📖 "وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ ۚ كَذَٰلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ"

الأعراف: 57

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مدينة وو، مخرج محطة القطار

"أبي، أمي، هنا!"

كان لي شانغيان واقفًا عند المخرج، ولوّح فورًا لوالديه لي ليانغتشينغ ويانغ ليان، بمجرد أن رآهما

عندما رأى والديه، وقد غزا الشيب شعرهما، اضطربت مشاعره

خلال هذه الفترة، صادف لي شانغيان فرصة عظيمة، فتغيّرت حياته تغيّرًا هائلًا، وكأنه وُلد من جديد

من دون أن يشعر، كان قد نضج كثيرًا، بينما والديه تقدما في العمر بصمت

قبل يومين فقط، حوّل مبلغًا كبيرًا لوالده، مما أدهش والديه كثيرًا

رتّبا شؤونهما في المنزل، واشتريا تذاكر القطار السريع صباح اليوم نفسه إلى مدينة وو، وكل ذلك للاطمئنان على ابنهما

كانت مسقط رأس لي شانغيان في المقاطعة المجاورة، ويستغرق الوصول إلى مدينة وو نحو ساعتين بالقطار السريع

في الليلة السابقة لاحتفال طائفة شيوان يوان، ما إن عاد وعي لي شانغيان إلى العالم الحضري، حتى وصله خبر أن والديه قادمان اليوم

فور استيقاظه غسل وجهه على عجل، ثم انطلق بالسيارة إلى المحطة

وبمجرد وصوله كان والداه قد خرجا للتو

ما إن خرجت من المحطة حتى تقدمت يانغ ليان بسرعة وأمسكت بذراع ابنها، تسأله باستمرار إن كان بخير مؤخرًا، وهل يأكل جيدًا، وهل يلبس ما يقيه البرد

دائمًا ما تكون أسئلة الأم ثلاثة: هل أنت بخير؟ هل شبعت؟ هل أنت دافئ؟

أما والده لي ليانغتشينغ فقد أمعن النظر فيه من رأسه حتى قدميه، قبل أن يقول: "همم، لا بأس، تبدو أكثر نشاطًا من قبل"

دعابة!

لي شانغيان الآن قادر على قتل ثور بضربة واحدة

قوته يمكن اعتبارها السقف الأعلى للبشر في هذا العالم، فكيف لا يكون مفعمًا بالطاقة؟

وفوق ذلك، بعد ممارسته الزراعة الروحية، أصبح أكثر وسامة، ومزاجه أكثر رقيًا، حتى بدا شخصًا آخر تمامًا عن السابق

قالت يانغ ليان بقلق: "لماذا جئت لتأخذنا؟ أليس الأمر متعبًا لتقطع كل هذه المسافة؟"

ضحك لي شانغيان: "ليس هناك تعب، جئت بالسيارة، مجرد ضغطة على دواسة الوقود"

تجمد لي ليانغتشينغ ويانغ ليان وسألا: "من أين لك سيارة؟"

"بالطبع اشتريتها!"

"قل لنا بصدق، من أين جئت بالمال؟"

كان والداه في غاية السعادة لرؤيته، لكنهما فجأة أصبحا جادين

نظر لي شانغيان حوله وقال: "أبي، أمي، لنعد أولًا إلى المنزل، فهذا ليس مكانًا للحديث"

"نعود؟ لقد وصلنا لتونا إلى مدينة وو، والآن تقول نعود؟"

ابتسم بمرارة: "آه... أخطأت التعبير، اتبعاني فقط الآن"

ثم قاد والديه نحو موقف السيارات

وحين رأيا أن السيارة التي يقودها ابنهم كانت "لاند روفر"، أضاءت عينا لي ليانغتشينغ

فلا يوجد رجل لا يحب السيارات، وعندما رأى هذا الوحش الكبير لم يستطع كبح رغبته في قيادته

لكن وجهه تغيّر بعد لحظة

يبدو أن مسألة ابنه ليست بسيطة

أن يتمكن من شراء سيارة يزيد ثمنها عن مليوني يوان

وقبلها حوّل له أكثر من 300 ألف

المبلغان معًا ليسا بسيطين، وهذا يجعل الأمر مثيرًا للريبة!

فكّر في الأمر، ثم تبادل نظرة مع يانغ ليان، وازداد القلق في عيونهما

لاحظ لي شانغيان تعابير وجهيهما، وفهم ما يدور في بالهما، فلم يقل شيئًا، بل انطلق يقود نحو الفيلا التي اشتراها مؤخرًا

بعد ساعة

أوقف السيارة بثبات أمام فيلا "العالم الملكي"

وعندما رأيا المجتمع السكني المحاط بالأجنحة والأبراج والجسور الصغيرة التي تعبر فوق المياه الجارية، أصيب لي ليانغتشينغ ويانغ ليان بالذهول

فهما مجرد موظفين صغيرين في شركات الدولة، قضيا أغلب حياتهما في المدينة الصغيرة بمسقط رأسهما

حياتهما لم تكن ثرية، لكنها مريحة، وقد شاهدا الكثير في حياتهما

لكن رؤية الفيلات ذات الطراز البستاني في "العالم الملكي"، وسعت من فهمهما لمفهوم السكن

