الفصل 25: الصيد في الظلال

مضى أسبوع.

الهدوء في الغرفة كان خانقًا، ثقيلًا كأن الهواء نفسه يتحاشى الحركة. جدران القاعة المظلمة العتيقة في مقر القيادة المركزية لم تتحرك، لكنها بدت وكأنها تراقب بصمت جلوس ستة رجال حول طاولة من خشب البلوط.

رين جلس في الطرف البعيد، مائلًا قليلًا على كرسيه، ذراعيه متشابكتان، وعيناه تنظران بثبات إلى لا شيء.

أمامه، جلس القائد الأعلى زاكلي، بوجهه العجوز الصارم لا تفارقه نظرات الترقب. بجانبه كان القائد إروين، ذو العينين الثاقبتين والهدوء القاتل.

عن اليمين، جلس داريوس بيكسيس، قائد الحامية، يحتسي من قنينة صغيرة بنظرات قلقة.

وعلى الجانب الآخر، نيل دوك، قائد الشرطة العسكرية، يحدق في رين كما لو كان لغزًا يجب حله أو تهديدًا يجب شطبه.

وأخيرًا، ليفاي، واقف بجانب الجدار بذراعيه المعقودتين، عينيه لا تترك رين منذ أن بدأ الاجتماع.

رنّت عقارب الساعة بهدوء في الأرجاء، ومرّت لحظة طويلة دون كلمة.

رين: (بتفكير داخلي)

لقد بدأوا بالتحرك... رود ريس لا يمكنه تجاهل ما نُشر، ولا بقاء هيستوريا في متناول أيدينا... هذا الاجتماع ليس سوى مرحلة أخيرة قبل أن تبدأ المطاردة.

صوت خطوات مسرعة قطع الصمت، فُتح الباب فجأة ودخل جندي شاب، وجهه شاحب وعيناه مملوءتان بالرعب.

الجندي: "سيدي! السيد ييغر... والفتاة كريستا من فيلق الاستطلاع... تم اختطافهما قبل لحظات من المبنى الإداري! لا أحد يعلم كيف حدث ذلك، اختفوا في لحظة!"

عمّ الصمت مجددًا، لكن هذه المرة لم يكن خانقًا... بل ثقيلًا، كأن العالم توقف.

زاكلي أدار رأسه ببطء نحو رين، نظر إليه نظرة طويلة.

زاكلي: "...حتى هذا كنت تتوقعه، أليس كذلك؟"

ابتسامة باهتة ارتسمت على شفتي رين، دون أن ينبس ببنت شفة.

إروين: "خطة رين شملت عدة سيناريوهات... وتحرّك رود ريس بهذا الشكل كان أحدها."

داريوس وضع القنينة جانبًا وتمتم: "رود ليس أحمقًا... لكنه يائس الآن."

نيل ضرب الطاولة بقبضته: "هل سمحنا بهذا عمدًا؟ هل تلاعبنا بأمن قواتنا فقط لأجل نصب فخ؟"

نظر رين إليه ببرود وقال: "إن لم يتحرك، لما خرجنا بالحقيقة إلى العلن."

زاكلي رفع يده بهدوء: "كفى، لا وقت للمساءلة... رين، هل تعرف إلى أين سيأخذهم؟"

نهض رين ببطء، وضع يده على مقبض سيفه، ثم التفت إلى ليفاي وقال بصوت هادئ:

رين: "حان الوقت... للقبض على كيني أكرمان."

لم يُجب ليفاي، فقط انفك من الجدار وتبع رين بخطى ثابتة.

خلفهم، بدأ القادة يستعدون... فاللعبة السياسية قد انتهت، والمرحلة الأخيرة بدأت.

---

مشهد 2 – الأزقة، الظلال، والدماء

في الأزقة الضيقة خلف الحي الغربي، كانت أصوات الرياح تعصف بين المباني، تخفي أصوات الأقدام، وتبتلع أصوات الرصاص.

كيني أكرمان كان يتحرك كالأشباح، رداءه الأسود يرفرف خلفه، ومعداته المصممة خصيصًا تمنحه سرعة تشبه الطلقات.

وراءه، ليفاي يتبعه كظلٍ لا يستسلم، قفزاته دقيقة، سيفاه يلمعان بين الأسطح المظلمة.

لكن الفارق واضح.

كيني كان أفضل تسليحًا... وأشرس.

رصاص يخترق الجدار بجانب رأس ليفاي، قفز الأخير متفاديًا الشظايا، لكنه لم يُفاجأ حين انفجر جدار خلفه، وقُذف منه أحد رجال كيني محاولًا الإجهاز عليه من الخلف.

دارت معركة خاطفة، السيوف تقابلت في نصف ثانية، وتمزق جسد المهاجم.

كيني (يصيح): "ما زلت سريعًا يا ابن أختي، لكنك تفتقر للعتاد، هذا مضيعة للوقت!"

ليفاي: (بغضب مكتوم) "لا يهم... سأسحبك من حفرتك مثل الجرذ، كيني."

قفز الاثنان في آنٍ واحد، الهواء يشتعل بينهما، الشرر يتطاير من تلامس المعدن، ولكن فجأة...

رصاصة! جاءت من زاوية لا تُرى، وكادت تصيب ليفاي في جانبه... لولا ظلّ آخر اندفع بينهما، سيفٌ صدّ الرصاصة في اللحظة الأخيرة.

رين ظهر من خلف الظلال، لم يكن يستخدم معدات المناورة، بل قفز مستغلًا التضاريس بحرفية غريبة.

رين: "أنت مشتت يا كيني..."

رمى قنبلة دخان في وجه كيني، وبينما كان الأخير يتراجع، اقترب رين من ليفاي.

ليفاي: "أنت متأخر."

رين (بابتسامة ناعمة): "كنت أراقب. حان وقت الانسحاب الظاهري، صحيح؟"

كيني ابتعد مسرعًا بين الأزقة، ظانًا أن خصومه فقدوا أثره، لكنه لم يلاحظ ما سقط خلفه... قطعة صغيرة من معدن ملون.

---

مشهد 3 – الفخ الأخير

في شارع مهجور أمام كنيسة قديمة، وقف كيني يلهث، يمسح العرق من جبينه.

كيني: "لا أحد... يبدو أنهم استسلموا. كما توقعت."

اقترب من باب حجري كبير مغطى بالرموز القديمة، دفعه بهدوء وبدأ بالنزول.

لكن في السماء... انفجرت إشارة دخانية صفراء.

كان ذلك الرمز المُتفق عليه. خلال لحظات، بدأت قوات فيلق الاستطلاع بالتحرك.

في الأعلى، فوق الكنيسة، وقف ليفاي بجانب رين.

ليفاي (نصف ابتسامة): "أنت فعلاً بارع في الصيد يا رين."

رين: "نصبنا الفخ في اللحظة التي نُشرت فيها الأدلة... الآن، سننهي هذا."

قفز الاثنان من فوق السقف، نحو باب العائلة المالكة... حيث تبدأ الحقيقة بالانكشاف.

---

نهاية الفصل 25.

الفصل القادم: "العرش والدماء"

هل ستُكشف الأسرار الدفينة؟ وهل سيكون رين مستعدًا لمواجهة إرث العملاق الذي يحمله؟

---

2025/04/16 · 27 مشاهدة · 716 كلمة
نادي الروايات - 2025