📖 {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا ۚ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا} النساء: 122

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"هاها، السيد لي، نلتقي مجددًا، شكرًا لك لإنقاذ حياتي"

تشين لينغيون وتشين زيمينغ، اللذان كانا بانتظار لي شانغيان في غرفة المعيشة، استقبلاه على الفور بابتسامة عند وصوله

وبجانبهم كان هناك أيضًا رجلان في منتصف العمر وشابان

قال لي شانغيان بأدب: "العم تشين، أنت تبالغ، لم يكن الأمر سوى جهد بسيط مني"

وأثناء حديثه، قدّم علبة الهدايا التي في يده للعم تشين مبتسمًا: "العم تشين، مجرد شيء أحضرته، ليس بالكثير"

أخذها العم تشين مبتسمًا وقال: "أنت منقذنا العظيم، إنه لشرف لعائلة تشين أن تأتي، فلماذا تكلف نفسك بإحضار هدايا؟"

شاب يقف خلفه، وعند رؤيته أن لي شانغيان قد لفّها في علبة هدية بسيطة، لم يتمالك نفسه وضحك بصوت عال

رأت تشين رونغيوان، التي كانت بجانب لي شانغيان، ذلك فرفعت حاجبيها وسألت: "تشين فن، مما تضحك؟"

ابتسم الشاب المسمى تشين فن بسخرية وقال: "جدي، عليك أن تكون حذرًا، هذا الفتى ربما محتال!"

سارعت تشين رونغيوان بالدفاع: "تشين فن، لا تتكلم هراء"

لكن تشين فن ضحك بثقة وقال: "يوان يوان، هذا الفتى يبدو لائقًا، لكنه بالتأكيد عرف عن خلفية عائلتنا منذ زمن"

"لذلك كان يبحث دائمًا عن فرصة للتقرب منا، وها أنتم، ألم تقعوا في الفخ؟"

"جدي وأنتِ حتى تعاملونه كضيف مكرم ومنقذ للحياة، هذه كلها حيل قديمة من عالم الجيانغهو، هناك محتالون صغار مثله في كل مكان"

"والآن انظروا لما أحضره، يستخدم علبة هدية من متجر رخيص، هل يظن أن عائلتنا لم تر العالم؟"

احمر وجه لي شانغيان قليلًا عند سماع هذا، فلم يكن قد اعتقد أن عائلة تشين ثرية جدًا في ذلك الوقت

كان يفكر فقط أن التغليف إشارة حسن نية، لكنه لم يتوقع أن يبدو رخيصًا هكذا

أما تشين لينغيون، فعند سماعه هذه الكلمات امتلأ وجهه بالغضب وصاح: "أيها الوغد، ما هذا الهراء الذي تتفوه به؟ أتظن أنني فقدت عقلي؟"

أما تشين زيمينغ، الذي كان بجانبه، فلم يتكلم، بل نظر إلى الرجل في منتصف العمر بجانب تشين فن، وهو شقيقه الأكبر الثاني تشين زيتاريانغ

رأى تشين زيتاريانغ ابنه يتقدم ليلقي السخرية، ولم يوقفه، مما دل على موافقته الضمنية

كان هذا مفهومًا، فمن الطبيعي أن يفكر مثله

فعائلتهم مميزة جدًا، فكيف لشخص مجهول أن يقابل العم تشين ويوان يوان صدفة؟

ثم، بمحض الصدفة أيضًا، ينقذ العم تشين، ليصبح المنقذ العظيم لعائلة تشين

كلما كثرت "الصدف"، كان الاحتمال الأكبر أنها ليست صدفة، بل مقصودة

ومع ذلك، كان تشين زيمينغ قد أزاح هذه الشكوك

لأنه شهد بنفسه قوة جسد والده الحالية وذلك التقرير الطبي المبالغ فيه

أخوه الأكبر تشين زيهان وأخوه الثاني تشين زيتاريانغ كانا قد تلقيا رسالة من العم تشين بعد ظهر الأمس، يقول فيها إن ضيفًا مهمًا جدًا سيأتي، فسارعا بالعودة

لكن عندها فقط أدركا أن "الضيف المهم جدًا"، بخلاف وسامته، لا يملك أي شيء مميز

كانوا جميعًا شخصيات مرموقة، وفجأة يُطلب منهم لقاء شخص مجهول، فمن الطبيعي أن يرغبوا في اختباره قليلًا

والآن حينما تقدم تشين فن، وهو الأصغر، فذلك ما كانوا يريدونه بالضبط

غير أن تشين زيمينغ لم يتدخل، فقد كان يعتقد أن هذا "الفنان القتالي القديم" لي شانغيان سيمنحهم مفاجأة

شعر تشين فن بالارتباك قليلًا عندما غضب العم تشين، لكنه ظل متصلبًا وقال: "جدي، إن لم يكن هذا الفتى محتالًا، يمكنني أن أركع وأعتذر"

"أما إن كان محتالًا، فدعني أضربه! كيف يجرؤ على المجيء إلى عائلتنا للاحتيال!"

