رواية العبور بين عالمين العالم الحديث وعالم الزراعة الروحية

📖 {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شعرت يي زييوان بالخجل

بعد أن تبادل الاثنان مشاعر عميقة، أصبحت علاقتهما أقرب بكثير

لكن يي زييوان بدت غير قادرة على تحمل هذا الجو، فطردته للخارج

قالت إنها ستدخل في عزلة تدريبية من جديد لصقل ثمرة هبة السماء والأرض، ولن تخرج إلا من أجل مراسم الاحتفال بعد ثلاثة أيام

لي شانغيان، وقد شعر بالعجز، لم يكن أمامه خيار سوى التخلي عن فكرة مواصلة الحديث مع معلمته، وعاد إلى فناءه الصغير

بعد عودته، أصيب بالدهشة حين وجد أن كل الأعشاب الروحية المزروعة في الفناء الخلفي قد نضجت

تفاجأ قليلًا من السرعة المفاجئة في نمو هذه الأعشاب الروحية، لكنه سرعان ما فهم السبب

اليوم، بعد اختراق يي زييوان، ساعد المطر السماوي العذب على نمو هذه الأعشاب الروحية

وبمجرد أن فكر في ذلك، لم يستطع لي شانغيان إخفاء فرحته

بعدها حصد فورًا الأنواع الخمسة من الأعشاب الروحية: عشبة دم التنين، زهرة الإبرة الثلاثية الخشبية، ثمرة تنين النار، خلاصة الهوانغ ليان، وكرمة الخشب الأخضر

ثم قام بمعالجتها وتحويلها إلى أعشاب روحية قابلة للتخزين

وفوق ذلك، بقي الكثير من البذور لهذه الأعشاب الروحية

أعاد لي شانغيان زرعها استعدادًا لجولة الحصاد القادمة

وهذه الأعشاب الروحية كانت هي المواد الخام لحبة تقوية الجسد، وبمجرد أن يتعلم طريقة صقل حبة تقوية الجسد من سو ديكواي في المرة القادمة، سيتمكن من ممارسة الصقل بنفسه

في ذلك الوقت، كان سيبيعها في العالم الحضري، وكان واثقًا أن الجيش سيكون مهتمًا بها للغاية، وبالتالي لن يقلق بشأن المبيعات على الإطلاق

وبعد انتهائه من هذه الأمور، كان المساء قد حل بالفعل، فعاد لي شانغيان إلى العالم الحضري

"لي شانغيان، لقد انتهت جميع إجراءات وأوراق شركة أدوية شوانشيان، متى تنوي افتتاح العمل؟"

كان لي شانغيان، الذي استيقظ لتوه، قد تلقى اتصالًا من تشين رونغيوان

ابتهج لي شانغيان عند سماع ذلك: "بهذه السرعة؟"

قالت تشين رونغيوان بفخر: "بالطبع، من تظن أنه قام بالأمر؟"

ظاهريًا، كانت شركة أدوية شوانشيان مجرد شركة دوائية عادية

أما بالنسبة لعائلة تشين، فإن التعامل مع أمر صغير كهذا بنفوذهم كان أشبه باستخدام مدفع هائل لقتل بعوضة

ضحك لي شانغيان: "هيهي، مع تدخّل الآنسة تشين، يصبح الأمر بلا جهد طبعًا"

سألت تشين رونغيوان فجأة: "بالمناسبة، لم تخبرني بعد ما هي الحبوب الطبية التي ستبيعها؟"

ابتسم لي شانغيان: "لا يوجد يوم أفضل من اليوم، ما رأيك أن نفتتح اليوم؟ ستعرفين ما نبيع حينها"

تجعد أنف تشين رونغيوان وأطلقت شخيرًا خفيفًا: "همف، ما زلت تخفي الأمر عني، لكن هل يكفي الوقت اليوم؟"

قال لي شانغيان: "وما الذي لا يكفي؟ الحبوب الطبية تعتمد على السمعة، سنبدأ باستخدامها على نطاق صغير، ولاحقًا قد لا يتمكنون من شرائها حتى لو سعوا وراءها"

"ما رأيك أن تتكلفي بدعوة بعض المعارف، واليوم سأدع الجميع يوسّعون آفاقهم!"

