---

الفصل 29: قائد الجبهة

من مجلد "نحو جدار ماريا" - رواية "نظام المصير: اليوم الذي بُعثتُ فيه في هجوم العمالقة"

القاعة الكبرى في العاصمة كانت تعج بالضباط، القادة، ورؤوس الفيالق الثلاثة. عند رأس القاعة جلست الملكة هيستوريا، بهدوئها المعتاد، بجوار القائد الأعلى. خلفها عَلَم المملكة، وأمامها مستندات مختومة تحمل القرار.

العيون تركزت على الشاب الواقف بهدوء، ذي النظرات الثاقبة، والشعر الفضي الذي يغطي جبهته. "رين"، ذاك الفتى الذي أصبح خلال سنوات معدودة لغزاً يخشاه البعض ويُعتمد عليه الجميع.

القائد الأعلى نهض، رفع صوته بصرامة:

"اليوم، نُعلن رسميًا أن قيادة مهمة استعادة جدار ماريا ستكون تحت إشراف مباشر من رين، قائد الجبهة الأمامية، والمسؤول الأعلى ميدانيًا عن العمليات."

همسات علت بين الضباط، لكن لم يعترض أحد. الهيبة التي تحيط برين لم تكن مجرد هيبة شجاعة… بل هيبة غموض وقوة لا تُفهم.

أروين سميث تقدم بدوره، نظرة احترام تملأ وجهه، وقال:

"لقد وضعتُ الخطة بناءً على استراتيجيات رين... هو من نسقها، وأنا أُشرف على تفاصيلها كدعم مباشر."

صفق البعض. سكت البعض. لكن الحقيقة كانت واضحة…

منذ حادثة قبو ريس، واكتشاف جرعات العمالقة وجرعة التصلب، بدأت نظرة القادة نحو رين تتغير.

لقد سُلِّمت الجرعات إلى فيلق الاستطلاع، لكن واحدة أُعطيت له مباشرة… بلا شروط.

---

خارج القصر، اجتمع أعضاء الفيلق في ساحات التدريب. الصناديق تُفتح، التروس تُفحص، والجنود يُعاد توزيعهم.

بينما ليفاي يراقب اللوحات العسكرية التي توضح المسارات، تقدم رين بخطى ثابتة، حاملاً بيده ملفاً أسود.

فتح الملف بهدوء وقال:

"سنتحرك ليلاً، لتجنب العمالقة قدر المستطاع. الفريق الأمامي سيتضمنني، إيرين، ميكاسا، أرمين، ليفاي، وهانجي."

أكمل وهو يشير إلى خريطة:

"الاختراق سيتم من مقاطعة شيغانشينا. الخطر الأكبر ليس من العمالقة الأغبياء، بل من أولئك الثلاثة المختبئين هناك."

هانجي رفعت حاجبها:

"راينر، بيرتولت… والثالث؟"

"زيك." قالها رين دون تردد.

"أتوقع وجودهم جميعًا، والتحركات الأخيرة تؤكد ذلك. وعلينا أن نستعد لاحتمال استخدامهم لعمالقة صغار... خاصة زيك."

صمتٌ لفّ المكان، قبل أن يرفعه صوت ساشا وهي تلوح بسكينها الصغيرة:

"دعونا نكسر جماجمهم هذه المرة."

ضحك كوني بصوت منخفض، بينما أرمين راح يسجل الملاحظات.

---

داخل غرفة صغيرة في مقر الفيلق، كان إيرين ينظر من النافذة، يفكر… يتأمل.

دُفعت عليه ذكريات الماضي، أمه، الجدار، يوم سقوط كل شيء.

رنّ الباب بهدوء، ودخل رين، وخلفه ليفاي.

قال رين وهو يضع كتابًا صغيرًا أمامه:

"تعلم أن هذه المهمة قد لا نعود منها جميعًا، أليس كذلك؟"

إيرين ابتسم بسخرية:

"دائمًا ما تقول ذلك."

"لأنها الحقيقة." ردّ رين وهو يجلس.

"لكن إن فشلنا… فسيموت العالم بأكمله معنا."

"سننجح." قالها إيرين بثبات هذه المرة.

"أعدك."

رفّ جفن رين قليلاً… ثم نهض.

---

الليل بدأ يزحف… القمر شاحب… والنجوم تراقب بخوف.

على مشارف العاصمة، اصطفّت العربات، الجنود، الخيول، والعتاد.

رنّ صوت رين بثبات مهيب، وهو يضع القناع على وجهه:

"الهدف: استعادة جدار ماريا."

"العدو: ليس فقط العمالقة… بل الزمن ذاته."

"المكافأة؟ البقاء… والحرية."

نظرة خاطفة نحو السماء…

وهمسة خفية من النظام:

[مهمة رئيسية: استعادة جدار ماريا – بدأت]

[المكافأة: غير معروفة]

ارتفعت عيناه بتأمل، ثم ابتسم بهدوء وهو يهمس:

"بدأت لعبة الجحيم."

---

شكرًا على التذكير، سأراعي أن شعر رين وعيونه فضية ابتداءً من الآن. والآن إليك الدفعة الثانية من الفصل 29 (الفصل الثالث من المجلد الثاني)، التي تُكمل الأفكار المتفق عليها دون تجاوز للفصل:

---

... تتابع من المشهد السابق

حين حل الظلام، لم تُضاء المشاعل كما اعتاد الجنود، بل التزم الجميع الصمت، يتحركون بتعليمات صارمة، كل خطوة محسوبة، كل همسة موضوعة تحت عين رين الفضيّة الباردة.

بينما ارتدى الجميع عباءاتهم السوداء وركبوا الخيول، تقدّم رين من أروين الذي كان يراجع التقارير الأخيرة على ضوء مصباح خافت. قال رين بنبرة خافتة:

"سيكون زيك هناك... راينر على الأرجح مختبئ في الجدار نفسه... وبيرتولت ينتظر لحظة التحول."

أومأ أروين ببطء:

"والمقابلة قادمة. هل أنت مستعد؟"

"لا أحد مستعد للموت." قال رين بجمود. "لكنني مستعد للقتال."

تدخّل ليفاي وهو يضبط سيفه:

"هذا إن لم تمت من القلق قبل وصولك."

ابتسم رين، ابتسامة صغيرة بالكاد تُلاحظ.

أروين أشار برايته الصغيرة، وتحركت القافلة ببطء… صامتة كالأشباح، متجهة نحو سور ماريا ومقاطعة شيغانشينا.

لكن قبل أن يختفي في الظلال، وقف رين للحظة، ونظر إلى الأعلى…

سماء ملبدة، قمر نصف مكتمل…

همس في نفسه:

"أيتها الحرب… افتحي أبوابك."

---

نهاية الفصل وتبقى فصل اخر استعداد ويبدأ الاكشن

2025/04/17 · 47 مشاهدة · 658 كلمة
نادي الروايات - 2025