📖 ﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾ [يوسف: 76]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التاسعة من صواعق المحنة تحولت في الواقع إلى عمود برق سميك مثل ساق فيل
هزّت يي زييوان السوط الطويل في يدها، فبدأ السوط الناعم يتصلب، متحولًا في لحظة إلى رمح طويل صلب
أمسكت بالرمح الطويل، وكان طرفه محاطًا بالطاقة الروحية الحمراء والخضراء والصفراء
دون أي تردد آخر، خطت يي زييوان بخفة بقدميها في عالم الفراغ واندفعت مباشرة نحو عمود البرق ذاك
جسد بشري
رمح طويل
عمود برق
اصطدموا في لحظة، مطلقين هديرًا يصم الآذان
دوويييم
أمام نظرات الحشد المذهولة، ذلك العمود المرعب من البرق تحطم بالفعل
في هذه اللحظة، كانت يي زييوان تلهث قليلًا
لكن مع وقفتها التي لا تُقهر وجمالها البديع، وقفت شامخة في عالم الفراغ، تاركة صدمة لا مثيل لها في قلوب كل من كان يراقب من طائفة شوان يوان
"أخيرًا نجحت"
ظهرت الدهشة والغيرة في أعين جميع المراقبين
حتى رئيس الطائفة تشو بايداو لم يستطع أن يمنع نفسه من إظهار ملامح الفرح، وكان على وشك قول شيء
لكن ملامحه تغيرت قليلًا
لي شانغيان من بعيد كان يحدق في معلمه، وعيناه تحملان حيرة
فجأة سأل أخاه الأكبر بجواره: "أخي الأكبر، ماذا يحدث بعد اجتياز المحنة؟"
أجابه أخوه الأكبر باستهانة: "طبعًا، تتلاشى غيوم المحنة، وتمنح مشيئة العُلى البركة، وتنزل الندى الحلو، ويخترق من يجتاز المحنة نواته ليشكل روحًا جنينية، محققًا القوة العظمى لخبير الروح الجنينية"
تجهم وجه لي شانغيان أكثر عند سماع هذا، وأشار إلى غيوم المحنة التي لم تتبدد بعد في السماء: "إذن لماذا لم تتبدد غيوم المحنة؟"
صُدم أخوه الأكبر أيضًا عند سماع ذلك، وتمتم: "هذا ليس طبيعيًا! في العادة، لا يوجد أكثر من تسع محن برقية"
ألقى لي شانغيان نظرة على معلمه، الذي بدا مرهقًا قليلًا، فتغير تعبيره بشكل كبير، واندفع نحو قمة الجبل
في هذه اللحظة، لم يعد لديه أي فكرة عن إخفاء قوته، كان يريد فقط الوصول إلى القمة بأسرع ما يمكن
وفي الوقت الذي كان فيه الجميع غارقين في صدمة نجاح يي زييوان في تحطيم المحنة البرقية التاسعة، تغيرت السماء فجأة
السماء، التي كان ينبغي أن تتضح تدريجيًا مع انحسار المحنة البرقية، عادت لتجتمع فيها غيوم سوداء كثيفة، ودوى الرعد، وكأن السماء كانت تُعِد لعاصفة أكثر رعبًا
"هذا... ما الذي يحدث؟"
في أرجاء طائفة شوان يوان، سواء التلاميذ أو الشيوخ، ارتسمت الدهشة على وجوههم، وحدقت أبصارهم في السماء، وامتلأت قلوبهم بالقلق والارتباك
حتى يي زييوان بدت مذهولة قليلًا؛ فعلى الرغم من أنها مارست الزراعة الروحية لسنوات عديدة، لم تر قط مثل هذا التغير بعد محنة البرق
الرمح الطويل في يدها لا يزال يبعث طاقة روحية ثلاثية الألوان، لكنه بدا باهتًا وسط هذا التغير المفاجئ
أخذت نفسًا عميقًا، كابحة الأمواج المضطربة في قلبها، مستعدة لمواجهة التحدي المجهول
"هل يمكن أن تكون... المحن البرقية الأسطورية الاثنا عشر؟"
من بين الحشد، ارتعش صوت شيخ مسن، وكان صوته ممتزجًا بالرهبة وعدم التصديق
في عالم الزراعة الروحية، محن البرق الاثنا عشر نادرة للغاية؛ ويقال إنه لا يواجهها إلا من يملكون موهبة استثنائية وزراعة روحانية تتحدى العُلى
وبمجرد اجتيازها بنجاح، لا تزداد زراعة المرء بشكل هائل فحسب، بل قد يحصل أيضًا على هدية غامضة من بين السماء والأرض
عند سماع هذا، تلألأ بريق العزم في عيني يي زييوان
مهما كانت الصعوبات والعقبات أمامها، فلن تتراجع، لأن هذا كان طريقًا ضروريًا في رحلة زراعتها الروحية
وكانت هذه أيضًا أفضل فرصة لها لإثبات نفسها؛ أرادت إسكات كل من في الطائفة ممن شككوا بها
بعد فترة من الغليان، أكملت غيوم المحنة في منتصف السماء تكثيف المحنة البرقية العاشرة
ومع نزول أول محنة برقية جديدة، تجاوزت قوتها أيًّا من سابقاتها
ذلك الضغط المرعب جعل حتى تشو بايداو، الخبير القوي في المرحلة المتأخرة من مستوى الروح الجنينية، يشعر بوطأة
اضطرت يي زييوان إلى بذل كل ما لديها، ملوحة برمحها الطويل، مطلقة تدفقًا غامرًا من الطاقة الروحية، لتدخل في صراع شرس مع محنة البرق
نزول كل محنة برقية كان يزيد من استهلاك قوتها الروحية؛ صار وجهها شاحبًا تدريجيًا، وبدأ جسدها يهتز
"الشيخة يي، تابعي!"
