📖 {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ ۚ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ} [الشورى: 28]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ابتسم لي شانغيان وقال: "بما أنكم يا أيها الشيوخ تحبونه، فبإمكان كل واحد منكم أن يأخذ بعضًا منه لاحقًا"
"ليست هناك كمية كبيرة، لكن يمكن لكل واحد منكم أن يحصل على مئة غرام"
قدّر لي شانغيان أن أوراق الشاي التي حصل عليها من يي زييوان يجب أن تكون نحو كيلوغرام إلى كيلوغرام ونصف
كان كل من حضر يعشق الشاي، وقد تلألأت أعينهم عند سماع كلماته
ضحك العجوز شين وقال: "هاها، لي شانغيان، إذن لن نتحرج"
وبصفته شخصًا يتعامل مع النباتات طوال العام، كان تفكيره أعمق
فهذا الشاي بدا مختلفًا عن أشجار الشاي العادية، إذ إن مظهره وطعمه ورائحته كلها غير مألوفة
يمكنه أن يطلب من لي شانغيان بعض الشتلات الحية لدراستها لاحقًا
حتى تشاو كانغ، المسؤول الأعلى في مدينة وو، لم يعترض. فلو أن شخصًا عاديًا قدم له هدية، لرفضها بلا رحمة
لكن هذا الشاي كان بالفعل فرصة نادرة قد لا تتكرر، فقبله بسرور
كان تشاو كانغ فضوليًا للغاية: ما خلفية هذا الشاب الذي ظهر فجأة؟
ولماذا يستطيع إنتاج هذا الكم من الأشياء الجيدة؟
حتى العجوز تشين عامله باحترام بالغ، ليس وكأنه يرشده، بل وكأنه يتملقه
فكرة كهذه خطرت فجأة في ذهنه، فأفزع نفسه
فالعجوز تشين قائد على مستوى وطني
عندما رأى لي شانغيان أن الجميع يمدحون هذه الشاي الروحي بهذا القدر، اضطرب قلبه
هذا... هذا يبدو أيضًا وكأنه كنز
والكنوز يمكن بيعها مقابل المال
حتى شاي بان تشانغ العجوز الذي بلغ ثمنه 188000 يوان، وُجد أحمق على استعداد لشرائه
فما بال الشاي الروحي الغني بالطاقة الروحية الذي جلبه من عالم الزراعة الروحية، ألن يكون من المعقول بيعه بمبلغ 188000 يوان لكل خمسين غرامًا؟
وبينما كان يفكر في ذلك، شعر لي شانغيان أن آفاقه تتسع أكثر
في السابق، كان لا يزال يحمل بعضًا من عقلية العامة
دائمًا ما يفكر في المتاجرة بالمعادن الثمينة كالذهب والفضة
ثم فكر في الحبوب الطبية
همم، في الواقع، بعض أنواع الشاي الفاخرة الغنية بالطاقة الروحية، وكذلك الخمور وسلع أخرى عالية القيمة، يمكن أن تنجح أيضًا
ويبدو أن شركة شوانشيان الدوائية ستصبح في المستقبل مجموعة شوانشيان، وسيتوسع نطاق أعمالها بشكل كبير
وبينما كانت أفكاره تسرح بعيدًا، دُفع باب قاعة الاجتماعات ليفتح
وكانت تشين رونغيوان هي من دخلت، ووجهها متورد، وملامحها تحمل بعض الإثارة
قالت بحماس: "لي شانغيان، جميع تلك الحبوب الطبية قد بيعت!"
وأضافت متحمسة: "خمن كم بلغت إيراداتنا؟"
قال لي شانغيان باستهتار: "أقدّر أنها بين سبعمئة إلى ثمانمئة مليون"
قهقهت تشين رونغيوان وقالت: "هيهي، لقد تجاوزت 1.4 مليار!"
سألها لي شانغيان بدهشة: "كيف يمكن أن يكون المبلغ بهذا القدر؟"
شرحت تشين رونغيوان: "حبّة حبوب التجميل بيعت بمليوني يوان للحبة. أما حبوب تثبيت الجوهر، وحبوب البندقية الذهبية، وحبوب التجديد، فقد بلغ متوسط سعر كل واحدة منها 250000 يوان، وبعنا ثلاثمئة حبّة من كل نوع"
"بالإضافة إلى ذلك، بيعت حبّة التهذيب الجسدي المدهشة بمئتي مليون يوان للحبة، حيث اشترت عائلة تشين، وعائلة تشاو، وعائلة يو واحدة لكل منهم"
وعند سماع هذه الأسعار، حتى العجوز تشين والعجوز شين والعجوز تشاو وغيرهم ممن اعتادوا على مثل هذه الأمور، شعروا بالصدمة إلى حد ما
لقد حققت شركة شوانشيان الدوائية إيرادات مرعبة كهذه في يوم افتتاحها، ومع عدد قليل جدًا من العملاء
كان هذا العمل حقًا مدهشًا
وفوق ذلك، كانت فعالية تلك الحبوب الطبية مروعة بالفعل
وجود يتجاوز المنطق، مثل حبوب التهذيب الجسدي وحبوب التجديد، جعل الجميع لا يسعهم إلا أن يشعروا ببعض الغبطة
وخاصة الدكتور يانغ، الذي كان أستاذًا في الطب وأنقذ عددًا لا يحصى من الأرواح، فقد كان يدرك قيمة تلك الحبوب أكثر من غيره
لكن للأسف، كانت الحبوب الطبية في يد لي شانغيان، وفوق ذلك لديه عائلة تشين وراءه
ولم يكن أستاذًا صغيرًا مثله قادرًا على التدخل
حتى عائلة تشاو وعائلة يو وغيرهما من العائلات لم يستطيعوا سوى النظر بشغف
وما لم يعرفوه هو أن الإيرادات بالنسبة للي شانغيان كانت ربحًا خالصًا تقريبًا
فالهامش الإجمالي للربح بلغ 99%
أما التكلفة، فلم تكن سوى يد عاملة وبعض أحجار اليشم الصغيرة
أمر مرعب ببساطة
غير أن!
