---

الفصل الثاني عشر: انفجار الهاوية

لم يكن من المفترض أن أكون هنا.

وجودي نفسه غيّر مسارًا كان مكتوبًا بدقة.

ومع ذلك، فحتى مع هذا التغيير...

الدماء لا تزال تسيل.

والسماء... لا تزال صامتة.

---

صرخات، صراخ، وهدير لا يتوقف.

منذ ساعات وأنا أركض. أقاتل. أقتل.

العمالقة لا يتوقفون.

والمباني تنهار كأوراق خريفية تحت أقدامهم.

كنت مرهقًا، عظامي تصرخ، أنفاسي متقطعة.

ورغم ذلك... ما زال هناك مدنيون.

لا يمكنني التوقف الآن.

أربعة عمالقة ضخام، غير عاقلين، يحيطون بي.

في عينيّ لا شيء سوى المهمة: اقتلهم... بأي ثمن.

"تنفس الصخر: الشكل الأول – ثقل الجلمود."

اندفعت، كتلة صخرية تتحرك بسرعة مرعبة، ضاربت رقبة أحدهم فطارت الدماء كنافورة حمراء.

لكن الآخرين لم يتراجعوا. أحدهم أمسك بساقي، ورماني كدمية نحو جدار منزل مهدم.

تكسّر الخشب، وشعرت بضلوعي تتشقق، لكني وقفت.

بصعوبة.

"تنفس الصخر: الشكل الثالث – صدع الشواهق!"

قفزة عالية، ودوران في الهواء. سيفاي يقطعان بسرعة موجّهة، كسرت فيها توازن عملاقين وأسقطتهما.

"تنفس الصخر: الشكل الرابع – رنين الهاوية."

ضربة مزدوجة في الهواء، تردد صداها في أطرافي وأنا أغوص بين أنياب عملاق ثالث.

الخامس... الأخير...

"تنفس الصخر: الشكل الثاني – ارتطام الحافة!"

اندفعت بهجوم صاعد من الأسفل، كسرت فيه فك العملاق، ثم زرعت نصليّ في عنقه حتى اخترقتهما من الخلف.

سقطت على الأرض بعده، ألهث بشدة، الدم يسيل من جبيني، يدي ترتجف.

ثم...

[تم التحقق من الأداء... مكافأة طارئة مُفعّلة.]

ظهرت أمامي نافذة... ولكن لم تكن كغيرها.

بل كانت... شريطًا رماديًا صغيرًا، يتحرك ببطء.

[تقدّم: 2%]

"ما هذا؟" همست، بينما أحدق في الخط الرمادي المتقدم ببطء.

[قالب العملاق المتفرد: وضع النمو.]

[يتقدّم الشريط كلما قضيت على عملاق. عند اكتماله، سيتم تفعيل القدرة.]

لم أفهم.

لكن لا وقت للفهم الآن.

صرخت طفلة من أحد الأزقة، وتبعتها والدتها المذعورة.

ركضت، رغم الألم، رغم جسدي المنهك، وتقدّمت لقتال اثنين آخرين.

قضيت عليهما، وسقطت على ركبتي.

[تقدّم: 10%.]

[هل ترغب بكشف معلومات عن "قالب العملاق المتفرد"؟]

[نعم/لا]

أومأت دون وعي.

[القالب المتفرد هو طراز نادر من العمالقة، لا وجود له في القصة الأصلية.]

[يتيح لك التحول إلى عملاق فريد قادر على استيعاب قوى العمالقة الآخرين عبر القتال.]

"ما...؟"

كأن الكلمات حفرت في جمجمتي.

لكن كل شيء توقف.

صرخة مألوفة اخترقت الضجيج.

نظرت ناحية الميدان الكبير... ورأيته.

إيرين...

كان يركض، سيفاه مكسوران، ينزف... ثم عملاق ضخم أمسكه.

"إيرين!" صرخت.

ركضت، لكن المسافة كانت بعيدة.

العملاق رفعه، و...

ابتلعه.

توقفت خطواتي.

الزمن... توقف.

كان كل شيء يتهاوى من حولي.

[حدث رئيسي غير قابل للتغيير.]

