📖 "وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم" (سورة البقرة، آية 216)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العالم البشري
سماء مرصعة بالنجوم لا حد لها ولا نهاية
بعد نصف شهر من الرحلة وصل تيانلونغ أخيرًا إلى وجهته المريخ
بدت المدة طويلة، لكنها في الحقيقة كانت أسرع بعشرات المرات من أي مركبة موجودة على الكوكب الأزرق
قاد القائد ما كاي أكثر من 1000 جندي ووصلوا بنجاح إلى الموقع المحدد، ثم باشروا فورًا استكشاف المريخ وفق الخطة، متفرقين في عشرات المسارات
خلال أكثر من 30 يومًا الأولى لم يجدوا شيئًا تقريبًا، لكن ما كاي لم يفقد الحماس
كانت هذه أول بعثة إلى المريخ، والمهم هو فهم الوضع هناك، فهي أول خطوة رسمية للبشرية على هذا الكوكب المألوف والغريب معًا
وفوق ذلك كانت الخطة تقتضي البقاء 6 أشهر، وكل ما حدث لم يكن إلا بداية
كانت مهام هذه الرحلة واسعة، من فهم تضاريس المريخ وبيئته الكوكبية، والبحث عن احتمال وجود حياة
لكن الأهم كان العثور على موارد الزراعة الروحية
لقد نُشرت الفنون القتالية على الكوكب الأزرق منذ أعوام، وظهر منذ زمن أشخاص تجاوزوا مستوى المقاتل من المرتبة العظمى
وفوق المقاتلين يوجد مصفّو الطاقة الروحية
و«مصفّي الطاقة الروحية» مصطلح عام
وبحسب الوزير لي شانغيان تنقسم مراتبهم إلى مرحلة تنقية الطاقة الروحية، ثم مرحلة تأسيس الأساس، ثم مرحلة النواة الذهبية
وكان المقاتل من المرتبة العظمى مكافئًا في الحقيقة لمصفّي الطاقة الروحية، ومن مرحلة تأسيس الأساس يبدأ المرء في استخدام طاقة السماء والأرض الروحية لإطلاق تعاويذ كثيرة ترفع القوة من كل جانب
والأهم أن مستوى الحياة نفسه يقفز، ويبدأ العمر في الازدياد بوضوح
ومن بين أفراد طاقم تيانلونغ الذين يزيد عددهم على 1000 كان هناك 10 من مصفّي الطاقة الروحية في مرحلة تأسيس الأساس، وكان القائد ما كاي أحدهم
كان أصلًا قويًا في القسم القتالي، ومنذ عامين، حين شنّ أصحاب القدرات الخارقة من تحالف عين السماء هجومهم الأخير على الصين، كان واحدًا من المقاتلين ذوي المرتبة العظمى الذين دافعوا عن البلاد خارج حدودها في تلك المعركة
وبسبب ما قدّمه للوطن من مآثر لا تُحصى مُنح تقنيات زراعة روحية أقوى
وبعد أن بلغ مرتبة مُصفّي الطاقة الروحية تعرّف بطبيعة الحال إلى فاعلية اليشم، إذ هو حجر روح غني بالطاقة الروحية ويمكنه إلى حد ما زيادة سرعة الزراعة
وخاصة في زمن يشحّ فيه الجو الروحي على الكوكب الأزرق فقد صار لليشم دور بالغ الأهمية
وحاليًا أكثر من 90 بالمئة من اليشم على الكوكب الأزرق يعود إلى مجموعة شوانشيان، أو بالأحرى إلى لي شانغيان
ومع أن الباقي يكفي المزارعين الآن، فإن ازدياد عددهم تدريجيًا سيجعل اليشم على الكوكب الأزرق غير كافٍ حتمًا
ولحسن الحظ كان لي شانغيان والجهات الرسمية قد استعدّوا منذ زمن، فرفعوا أنظارهم إلى الكون الفسيح
فقد اكتُشفت في رحلة الاختبار إلى القمر مكامن يَشمٍ غنية وعالية الدرجة بالفعل
لكن لي شانغيان لم يتعجل تعدينها، فالقمر ملاصق للكوكب الأزرق ويمكن تعدينه في أي وقت
وما أراده أكثر هو استكشاف الموارد على كواكب أبعد
وهذا أيضًا كان الهدف الأهم لرحلة ما كاي هذه
العثور على موارد الزراعة الروحية، آمل ألا تخيّب هذه الرحلة السيد لي
هكذا همس ما كاي في نفسه وهو يقف على جسر تيانلونغ يتأمل التربة المحمرة خلف النافذة الدائرية
لا يوجد مُزارع صيني واحد لا يقدّر صنيع لي شانغيان
