📖 ﴿وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ [طه: 114]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في عالم الزراعة الروحية
غادر لي شانغيان الحديقة الأرجوانية على عجل وكانت على وجهه علامة حيرة خفيفة
كان هدفه الأصلي أن يساعد مُعلّمته في حل خطرين خفيّين، ومع أنّ الهدفين تحققا في النهاية، فقد حدث أيضًا تقارب عاطفي وروحي لم يتوقعه مع يي زيويان
من حيث الظاهر هما مُعلِّمة وتلميذ، لكنهما متقاربان في العمر، وكان لي شانغيان دائم العون لِي يي زيويان
كان في قلبيهما مودة صامتة لم يصرّح بها أحدهما للآخر، فظلّت العلاقة بينهما في منطقة رقيقة من الغموض
غير أنّهما هذه المرة بلغا على غير قصد درجة أعمق من التقارب، ولم يندم أيٌّ منهما، بل وجدا سكينة خاصة في تآلف روحيهما السماويين
وحينما استعادت يي زيويان وعيها السماوي كاملًا خجلت كثيرًا ودَفعت لي شانغيان للخروج من الحديقة الأرجوانية
تردد في الأرجاء صوت أنثوي ناضج فيه حياء وحدّة لطيفة، تعاتبه وتمزح معه بعقوبة لطيفة لا تتجاوز البعد عنها لبعض الوقت
خفق قلب لي شانغيان قليلًا، لكنه أظهر على ملامحه اعتذارًا بريئًا وهو يلاطفها بالكلام، ثم قبل بما قررته من ابتعاد شهر واحد
كانت يي زيويان بحاجة إلى شيء من الوقت لتتقبّل ما بينهما وتستعيد هدوءها، فحاول لي شانغيان التخفيف عنها بالمزاح اللطيف
إحدى أرواحها السماوية كانت قد قُمعت قليلًا بجرس كبح الروح فتأثرت تأثرًا طفيفًا، وتحتاج إلى وقت للتعافي
أما الآن فيمكنه أخيرًا أن يتفرغ للتعامل مع طائفة الرعد السماوي
خلال هذه الفترة كان يي جيانتشينغ وتشو بايداو قد أتما استيعاب بقية أفراد طائفة تشينغيون
بل وفتحا عدة عوالم سرية تابعة لطائفة تشينغيون، ونالا موارد وفيرة للزراعة الروحية وتقنيات زراعة عديدة
كانت تلك الموارد كافية لتمكين طائفة شيوان يوان من تنمية عدد كبير من الخبراء
ويُقال إنّ عشيرة لين في طائفة تشينغيون كانت شديدة التقتير، إذ تُكدَّس الموارد ولا تُمنح بكثرة إلا لآل لين، بينما لا ينال تلاميذ القسم الخارجي من غير المنتمين للعشيرة إلا النزر اليسير
ولهذا كان خزان طائفة شيوان يوان، على كونها طائفة من الدرجة الأولى، يحوي أقل من ثلث ما لدى طائفة تشينغيون
غير أنّه في نهاية المطاف آلت ثروة طائفة تشينغيون لطائفة شيوان يوان
لم يُسِئ لي شانغيان إلى وو يوانخه ومن معه، إذ منح وو يوانخه منصب شيخ، ليستفيد من امتيازات مجلس الشيوخ
كما تمت معاملة نحو عشرة من مزارعي مرحلة النواة الذهبية معاملة الوكلاء، فيما أسندت بقية الأفراد مؤقتًا كتلاميذ في القسم الخارجي
ومتى تقدّموا في زراعتهم وحصلوا على ما يكفي من الاستحقاقات تُرفَع درجاتهم وينالون ما يناسبها من امتيازات
ومع ذلك فرح التلاميذ الجدد في القسم الخارجي حين صار لكل واحد منهم خمس حبوب لتعزيز الطاقة الروحية من الدرجة المنخفضة كل شهر
