وحالما امتزجت قوة روحه العظمى بروحي يي زييوان، ارتعشت رموش الروح البنفسجية أولًا ارتعاشة خفيفة دالّة على قرب اليقظة
ولما رأى ذلك ابتهج لي شانغيان وزاد تدفّق قوة روحه العظمى
وسرعان ما بدأت الروح الحمراء أيضًا في الاستجابة
ومع نجاح طريقته ازداد حماس لي شانغيان وواصل بثّ قوة روحه العظمى بسرور
وربما لأن روحي يي زييوان كانتا تُشِعّان ضياءً، لم ينتبه لي شانغيان إلى أن ملامحهما بدت عليها علامات توتر وارتباك وأنفاس متسارعة قليلًا
كأنهما تكابدان شعورًا قويًا مختلطًا يحتاج إلى تهدئة
وبينما يواصل لي شانغيان بث قوته، أحسّ فجأة بشيء مختلف
دفقتان من قوة الروح العظمى، ليستا قوته، عادتَا إلى روحه العظمى، فأغرقتا قلبه في راحة غامرة وانتعاش شديد
ومن غير أن يشعر انغمس في ذلك، وراحت قوة روحه العظمى تتشابك سريعًا مع تيّاري القوتين الحمراء والبنفسجية
وفي هذه اللحظة نسيت الأرواح الثلاث الزمن والهوية وكل شيء
لم ترد إلا أن تتقارب وتنسجم معًا، وتثبت هذا التواصل العميق
لم يتوقع لي شانغيان قط أنه سيكسر الحدود ويبلغ اندماجًا تامًا مع يي زييوان في مثل هذا الظرف
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها
المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