📖 "إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا" (سورة الشرح، الآية 6)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"هذه التقنية الروحية بالفعل قوية جدًا، ولكنني أخشى أنك لن تستطيع الزراعة الروحية بها حتى تصل إلى عالم متقدم" قالت يي زيوان بهدوء
إن لم أستطع زراعتها، فلماذا أعطيتِها لي؟
تمتم لي شانغيان مع نفسه، لكنه سأل بصدق: "لماذا؟"
ضحكت يي زيوان: "لأن النيران النادرة من الصعب العثور عليها"
"معلمة، ما هي النيران النادرة؟" سأل لي شانغيان
"النيران النادرة هي نيران تولد في أماكن غريبة بين السماء والأرض
عادة ما تمتلك قوة أعظم وقدرات خاصة تفوق النيران العادية
كما يمكن استخدام النيران النادرة في صناعة الحبوب الطبية وصقل الأدوات العظمى، فتزيد نسبة النجاح وجودة الحبوب والأدوات الناتجة"
"ومع ذلك، لم يُعثر في عالم الزراعة الروحية حتى الآن سوى على ثمانية عشر نوعًا من النيران النادرة
وعلى الرغم من أن كل نوع ليس فريدًا تمامًا، إلا أن أعدادها قليلة للغاية
لقد مضى أكثر من مئة عام منذ العثور على نار نادرة أخيرة، لذا من المرجح أنه لم تعد هناك نيران نادرة حرة في هذا العالم، أو أنها موجودة فقط في مناطق مهجورة وخطيرة"
نقلت يي زيوان معرفتها عن النيران النادرة إلى لي شانغيان
نظر لي شانغيان إلى التقنية الروحية وقال بإحباط: "إذن أليست هذه التقنية عديمة الفائدة؟"
قالت يي زيوان: "ليست عديمة الفائدة تمامًا، على الأقل الطبقتان الأوليان لا تتطلبان جودة عالية من الذهب الروحي
ما عليك سوى العثور على بعض المعادن السهلة الذوبان، ومحاولة إذابتها، ثم امتصاص جوهرها لتدخل الطبقة الأولى بسهولة
ولكن فيما بعد، يصبح التدريب أصعب فأصعب، إذ يتطلب الأمر ذهبًا روحيًا أثمن، بل حتى ذهبًا طويل العمر، وكذلك نيران نادرة لإذابتها قبل أن يُمتص جوهرها"
فهم لي شانغيان على الفور: "إذن هكذا الأمر! شكرًا لكِ، معلمتي"
قالت يي زيوان: "أعطني إياه"
"ماذا؟" ارتبك لي شانغيان للحظة
"ألم تقل أن لديك هدية لي؟"
"آه، هيه، لقد كنت متحمسًا أكثر من اللازم"
ضحك لي شانغيان، ثم سلّم الصندوق الذي أخرجه لتوه إلى يي زيوان
فتحته فرأت أنه دبوس شعر فاخر مصنوع من اليشم عالي الجودة
تألقت عينا يي زيوان؛ إنه حجر روحي عالي المستوى آخر
هذا التلميذ يبدو أنه يخفي أسرارًا
وهو كريم جدًا معها، إذ منحها موارد زراعة روحية ثمينة كهذه
"ههه، معلمتي، أظن أن هذا الدبوس يناسبك تمامًا، لذا جلبته لأقدمه لك
أرجو ألا ترفضي" قال لي شانغيان مبتسمًا
"وإن رفضته؟" دحرجت يي زيوان عينيها نحوه، وتلك اللمسة من الدلال جعلت قلب لي شانغيان يرتجف
يا إلهي
حتى الجنيات يدحرجن أعينهن؟
"إن رفضتِه، فسأضطر للبحث عن هدايا أخرى" قال لي شانغيان بوجه بائس
ضحكت يي زيوان وقالت: "حسنًا، كنت أمزح معك فقط
أنا راضية جدًا
هذا يكفي لليوم
ارجع وتدرّب جيدًا"
"نعم، معلمتي"
...
