📖 {إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسْتَقَـٰمُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ ٱلْمَلَـٰٓئِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِى كُنتُمْ تُوعَدُونَ}
[سورة فصلت: 30]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السماء الصافية في الأصل أصبحت فجأة ملبدة بالغيوم، والرعد يدوي خافتًا داخل الغيوم الداكنة
هالة قمعية بدت وكأنها تريد تدمير قمة زييانغ بأكملها
الغريب أن تلك الغيوم السوداء كانت فوق قمة زييانغ فقط؛ أما القمم الأخرى فلم يظهر فيها شيء
"ما الذي يحدث؟" في الوقت الذي شعر فيه لي شانغيان بالحيرة
حلقت عدة شخصيات في السماء، وعيونهم تبحث بدقة عن شيء ما
بعد أن تقدم لي شانغيان إلى مرحلة تأسيس القاعدة الروحية، أصبحت بصره حادًا، فرأى على الفور أن رئيس الطائفة كان من بين تلك الشخصيات
في تلك اللحظة، تغير تعبير رئيس الطائفة قليلًا، وصاح قائلًا: "جميع تلاميذ الطائفة دون مرحلة الروح الجنينية، انسحبوا من قمة زييانغ!"
كان صوته عاليًا جدًا، انتشر فورًا في أرجاء قمة زييانغ كلها
قبل أن يتمكن لي شانغيان من الاستيعاب، رأى عددًا لا يحصى من الأشكال داخل القمة يغادرون بسرعة
الشيوخ الأقوياء والحماة حلقوا مباشرة باستخدام الكنوز السحرية
أما الآخرون ممن لم يتعلموا بعد التحكم في السيوف فقد استخدموا مهارة السفر العظيم، وركضوا بسرعة بأرجلهم
في هذا الوقت، كانت الغيوم الرعدية في السماء قد أصبحت ثقيلة للغاية، وظهر فيها تنين من الرعد، وكأنه يريد تدمير العالم
ورغم أن لي شانغيان لم يكن يعرف بعد ما يحدث، فقد تبع الحشد وركض خارج قمة زييانغ
بعد أن ركض عدة أميال، رأى العديد من التلاميذ واقفين هناك، يحدقون في قمة زييانغ بنظرات مشوبة بالحماس والقلق
أمسك لي شانغيان بأحد التلاميذ وسأله: "أيها الأخ الأكبر، هل تعرف ما الذي حدث في قمة زييانغ؟"
نظر ذلك التلميذ إلى لي شانغيان وقال بلا مبالاة: "أيها الأخ الأصغر، لا بد أنك جديد في الطائفة، أليس كذلك؟ لم ترَ من قبل أحدًا من كبار الطائفة يواجه المحنة، صحيح؟"
ذهل لي شانغيان من كلماته
لقد كان يظن أن الأعداء يهاجمون، لكنه لم يتوقع أن أحد الكبار يواجه المحنة
"محنة؟"
التفت الأخ الأكبر نحو الغيوم الرعدية في السماء وتابع: "نحن المزارعون يمكن القول إننا نسير ضد مشيئة العُلى"
"فكلما بلغنا في الزراعة الروحية لمستوى معين، ينزل مشيئة العُلى محنة الصاعقة لتختبر إرادتنا وقوتنا"
"إن استطعنا تجاوزها بنجاح، فإن زراعتنا الروحية ستتقدم أكثر، وسنحصل على عمر أطول بكثير"
"أما إن فشلنا، ففي أفضل الأحوال نتعرض لإصابات خطيرة وتتراجع زراعتنا، وفي أسوئها تتلاشى الروح والوعي فنصير عدمًا"
"ما تراه الآن علامة على أن أحد كبار الطائفة على وشك مواجهة محنة الصاعقة"
اشتعل قلب لي شانغيان بالعاطفة عند سماع هذا، ورغم أنه بدأ للتو طريق الزراعة الروحية، فقد كان يعلم أن هذا الطريق محفوف بالمخاطر، وكل خطوة فيه تفصل بين الحياة والموت
كانت محنة الصاعقة أمامه بالنسبة له صدمة وشوقًا في الوقت نفسه
بما أن الجسد يمكن أن يتحمل الصاعقة، فلا بد أن مقاومة القنابل النووية في المستقبل لن تكون بعيدة
"إذن... هل يمكن أن ينجح ذلك الكبير؟" لم يستطع لي شانغيان إلا أن يسأل، وفي قلبه إعجاب بالكبير وقلق عليه
تنهد الأخ الأكبر، وبدت على وجهه تعابير معقدة: "من ذا الذي يستطيع الجزم؟ قوة محنة الصاعقة لا يمكن التنبؤ بها؛ حتى الكبار أصحاب الزراعة العميقة لا يجرؤون على ضمان النجاح المطلق"
"كل مواجهة للمحنة يمكن القول إنها فرار ضيق من الموت!"
"لكن، مهما يكن، يجب أن نؤمن بقوة الكبير وصلابته، وندعو له"
وأثناء حديثهما، ازدادت الغيوم الرعدية كثافة، ودوى الرعد، وكأن السماء غاضبة، يهتز لها وجدان كل من يسمع
من حين لآخر، يلمع البرق في السماء، مضيئًا الليل كله، فيملأ القلوب بالرهبة
وفي تلك اللحظة، قفزت فجأة شخصية أرجوانية من منتصف الجبل، محطمة الهواء لتصل مباشرة إلى قمة زييانغ
"هل ذاك هو الكبير الذي يواجه المحنة؟" تجمد الأخ الأكبر الذي كان يتحدث وهو يحدق بالمشهد
لكن وجه لي شانغيان تغير بشكل حاد
فالشخص الذي يواجه المحنة كان معلمه، يي زييوان!