السبب الذي جعل تشين رونغيوان تتحدث بحرية هكذا هو أن لي شانغيان كان قد ناقش الأمر مسبقًا مع عائلة تشين
إذ إن عائلة تشين دعت رؤساء مختلف العائلات، ممثلين مباشرة لقوى معينة
وما كان يريده لي شانغيان هو تعاون مربح للجميع
سواء كانت عائلة تشين أو تلك العائلات، فجميعهم شركاء يحتاجهم لي شانغيان في هذه المرحلة
كان يريد أن يبني بسرعة تحالفًا للمصالح كي يشكل مجال نفوذه بسرعة
فبعد كل شيء، القيام بذلك بمفرده سيكون بطيئًا جدًا
وكونه ذئبًا وحيدًا سيجذب بسهولة حسد الآخرين
وخاصة بعض الورثة من الجيل الثاني والثالث
وعلى الرغم من أن لي شانغيان لم يكن خائفًا، فإن وجود من يتكفل بالتعامل مع هؤلاء الناس سيوفر عليه العناء
ومع تحالف المصالح، ومع وجود الأتباع، ومع قوته الشخصية، سيضطر أي شخص يضمر نوايا سيئة للتفكير مرتين
وعندما رأى أن الأجواء قد تهيأت تمامًا، دخل في صلب الموضوع وقال: "أيها الشيوخ، هل أنتم مهتمون بالتعاون؟"
وعند سماع كلمات لي شانغيان، خفق قلب صن شيانغ وتشاو تشانغنغ وغيرهم
فقد كانوا بالكاد يصدقون آذانهم!
فما كانوا يقدّرونه لم يكن مقدار المال الذي سيجنونه، بل الفعالية الخارقة للحبوب الطبية
وبعد لحظة من التأمل، لم يتمالك يو دونغلاي نفسه وقال: "السيد لي، ما أفكارك؟"
ابتسم لي شانغيان بخفة وقال نصف مازحًا: "بصراحة، أنا أنحدر من إرث قديم خفي، يُدعى طائفة شيوان يوان!"
"ربما لم تسمعوا بها، لأن طائفتنا قاومت في الماضي الغزو الأجنبي، وتكبدت خسائر فادحة، واضطرت إلى الانسحاب من العالم لمئات السنين"
"غير أن شيوخ الطائفة حين كانوا على وشك العودة للظهور، وجدوا أن الزمن قد تغيّر، لكن لحسن الحظ الجبال والأنهار ما زالت قائمة"
"لكن العصر الحالي تغيّر كثيرًا، ولم يعد بإمكانهم التكيف معه، لذا اختاروني كتلميذ للطائفة، وأيضًا كممثل لها"
"لم تكن نية شيوخ الطائفة التدخل في شؤون الدنيا، لكن حين رأوا أن العديد من الإرثات القتالية القديمة قد انقطعت، طلبوا مني أن أُشيع بعض ما ورثناه عن أجدادنا القدماء"
وعند سماع هذا، ومضة من الضوء لمعت حتى في عيني العجوز تشين
فمع أنه لم يسمع قط عن تلك الطائفة، إلا أنه شعر أخيرًا أنه كشف عن طرف من سر خفي
أما الآخرون، فأظهر بعضهم التأمل، فيما بدا على آخرين الحيرة
تابع لي شانغيان: "هاها، ليس أي من هذا مهمًا. اليوم طلبت من العجوز تشين أن يدعوكم يا أيها الشيوخ لأنني أريد التعاون معكم"
"فكرتي الأولية هي أن نؤسس معًا شركة لبيع الحبوب الطبية"
"شوانشيان الدوائية ستوفر الحبوب المكررة، ثم تقوم تلك الشركة ببيعها إلى الخارج"
وعند سماع هذا، أضاءت عيون الجميع!
كان هذا ببساطة أشبه بقطعة كعك تسقط من السماء!
سأل تشو هواجيان بجشع بعض الشيء: "إذن، هل يمكن بيع تقنيات صقل الحبوب الطبية؟"
ضحك لي شانغيان وقال: "هه، في هذه المرحلة، لن تُباع"
"وليس لأننا نريد احتكار تلك التقنيات، بل لأن المواد الخام غير كافية"
"فالمواد الطبية المطلوبة لصقل الحبوب موجودة حاليًا فقط داخل طائفتنا"
"ولهذا، في هذه المرحلة، لا يمكن سوى لطائفتنا صقلها"
"وفي الوقت نفسه، أتعاون مع العجوز شين، حيث طلبت منه أن يبحث في تقنيات الزراعة واسعة النطاق للمواد الطبية"
"وإذا نجح، فليس من المستحيل أن ننشر تلك التقنيات في المستقبل"
وعندما سمعوا أن لي شانغيان على استعداد حقًا لإعلان مثل هذه التقنيات المهمة في الصيدلة الروحية، أصبح نظر الجميع، بما فيهم تشين لينغيون، تجاهه مشوبًا بالحماس الشديد!
حقًا... سامٍ عظيم!
لكن ما لم يعرفوه هو أن لي شانغيان كان له اعتبارات أخرى!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها
المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