بعد عودته إلى فناءه الصغير، بدأ لي شانغيان مباشرة التحضير للزراعة الروحية
كان ذهنه يسترجع دائمًا محتوى التقنيات الروحية الخمس: "صيغة الأصل الذهبي"، "فن الخشب الأزرق"، "فن الماء العميق"، "فن النار المشتعلة"، و"مهارة تنين الأرض"
تمثل هذه التقنيات الخمس طرق الزراعة الروحية لقوى العناصر الخمسة: المعدن، الخشب، الماء، النار، والأرض
بما أن طائفة شوان يوان لم تكن تملك تقنيات زراعة روحية للعناصر الخمسة، لم يكن أمام لي شانغيان سوى زراعة التقنيات الخمس معًا
الصعوبة في ذلك لم تكن عادية، فقد كان عليه أن يقسّم عقله لخمسة اتجاهات، ليُدير خمس صيغ في وقت واحد، وأي غفلة طفيفة قد تؤدي إلى انحراف الطاقة الروحية
بعد أن هدأ عقله، أخرج حجر اليشم الخاص بغوانيين ووضعه في كفه
بعد عدة أيام من الامتصاص، بدأ جزء صغير من الحجر البلوري الشفاف يتحول إلى البياض، مما جعله يفقد بعضًا من بريقه
لكن لي شانغيان كان يعلم أن ثمانين بالمئة على الأقل من الطاقة الروحية بداخله ما تزال باقية، وهي كافية له للتدريب فترة من الزمن
شرع بعدها بامتصاص الطاقة الروحية، وفي الوقت ذاته استخدم وعيه ليقسمها إلى خمسة تيارات
في الأصل كانت الطاقة الروحية في جسده متعددة الألوان؛ وما إن خرجت من دنتيان، حتى انقسمت إلى خمسة ألوان: الذهبي، الأخضر، الأزرق، الأحمر، والأصفر
وفورًا بدأت الألوان الخمسة للطاقة الروحية تتدفق عبر مسارات الطاقة التي تديرها كل من التقنيات الخمس، لتعود في النهاية وتتجمع في الدنتيان على شكل طاقة روحية متعددة الألوان
تحت سيطرة لي شانغيان الدقيقة، تدفقت الطاقة الخماسية الألوان مثل خمسة شرائط حريرية رقيقة، تنسج مسارات معقدة داخل جسده
وكان كل دورة تصحبها درجة أعمق من فهم قوة العناصر الخمسة
شعر وكأنه في كون مصغّر، يختبر حدة المعدن، وحيوية الخشب، ولطف الماء، وشدة النار، وصلابة الأرض
تعايشت هذه الخواص المختلفة بتناغم داخل جسده، تغذي وتقيّد بعضها بعضًا، مشكلة توازنًا دقيقًا
ومع مرور الوقت، شعر لي شانغيان بتغير نوعي في الطاقة الروحية بجسده
فقد بدأت الطاقة المبعثرة تتماسك، ومع كل دورة بدت وكأنها تُصقل، لترفع تدريجيًا من زراعته الروحية
لكنه كان يعلم أيضًا أن هذا الأسلوب بالغ الخطورة، فأي خطأ طفيف قد يشعل اضطرابًا في الطاقة الروحية داخل جسده بعواقب لا يمكن تصورها
لذلك، كان عليه أن يبقى دائمًا يقظًا ومركّزًا، كأنه يسير على حبل مشدود، كل خطوة تحتاج أقصى درجات الحذر
وبعد ثلاث ساعات، وبعد أن أنهى ستًا وثلاثين دورة كبرى، وجد أن الطاقة الروحية في دنتيان قد ملأت ربع المساحة بالفعل
بمعنى آخر، لقد بلغ عالم الطبقة السابعة من مرحلة تكثيف الطاقة الروحية
"رائع! سرعة الزراعة الروحية هذه مرعبة بحق"
لم يتمالك لي شانغيان نفسه فانفجر ضاحكًا