في الحقيقة، لم يكن بحاجة حتى لتذكيرهم؛ فبمجرد أن علمت عائلة تشين أنه يستعد لافتتاح شركة أدوية، بدأوا بالفعل في الترويج لشركة شوانشيان، ينتظرون فقط موعد الافتتاح الرسمي

قبل أيام قليلة، وبينما كان لي شانغيان يتدرب بهدوء على الزراعة الروحية، كانت هناك بالفعل هزات في أوساط النخبة في مدينة وو

لقد استغربوا كثيرًا من أن عائلة منخفضة الظهور مثل عائلة تشين ترعى شركة دوائية حديثة التأسيس

هذا الأمر غير المألوف أثار فضولهم الكبير

ولحسن الحظ، كان لي شانغيان قد طلب من يانغ جينشيو قبل أيام أن تخطط مسبقًا، لتكون جاهزة للانطلاق في أي وقت

كانت يانغ جينشيو قد انتهت للتو من بعض أمور عائلتها حين تلقت اتصالًا من رئيسها يخبرها بأنه سيفتتح شركة أدوية، الأمر الذي أصابها بالذهول

ألم يقل إنه سيدخل في تجارة الذهب واليشم؟ لماذا تحول فجأة إلى الأدوية؟

هذا التغير المفاجئ كاد أن يحطم خصر يانغ جينشيو الرقيق

ومع ذلك، فإن قدرة رئيسها على الحصول على تصاريح شركة أدوية في مثل هذا الوقت القصير أثبتت بشكل غير مباشر القوة الاستثنائية التي تقف خلفه

لم تقل يانغ جينشيو شيئًا إضافيًا، ولم تكن لتتجرأ أن تعترض

وأثناء انشغالها في التحضيرات المستعجلة لمراسم افتتاح شركة شوانشيان للأدوية، التقت يانغ جينشيو للمرة الأولى بتشين رونغيوان

لقد كانت فتاة تشبه زهرة بشرية ثرية، نقية، جميلة، وبريئة

لكن هالتها غير المقصودة ومعارفها الواسعة جعلت يانغ جينشيو، بخلفيتها العائلية الفوضوية وانقطاعها عن الدراسة في الثانوية، تشعر بالدونية

ومع ذلك، فإن طبع يانغ جينشيو كان رقيقًا ومطيعًا بالفطرة، لذا سرعان ما انسجمت بشكل رائع مع تشين رونغيوان

كما أن لي شانغيان اطمأن لتوكيل الشؤون البسيطة الخاصة بافتتاح شركة شوانشيان لهما معًا

بالطبع، كانت يانغ جينشيو قد جندت بعض الموظفين سابقًا، إضافةً إلى الأصدقاء الثلاثة المشاغبين للي شانغيان

وبذلك صار لدى شركة شوانشيان ما يقارب عشرة موظفين

… … … …

الساعة الثانية ظهرًا في ذلك اليوم

كان مبنى المكاتب المنفصل الذي اشتراه لي شانغيان قد جرى ترميمه قليلًا بواسطة تشين رونغيوان ويانغ جينشيو

وبمزج هيبة الطراز التاريخي الأصلي مع بعض التعديلات البسيطة، تحوّل إلى مبنى مكاتب جديد بطراز صيني حديث

ومن أجل مراسم الافتتاح اليوم، جرى تحويل الطابق الأول إلى منطقة عرض تشبه صالة عرض السلع الفاخرة

كان لي شانغيان قد أخرج الحبوب الطبية مسبقًا، ووضع القوارير الخزفية الصغيرة واحدة تلو الأخرى على رف العرض

