رواية العبور بين عالمين العالم الحديث وعالم الزراعة الروحية

📖 {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} (يوسف: 21)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال تشاو كون بوجه يحمل الغيظ: "هل سنقف مكتوفي الأيدي ونتركه يصبح تهديدًا كبيرًا لنا؟"

نظر تشاو ليه إلى تشاو كون وقال بنبرة غضب وخيبة أمل: "سواء كان الأمر يتعلق بمذهب أو بسلالة إمبراطورية، فإن المواهب أمر لا غنى عنه لتصبح قوية"

"ما نريده هو طائفة شوان يوان قوية، لا طائفة آخذة في الانحدار"

"وإلا، حتى لو نجحنا، فسيبتلعنا باقي الطوائف المحيطة"

"لي شانغيان شخص موهوب، كان لدينا في الأصل فرصة لتجنيده"

"لكن بسبب نوبة غضبك اللحظية، أنت شخصيًا أبعدته"

اعترض تشاو كون: "لي شانغيان من سلالة تانغ الشرقية، كيف يمكننا أن نتجرأ على ضمه؟"

قال تشاو ليه: "لا يوجد أحد لا يمكن تجنيده، المسألة فقط إن كان لديك الوسائل الكافية!"

ثم توقف وأكمل: "لكن الأوان قد فات الآن، واحتمال تجنيده ضعيف، لذا يجب أن نقتله في وقت مبكر!"

عندما سمع هذا، ظهرت علامات الحماس على وجه تشاو كون

وسأل: "يا عمّي الأكبر، هل لديك خطة؟"

فكّر تشاو ليه قليلًا ثم قال: "تشو بايداو ما زال سيد الطائفة، ولم يحن الوقت لنكشف عن قوتنا، لذا بالتأكيد لا يمكننا أن نتحرك مباشرة"

"لي شانغيان ليس له أساس كبير في الطائفة؛ فهو يعتمد فقط على دعم تلك الفتاة المجنونة يي زييوان"

"وفوق ذلك، يبدو أن يي زييوان لاحظت بعض الأمور القديمة، وكانت دائمًا تنتقد قاعتنا الخاصة بالعقوبات"

"لذا، دعنا نتخلص من تلك الفتاة المجنونة أولًا، حتى لا تُفسد لاحقًا خطتنا إن جنّت"

في الحقيقة، كان هناك شيء آخر لم يقله: موهبة يي زييوان كانت تجعله غير مرتاح قليلًا

فبعد كل شيء، اختفاء والدي يي زييوان كان مرتبطًا به بشكل وثيق

ومتى ما اكتشفت ذلك، ستكون العواقب لا يمكن تخيلها

لذلك، كان من الأفضل التخلص منها الآن، ثم إيجاد فرصة لقتلها لاحقًا!

داخل الطائفة، كانت العيون كثيرة جدًا، مما جعل التحرك صعبًا

بعد سماع هذا، نقر تشاو كون بلسانه وقال بحسد: "لا أعلم كيف حالف الحظ ذلك الوحش لي شانغيان لينال دعم الشيخ يي"

في السابق، كانت يي زييوان قد قاتلت بضراوة داخل الطائفة لتتنافس على موارد الزراعة الروحية، وقد هزمت العديد من الشيوخ والموكلين والتلاميذ

الميزة كانت أنها حصلت على الكثير من الموارد، أما الجانب السلبي فهو اكتسابها للقب "رأس الشيطان"

حتى الكثير من الشيوخ الكبار كانوا مترددين في استفزازها

لكن لا بد من الاعتراف أن قوة يي زييوان وموهبتها كانتا بالفعل رائعتين

وفوق ذلك، جمالها كان مذهلًا بشكل لا يوصف

حتى في عالم الزراعة الروحية، حيث نادرًا ما تجد بشعًا، إلا أن يي زييوان كانت استثنائية، كأنها حسناء سماوية حقيقية