سارع تشين لينغيون بالقول للي شانغيان: "السيد لي، أرجوك لا تأخذ الأمر على محمل الجد، حفيدي الجامح هذا ذو شخصية غريبة، لكنه ليس شخصًا سيئًا، سامحه على وقاحته"

رأى لي شانغيان أن العم تشين يتحدث معه بهذا الأدب، فلم يقل شيئًا

لقد شهد العم تشين الآثار الخارقة للدواء الطبي، وكان بوضوح يعتبره خبيرًا، ولهذا تحدث بأدب

أما الآخرون، فلم يعرفوه، لذا كان من الطبيعي أن يشكوا فيه

لكن هذا الفتى المسمى تشين فن وهو يجرؤ على السخرية منه، فقد جعله ذلك غير مرتاح قليلًا

أما تشين رونغيوان فقد ازدادت غضبًا، وكأنها هي التي يجري التشكيك بها، وكانت على وشك أن تتقدم لمواجهة تشين فن

غير أن لي شانغيان أمسكها ثم قال لتشين فن: "لقائي مع العم تشين والآنسة تشين كان صدفة فعلًا، لكن بما أنك تشك بي، فعلي أن أثبت نفسي"

"وإلا، ألن أتعرض لظلم لا أستحقه؟ كيف لي أن أسير في عالم الجيانغهو بعد ذلك؟"

صفق تشين فن بيديه وقال: "حسنًا، وكيف تنوي إثبات نفسك؟"

أشار لي شانغيان إلى علبة الهدية الرخيصة التي وضعها العم تشين جانبًا

ثم ابتسم قائلًا: "العم تشين، رغم أن فتح الهدية أمام الآخرين ليس مناسبًا، لكن لإثبات إخلاصي وتجنب الظلم، فسأكون غير مهذب"

ثم تقدم، ومزق ورق الهدية وفتح الصندوق الذي بداخلها، فإذا به زجاجة

اندهش الجميع عند رؤيتها، فلم يتوقعوا أن بداخلها مجرد زجاجة صغيرة عادية

ضحك تشين فن بصوت أعلى، بابتسامة ساخرة على شفتيه: "يا فتى، ألم تشترِ هذه من متجر رخيص؟"

"ألست تنوي خداعنا بالقول إنها أثر قديم؟"

"إنها زائفة بشكل مثير للسخرية، ليست حتى صناعة حديثة، بل مجرد زجاجة خزف عادية للغاية"

غير أن عيون تشين لينغيون وتشين زيمينغ وتشين رونغيوان أظهرت تفكيرًا، ثم لمعت بمفاجأة سارة

أما الرجلان في منتصف العمر الآخران، اللذان كانا صامتين، فقد عبسا متسائلين عن سبب حماس العم تشين والأخ الثالث

تقدم تشين لينغيون حتى ارتجف صوته وهو يقول: "هل يمكن أن يكون… ذلك النوع من… الدواء الطبي؟"

ابتسم لي شانغيان وأومأ: "بصيرة العم تشين حادة! لكن التأثير مختلف عن المرة الماضية"

لمعت عيون تشين لينغيون بتوقع سريعًا وسأل: "وما هي الآثار؟"

أدار لي شانغيان رأسه أولًا نحو تشين رونغيوان، ثم هز رأسه

ثم نظر إلى تشين تيان وقال: "المدير المساعد تشين، هل تجرؤ على المساعدة في اختبار الدواء الطبي؟"

تردد تشين تيان قليلًا، فهو أيضًا شخصية مهمة، ولم يجرؤ على تناول شيء مجهول المصدر بسهولة

لكن تشين رونغيوان تطوعت: "لي شانغيان، لما لا تدعني أنا أختبر الدواء الطبي؟ سأفعل!"

ابتسم لي شانغيان بمرارة: "آه… ليس مناسبًا!"

سألت تشين رونغيوان بحيرة: "ولمَ لا؟"

ومضت في ذهن لي شانغيان صورة هذه الحسناء الفاتنة وهي مغطاة بطين أسود نتن، كان المشهد مروعًا للغاية حتى لم يجرؤ أن يتخيله

فسرعان ما هز رأسه قائلًا: "ستعرفين بعد قليل!"

في هذه اللحظة، قال تشين لينغيون بنبرة متوقعة: "تشين تيان، جرب الدواء الطبي، أنا أثق بالسيد لي، ربما تحصل على مفاجأة غير متوقعة"

وحين قال العم تشين ذلك، لم يكن أمام تشين تيان سوى الموافقة رغم تردده

أخرج لي شانغيان الحبوب الطبية من الزجاجة الخزفية الصغيرة، ولم يكن بداخلها سوى ثلاث، وألوانها مختلفة قليلًا

اختار واحدة داكنة اللون وسلمها لتشين تيان مبتسمًا: "أنت من الجيش، هذا الدواء الطبي صُنع في طائفتنا بعد إنفاق موارد هائلة وجهد كبير، وهو مناسب جدًا لك"

أخذ تشين تيان الدواء بشك، فحصه، ثم شمّه فوجد أن له رائحة خفيفة لا توصف

فجعله ذلك يشعر ببعض الاطمئنان، إذ كان يخشى أن يكون الدواء الطبي غريبًا أو مشبوهًا

ثم، تحت أنظار الجميع المختلفة، ابتلعه دفعة واحدة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك

أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها

المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/20 · 223 مشاهدة · 1152 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025