"يجب أن تصمدي!"
صرخ تلاميذ طائفة شوان يوان بالتشجيع، وقلوبهم ترتفع وتهبط مع معركة يي زييوان، كلهم يأملون أن تتمكن من خلق أمر عجيب
في هذه اللحظة، لي شانغيان، الذي كان يجري بسرعة، أبقى بصره مثبتًا على يي زييوان، وكان قلبه ممتلئًا بقلق شديد
كل أفكار لي شانغيان كانت منصبة على يي زييوان؛ أراد بلا وعي أن يواصل التسارع
لم يكن يعرف ماذا يمكن أن يفعل عندما يصل إلى تلك المحنة البرقية المرعبة، لكنه كان يريد فقط الاقتراب من معلمه
"معلمتي، يجب أن تصمدي!"
أسرع
أسرع أكثر
باتت سرعة لي شانغيان أسرع وأسرع، أسرع وأسرع
الريح المصفرة بجانب أذنيه أطلقت هديرًا
فجأة، وكأنه استنار، شعر بجسده يخف، وإذا به يطفو فعلًا
لقد تمكن من الطيران!
في هذه اللحظة الحرجة، أدرك لي شانغيان بلا قصد تقنية تفادي الريح
لكن لم يكن الوقت مناسبًا للتفكير فيما إذا كان يستطيع الطيران، بل كان الأهم أن يقترب من يي زييوان بسرعة هائلة
وفي الوقت نفسه، رفع يديه، فأطلق عنقودًا من الحجارة الروحية عالية الدرجة التي كانت تبعث بريقًا ناعمًا نحو يي زييوان
"معلمتي، أمسكي!"
كانت يي زييوان تُجبر على التراجع أمام محنة برقية عندما شعرت فجأة بتقلب مألوف في الطاقة الروحية؛ فأدارت رأسها بسرعة
رأت لي شانغيان يحدق بها بقلق، وذلك العنقود من الحجارة الروحية عالية الدرجة يطير نحوها
اهتز قلبها، وفهمت فورًا نية لي شانغيان، فمدت يدها دون تردد وأمسكتها، ثم بدأت بلهفة تمتص الطاقة الروحية الكامنة فيها
مع تدفق الطاقة الروحية من الحجارة الروحية عالية الدرجة داخلها، بدا أن جسد يي زييوان يستعيد الحيوية؛ تعافت قوتها الروحية بسرعة، وعادت الطاقة الثلاثية الألوان لتصبح متألقة من جديد
أطلقت زئيرًا طويلًا نحو السماء، ولوحت برمحها الطويل، وشطرت المحنة البرقية القادمة إلى نصفين، وهالتها تعلو كقوس قزح
تحطمت المحنة البرقية العاشرة
"أحسنت!"
انفجرت طائفة شوان يوان بالهتاف، وارتسمت ابتسامة ارتياح على وجه لي شانغيان
أما الشيوخ والموكلون على القمة، فقد أظهروا تعابير حائرة عند رؤيتهم لتلميذ غريب يظهر فجأة
وتشو بايداو ووانغ يوان بديا وكأنهما شاهدا شبحًا!
لو لم تخنهما أعينهما، فقد طار لي شانغيان إلى هنا؟
ألم يكن مجرد تلميذ جديد، في مرحلة تكثيف الطاقة الروحية فقط؟
هذا التلميذ... ليس عاديًا!
لكن لم يكن الوقت مناسبًا للتحقيق في الأمر
فالمحنة البرقية في السماء بدأت تتكثف مجددًا
لكن لا يزال هناك بعض الوقت قبل نزول المحنة البرقية الحادية عشرة
استغلت يي زييوان هذا الوقت بجنون لامتصاص عنقود الحجارة الروحية عالية الدرجة بحجم الرأس
في غضون بضعة أنفاس فقط، امتصت تلك الحجارة الروحية تمامًا، وتحولت إلى غبار
وفي تلك اللحظة بالذات نزلت المحنة البرقية الحادية عشرة
لكن حالة يي زييوان كانت قد تعافت كليًا، وظهرت نظرة عزم في عينيها
"هيا بنا!"
هزّت الرمح الطويل في يدها، فظهرت صورة طائر الفينيق الناري الثلاثي الألوان
"رمح الفينيق الناري!"
عندما نزلت المحنة البرقية الحادية عشرة، بدا أن العالم بأسره قد غمرته الصواعق؛ انهمرت الصواعق كالشلال، وكانت قوتها مذهلة
حتى وهي في كامل حالتها، شعرت يي زييوان بضغط غير مسبوق
بذلت كل قوتها، دافعة قواها الروحية الثلاثية إلى أقصاها، وخاضت صراعًا يائسًا مع محنة البرق
وفي اللحظة التي ظن فيها الجميع أن يي زييوان على وشك أن تنهار، أغمضت عينيها فجأة
انبعث من جسدها كله بريق خافت، وكأنها تتناغم مع الطاقة الروحية بين السماء والأرض
في تلك اللحظة، بدا أنها اندمجت مع الطبيعة، وأصبحت جزءًا من العالم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها
المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