قد يبدو المقدار يسيرًا، لكنه في أيامهم مع طائفة تشينغيون كان ما ينالونه خلال عام كامل لا يتجاوز هذا
ثم إنّ الأجواء داخل طائفة شيوان يوان أكثر أريحية، فمع أنّ بين التلاميذ تنافسًا، لا يوجد استغلال ولا قمع
وما كان يحدث سابقًا في طائفة تشينغيون من خوف دائم من ظلم قد يقع من بعض أفراد عشيرة لين قد زال عنهم
فذوو الحظ العاثر كانوا يُضربون ضربًا مبرحًا من غير أن يجدوا من يسمع شكواهم، لأنّ الكلمة كلّها كانت عند عشيرة لين داخل الطائفة
وفوق ذلك، من يملك نقاط مساهمة في طائفة شيوان يوان يستطيع أن يستبدل بها كثيرًا من تقنيات الزراعة الروحية العميقة، وهي أمور لم يجرؤوا على مجرد الحلم بها من قبل
فعلى الرغم من أنّ طائفة تشينغيون كانت طائفة كبيرة، فإنها كي لا يشتد ساعد الغرباء كانت لا تُدرّس إلا التقنيات الدنيا
وأما بلوغ وو يوانخه مرحلة روح الوليد فكان ثمرة خدمات عظيمة قدّمها لعشيرة لين، فعومل حينها بتقنية لا بأس بها
ولأن طائفة شيوان يوان لم تُفرّق بين من استسلموا لها ومن أبنائها، أحسّ هؤلاء أنّ الانضمام إليها لم يكن خسارة قط
أتمّ يي جيانتشينغ وتشو بايداو والآخرون استيعاب طائفة تشينغيون، ونقلوا كلّ ما يمكن نقله من الكنوز، حتى عروق الطاقة الروحية والعوالم السرية، إلى طائفة شيوان يوان
لكن بقي في مقر طائفة تشينغيون القديم موارد غير قابلة للنقل، مثل منطقة تعدين الذهب الروحي التي زارها لي شانغيان من قبل
ولألا تنتفع بها جهات أخرى أصدر لي شانغيان مهمة علنية خارجية
من يرابط في فرع تشينغيون التابع لطائفة شيوان يوان ينل نقاط مساهمة في الطائفة، على أن يكون عدد الأماكن المتاحة 200,000 (مئتا ألف)
وهكذا توفرت فرص كثيرة لتلاميذ الطائفة، وفي الوقت نفسه صقلت المهمة قدراتهم
فلي شانغيان لا يريد أن يربي جمعًا من العاجزين
وما إن أُعلنت المهمة حتى تسابق تلاميذ طائفة شيوان يوان للتسجيل، وكادوا يتدافعون لنيل مقاعد الدفعة الأولى
وفي النهاية استخدم تشاو ووجي نظام القرعة لاختيار 200,000 (مئتا ألف) تلميذ ليرابطوا في فرع تشينغيون
كما أُرسِل مع القوة تَشكيلٌ داعم من شيخين في مرحلة روح الوليد وعشرة وُكلاء في مرحلة النواة الذهبية
وإلى جانب الاستيلاء على إرث طائفة تشينغيون، لم يُهمِل لي شانغيان إمبراطورية تشينغيون
ورغم أنّ الإمبراطورية في العالم البشري وقد يزدريها كثير من أهل عالم الزراعة الروحية، فإنّ لي شانغيان لم ينظر إليها كذلك، فالناس أحيانًا موارد ثمينة أيضًا
وكانت عملية الاستلام شديدة السلاسة، تكاد تكون من غير عناء
فأسرة الإمبراطورية كانت في الأصل فرعًا جانبيًا من عشيرة لين، وبعد تدمير طائفة تشينغيون تم القضاء عليهم بالكامل على يد رجال أرسلهم وو يوانخه
وبذلك غدت الإمبراطورية بلا رأس، فتولى شقيق لي شانغيان الثاني، لي شانغوو، قيادة جيش قوامه 1,000,000 (مليون) جندي ليرابط فيها
وحتى إن ظهر بعض الطامحين ليستغلوا الفرصة ويستقلوا كأسياد أقاليم، فقد كانت أسرة تانغ الشرقية تملك بنادق كلاشينكوف وعدة قنابل يدوية لكل فرد، ومعها قاذفات آر بي جي للدعم البعيد
