📖 {وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجعَل لَّهُۥ مَخرَجٗا وَيَرزُقهُ مِن حَيثُ لَا يَحتَسِبُ} [الطلاق: 2-3]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
امتد تصوره لمساحة بقطر يقارب عشرة أمتار
ضمن هذا النطاق، لم يعد هناك حفيف أوراق أو نسمة ريح يمكن أن يفلت من وعيه
عادة، لا يتمكن من فهم التصور إلا المزارعون في مرحلة النواة الذهبية وما فوق
أما الآن، فقد تمكن من استيعاب التصور وهو ما يزال في مرحلة تأسيس القاعدة الروحية، مما عزز قوته بلا شك
وفوق ذلك، فقد اتسع حيز دماغه بالفعل
في الأصل، حين اخترق إلى مرحلة تأسيس القاعدة الروحية، صار فضاء دماغه يقارب مترين مكعبين
والآن، بعد تناوله لحبة ندى اليشم المجمع للعقل، اتسع فضاء دماغه مباشرة ليصل إلى ثلاثة أمتار مكعبة تقريبًا
بالفعل!
إن حجم هذا الفضاء مرتبط بمستوى زراعته الروحية وبروحه العظمى
وخاصة بروحه العظمى
فكلما تقوت روحه العظمى، صار اتساع حيز دماغه أوضح
كما فوجئ لي شانغيان بسرور، إذ صار من السهل عليه أن يزرع خمس تقنيات زراعة روحية في الوقت نفسه
في السابق، كان استخدام عقله لإنجاز خمس مهام في وقت واحد يستهلك قدرًا هائلًا من طاقته الذهنية
وكان بحاجة إلى راحة بعد إكمال ست وثلاثين دورة كبرى، وإلا سيعاني من صداع ممزق
أما الآن، ومع زيادة قوة روحه العظمى، فقد قدّر أنه يستطيع أن يزرع ثمانٍ وأربعين دورة كبرى في آن واحد، مما سيزيد بلا شك سرعة زراعته الروحية
وهذا ما جعله يتطلع أكثر إلى حبة الهونيوان، إلا أن روحه العظمى قد تعززت للتو، ولو تناول مزيدًا من الحبوب الآن فقد تصاب بعدم الاستقرار
وللأمان، قرر لي شانغيان أن يتمهل قليلًا، ويعزز حالته الراهنة، ثم يتناول حبوبًا أخرى
وبما أن الوقت كان قد تأخر، أغمض عينيه ونام
ومن دون وعيه الذي يقود زراعة خمس تقنيات في الوقت نفسه، لم يكن جسده إلا يحافظ على سرعة زراعة أساسية
ومع ذلك، حتى في حال الزراعة الآلية، لم تكن سرعته أبطأ من سرعة المزارعين العاديين
.........
وعندما عاد إلى العالم الحضري، كان الوقت قد بلغ التاسعة صباحًا
وما إن فتح عينيه، حتى تلقى اتصالًا
"السيد لي، أخبار سارة! لقد وافق المالك على بيع المبنى، وتمكنا من خفض السعر إلى خمسة وثمانين مليونًا، متى يناسبك أن تأتي لتوقيع الصفقة؟"
تفاجأ لي شانغيان أولًا حين سمع هذا، ثم نظر إلى هوية المتصل، "تشاو يوي"، فتذكر من هي
قبل بضعة أيام، كان قد أعجب بمبنى صغير مستقل بجوار النهر في مركز المدينة، يخطط لشرائه ليكون مكتبًا
لكن كثرت الأحداث، وكاد أن ينسى الأمر
وفوق ذلك، بعد أن باع ذهبه لعائلة تشين وحصل على أكثر من ستمائة مليون نقدًا، صار المبلغ أكثر من كافٍ لشراء هذا المبنى
فقال: "لنقم بالأمر اليوم، سنلتقي في المبنى بعد قليل"
"حسنًا، السيد لي، أراك قريبًا!" ردت تشاو يوي في الهاتف وهي تكاد تقفز من فرط الفرح، وفي الوقت ذاته شعرت بالارتياح
فقد استخدموا في هذه الصفقة كامل موارد الشركة ليقنعوا المالك بالبيع
كما أنهم فاوضوا حتى خفضوا السعر الاحتياطي الذي قدمه لي (تسعين مليونًا) إلى خمسة وثمانين مليونًا
وبحسب الاتفاق السابق، فإنهم لن يحصلوا فقط على عمولة كبيرة، بل سينالون أيضًا 50% من الفرق البالغ خمسة ملايين
وبمجرد أن تتم هذه الصفقة، يمكن للشركة أن تستريح لبقية العام
ونظر الكثيرون إلى تشاو يوي بحسد وغيرة، فهذه الشابة التي تخرجت حديثًا كانت محظوظة حقًا
وبمجرد نجاح هذه الصفقة، سيدر دخلها مئات الآلاف على الأقل، وربما يتجاوز المليون
أما لي شانغيان، فقد أبلغ يانغ جينشيو أن تلتقي به في المبنى بوسط المدينة
وبعد ساعة
وصل لي شانغيان إلى المكان، وكان الجميع قد حضروا بالفعل
كما التقى بمالك المبنى، رجل في الأربعينات، نحيل المظهر قليلًا
رغم ارتدائه ملابس فاخرة، بدت على ملامحه علامات الإرهاق
تفاجأ قليلًا حين رأى لي شانغيان، فلم يتوقع أن يكون المشتري شابًا في مثل هذا العمر
"السيد لي، اسمي فان وي، سعدت بلقائك! أنت حقًا بطل شاب!" قال فان وي وهو يصافحه بأدب
ابتسم لي شانغيان وقال: "تشرفت بلقائك، السيد فان. أفترض أن الآنسة تشاو قد أوضحت لك كل شيء، فلننهِ الصفقة بأسرع ما يمكن"
"جينشيو، أنتي تمثلينني في الإجراءات، وأثق أن الآنسة تشاو ستدبر كل شيء على ما يرام"
سألت تشاو يوي: "السيد لي، هل ستدفع كامل المبلغ أم تحتاج إلى قرض؟"
قال لي شانغيان: "كاملًا!"