ركز لي شانغيان بسرعة الطاقة الروحية في عينيه، وفي لحظة انكمشت حدقتاه قليلًا
ظهر له المشهد على بعد آلاف الأمتار بوضوح
نظر بجدية، محدقًا بقلق في المرأة ذات الثوب الأرجواني في الهواء
في تلك اللحظة، كانت يي زييوان هادئة الملامح، شعرها الطويل يتطاير، محاطة بتقلبات قوية من الطاقة الروحية، وهي تحدق بثبات في الغيوم الرعدية القمعية لمحنة الصاعقة
حولها، أقام عدة شيوخ عميقي الزراعة طبقات من التشكيلات السحرية الوقائية، احتياطًا في حال فقدت محنة الصاعقة السيطرة وأصابت الأبرياء
امتلأت وجوههم بالجدية والتوتر، وخاصة رئيس الطائفة تشو بايداو
قال لنفسه وهو يتمتم: "هذه الفتاة، لماذا تخوض المحنة فجأة؟ نتمنى لها النجاح! "
وبينما كان الجميع يحبس أنفاسه ترقبًا، أضاء البرق السماء فجأة بوميض مبهر، تبعته بداية نزول محنة الصاعقة رسميًا
البرق الأول كان مثل تنين يخرج من البحر، ضرب مباشرة مكان يي زييوان
رفعت يي زييوان يدها اليمنى، وظهر في يدها كنز سحري على شكل سوط طويل
لوحت به بخفة، فأطلق الكنز نورًا ساطعًا، واصطدم بالبرق، فانفجر دوي يصم الآذان
تصادم البرق مع السوط الطويل أثار عاصفة في السماء؛ كل ضربة جعلت الهواء المحيط يهتز، فترتعد أجساد المتفرجين
كانت حركات يي زييوان خفيفة ورشيقة، كتموج خافت، تنسج بين الصواعق، مستندة إلى تقنيتها البارعة في الحركة وزراعتها العميقة لحل كل صاعقة من المحنة واحدة تلو الأخرى
بدا أنها تجاوزت أول صاعقة بسهولة، لكنها كانت تعرف في قلبها أن هذا مجرد البداية؛ فالاختبار الحقيقي لم يأت بعد
كانت سمة طاقتها الروحية خاصة، مزيجًا من عناصر النار والخشب والأرض، وهو أمر نادر جدًا في عالم الزراعة
وهذا يعني أن طريقها في الزراعة كان مقدرًا أن يكون مليئًا بالأشواك؛ ليس فقط أن سرعتها في الزراعة بطيئة وتحتاج موارد أكثر، بل إن محنة الصاعقة التي تواجهها ستكون أعنف من تلك التي يواجهها أصحاب العنصر الواحد
لكنها، إن نجحت، فسيكون لديها تفوق كبير عند مواجهة المزارعين في نفس المستوى
وبينما تلاشت أول صاعقة، لم تُظهر الغيوم في السماء أي علامة ضعف، بل ازدادت اضطرابًا، وكأنها تجمع طاقة أقوى
كانت يي زييوان تعرف أن كل صاعقة تالية ستكون أقوى من سابقتها، وأن عليها أن تركز بالكامل وتبذل كل جهدها
جاءت الصاعقة الثانية مباشرة، وكانت أكثر سمكًا، تحمل هالة تدمير، تضرب بقوة هابطة
لم تجرؤ يي زييوان على الاستهتار، فحركت بسرعة الطاقة الروحية في جسدها، وتحوّل السوط الطويل في يدها تحت سيطرتها إلى شبكة دفاعية معقدة
تصادم بعنف مع البرق، وامتلأ الهواء برائحة احتراق، آثار تصادم الطاقة الروحية مع البرق
الثالثة... الرابعة... الخامسة...
تتابعت الصواعق، ودفاع يي زييوان بدأ يضعف تدريجيًا؛ ثيابها ابتلت بالعرق، ووجهها شحب قليلًا من شدة الإنهاك
لكن عينيها بقيتا ثابتتين، بلا تراجع، فهي تعلم أن تجاوز هذه المحنة هو الطريق الوحيد لاختراق مستوى الروح الجنينية والدخول إلى Realm جديد في طريق الزراعة
أما التشكيلات السحرية الوقائية المحيطة، فكانت تحت سيطرة الشيوخ، تبعث ضوءًا مستمرًا يثبت الفضاء المحيط، ليمنع تسرب طاقة المحنة وإيذاء الأبرياء
أما رئيس الطائفة تشو بايداو فقد كان في أقصى تركيزه، مستعدًا دومًا لأي طارئ قد يحدث
وعندما ضربت الصاعقة الثامنة، شعرت يي زييوان بالعجز؛ كانت طاقتها الروحية قد أوشكت على النفاد، وجسدها يتمايل على وشك السقوط
"أخيرًا، إنها الصاعقة الأخيرة، هيا بنا!"
لمست يي زييوان السوار في يدها، وامتصت بسرعة الطاقة الروحية الموجودة فيه
كان ذلك هدية من لي شانغيان عندما أصبحت معلمته
وكان مصنوعًا أيضًا من أحجار روحية عالية الجودة، فامتصت الطاقة فيه بجنون، ما مكنها من استعادة بعض طاقتها قبل أن تضرب المحنة
وفي تلك اللحظة، نزلت الصاعقة التاسعة بقوة نحوها!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها
المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