ومع إسناد المزارعين من طائفة شيوان يوان، أُبيد أولئك الطامحون منذ لحظة إعلانهم العصيان من غير أن تخسر القوات جنديًا واحدًا
فكيف لأناس من عصر السلاح البارد أن يثبتوا أمام جيش يجمع التقنية والزراعة الروحية
صار سحقهم أشبه بسحق نملة
ومنذ لحظة استسلام طائفة تشينغيون وحتى اكتمال استلام إرثها، أنفقت طائفة شيوان يوان شهرين كاملين
وبعد هضم كل ذلك ارتفعت قوة الطائفة مرة أخرى بوضوح، وصارت الأمور تتطور في اتجاه أفضل
وفي تلك المدة لم يهدأ عالم الزراعة الروحية
فإلى جانب سقوط طائفة تشينغيون، انهارت بالتتابع خمس طوائف من السبع التي حاصرت طائفة شيوان يوان سابقًا، ومنها طائفة الجليد البارد وطائفة الشمس المتقدة وطائفة السيف المتقد
ويُذكر أنّ طائفة يو ياو هي التي دمرت طائفة السيف المتقد وطائفة الشمس المتقدة وعدة طوائف قوية من الدرجة الثانية
فبينما كانت طائفة شيوان يوان تأكل اللحم، ذهبت طائفة يو ياو، بوصفها طائفة صديقة، لتحتسي الحساء
وإنما أسرعت طائفة يو ياو في إفناء الطوائف الأربع لأنها بعد الاقتحام ونهب الموارد لم تتكلف عناء الإدارة
فتولّت طوائف أصغر ومزارعون منفردون يتبعون أثرها مهمة التنظيف والتقاط الفتات
وأما الأسر الإمبراطورية الدنيوية التابعة لتلك الطوائف فلم تُبالِ بها، وفي النهاية تُركت لأسرة تانغ الشرقية كي تتدرج في ابتلاعها
وباتت أرض أسرة تانغ الشرقية تمتد اليوم على مئات الملايين من الكيلومترات المربعة، وتجاوز عدد سكانها 10,000,000,000 (10 مليار)، ولا يزال في ازدياد مستقر
وهكذا أصبحت هي الرابح الأكبر
لم يبق الآن غير طائفة الرعد السماوي لم تُحسم، فحوّل لي شانغيان نظره إلى هذه القوة التي كانت يومًا سيدة الساحة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
⚠️ تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك 🙏.
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة ✨، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها 🌸.
🤲 المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي 💐، وبالشفاء العاجل لوالدتي 💖، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية 🌙.
📢 ندعو قرّاءنا الكرام القادرين إلى دعمنا ودعم فريق العمل من أجل الاستمرار في ترجمة الروايات بأفضل جودة ممكنة.
📚 بفضل دعمكم، سنواصل نشر 5 فصول يوميًا بشكل ثابت ✨، ومع كل 1 دولار من الدعم 💖 سنضيف فورًا 10 فصول إضافية 📖 إلى الرواية فوق الفصول اليومية المعتادة.
💳 الدعم يتم عبر PayPal للراغبين فقط، وهو غير إلزامي إطلاقًا.
🙏 نحن نبذل قصارى جهدنا لتقديم ترجمات دقيقة، خالية من المصطلحات الغريبة، لتكون مناسبة وملائمة للقراء المسلمين 🌙، وتصل إليكم بأبهى صورة 🌸.
💳 PayPal : https://www.paypal.me/Ahmed0Jebbari
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