وبمجرد سماع ذلك، ظهرت لمحة فرح على وجه فان وي المرهق
"هاها، السيد لي صريح حقًا! لأكون صادقًا، لو لم أكن في حاجة ملحة للمال، لما تحملت بيع هذا المبنى"
وافقه لي شانغيان: "إن موقع المبنى وبيئته ممتازان بالفعل، كنت أنوي استئجاره في البداية، لكني أحببته من أول نظرة"
وبدأت يانغ جينشيو وتشاو يوي بإعداد العقود اللازمة وفق تعليمات لي شانغيان
فيما شرع هو وفان وي في تبادل أطراف الحديث
سأل فان وي: "السيد لي، هل لي أن أعرف ما عملك؟"
أجاب لي شانغيان باسترخاء: "في الغالب تجارة الذهب واليشم، لعائلتي بعض الموارد في هذا المجال"
أشرق وجه فان وي فجأة وقال: "اليشم؟ السيد لي، هل تبيع أم تشتري اليشم؟"
نظر إليه لي شانغيان مستغربًا من حماسه، ثم قال: "أبيع الذهب بالأساس وأشتري اليشم"
سأله فان وي بحماس أكبر: "السيد لي، هل تهتم بالأحجار الخام؟"
فقال لي شانغيان: "بالطبع، السيد فان، هل تعمل في هذا المجال؟"
ارتسمت على وجه فان وي ملامح الأسى، وتنهد قائلًا: "كنت أعمل في التصنيع، وربحت أموالًا كثيرة، ولولا ذلك لما تمكنت من شراء هذا المبنى"
"ثم، بالصدفة، دخلت مجال اليشم، وشيئًا فشيئًا صرت مهووسًا بمقامرة الأحجار"
"إنها حقًا مسألة 'قص واحد نحو العالم السماوي، وقص واحد نحو عالم الجحيم'"
"خلال العامين الماضيين، اشتريت الكثير من الأحجار الخام، لكن في النهاية خسرت أكثر مما ربحت"
"منذ فترة قصيرة، وقعت ضحية للاحتيال، وضاع كل مالي، مما سبب لي أزمة سيولة"
"ولهذا لم يكن أمامي خيار سوى بيع المبنى لاستعادة الأموال"
حين سمع هذا، أثار الأمر اهتمام لي شانغيان مباشرة
فمع ارتفاع مستوى زراعته الروحية، ازدادت حاجته إلى اليشم
وفوق ذلك، فالعملة الصلبة في عالم الزراعة الروحية هي اليشم، فلا يمكن الحصول على تقنيات الزراعة الروحية أو الذهب الروحي أو الأدوات العظمى أو الحبوب الطبية إلا به
وبالتالي، كان يستعد للبحث عن قنوات للحصول على اليشم وبدء الشراء على نطاق واسع
وقد منحته فكرة فان وي اتجاهًا جديدًا: الأحجار الخام خيار ممتاز
صحيح أن الأحجار الخام تنطوي على مقامرة، وخطرها عظيم
لكن بالنسبة لمزارع مثل لي شانغيان، الذي يمكنه استشعار الطاقة الروحية بلمحة بسيطة، فما الخطر أصلًا؟
وعليه، فإن شراء الأحجار الخام سيكون أقل كلفة، ولن يجذب انتباهًا كبيرًا
فلا أحد يعرف إن كان الحجر يحتوي على اليشم حتى يُقطع
عندها بدأ لي شانغيان يتحاور مع فان وي، وطرح عليه أسئلة كثيرة عن أساسيات تجارة الأحجار الخام
وبالرغم من أن فان وي استغرب كيف لشاب في تجارة اليشم ألا يعرف هذه الأمور الأساسية، إلا أنه حين فكر في صغر سنه، افترض أنه بدأ لتوه في تولي أعمال العائلة، فاطمأن
كما أن لي شانغيان أخرج أكثر من مئة مليون لشراء مبناه بلا تردد، فثروته لا شك هائلة
وفي تلك اللحظة، جاءت يانغ جينشيو وتشاو يوي
وقالت يانغ جينشيو: "سيدي، العقود كلها جاهزة، بما في ذلك عقد بيع المبنى وعقد العمولة"
وقع لي شانغيان العقود بكل ارتياح
ثم قال ليانغ جينشيو: "جينشيو، شؤون نقل الملكية ستكون من مسؤوليتك لاحقًا"
"لقد حولت مئة مليون يوان إلى حساب الشركة؛ الأموال هناك كافية"
فأشارت يانغ جينشيو بسرعة أنها فهمت
أما تشاو يوي، التي وقفت بجانبه، فقد نظرت إليه بعينين تحملان بريقًا غريبًا
وسيم وغني
لكن للأسف، لم تكن سوى فتاة عادية أشبه بسندريلا
ورغم أن لها بعض الملامح الجميلة، إلا أنها لا تقارن بمساعدته يانغ جينشيو
ولذلك، فقد كانت مدركة تمامًا لمكانتها، ولم تقدم على أي تصرف أحمق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها
المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