📖 "وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ" (البقرة 216)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كانت كتمثال لامرأة جميلة، تجلس هادئة عند البحر لا تتحرك
حرك نسيم البحر شعرها فكشف عن وجه آسر، حتى إن المارّين لا يملكون إلا أن يلقوا نظرة ثانية
منذ أن انتقلت إلى هذه البلدة الصغيرة قبل 3 سنوات صارت المعبودة في قلوب عدد لا يُحصى من شباب البلدة
لكن هذه المعبودة كانت مؤدبة مع الجميع وصعبة الاقتراب في الوقت نفسه
أُعجب بها كثير من الشبان وحاولوا التقرب منها، لكن للأسف لم ينجح أحد
كانت كجبل جليد، تُبقي الناس دائمًا على مسافة
«جينشيو، ما بك» جاء صوت فيه قلق خفيف من خلفها
اهتزّت المرأة الشبيهة بالتمثال قليلًا، أطفأت شاشة هاتفها، ثم التفتت تنظر إلى أمها
ارتسمت ابتسامة رقيقة على وجهها الجميل، وسألت بلطف: «أمي، أنا بخير، لماذا أنتِ هنا»
نظرت تشاو لي إليها وفي قلبها شيء من الألم وقالت: «لقد حان وقت العشاء، ولم تعودي بعد، فخمّنت أنك ما زلتِ هنا»
هاتان الأم والابنة هما يانغ جينشيو وأمها تشاو لي
قبل أكثر من 3 سنوات، وبسبب أن أخاها الغِرّ تواطأ مع شركة روي هوي لاختطافها لإجبار لي شانغيان على تسليم وصفة الحبوب، شعرت بخزي يمنعها من مواجهة لي شانغيان وتشين رونغيوان، فانسحبت طوعًا من مجموعة شوانشيان
سافرت مع أمها تشاو لي في أرجاء هواغو، ثم استقرتا أخيرًا في هذه البلدة الصغيرة
ومع أنها ابتعدت عن جانب لي شانغيان، فإنها ظلت تتابع باستمرار أخبار مجموعة شوانشيان ولي شانغيان
وحين رأت مجموعة شوانشيان تكبر من شركة صغيرة لا تضم إلا شخصين إلى عملاقها الحالي امتلأ قلبها بفخر هائل
لقد كانت جزءًا من ذلك أيضًا، وكانت واحدة ممن رافقوه في الطريق
لكن تلك المدة كانت قصيرة جدًا، والأشد أسفًا أنها لم تبقَ إلى جانبه دائمًا
ومع ذلك تابعت كل أخبار لي شانغيان، وكانت تعرف أنه انتقل من طالب مجهول إلى اسم يعرفه الجميع
وحين رأته ناجحًا وميسرًا شعرت يانغ جينشيو بسعادة كبيرة
مرّت أكثر من 3 سنوات، ولم تُفلِت لي شانغيان من قلبها، بل ازداد شوقها إليه أكثر
لكن كلما ازداد شوقها قلّت جرأتها على مواجهته
كانت تعرف أن بينها وبينه استحالة، ومع ذلك لم تستطع إلا أن تواصل الاهتمام بأخباره
فكّرت يانغ جينشيو أيضًا في التخلّي عنه ونسيانه، لكنها للأسف لم تقدر
دخل شخص ممتاز كهذا قلبها فلم يترك فيه مكانًا لغيره
وخلال الأعوام الثلاثة الماضية كان أحبّ ما تفعل أن تجلس عند البحر شاردة النظر
تنظر إلى البحر الواسع، وتشعر بنسيمه، وتُصغي لصوت الأمواج، آملة أن يحمل شوقها إلى مدينة وو
ياللأسف
اليوم، عندما رأت لي شانغيان وتشين رونغيوان سعيدين معًا وعلى وشك دخول قاعة الزواج، منحت لهما بركتها الصادقة
كانت تشين رونغيوان امرأة جميلة طيبة بلا تكلّف
وفوق ذلك لم تَمِزها بسبب أصلها المتواضع وعائلتها المعقدة، بل ظلت تساعدها دائمًا
كانت يانغ جينشيو تعرف أن لدى لي شانغيان شيئًا من المشاعر الطيبة نحوها، ولو أنها سعت ربما لم تكن فرصتها معدومة
لكن عندما رأت تشين رونغيوان، تلك المرأة الشبيهة بضوء قمر صافٍ، شعرت بالاطمئنان وانسحبت طوعًا
ولو ذكرت من تكره، فسيكون بطبيعة الحال أخاها الأحمق وأباها عديم المسؤولية
فبسببهما تحطّمت سعادتها
«جينشيو… جينشيو؟ ما بك» نظرت تشاو لي إلى ابنتها التي سرحت مجددًا فلم تملك إلا أن تنادي بقلق
انتفضت يانغ جينشيو عائدة إلى الواقع وقالت بإرهاق قليل: «آه… لا شيء. أمي، لست جائعة بعد. عودي أنتِ أولًا، سأبقى قليلًا»
نظرت إليها تشاو لي بقلق وقالت بحنان موجوع: «يا ابنتي، هيا نرجع إلى مدينة وو»
عندما سمعت «مدينة وو» اضطرب قلبها، ولمع في عينيها خيط ضوء سرعان ما انطفأ
