الفصل الأول: "نقطة البدء"

هدوء مطبق…

ثم ضجيج مباغت.

أنفاس متقطعة كأن الهواء أثقل من أن يُستنشَق.

رنّت خطوات عسكرية فوق أرض موحلة، امتزجت بأوامر صارمة، ونفَسٍ بشري يلهث بحثًا عن اتزان.

فتح رين عينيه ببطء.

السماء الرمادية فوقه كانت أشبه بسقف مغلق، مكتظ بالغيوم الثقيلة.

جلس بتثاقل، نظر إلى يديه… يدان صغيرتان، شابتان، نظيفتان… غريبتان عنه.

"هذه ليست يدي…!"

أخذ ينظر إلى جسده: بنيته أصغر، شعره أقصر، بشرته أفتح.

ذاكرته ما تزال مضطربة، لكنها تخبره يقينًا: هذه ليست هيئته الأصلية.

وفجأة…

> [نظام المصير مفعل…]

تجمّد.

الصوت لم ينبعث من الخارج، بل من داخله… واضح، آلي، لا يحمل أي أثر إنساني.

> [الملف الحالي:]

الاسم: مجهول

الحالة: إعادة خلق

الطابع الشخصي: قاتل بارد، بلا روابط

الوضع: البداية

نظر حوله بتوجّس.

كان في ساحة مفتوحة، حيث اصطفت عشرات الوجوه الشابة في صفوف متراصة. جميعهم يرتدون زيًا رماديًا موحدًا، يحمل على ظهره رمز جناحين متقاطعَين.

صوت داخلي آخر تمتم في ذهنه:

"فيالق التدريب… الدفعة رقم 104."

عرف هذا المشهد.

رآه من قبل… في عالم بعيد.

لكنه الآن فيه.

إنه داخل عالم "هجوم العمالقة".

---

بينما كان يستوعب الصدمة، اقترب منه شاب ذو ملامح ودودة وابتسامة دافئة:

"كنت تراقبنا بصمت، أليس كذلك؟ أنا ماركو."

مدّ يده بالمصافحة، وأضاف بلطف:

"لم تخبرنا باسمك بعد، صحيح؟"

تردد رين.

عيناه توقفتا على اليد الممدودة… لم يكن اعتاد هذا النوع من اللطف.

لكنه، ببطء، صافحه.

"...رين."

ابتسم ماركو وقال:

"سررت بلقائك، رين. تبدو هادئًا… ظننتك من أولئك الذين يفضلون العزلة."

ضحك بخفة، بلا سخرية، بل بلينٍ خالص.

رين لم يجب، بل أومأ برأسه دون اهتمام.

> [تم تسجيل اختيارك:]

التفاعل: مصافحة – فتح أول رابط بشري: ماركو

[نقطة فضول بشري +1]

ظهر أمام عينيه إشعار صغير، لا يراه سواه.

"لا تقلق، الجميع هنا غريب الأطوار في البداية."

قالها ماركو وهو يشير إلى مجموعة أخرى قريبة:

"دعني أُعرّفك على بعض الزملاء."

---

سار رين بخطى مترددة خلفه.

في داخله، كان صوت قديم يصرخ:

"لا تقترب… لا ترتبط… لا تُكرّر الألم."

لكن قدميه تحركتا رغمًا عنه.

"هناك إيرين، دائمًا غاضب. لكنه يملك قلبًا حيًا.

وهذه ميكاسا، لا تُزعجها كثيرًا، فهي لا تتردد في كسر العظام إن تطلّب الأمر.

وهذا جان… يظن نفسه وسيمًا إلى حدٍّ مفرط، لكننا نتجاهل ذلك عادة."

ضحك ماركو مجددًا.

نظر رين إليهم.

لم يعرفه أحد. لم ينتبه له أحد.

لا أحكام، لا كراهية، لا تطلّعات.

صفحة بيضاء… بين وجوه مألوفة.

إيرين نظر إليه بتوجّس:

"من هذا؟ لا أظنني رأيتك تتحدث مع أحد من قبل."

أجاب ماركو دون تردد:

"اسمه رين، تعرفنا للتو. يبدو هادئًا لكنه شخص طيّب."

ضيّق إيرين عينيه بشك، أما ميكاسا، فاكتفت بالنظر إليه بصمت، كأنها تزن روحه من خلال عينيه.

قال رين بهدوء:

"...أنا جديد."

بدا كأن الكلمات تخرج منه لأول مرة منذ زمن بعيد.

---

> [تحديث النظام:]

تم فتح أول تواصل بشري حقيقي

حالة المشاعر: غير مستقرة

الطريق المختار: بداية الارتباط

سيتم إرسال أول مهمة اختيارية خلال 24 ساعة

---

في تلك الليلة، جلس رين على سريره الخشبي في المعسكر.

ضوء القمر تسلّل من بين ألواح النوافذ، وصوت تنفّس رفاقه ملأ الفراغ.

كان يحدّق في سقف الغرفة، بينما عقله يهمس:

"هل هذا… حقيقي؟"

لم يشعر بشيء واضح…

لكن شيئًا ضئيلًا… خافتًا، غير مألوف…

أشبه بــ الدفء،

ظلّ ساكنًا في صدره.

وربما… لم يكن ميتًا بالكامل بعد.

---

نهاية الفصل الأول.

---

2025/04/15 · 146 مشاهدة · 522 كلمة
نادي الروايات - 2025