لقد قاد الصين بمفرده إلى العالم الاستثنائي، وما حققه من أمجاد يغني عن البيان
والأهم أنه ذو خُلُق رفيع للغاية، فلم يتهور بما صنعه من منجزات، بل واصل بلا كلل البحث عن طرائق تعين البشر على الاختراق وفتّش عن موارد زراعة روحية أكثر
ولذلك، مع أن لي شانغيان لم يوجّه أمرًا ولم يطلب منهم أن يجدوا بالضرورة موارد ثمينة في استكشاف المريخ، فقد كان في قلب كل فرد من طاقم تيانلونغ نار تتّقد، رغبة في العثور على شيء ثمين من أجل الصين ومن أجل لي شانغيان
وبينما كان ما كاي يفكر، دوى على الجسر صوت حاد قليلًا
عندها حدّ ما كاي نظره واستجمع تركيزه فورًا
وفي اللحظة نفسها ورد تقرير فوري قال صاحبه إن السرب 32 يطلب اتصالًا عاجلًا
وصَلْه
نعم
وسرعان ما اتصلت الشاشة الكبيرة على الجسر بالسرب 32، وظهر عليها وجه شاب صلب الملامح قليلًا
سأل ما كاي، عقيد شو يونغ، هل وجدتم شيئًا
قال العقيد الشاب على الطرف الآخر بحماس، تقرير، أيها القائد ما، لدينا اكتشاف كبير، فبحسب كاشف الطاقة الروحية يبدو أننا عثرنا هنا على عِرق خام ضخم
انفرج وجه ما كاي على الفور وسأل بسرعة، حدّدوا الموقع بدقة
أخرج شو يونغ حاسوبًا ونقر مرات على الشاشة، فتشارك إحداثيات الموقع على الشاشة الكبيرة مباشرة
وعثر المشغلون داخل تيانلونغ فورًا على الموقع الدقيق، وكان يبعد عنهم نحو 1700 كيلومتر
تابع ما كاي سؤاله، صفوا الحالة بالتفصيل
أجاب شو يونغ فورًا، ومضت معنا ضربة حظ أيضًا، إذ تقدمنا باستقامة في هذا الاتجاه، ومع أن معنا أجهزة كشف أحجار الروح والذهب الروحي فلم تُظهر أي استجابة
لكن قبل ساعة سقط أحد الأفراد، اسمه تشانغ وي، مصادفةً في كهف، فانفجر كاشف أحجار الروح بقراءاتٍ هائلة، مُظهرًا طاقة روحية كثيفة في الداخل
سأل ما كاي، هل تشانغ وي بخير
قال شو يونغ بسرعة، بخير مؤقتًا، لكن الكهف عميق جدًا، لم يخرج بعد، غير أن
فجأة
سمع شيئًا في سماعته، فتبدّل وجهه تغيرًا شديدًا
قطّب ما كاي حاجبيه وسأل، ماذا هناك
ابتلع شو يونغ ريقه وقال بنبرة يجتمع فيها الانفعال مع ارتجافة خفيفة، لقد وصلني للتو تقرير بأن تشانغ وي عثر في ذلك الكهف على جسد هائل
جسد، أي جسد
توترت ملامح ما كاي على الفور، وارتفع صوته الهادئ عادةً درجات من غير قصد
هز شو يونغ رأسه وقال، لا نعرف بعد، لقد تواصلنا مع تشانغ وي عبر الراديو فقط، ولا يستطيع إرسال صور حتى الآن، فاقتصر الأمر على تقرير شفهي
أمر ما كاي فورًا، انتبهوا للسلامة أولًا، سنأتي حالًا
نعم
وبعد تلقي معلومة بهذه الأهمية قرر ما كاي أن يذهب بنفسه، فقاد جزءًا من الطاقم واستقل مركبة فضائية صغيرة اندفعت بسرعة باتجاه موقع شو يونغ
وفي الأيام التالية تمكّن ما كاي وشو يونغ والآخرون أخيرًا من فتح ممر آمن ودخول الكهف
وكان تشانغ وي التعيس محظوظًا أنه بلغ مستوى المقاتل من المرتبة العظمى، فعدم الأكل يومين أو 3 لا يضرّه، لكن الأكسجين كان يوشك على النفاد
ولحسن الحظ وصلت الإمدادات في الوقت المناسب، وإلا لاختنق حتى الموت
وحين دخلت الدفعة الأولى من المُنقذين الكهف ورأت الكائن الضخم أمام تشانغ وي، بعلو 6 أو 7 أمتار، توترت وجوههم توترًا شديدًا
كان كائنًا لم يره أحد من قبل، تشبه هيئته قنفذ النيص، لكن جسده أكبر مرات عديدة
والأهم أن مظهره الحيّ يوحي وكأنه نائم، لا ميت
ما هذا الشيء
هل ما يزال حيًا
أهو مخلوق من مخلوقات المريخ
لا يوجد أكسجين هنا، فكيف ظل حيًا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها
المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