[تم الكشف عن أربعة خيارات:]

1. تغيير الحدث وإنقاذ إيرين.

2. التدخل لإيقاف العملاق.

3. كسر تسلسل القصة.

4. ترك كل شيء كما هو.

نظرت إلى النافذة، ثم إلى السماء.

"الخيار الرابع."

صوتي خرج ضعيفًا، لكن حاسمًا.

[تم اختيار: ترك كل شيء كما هو.]

لم يكن ذلك ضعفًا... بل إدراكًا.

كان لا بد من هذا الألم.

"تنفس الصخر..." همست، وجسدي يهتز.

كل أشكاله الخمسة ترددت في ذهني:

الشكل الأول – ثقل الجلمود

الشكل الثاني – ارتطام الحافة

الشكل الثالث – صدع الشواهق

الشكل الرابع – رنين الهاوية

الشكل الخامس – سكون المدى

لكن الآن...

في عمق يأس جسدي، وجدت ما لم يكن موجودًا من قبل.

صرخة قادمة من داخلي.

صرخة سميّتها...

"الشكل السادس – انفجار الهاوية!"

صرخت، واندفعت بقوة لم أختبرها من قبل، كل طاقتي تمركزت في نصل واحد.

قفزت، ودوّرت جسدي في الهواء، ثم قطعت رقبة عملاق ضخم، لم يكن أحد لاحظه خلف المنازل.

انفجرت الدماء، وتفكك رأسه كحجر يتفتت تحت الضغط.

سقطت على الأرض بعدها، لكن أحدًا لم يكن هناك ليراني.

كان ذلك جيدًا.

اقتربت بخطوات متثاقلة نحو أرمين، الذي كان يلهث قرب جدار مكسور.

كان جسده يرتعش، ودموعه تنساب.

"رين..." تمتم، وهو ينظر إليّ بذهول. "إيرين... لقد..."

"أعلم." قاطعته، بصوت بارد.

ثم ساعدته على النهوض، وسحبته معي بصمت.

كنا بحاجة للهرب... لمكان يتجمع فيه الجنود.

وقبل أن نبتعد، نظرت خلفي.

إلى المدينة التي تشتعل.

وإلى السماء التي ما زالت... صامتة.

لكن شيئًا في داخلي بدأ يتغيّر.

شيء يشبه...

الهاوية.

---

الجزء الثاني من الفصل 12 بعنوان - العملاق المهاجم ظهر

(كنت انوي جعله الفصل 13 ولكن لم ارد ان ابخل عليكم)

صمتٌ ثقيل خيّم على السماء الرمادية. أنفاس متقطعة، وعيون متعبة، وأجساد أنهكها الركض والقتال. فوق أحد أسطح المباني القريبة من المبنى الضخم الذي يحوي مستودع الغاز والشفرات، تجمّع رين وأرمين وميكاسا وراينر وآني وبيرتولت، بعد أن شقوا طريقهم بصعوبة وسط الخراب. كان الجميع يلتقط أنفاسه… أو يحاول.

رنّت أقدام رين فوق البلاط الحجري وهو يترنّح، لكن عينيه لم تزيغا عن الأرض المفتوحة أمامهم. الهواء كان ثقيلاً، كأنّه يحمل نذير شيءٍ عظيم… أو مخيف.

ثم جاء الصراخ.

صوت هائل مزّق السكون، تبعه هديرٌ أشبه بزئيرٍ يخرج من أعماق الجحيم.

شهق أرمين، "مستحيل..."

اندفع الجميع نحو حافة السطح، وعيونهم تتسع ببطء. في الساحة الممتدة، كان هناك عملاق… لكن ليس كغيره. ضخم البنية، عضلاته مشدودة بتفاصيل دقيقة، أطرافه مشتعلة بالحيوية، ووجهه… لا يملك جلدًا، فقط عضلات مكشوفة وأسنان بارزة تصرّ على الغضب.

اندفع هذا العملاق نحو مجموعة من العمالقة الذين كانوا يتجهون نحو المبنى. وفي حركة واحدة… سُحق رأس أحدهم تحت قبضته، بينما طار الآخر بجسدٍ مشوّه بعد أن رُكل كأنّه دمية قماشية.