لقد كان تدريب العناصر الخمسة معًا بالغ الصعوبة، لكن بوجود دعم كافٍ من الأحجار الروحية، فإن سرعته ازدادت بسرعة هائلة
غير أنه اكتشف مشكلة: فزراعة خمس تقنيات معًا تستنزف الكثير من وعيه
وفي هذه اللحظة كان يشعر بدوار بالفعل
"يبدو أنني بحاجة لإيجاد طريقة لتقوية وعيي، وإلا سيؤثر هذا على سرعة زراعتي"
"سأسأل معلمتي لاحقًا إن كان هناك تقنيات أو حبوب طبية لهذا الغرض"
بعدها أغلق عينيه ودخل في تأمل، تاركًا طاقته الروحية ووعيه يستعيدان هدوءهما تدريجيًا، متعافيًا من الإرهاق العقلي الناتج عن التركيز الطويل
خلال التأمل، حاول أن يغوص بوعيه داخل دنتيان، ليلمس محيط الطاقة الروحية المتعددة الألوان، محاولًا أن يفهم أسرار العناصر الخمسة العميقة منها
وبينما غاص عقله، بدا وكأنه دخل عالمًا جديدًا
في هذا العالم، لم تعد العناصر الخمسة مجرد مفاهيم مجردة، بل تحولت إلى أشكال ملموسة يمكن إدراكها، تدور حوله ببطء
أمكنه بوضوح إدراك خصائص وقوة كل عنصر، وكيف تتفاعل معًا وتندمج معًا، مشكّلة نظامًا متكاملًا
"إذن هكذا، العناصر الخمسة تُولّد وتُقيّد بعضها بعضًا، لا توجد بمعزل، بل متداخلة، تحافظ معًا على توازن السماء والأرض"
انفتح عقل لي شانغيان فجأة، وارتقى فهمه لقوة العناصر الخمسة إلى مستوى جديد
وفيما كان غارقًا في هذا الإدراك، ارتفعت فجأة من دنتيان قوة دافئة ولطيفة، تدفقت ببطء في أرجاء جسده
بدت هذه القوة وكأنها وليدة الاندماج الطبيعي لقوى العناصر الخمسة في جسده، أو كأنها تغير خاص ناتج عن تحسّن حالته الذهنية
وبفضل تغذية هذه القوة، شعر لي شانغيان أن روحه أصبحت أنقى من أي وقت مضى، بل إن جسده المنهك من التدريب بدأ يستعيد حيويته تدريجيًا
علاوة على ذلك، شعر أن روحه قد ازدادت قوة قليلًا
"هذا هو... بزوغ المفهوم؟"
اضطرب قلب لي شانغيان؛ لقد أدرك أنه ربما لمس عن غير قصد عتبة المفهوم
لقد سمع من يي زيوان أن المفهوم هو حالة خاصة يدخلها المزارع الروحي أثناء تدريبه حين يكتسب فهمًا عميقًا لقوانين السماء والأرض وقوانين الطبيعة
فهو لا يزيد من قوة الزراعة الروحية والقتال بشكل كبير فحسب، بل هو أيضًا الطريق الأساسي للوصول إلى عوالم أعلى
وفي المستقبل، يتطور المفهوم إلى وعي سماوي، بل ويمكنه حتى أن يشكّل مجالًا ذهنيًا
ومع ذلك، لم يكن إدراك المفهوم أمرًا سهلًا؛ إذ يتطلب موهبة عالية جدًا، وزراعة روحية عميقة، وفهمًا متينًا لكل ما في السماء والأرض
وعلى الرغم من أن لي شانغيان موهوب للغاية، إلا أنه ما يزال في مرحلة تكثيف الطاقة الروحية، وإحساسه ببزوغ المفهوم كان أمرًا نادرًا للغاية
"بما أن لدي هذه الفرصة، فلا يمكنني تفويتها أبدًا"
ومع استعادة وعيه صفاءه، غاص مرة أخرى في الزراعة الروحية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها
المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