"ابني، هل هذا...؟"

سألت يانغ ليان بدهشة وهي تقف عند باب الفيلا

ابتسم لي شانغيان وقال: "أبي، أمي، هذا منزلنا، لقد اشتريته مؤخرًا"

وقبل أن ينطقا، انفتح باب الفيلا الرئيسي ببطء

وظهرت امرأة شابة عند المدخل، ترتدي بدلة أنيقة، جميلة للغاية، وقوامها رشيق

كانت هذه هي يانغ جينشيو

بعد أن اشترى لي شانغيان الفيلا، طلب من يانغ جينشيو أن تساعد في ترتيب تنظيفها، وشراء الأثاث واللوازم اليومية

وقد تم تجهيزها بالكامل قبل يومين، ومع قدوم والديه اليوم، أصبح بإمكانهم الانتقال رسميًا

وعندما ذهب لي شانغيان ليأخذ والديه، طلب من يانغ جينشيو أن تعيد ترتيب كل شيء في المنزل مرة أخرى

رؤية والديه لهذه الفتاة الجميلة عند الباب جعلهما يشعران بالتحفظ قليلًا

لكن يانغ جينشيو بادرت بتحية رقيقة: "السيد لي، السيدة، الرئيس!"

"الر... رئيس؟" ازدادت دهشتهما

هذه الفتاة الجميلة كانت... موظفة عند ابنهما؟

ابتسم لي شانغيان شارحًا: "أبي، أمي، هذه يانغ جينشيو، مساعدة شركتي حاليًا"

"وبما أنني مشغول بأمور أخرى، فهي تتولى مساعدتي في إدارة شؤون الفيلا في هذه الفترة"

عينا يانغ ليان تلألأتا بالدهشة والفضول، فربتت على ذراع ابنها وهمست: "ابني، أي عمل كبير تديره الآن؟ حتى أن لديك مساعدة بهذه الجمال"

ابتسم قليلًا، وهو يدرك أن مصارحتهما بشأن الزراعة الروحية سيكون مفاجئًا جدًا

بل ربما لن يفهما أصلًا، لذلك قرر أن يستخدم تفسيرًا يسهل تقبله

"أمي، لقد طوّرت دواءً، وكانت نتائجه جيدة جدًا، والكثير من الرؤساء متفائلون بي"

"كما أنني قمت ببعض الاستثمارات، وحالفني الحظ، فحققت عوائد ممتازة"

"وجينشيو محترفة استأجرتها لتساعدني في بعض الأعمال اليومية"

استمع لي ليانغتشينغ، ورغم أن لديه أسئلة كثيرة، إلا أنه عندما رأى ثقة ابنه بنفسه، اختار أن يصدقه

"لي شانغيان، مهما فعلت، أنا وأمك سندعمك، لكن تذكّر دائمًا أن تسلك الطريق المستقيم، وألا ترتكب أي عمل غير قانوني"

"لا تقلق يا أبي، أنا أفهم" أجاب بجدية، ثم التفت إلى يانغ جينشيو قائلًا: "جينشيو، من فضلك اصحبي والديّ بجولة في الداخل، سألحق بكما بعد أن أركن السيارة جيدًا"

ابتسمت وأومأت، ثم مدت يدها بلطف لدعوتهما إلى الداخل

"السيد لي، السيدة، تفضلا، الشاي معد في الداخل، يمكنكما أن تستريحا قليلًا"

دخلوا الفيلا، وصُدم لي ليانغتشينغ ويانغ ليان من المنظر أمامهما

غرفة المعيشة الواسعة والمضيئة، والزينة الفاخرة، وأشعة الشمس الدافئة المتدفقة من النوافذ الممتدة إلى الأرض، غمرت المكان كله

كل هذا منحهم شعورًا غير مسبوق بالراحة والسكينة

"هل... هل هذا حقًا منزلنا؟"

كادت يانغ ليان ألا تصدق عينيها، وهي تتحسس الأريكة الناعمة، والدموع تتلألأ في عينيها، ليست فقط من الفرح، بل أيضًا من الفخر بإنجاز ابنها

أما لي ليانغتشينغ فقد بدا أكثر هدوءًا، يمعن النظر هنا وهناك، ويهز رأسه بين الحين والآخر، معجبًا سرًا بذوق ابنه وتميّزه

وفي الوقت نفسه، أصبح أكثر فضولًا لمعرفة كيف حقق ابنه كل هذا في فترة قصيرة

كانت يانغ جينشيو تعرّفهما على تفاصيل الفيلا، بينما تراقب ردود أفعالهما بعناية

وقد أحست بوضوح أن هذا الزوجين مجرد أشخاص عاديين

لطالما ظنت سابقًا أن لي شانغيان ينتمي إلى عائلة مرموقة، ولذلك امتلك كل ذلك الذهب

لكن الآن بدا أن لي شانغيان قد حظي فعلًا بفرصة استثنائية

ومع ذلك، كانت تشعر بغيرة كبيرة من تمتعه بوالدين بهذا التفهم

على عكسها هي، التي جاءت من عائلة مفككة، مليئة بالمشاكل

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك

أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها

المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/21 · 151 مشاهدة · 1121 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025