لذلك، داخل الطائفة، كان هناك الكثير ممن يضمرون أملًا خفيًا تجاهها

لم يتخيلوا قط أن أي رجل سينال رضا يي زييوان، ولم يتوقعوا أن يحدث ذلك بهذه السرعة

ألقى تشاو ليه نظرة عليه، وفهم الأفكار الصغيرة في قلبه

في الواقع، كان تشاو كون يكبر يي زييوان بسنوات، لكن مواهبهما كانت بعيدة كل البعد عن بعضها

قال تشاو ليه: "لا تدع رغبتك تؤثر على زراعتك الروحية، والأهم، لا تدعها تؤثر على خطتنا!"

أسرع تشاو كون بخفض رأسه ليعترف بخطئه، لكنه لم يستطع إلا أن يسأل: "يا عمّي الأكبر، هل تقصد… الشيخ يي؟"

وقام بحركة على عنقه بيده

هز تشاو ليه رأسه وقال: "كيف يمكن ذلك؟ دعك من قوتها الاستثنائية، فلا أحد يستطيع أن يهزمها بثقة إلا إن تحركت أنا شخصيًا"

"وفوق ذلك، إن فشلنا، ستكون العواقب لا يمكن تصورها"

سأل تشاو كون بحيرة: "إذن ما هي خطتك يا عمّي الأكبر؟"

وقف تشاو ليه ببطء وقال بنبرة غريبة: "جمال يي زييوان يعد من الطراز الأول حتى في عالم الزراعة الروحية. بجانب العديد من المعجبين بها في طائفتنا، الطوائف الأخرى كذلك"

كان خبر حصول طائفة شوان يوان على فرد قوي جديد من مرحلة الروح الجنينية وإقامتها احتفالًا بالأمر قد انتشر بالفعل بين الطوائف على بعد عشرات الآلاف من الأميال، محدثًا ضجة

في عصر نادرًا ما يظهر فيه خبراء تحول الروح أو تنقية الفراغ، كان خبراء مرحلة الروح الجنينية يُعتبرون من القوى المتوسطة إلى العالية

وقد قيل إنها لم تتجاوز الثلاثين من عمرها، وكانت أيضًا مزارعة روحية متعددة العناصر

هذا المستوى من الموهبة جعل العديد من الطوائف القريبة تشعر بالتهديد

وقد سُمع أن بطلة هذا الحدث كانت أيضًا مزارعة شابة فائقة الجمال وصغيرة السن

الكثيرون أضمروا نوايا مختلفة وأرسلوا مبعوثيهم لحضور الاحتفال

ومع تبقي يوم واحد على الحفل، كان حوالي عشرة مبعوثين من الطوائف القريبة قد وصلوا بالفعل إلى طائفة شوان يوان

ومن بين هؤلاء المبعوثين، كان هناك العديد من الشيوخ والتلاميذ المميزين من مختلف الطوائف الكبرى

ظاهريًا، جاؤوا ليهنئوا طائفة شوان يوان على حصولها على فرد قوي جديد في مرحلة الروح الجنينية، لكن في الحقيقة، كل منهم كان يضمر نوايا مختلفة

بعض الطوائف أرادت استغلال الفرصة لمعرفة القوة الحقيقية لطائفة شوان يوان

وأخرى كانت تنوي تشكيل تحالف، محاولةً توثيق الروابط عبر التحالف لمواجهة الأزمات المحتملة في المستقبل

وحتى أن البعض خطط سرًا لإغراء هذه المزارعة الشابة وضَمّها لطائفتهم

ففي عالم الزراعة الروحية، كانت مزارعة شابة وموهوبة في مرحلة الروح الجنينية بلا شك موردًا ثمينًا تتصارع عليه مختلف القوى الكبرى

داخل حديقة الأرجوان

التقى لي شانغيان بأستاذته مجددًا بعد يومين

في هذا الوقت، تغيرت هالة يي زييوان مرة أخرى

في الأصل، كانت يي زييوان مرتدية الأرجواني تبدو ذات طبع لطيف، لكنها الآن صارت أكثر سموًا، كأنها لم تعد امرأة من البشر