كانت هناك قوة… وعنف… وهدف واضح.

راينر جفلت عيناه، وأني شهقت بحدة، بينما بيرتولت ابتلع ريقه بصوت مسموع.

همس رين لنفسه، "لقد ظهر… أخيرًا."

لم يكن هناك شكّ، حتى لو تظاهر الجميع بالحيرة. رين كان يعرف. هذا هو إيرين، وقد بدأ تحوله.

ومع كل ضربة يوجهها العملاق الجديد، كل صرخة يسحق بها أعداءه، كان هناك صدى آخر يرتدّ في داخل رين. كأن كل حركة تطرق على جدارٍ داخلي، توقظه من سباته.

"ما الذي يحدث؟" تساءلت ميكاسا بصوت منخفض، لكن نبرتها اهتزت. كانت تجهل، لا تدرك الحقيقة بعد.

"هذا العملاق..." همس أرمين، "يقاتل… لصالحنا؟"

"ليس مثل الباقين." قال رين وهو يضيق عينيه، "أكثر وعيًا… أقرب للإنسان…"

لكن رين لم يُكمل. ذلك أن العملاق، وكأنّه شعر بنهاية مهمته، انقض على آخر عملاق كان يزحف نحوهم. بطريقة وحشية خاطفة، شبك يديه حول رقبته، ثم مزق الرأس عن الجسد في مشهد مرعب.

سقط ذلك العملاق على ركبتيه… ثم هوى.

ومع سقوطه، سقط عملاق إيرين بدوره، كأنّ روحه قد انسحبت فجأة.

ركض الجميع، ومن بينهم رين، نحو الجسد العملاق الذي بدأ يتبخر ببخار كثيف. كانت ميكاسا أول من اندفع، عيناها تمزج الدهشة بالرجاء.

وحين شقت طريقها عبر بخار العملاق، وجدت إيرين… في قلب الجسد المتفحم، نائمًا كطفلٍ خرج من كابوس.

"إيرين!" صرخت، واندفعت تخرجه من عنق العملاق، بينما دموعها تسقط على وجهه.

أما رين، فكان واقفًا خلفها، عيناه معلقتان بإيرين… وجسده ساكن كأنّه تمثال.

لكن داخله… شيء آخر كان يتحرك.

لثانية، وبدون وعي، تحركت يده نحو مقبض سيفه. لم يكن ذلك بدافع الكراهية… بل شيء أعمق. ذاكرة ليست له، بل لمالك الجسد الأصلي، حين رأى عملاقًا يلتهم عائلته أمامه.

انفجرت الصورة في ذهنه، وصوت صرخات الأم ما زال يرن في صدره.

"لماذا… لم أكن أقوى حينها؟" تساءل في أعماقه، بينما أصابعه تشتد على السيف.

لكنّه تدارك الأمر، تنفس ببطء، وأجبر نفسه على التراجع.

أرمين، الذي كان واقفًا بجانبه، لاحظ عينيه للحظة.

"رين… هل أنت بخير؟"

"نعم." أجاب بوجه بارد.

لكن أرمين، بذكائه المعتاد، لاحظ… تلك العينان لم تكن بخير. كانت تغلي بكراهيةٍ لا تنتهي.

بالقرب منهم، بقي راينر وبيرتولت وآني واقفين في صمت، يحدقون في إيرين وكأنهم رأوا شبحًا. لم ينطق أحدهم بكلمة، لكن تعبيرات وجههم قالت الكثير… رعب؟ صدمة؟ ربما مزيج من كليهما.

رنّت الرياح فوق الأسطح، تحمل بقايا البخار والدخان، وكأنّها تُعلن عن نهاية معركة… وبداية شيء أعظم.

وبينما كان الجميع ينظر إلى إيرين كمعجزةٍ لا تُصدق، كان رين يعلم… أن هذه مجرد البداية.

---

[انا اتعب في اسلوب الكتابة وابحث عن بعض الكلمات في قوقل كي اوصف الوضع بشكل مناسب]

[ولكن لاني احب الأمر فانا ساستمر واتمنى ان لا تبخلو بتعليقات ايجابية]

2025/04/16 · 72 مشاهدة · 1209 كلمة
نادي الروايات - 2025