الفصل 37 – "اختيار المصير"

كانت الريح ساكنة، والسماء تغرق في لون رمادي قاتم كأنها تنتظر قرارًا يُحرك القدر نفسه.

وقف رين على جثة عملاق سقط بصراخه الأخير، وعيونه تتأمل دماءه المتخثرة على سيفه.

كانت أنفاسه ثقيلة، لكنه لم يكن يشعر بالإرهاق... بل بالفراغ.

[نافذة النظام]

لقد بلغت الحد الحرج من الاستنزاف، خيار مطلوب لاستمرار القتال.

[اختر أحد الخيارات التالية:]

1. التحول الإجباري للعملاق المتفرد (مدته: 3 دقائق – خطر: الموت بنسبة 72%)

2. جرعة التجديد – استعادة كاملة للطاقة الجسدية والذهنية

3. تحليل الرياح – نظرة تكتيكية لمعرفة مكان الخطر وانفجار العملاق الهائل(غير فعال حاليًا)

4. الصراخ الداخلي –صرخة داخلية لاخراج مشاعرك المكبوتة ، قد تشعر براحة.ربما

مدّ رين يده نحو الشاشة… لكن توقف.

نبضٌ خافت تسلل إلى أعماقه، صوت لم يكن له…

بل له هو.

---

"ستُقتل، إن استخدمتني الآن."

تجمدت أنامل رين.

الهمس لم يكن صادرًا عن الشيطان... بل عن شيء أقدم، أعمق، شيء كان نائمًا داخله منذ أن التهم إرادة العملاق المؤسس والمهاجم.

"من أنت؟"

سأل رين داخله، ونبض عقله كأن الجدران تنهار فيه.

"أنا ما تبقى من إرادتهم… ما اختلط في قالبك بعد أن حملت أكثر مما يجب. أنا صوت العملاق المتفرد… أصبحتُ حيًا، بفضلك."

ران صمت مهيب.

"أنت تحذرني… لماذا؟"

"لأنك لست جاهزًا. جسدك هش، عقلك مقيد. إن استخدمتني الآن، لن تستطيع العودة."

تنفس رين بعمق. كانت العروض أمامه، وكلها تحمل معنى واحد: الألم.

"كنت أظن أنك مجرد قوة، نظام، ميزة… لكنك شيء آخر."

"أنا رغبة. صراع. وحين اخترت أن تواجه كل هذا وحدك، بدأتُ أراك."

أغمض رين عينيه. لبرهة، اختفى ضجيج الحرب، وظهرت صورة ماركو، ثم ميكاسا، فإيرين، فأرمين...

أصوات خافتة تسأله: "هل أنت بخير؟"

هل أنت بخير يا رين؟

فتح عينيه على همسات الشيطان القديم داخله، تردد:

"كل من تحب سيموت، إن أخطأت."

ردّ رين همسًا: "لكن إن نجوت… سأحميهم."

ثم، دون تردد، اختار.

[تم اختيار: جرعة التجديد]

فتحها بأسنانه، وابتلعها دفعة واحدة.

في لحظة، تسرب الدفء إلى أطرافه، وتلاشى الألم كأنه لم يكن يومًا.

صوت طقطقة عظمه وهو يُشفى، كان كأنين قادم من بعدٍ آخر…

عاد جسده، لكن قلبه ظل مثقوبًا.

---

نظر رين أمامه، فرأى ليفاي يترنح واقفًا على جثة عملاق، جسده مغطى بالدماء،

عينيه مثبتة على بيك وزيك اللذين ظهرا أخيرًا: بيك في هيئة العربة، وزيك على ظهرها، وجهه ينزف وقلبه يحترق.

زمّ رين شفتيه وهمس:

"تنهد... سـأعتمد عليكم، إروين… ميكاسا… إيرين… أرمين."

لكن الكلمات لم تكن مجرد دعاء.

بل كانت قرارًا.

قرار البقاء في الظل... إلى أن يحين الوقت.

بين تلك الأسماء، تردد صوتٌ مكسور داخله:

"أنت لست واحدًا منهم، أليس كذلك؟"

لكن رين تجاهل الهمسة، وفتح "المخزون".

سحب منه عدة جديدة، سيوف نظيفة، عبوة غاز كاملة، ومُطلق خطاف معدّل.

كل ذلك… دون أن يلاحظ ليفاي.

في الأفق، أني كانت تقاتل بجنون، تحمي ليفاي من العمالقة الذين يتدفقون نحوه،

والدماء تصبغ الأرض بلون الشهادة.

رين نظر نحو العربة، إلى الأعداء الذين ظنوا أنهم أفلتوا.

أطلق الخطاف، وانطلق مثل ظل مكسور، لا صوت، لا تردد… فقط قرار.

---

وفجأة، دوى صوت الانفجار من الخلف.

تشققت السماء، وارتجّت الأرض.

عمود من اللهب والدخان تصاعد في سماء تروست...

تحوّل بيرتولت.

وانفجرت الكارثة.

---

ركّز زيك عينيه إلى الأمام، بينما كانت بيك تُسرع في التراجع بالعربة محاولة كسب مسافة أمان. انفجار بيرتولت ما زال يعصف بالأفق، لكن ما أثار قشعريرة على ظهره لم يكن النيران… بل ذلك الظل.

"…مستحيل،" تمتم زيك، وصوته بالكاد مسموع وسط الرياح.

من بين الدخان، اندفع رين.

لم يكن يستخدم الغاز فقط… بل شيء آخر. شيء جعل جسده يندفع بسرعة تكاد تُخفيه عن العين.

صوت الخطاف لم يُسمع. لا زمجرة، لا صرخة. فقط وهج قرمزي يشق الظلال.

عيناه، تلك العيون اللامعة بلون الدم، تشعُّ بغضب مكبوتٍ لا يُشبه بشريًا.

"ماذا… من يكون؟" تمتمت بيك، يداها تضغطان على ذراع العربة بشدة.

زيك ابتلع ريقه وهو يتراجع خطوة.

"توقفي، بيك! لا تقتربي من ذلك الشيء… إنه ليس مثل الآخرين."

كان هناك شيء في خطوات رين، في طريقة اندفاعه. كأنه لا يتحرك، بل يزحف عبر القدر ذاته. كأنه يرفض قانون الزمن.

لم يكن هذا أسلوب قتالي…

بل إعدامٌ بقرارٍ هادئ.

"إنه ينوي قتلنا،" قال زيك بصوت جاف، وصدره يعلو ويهبط.

"هذا ليس جنديًا... هذا شيطان."

---

> وحين يصيح العملاق من قلب الرماد،

وتتناثر جراح الأرض تحت أقدامه،

يعرف الجميع أن الحرب لن تعود كما كانت.

> بيرتولت... جدار من النار،

وراينر... درع من الحديد،

وإيرين... نارٌ لا تنطفئ.

> تتهاوى الجدران، وتنفجر السقوف،

وسيوف المجندين تصطدم بالأقدار،

بينما الحقيقة تُسفك كما الدماء.

> ميكاسا تقاتل كأنها اللعنة الأخيرة،

أرمين يرسم الطريق، بقلبٍ يرتجف،

وإيرين... يصرخ، ليس كمن يُقاتل، بل كمن يُبعث من جديد.

> وهناك، من بعيد، يقف رين...

ظل لا يعرف أين ينتمي،

لكنه قرر هذه المرة... أن يكون السيف، لا الشاهد.

---

نهاية الفصل 37.

الفلسفة الاخيرة خربت بالنهاية المهم

تفاااااااااعل.

2025/04/18 · 14 مشاهدة · 753 كلمة
نادي الروايات - 2025