تلألأت عينا لي شانغيان: "أستاذتي، هل قمتِ بصقل ثمرة منحة السماء والأرض؟"

جلست يي زييوان برشاقة على الكرسي، وجمالها البديع يسرّ الناظرين

صدرها الممتلئ ارتفع عاليًا

ونسبة خصرها إلى وركيها المبالغ فيها أثارت الخيال بلا حدود

التقطت يي زييوان شايًا روحيًا من على الطاولة وأخذت رشفة خفيفة

ابتسمت وقالت: "ثمرة منحة السماء والأرض حقًا استثنائية، لقد صقلتُ منها جزءًا صغيرًا فقط، لكنه ثبّت عالمي بالفعل"

ضحك لي شانغيان موحيًا: "أستاذتي، غدًا هو الحفل، والطائفة كانت في غاية الصخب خلال اليومين الماضيين"

بالأمس، أعاد لي شانغيان الاتصال بلي يوانيي وآخرين، ورابطة دمائهم الطبيعية قرّبتهم على الفور

وقد صُدم لي يوانيي والآخرون حين عرفوا أن يي زييوان هي في الواقع أستاذة لي شانغيان

لم يتوقعوا أن هذا التلميذ الصغير لم يكن فقط موهوبًا، بل كان لديه أيضًا خلفية قوية في الطائفة

على عكسهم هم، الذين عاشوا حياتهم بفتور وظلوا مجرد تلاميذ داخليين عاديين

فهموا فورًا أن لي شانغيان سيكون أمل عائلتهم لي كلان في المستقبل

لذلك، ودون أي تردد، لم يعتمدوا على ألقابهم الفارغة كعمّ كبير أو كبير أو عمة للمطالبة بشيء من لي شانغيان

بل عاملوه بتواضع شديد، مبدين نيةً ضمنية بجعله قائدهم

عالم الزراعة الروحية هكذا واقعي

إن كنت قويًا، حتى الجد سيأتي ليكون تابعًا لك

كان لي شانغيان سعيدًا بطبيعة الحال ببناء علاقات جيدة معهم

فبعد كل شيء، لي يوانيي والآخرون كانوا قد قضوا عقودًا في الطائفة، وكانت لديهم بعض الروابط التي قد تكون مفيدة له

أما "الصخب" الذي أشار إليه لي شانغيان فكان معلومات نقلها له لي يوانيي والآخرون

بسبب الحفل، عاد العديد من التلاميذ الذين كانوا في مهام خارجية، ووصل أيضًا كثير من الناس من طوائف أخرى

وبعض من لي يوانيي والآخرين كانوا قد تلقوا مهام استقبال من الطائفة، لذلك كانوا يعرفون أكثر أو أقل عن نوايا الآخرين

عند سماع هذا، وضعت يي زييوان بهدوء كوب الشاي، ولمع بريق بارد في عينيها

"يا تلميذي، هل تقصد ألاعيب أولئك المبعوثين الغرباء من الطوائف؟"

أومأ لي شانغيان، والجدية ترتسم على وجهه

"بالضبط! يُقال إن بين هؤلاء الغرباء، هناك الكثير ممن يشككون في قوة ونوايا طائفتنا شوان يوان، بل وأكثر من ذلك، بعضهم ينوي إهانتك في الحفل"

ابتسمت يي زييوان ابتسامة خفيفة، كأنها كانت تتوقع كل هذا منذ زمن

"في عالم الزراعة الروحية، المصلحة أولًا والقوة أولًا؛ هذه هي طبيعة البشر. لكن إن تجرأوا حقًا على التحرك، فعليهم أن يزنوا قدراتهم جيدًا"

وبينما كانت تتكلم، انبعثت برودة خفية من عينيها

لقد مرت سنتان لم تتحرك فيهما، لذا لا بد أن الكثيرين قد نسوا لقبها "رأس الشيطان"

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك

أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها

المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