---

الفصل الثالث: "المهمة المستحيلة"

> [تم تحديث النظام.]

رين، لقد لُوحِظت مراقبة مستمرة من طرف وحدتين بشريتين:

الاسم: ماركو بودت

الاسم: هيستوريا ريس

النشاط: تتبع سلوكك ومراقبة حالتك النفسية الحالة: ودية — خالية من نية عدوانية

كيف ترغب بالتصرف؟

1. مواجهتهما مباشرة

2. التظاهر بعدم الملاحظة

3. إرسال تحذير غير مباشر

4. تجاهل الوضع تمامًا

نظر رين إلى الإشعار الشفاف الذي ظهر أمام عينيه.

لم يتحرك، لم يُظهر انفعالًا.

ثم ببطء… اختار:

> [الخيار 4: تجاهل الوضع تمامًا]

أُغلق الإشعار، وساد الهدوء مجددًا في ذهنه.

---

مرّت الأيام داخل المعسكر، وكان ماركو وهيستوريا يراقبانه عن كثب.

هيستوريا، بابتسامتها الهادئة، كانت تقول دائمًا:

"لا أظنه خبيثًا… لكنه كئيب جدًا. علينا أن نُخرج منه أي تعبير."

أما ماركو، فكان يُومئ بابتسامة دائمة:

"حتى الآلة تضحك إن حاولت كفاية."

بدأت محاولاتهما:

أسئلة مفاجئة، نكات سطحية، تعليقات غريبة، ومواقف مُفتعلة.

قال ماركو يومًا، بينما كانوا يتناولون العشاء:

"رين، هل تظن أن الطين هنا ألذ من الخبز العسكري؟"

نظر إليه رين دون أن يرفّ له جفن، ثم تابع الأكل.

قالت هيستوريا مبتسمة:

"ربما لا يبتسم لأنه يخفي كنزًا… وجهه الحقيقي."

---

كان رين يعلم بما يفعلانه، ورغم ذلك… لم يتدخل.

كل محاولة من ماركو أو هيستوريا كانت ترتطم بجدار صمته، لكن شيئًا في داخله بدأ يهتز، ولو ببطء.

وما كان صمتًا باردًا… أصبح ترددًا خافتًا.

---

في اليوم الخامس، اجتمع ماركو، هيستوريا، ساشا، كونّي، إيرين، وأخيرًا جان، أمام رين قرب الساحة الترابية بعد التدريب.

قالت ساشا بحماسة:

"لدينا مهمة جماعية: جعل رين يبتسم!"

ردّ جان بسخرية:

"أفضل أن أجعل ميكاسا تغني بدلًا من هذا."

ضحكت هيستوريا، ثم تقدّمت نحو رين:

"بصدق، نريد فقط أن نراك على طبيعتك. ابتسامة واحدة… حتى لو مزيفة."

إيرين، رغم الضرب الذي تلقّاه من رين في التدريب، لم يُظهر حقدًا.

بل قال بوضوح:

"أريد أن أعرف مع من أقاتل… لا آلة بلا مشاعر."

أما ميكاسا وأرمين، فوقفا جانبًا، يراقبان بصمت.

أرمين تمتم:

"إنه غريب… لكنه ليس سيئًا."

---

بدأت "الخطة الأخيرة".

ماركو تظاهر بالسقوط بطريقة مسرحية مضحكة، ثم صرخ:

"لقد تم تسميمي بالبطاطا المقدسة!"

قفزت ساشا فجأة:

"من؟! من سرق بطاطتي؟!"

ثم تبادلوا الأدوار في تمثيل مضحك بين الجدية والسخف…

هيستوريا ارتدت قبعة طباخ وسألت رين بلحن مسرحي:

"أيها العميل الفضائي، هل ترغب في البطاطا أم في الضحك؟"

رنّ صدى الكلمات داخل صدره.

ولأول مرة…

تراخت شفتاه قليلاً… ثم… ظهرت ابتسامة صغيرة، خافتة، صادقة.

ساد الصمت لثوانٍ… ثم انفجر الجميع ضاحكين.

"لقد ابتسم!!"

حتى ميكاسا، رغم تحفظها، رفعت حاجبها بدهشة.

> [تحديث النظام:]

تم فتح التعبير الإنساني الأول

الحالة: "الابتسامة الأولى"

ردة الفعل العامة: إيجابية

العلاقات:

ماركو: +2

هيستوريا: +2

ساشا: +1

إيرين: +1

جان: +1

---

وفي لحظة سكون، نظر الجميع إلى رين بصمت.

كان واقفًا بينهم، في ضوء الشمس الذهبي.

شعره الفضي القصير يعكس الضوء كخيوط بلّورية،

وعيناه الفضيتان، رغم برودهما، تشعّان بلمحة وداعة.

كان يبدو، في تلك اللحظة، كملاك هبط إلى ساحة معركة.

لكن…

حين لاحظ نظراتهم، أخفى ابتسامته بسرعة، وعاد إلى تعبيره البارد.

فانفجروا جميعًا بالضحك مرة أخرى.

قال ماركو وهو يربت على كتفه:

"لقد حاولت… وهذا يكفينا."

---

وهكذا، بدأت أولى خطوات الانتماء،

لا بالحديث، ولا بالعنف،

بل بابتسامة وحيدة… خرجت من قلبٍ جريح.

---

نهاية الفصل الثالث.

2025/04/15 · 63 مشاهدة · 503 كلمة
نادي الروايات - 2025