هذه المرة، كان مستعدًا لبيع خمسة أنواع من الحبوب الطبية

وهي حبة الجمال، حبة البندقية الذهبية، حبة تثبيت الجوهر، حبة الاستعادة، وحبة تقوية الجسد

كانت الأنواع الأربعة الأولى من الحبوب الطبية تندرج ضمن المستوى الأول، والأعشاب الروحية المطلوبة لصقلها شائعة نسبيًا

غير أن تشو يانغ كان يحتاج بعض الوقت لصقلها، لذا لم يكن المعروض للبيع منها كثيرًا، حوالي 300 حبة من كل نوع

أما حبة تقوية الجسد فهي من المستوى الثاني، بفاعلية استثنائية تصدم البشر العاديين

أراد لي شانغيان أن يجعلها كنز المتجر، فلم يحضر سوى ثلاث حبات فقط

كان من المقرر أن تبدأ مراسم الافتتاح في الساعة الثانية وثماني عشرة دقيقة، وهو وقت مبارك

غير أنه بفضل نفوذ عائلة تشين، كان قد وصل بالفعل سبعة وستون شخصًا

ولحسن الحظ، كان هذا الفناء المستقل واسعًا، وإلا لما تمكن من استيعاب هذا العدد الكبير، ولأصبح المشهد محرجًا

ويجب أن نعرف أن من حضروا كانوا ممثلين عن العائلات القوية والنافذة في مدينة وو، بل وحتى الكثير من المسؤولين الحكوميين حضروا

فعلى سبيل المثال، حضر رئيس هيئة الدواء، وكان حضوره أمرًا طبيعيًا ضمن نطاق عمله

لكن حتى تشاو كانغ، المسؤول الأعلى في مدينة وو، جاء بنفسه

وهذا ما صدم كثيرًا من الناس

خصوصًا شيه جونلي، وتشنغ يوان، وفان يي، ويانغ جينشيو، وكل موظفي شركة شوانشيان

رغم أنهم لم يتعرفوا على الكثير من الحاضرين، إلا أن رؤيتهم لهالاتهم المميزة جعلتهم يخمنون مكانتهم الرفيعة

لكن حين ظهر تشاو كانغ، المسؤول الأعلى الذي اعتادوا رؤيته في صحيفة مدينة وو اليومية، أصيب شيه جونلي والبقية بالذهول

لي شانغيان، هذا الأخ الجيد، يمتلك خلفية قوية إلى هذا الحد!

في تلك اللحظة، كان لي شانغيان أيضًا يتعرف على العديد من الأشخاص، برفقة تشين فن وتشين رونغيوان

ورغم أن الجميع جاء من أجل عائلة تشين، إلا أنهم لاحظوا أن الجيل الثالث من العائلة يعامل ذلك الشاب المجهول بطريقة مختلفة تمامًا

وكان الجميع أذكياء، فلم يكن أحد ليتجرأ على استفزازه

لقد رفعوا مكانة هذا الشاب عاليًا في قلوبهم، وتعاملوا معه بحفاوة بالغة

وبعد جولة من التعارف، صار في يد لي شانغيان كومة من بطاقات الأعمال

ومعظمها كانت بطاقات خاصة لا تحتوي سوى على أسماء ومعلومات اتصال

وفي تلك اللحظة، أثار ظهور بعض الشيوخ صدمة جديدة لدى الحاضرين

لقد جاء العجوز تشين بنفسه

وخلفه العجوز شين، والطبيب يانغ المختص بالصحة، وأربعة شيوخ مجهولين

لم يتعرف عليهم لي شانغيان، لكن تشاو كانغ وكثير من الحاضرين فعلوا

لقد كانوا شيوخ عائلات تشاو، وسون، وتشو، ويو في مدينة وو

والأهم من ذلك أنهم جميعًا كانوا وزراء متقاعدين

والآن جاؤوا معًا لحضور افتتاح شركة دوائية صغيرة

فما نوع الخلفية التي يمتلكها هذا الشاب المسمى لي شانغيان؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك

أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها

المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