الفصل 17: محاكمة الوحوش
كان الصمت ثقيلاً، يُطبق على قاعة المحكمة العسكرية كما لو أن جدرانها نفسها كانت تحبس أنفاسها.
جلس رين في الصف الأمامي بجوار إيرين، مقيد اليدين لكن نظرته الفضية كانت حرة، تحوم فوق الوجوه المترقبة بشيء من الهدوء... بل الجمود. على الجانب الآخر، وقف النبلاء، أصحاب الملابس المزخرفة والنظرات المرتعشة، يتبادلون الهمسات والقلق يتسلل في أعماقهم.
"ذلك الفتى... ذاك المسمى رين... إنه ليس طبيعياً، لا أحد يقتل هذا العدد من العمالقة ويخرج حياً،" تمتم أحدهم.
قال آخر بصوت منخفض: "بل إنه أكثر رعباً من إيرين نفسه... ذلك الآخر لديه مشاعر، يمكننا التلاعب به، أما هذا؟ عيناه لا تعكسان سوى الصمت."
على المنصة، وقف القاضي الأعلى وأمامه قادة الجيوش الثلاثة. قائد الحامية بيكيس وقف متقدماً بخطوة، وجهه يحمل وقاراً نادراً ما يُرى عليه، قبل أن يتحدث بنبرة عالية:
"نحن هنا لنُقرر مصير إيرين ييغر... ورين."
ارتفعت الأصوات، فوضى من الآراء، أصابع الاتهام، ومطالب بالقتل، بالحجز، أو الاستغلال.
لكن حين وقف القائد إروين سميث، خيم الصمت على المكان مجدداً.
بصوته العميق قال: "أنتم ترون فيهما وحوشاً... لكننا نراهم أمل البشرية."
تبادل النبلاء النظرات، بينما أكمل قائلاً: "رين لم يُظهر عدواناً تجاه المدنيين يوماً. لم يخننا. لم يشكك بأمر. لقد أنقذ حياة عشرات الجنود، بل المئات، من بينهم أفراد في مناصب عليا. إن كنتم تخافونه... فذلك لأنكم لا تملكون القوة التي يمتلكها."
تبعته نظرات القائد بيكيس وهو يضيف: "بصفتي مسؤولاً عن قوات الحامية، أعترف أن ما فعله رين في سقوط تروست... يفوق ما فعلته فرق بأكملها. ولولا وجوده، ربما كنتم الآن تتوسلون للنجاة خلف الأسوار."
نظر أحد النبلاء للآخر وتمتم: "لكنهم خطر، لا نعرف متى ينقلبون علينا."
رد ثالث: "أجل... ولكن إن تم إرسالهم إلى فيلق الاستطلاع... بعيداً عن المدن، وتحت رقابة ليفاي، حينها يمكننا النوم بسلام."
وقف القائد زاكاري، الحاكم الأعلى، وقال أخيراً:
"بعد الاستماع إلى كافة الشهادات، وبعد مناقشة مطولة... تقرر أن يُسلَّم إيرين ييغر ورين إلى فيلق الاستطلاع، حيث سيكونان تحت المراقبة المباشرة للرقيب ليفاي."
ارتفع صوت أحدهم من الخلف: "هل نحن بأمان حقاً؟"
ليتقدم ليفاي، قصير القامة، بوجه جامد وصوت هادئ حاد: "من الآن فصاعداً، أي حركة مشبوهة... أي تجاوز... سيكون الرد من طرفي."
لم يحتج أن يصرخ، كان صوته وحده كفيلاً بإسكات كل قلق.
تنهد النبلاء براحة غريبة. وجود هذا الشيطان الصغير قد يكون الشر الأقل أمام شيطانين جديدين.
---
حين انتهى الاجتماع، وخرج رين من القاعة، لم يبدُ عليه التغيير. لا ابتسامة، ولا انزعاج، فقط خطوات ثابتة وعينان نصف مغلقتين تُخفيان طوفاناً داخلياً.
مشوا عبر طرقات طويلة حتى وصلوا إلى منزلٍ كبير في أطراف المدينة، مقر مؤقت لفريق فيلق الاستطلاع.
فتح الباب، ودخل رين أولاً.
كان المكان صامتاً، لكن يعبق بروح القتال، بالخطر، وكأن الجدران هنا تحكي قصصاً عن الموت والتضحية.
وهنا... تحدث الصوت من أعماقه.
"لقد فُزت مجدداً... لكن إلى متى؟"
توقف رين في منتصف القاعة، أغمض عينيه.
"أنت تُجهد نفسك من أجلهم... هل كانوا ليفعلوا الشيء ذاته من أجلك؟"
ابتسم الشيطان بسخرية في داخله.
"انظر إليك... تلهث، تتألم، وتقاتل دون حتى وعد بالبقاء."
رن صدى الأفكار كهمسات شيطانية.
"ومع ذلك... لازلت تمضي للأمام. ما أنت؟ بشري؟ أم شيءٌ آخر؟"
فتح رين عينيه وقال بصوت داخلي حاد:
"اخرس... فقط اخرس."
ساد صمت داخلي، اختفى الصوت، كما لو تم خنقه.
---
تأمل رين السماء بصمت، كأن قلبه يهمس بما لا تستطيع الكلمات التعبير عنه. تجاهل الصوت داخله، تجاهل التعب، تجاهل كل شيء… فقط نظر، وتنهد بهدوء.
وفجأة، لمعت نافذة زرقاء أمام عينيه، بخفوت هادئ، كأنها تمسّ وجدانه أكثر من بصره.
> [نظام المصير]
المهمة الرئيسية: "إغلاق ثغرة تروست" — اكتملت.
تحليل الأداء: 166%
تقييم: S
تم منحك المهارة الأسطورية: [تجمّد الهاوية]
اسم المهارة الأصلي: توقّف الزمن المؤقت
عند التفعيل، يتوقف الزمن بالكامل لمدة 3 ثوانٍ.
خلال هذه الفترة، يمكن للمضيف التحرك بحرية تامة دون قيود.
المهارة تُستهلك قدرًا هائلًا من الطاقة النفسية والذهنية.
ملاحظة: "الزمن لا يتوقف، إلا لمن عرف طعم النهاية ولم يَرضَ بها."
أغمض رين عينيه للحظة… وتنهد بصمت.
---
اقترب منه أحد أفراد فريق ليفاي، ثم ناوله منشفة وعبوة ماء.
"أهلاً بك في الجحيم،" قالها مازحاً.
لكن رين لم يرد.
فتح نافذة الحالة بهدوء:
ـ الحالة ـ الاسم: رين
العمر: 15
الرتبة: مجند تابع لفيلق الاستطلاع
المستوى : 38
القوة: 146
السرعة (الرشاقة): 134
التحمل: 172
الذكاء: 108
التحليل: 119
الإرادة: 185
ـ المهارات:
تنفس الصخر (مستوى متقدم)
تقنية نصل الهاوية
انفجار الهاوية (النمط السادس)
غضب الهواية (مهارة سلبية تتفعل عند وصول غضب المضيف لحد معين)
تجمد الهاوية (اسطورية)
قالب العملاق المتفرد (50٪)
أغلقها بصمت، وحدق في السقف.
"لا زال الطريق طويلاً... وهذه ليست سوى البداية."
**
نهاية الفصل.