«اتركي الأمر، سنبقى هنا من الآن فصاعدًا. لن نعود» هزّت يانغ جينشيو رأسها وقالت بحزم
«لكن…» لم تعرف تشاو لي كيف تقنعها
كانت تشاو لي تفهم مشاعر ابنتها بوضوح، وكلما فهمتها زاد شعورها بالذنب
لقد قصّرت كثيرًا بحق ابنتها
وكان عليها أن تتحمّل على الأقل جزءًا من مسؤولية حال ابنتها الآن
ومع أن يانغ جينشيو لم تلُمها قط، فإن قلب تشاو لي كان يتعذّب أيضًا
وحين رأت أمها تنظر إليها بقلق سارعت يانغ جينشيو لطمأنتها: «أمي، عودي أنتِ أولًا. سأرجع بعد قليل. سأسير على الشاطئ لبعض الوقت، وقت قصير فقط»
لم تجد تشاو لي ما تجادلها به، فاكتفت ببضع وصايا ثم عادت إلى البيت
كان مساء صيفيًا، والهواء ما زال يحمل شيئًا من الحرارة، لكن نسيم البحر كان مريحًا بعض الشيء
سارت يانغ جينشيو على غير هدى بمحاذاة الشاطئ، ودون أن تشعر مضت بعيدًا حتى بلغت مناطق أكثر خلوة
وبينما كانت غارقة في التفكير لم تنتبه إلى أنها، بعد عبور غشاء غريب يكاد لا يُرى، صارت في مكان يختلف عمّا كان
وبعد زمن غير معلوم أيقظت برودة مفاجئة يانغ جينشيو من شرودها
برد
برد ينفذ إلى العظم
ارتبكت يانغ جينشيو قليلًا
التفتت بذهول تنظر حولها، فإذا هي في غابة مكسوّة بالثلج
وفي البعيد قمم شاهقة تخترق السحاب
كيف يكون هذا ممكنًا
ألم تكن بجوار البحر
ألم يكن الصيف
لماذا صارت في جبل مكلّل بالثلج
وفوق ذلك لِمَ بدت تلك الجبال غريبة، لا تشبه جبال الكوكب الأزرق
«هل أنا أحلم» تمتمت يانغ جينشيو
لكن البرد القارس وملابسها الخفيفة جعلاها في ضيق شديد
وكان ذلك يذكّرها بلا انقطاع بأنها لا تبدو كمن تحلم
شعرت يانغ جينشيو بالذعر قليلًا، فاستدارت بسرعة تتلفت، فلم تجد سوى جبال ثلج من كل جانب، فأين البحر
«ما الذي حدث بالضبط، ولماذا أنا هنا» أسرعت يانغ جينشيو تمشي إلى الأمام
لكن ما حولها كان غابات مغطّاة بالثلوج، موحشة تبدو بلا بشر
وبالتدريج، وهي في ثياب رقيقة، بدأت تتعثر، وراح جسدها يرتجف، واصطكت أسنانها بلا سيطرة
أسندت يانغ جينشيو جسدها الواهن إلى شجرة كبيرة، وبدأ وعيها يضطرب
لكن لسبب ما خطر لها لي شانغيان من جديد، وارتسمت على وجهها ابتسامة هادئة مطمئنة: «ربما كان الرحيل هكذا أمرًا حسنًا، لكن من المؤسف أنني لن أحظى بفرصة رؤيته مرة أخرى»
وما إن ثقلت أجفانها للغاية ولم تعد ترى ما أمامها بوضوح حتى سمعت خافتًا صوتًا يقول: «انظروا، هنا شخص»
كان النطق غريبًا قليلًا، لكنها لسبب ما فهمته
ثم دوّت أصوات اندفاع في الهواء، لكنها لم تعد تملك قوة لتفتح عينيها وتنظر
هل أُنقِذت
ربما كان وهْمًا
لكنها لم تشعر بفرح بالنجاة، بل تسلّل إلى داخلها شيء من الحزن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
⚠️ تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك 🙏.
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة ✨، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها 🌸.
🤲 المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي 💐، وبالشفاء العاجل لوالدتي 💖، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية 🌙.
📢 ندعو قرّاءنا الكرام القادرين إلى دعمنا ودعم فريق العمل من أجل الاستمرار في ترجمة الروايات بأفضل جودة ممكنة.
📚 بفضل دعمكم، سنواصل نشر 5 فصول يوميًا بشكل ثابت ✨، ومع كل 1 دولار من الدعم 💖 سنضيف فورًا 10 فصول إضافية 📖 إلى الرواية فوق الفصول اليومية المعتادة.
💳 الدعم يتم عبر PayPal للراغبين فقط، وهو غير إلزامي إطلاقًا. 🙏 نحن نبذل قصارى جهدنا لتقديم ترجمات دقيقة، خالية من المصطلحات الغريبة، لتكون مناسبة وملائمة للقراء المسلمين 🌙، وتصل إليكم بأبهى صورة 🌸.
💳 PayPal : https://www.paypal.me/Ahmed0Jebbari
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