الفصل 38 – "ظلال السقوط"

كانت الأرض تمتد أمامهم، سهلًا عشبيًا واسعًا يلوح بلونه الأخضر الكئيب، يهتز تحت وقع أقدام "العملاق العربة" الذي انطلق على أربع، تحمل بيك جسد زيك المتداعي فوق ظهرها، وكل عصبٍ في كيانها يصرخ: اهربي.

السماء فوقهم ملبدة، لكنها بلا مطر… بلا رحمة. فقط أنفاس الأرض الهاربة، تُحاول النجاة من شيء لم تفهمه بعد.

بيك، رغم الألم في أطرافها من التحول الطويل، لم تجرؤ على التوقف، وعيناها الضيقتان ترتجفان مع كل زفرة.

"زيك…" همست بنبرة مبحوحة، تنظر إلى جسده المتهالك. الدماء تغطي وجهه، وعيناه بالكاد تبقيان مفتوحتين. "علينا الوصول إلى مؤخرة الجبهة… لا يمكننا السقوط الآن…"

لكن زيك لم يرد. كان يتنفس فقط. خائفًا.

كان يعرف من يتبعهم.

ورغم أن خطواته لم تُسمع… إلا أن زيك شعر بها.

ذلك الضغط الساحق في صدره، النبض الغريب في الهواء، البرودة التي زحفت من خلفه رغم حرارة دمه…

"إنه يقترب."

صرخ عقله: "إنه قادم."

---

في الخلف، بين تمايل الأعشاب، اندفعت الظلال.

كان رين... لكن ليس كما عرفوه.

جسده مشدود، عيناه تشتعلان بحمرة دامية خافتة، والضوء المنعكس عليه يُشبه شبحًا خرج من كابوس.

[تنفّس الصخر – الشكل السابع: التعزيز]

تم تفعيل النمط.

اندفعت الطاقة داخله كتيار صلب، كل عضلة فيه صارت أثقل، أقوى، أسرع.

ثم...

[تم تفعيل مهارة: نصل الهاوية]

> تمت زيادة حدة النصل وقوة الضربات بنسبة 300% لمدة 10 دقائق.

تحذير: الاستخدام المتكرر قد يؤدي إلى انهيار حاد في البنية الجسدية.

أدار سيفيه في الهواء، طقطقة المعادن كانت كوشوشة الموت،

وابتسم بهدوء لا حياة فيه،

قبل أن يهمس:

"أروني إلى أين تهربون."

---

الهواء انكمش فجأة.

[تم تفعيل مهارة: تجميد الهاوية]

> تم إيقاف الزمن في دائرة محدودة لمدة 4 ثوانٍ.

لا يمكن تكرار المهارة خلال الساعة القادمة.

وفي تلك اللحظة... توقّف كل شيء.

العشب تجمّد في مهب الريح،

الغيوم توقفت في تموّجها،

وحتى أنفاس بيك وزيك صمتت في مكانها.

رين… تحرك.

بقوة خارقة للمنطق، اندفع، واختفى من مكانه تاركًا خلفه صدى تمزّق الهواء.

قفز. حلق. وتجاوز الجاذبية كما يتجاوز الظلام النور.

وفي ومضة… وقف فوق ظهر "العملاق العربة"، بثبات مرعب،

كأن السماء نفسها حملته وأسقطته هناك.

زيك... شعر بشيء ما.

فتح عينيه ببطء، وهو يلهث، فقط ليدرك أن بيك توقفت عن الحركة... لمَ؟

أين هو رين؟ ألم يكن يركض خلفهم؟

ثم سمع الهمسة…

صوت السيف يُسحب ببطء… خلفه.

التفت زيك ببطء شديد،

وجهه شاحب، نظراته مذعورة،

وقلبه يسقط من بين ضلوعه دون رحمة.

رأى عيونًا قرمزية،

وسيفًا يلمع كأنه وُلد في الجحيم.

ورين... يقف خلفه، كأن الزمن طُوِي من أجله.

---

سقط الصمت.

حتى الريح توقفت عن الشهيق.

ثم همس رين، بصوت بارد كحافة الهاوية:

"لن أقتلكم اليوم."

"بل سأجعلكم تذوقون ألمي... حتى تتمنوا الموت، فلا تجدوه."

---

تجمد زيك، بيك، والعملاق ذاته.

الرهبة التي حطّت على ظهورهم، لم تكن من عدو…

بل من شيء وُلد من بين الموت نفسه.

السماء تلبدت أكثر، كأنها تخشى ما سيحدث.

وفي عيني رين… لم يكن هناك غضب.

بل هدوء،

الهدوء الذي يسبق الكارثة.

---

نهاية الفصل 38.

تعليقك يحفزني للاستمرار وتنزيل فصول اكثر.

2025/04/18 · 14 مشاهدة · 474 كلمة
نادي الروايات - 2025