عنوان الفصل 19: "حين سقط القناع، وظهر الجحيم"

كانت السماء رمادية باهتة، والسهل العشبي الممتد على مرمى البصر صامتًا كأن الطبيعة نفسها تحتبس أنفاسها. نسيم خفيف مرّ فوق رؤوسهم الثلاثة — رين، راينر، وبيرتولت — بينما كانت خطوات خيولهم تصدر خشخشة خفيفة على الأرض الرطبة.

كان رين يتقدّمهم، نظراته مركّزة على الأفق، يده على مقبض سيفه. كل شيء فيه كان هادئًا، ظاهريًا، لكن في داخله، كان يتذكّر.

«رين، هذه فرصتك…» صوت القائد إروين في ذاكرته كان واضحًا كما لو أن الرجل ما يزال أمامه، جالسًا خلف مكتبه، يتحدث بعينيه الثاقبتين:

«شكوكك حول راينر وبيرتولت، ليست بلا أساس… لكننا لا نملك دليلاً. هذه المهمة قد تكون فرصتك لاختبارهم، وربما كشف الحقيقة. كن حذرًا… كن أنت عيوننا في هذا السهل.»

أراد أن يرفض حينها. أراد أن يصدق أن من سار معهم لثلاث سنوات، وضحك، وشارك المعاناة، لا يمكن أن يكونوا خونة. لكن الآن، على أرض السهل العشبي، بدا كل شيء وكأنه يتجه نحو لحظة حتمية.

نظرة بيرتولت لراينر لم تكن طويلة. كانت صامتة، موافقة، مليئة بثقل لا يُقال. زفر راينر، وكأن كل ما في صدره انهار.

قال بصوت خافت، فيه صدق وندم، لكنه محكوم بالإصرار: «رين… آسف يا صديقي. لكن قوتك… أصبحت خطراً لا يمكن تجاهله.»

وقبل أن يتمكّن رين من الرد، سمع الطنين. رأى الضوء. ثم جاء الصوت المدوّي.

صاعقة برق… وتحول راينر.

العملاق المدرع وقف كجبل، ضخمًا يزمجر، بينما تراجع رين متفاديًا أول لكمة كادت تسحقه مع حصانه. بيرتولت قفز مبتعدًا، ينظر نحو رفيقه السابق بوجه جامد.

«خيانة…» تمتم رين، واندفع مستخدمًا كل ما يملك من سرعة.

المعركة في السهل كانت كابوسًا. لا أشجار، لا مرتفعات. مجرد أرض مفتوحة، مكان مثالي للعمالقة، وكابوس للبشر.

كان يتفادى ضربات راينر، يتلقى بعضها، يندفع بين ساقيه ليصل لنقاط ضعفه، يضرب، يهرب، ينزف. يده اليسرى تحطّمت تمامًا بعد أن اصطدمت بدرع المدرع. جسده كان يصرخ بالألم، لكن عينيه ظلّتا ثابتتين.

ثم جاء البرق الثاني.

الصاعقة الذهبية أضاءت السماء من بعيد، والعملاق الأنثى ظهر، يسحق جنديًا تحت قدمه.

رنّ صوت ليفاي من بعيد، «برق… آخر؟»

لكن رين لم يعد يسمعهم. كل ما سمعه كان صوت خفقان قلبه، وصوت أني تقترب.

«بيرتولت، راينر… أنهوا أمره.» قالتها العملاقة الأنثى بصوتها البارد المميّز، بينما كانت تقترب.

لكنه لاحظ. تردد راينر. ترددت أني. نظرت إليه، مرهقًا، غارقًا بدمائه، ويده متدلّية مكسورة. ومع ذلك، كان واقفًا.

أمسكته أني بيدها، ورفعت جسده بسهولة. رين نظر نحوها. وجهه بلا تعبير، لكن عيناه كانت تشعّان… حزنًا، غضبًا، كراهية. صوت قلبه كان أقرب لصرخة:

«آني… راينر… بيرتولت… سأذيقكم الألم الذي عانيت منه. لن أسامح…»

[ إشعار من النظام: شريط قالب "العملاق المتفرد" بلغ 100% ] [ يُرجى اختيار إحدى القدرات التالية: ]

1. عملاق الانبعاث الشمسي – قدرة على تفجير طاقة حرارية بعد تلقي ضرر جسيم.

2. عملاق التكيّف الحديدي – جسد يتطور سريعًا أثناء القتال.

3. عملاق الظلال – مراوغة شبه كاملة باستخدام الأثير.

4. عملاق الجحيم – كلما ازداد الألم والغضب، ازدادت قوة العملاق وتفجّرت قبضاته بنيران سوداء.

تنهّد رين، تنهدة باردة تخفي خلفها بركانًا. ثم تمتم بصوت خافت: «عملاق الجحيم…»

عضّ شفته السفلى بقوة حتى سال الدم، وحدّق في أني بعينين قرمزيتين.

«لأسحبنكم للجحيم… جميعاً.»

وانفجرت السماء.

الصاعقة الثالثة نزلت، ذهبية اللون، مختلفة عن كل ما سبق. الضوء اخترق الغيوم، والصوت دوّى في الجبال البعيدة.

على بُعد كيلومترات، توقّف ليفاي، وأدار رأسه.

«هذا البرق… ليس طبيعياً.»

إروين عبس، صوته حاد: «هل هذا يعني… أن رين كان محقًا؟»

ثم صرخ بصوته القيادي: «الجميع، إلى غابة الأشجار العملاقة! بسرعة! أطلقوا إشارات التجمّع!»

السماء امتلأت بالأدخنة الحمراء. الجميع اندفع نحو مصدر البرق.

وفي وسط السهل العشبي، وقف عملاق جديد.

عملاق فضي الشعر، عيناه قرمزيتان مشعتان بلهب جهنمي، قبضتاه تشتعلان بنار سوداء.

حدّق العملاق المدرع نحوه، وداخل جسده، راينر تمتم بصدمة: «مستحيل… هذا هو…؟»

أما أني، فخطت خطوة للوراء، قلبها يرتجف.

المعركة لم تنتهِ، بل بدأ الجحيم لتوّه.

2025/04/16 · 66 مشاهدة · 603 كلمة
نادي الروايات - 2025