**الفصل 46 – جاسوس**
---
### **اليوم الأول: انتحال الهوية**
كانت رائحة الملح والصدأ تُخنق هواء ميناء ليبيريو. رين يقف بين عشرات العمّال المُنحنين تحت صناديق الذخيرة التي تنقلها سفن مارلي الحربية. قميصه الرثّ ملتصق بظهره من العرق، بينما يحرص على إبقاء قبّعة القش منخفضة لتغطية عينيه الزجاجيتين.
"أسرع أيها الكسول!" صرخ أحد الحراس وهو يضرب الأرض بسوطه.
"نعم... نعم سيدي." انحنى رين مُبالغًا في لهجته المحلية المُكسّرة، مُقلدًا لهجة المهاجرين الفقراء.
**لوكس** (تجسيد العملاق المتفرد): *"انظر حولك... كل هذا البؤس من صنعهم."*
صوتٌ داخلي دافئ كضوء الفجر، ينبعث من زاوية وعيه التي احتفظت ببصيص إنسانيته.
**أمبرا** (تجسيد الماضي الأسود): *"وهل تظنهم يستحقون تعاطفك؟ تذكّر ما فعلوه بقريتك في الحياة الأولى."*
همسة باردة كشفق الشتاء، تلامس أعمق جروحه.
رنَّ جرس الغداء. اتكأ رين على صندوق صدئ، مُمسكًا بقطعة خبز جاف. فجأة، اقترب منه صبيٌ لا يتجاوز العاشرة، عيناه تلمعان بفضول.
"لماذا تخفي وجهك؟" سأل الصبي ببراءة.
"حروق قديمة... لا أحب أن أفزع الناس."
"أبي يقول أنكم أنتم السبب!" أشار الصبي إلى الوشم الأحمر على معصم رين - علامة "شيطان باراديس" الإجبارية. "يقول أنكم ستأكلوننا جميعًا!"
**أمبرا:** *"اقتله الآن. صغيرًا كان أم لا، سيكبر ليصبح جنديًا ضدنا."*
**لوكس:** *"هو طفل... لا يعرف سوى ما غُسلت به دماغه."*
ابتسم رين للصبي بتعبير مرهق: "ماذا لو أخبرتك أن بعضنا... يخاف من الخبز المحروق أيضًا؟"
---
### **اليوم الثاني: سوق الكراهية**
في سوق ليبيريو المكشوف، حيث تُباع الخضار الفاسدة بجانب منشورات الدعاية الحربية، وقف رين خلف عربة طماطم مُتعفنة. كان يراقب جنديًا مارليًا شابًا يشرح للحشد كيفية استخدام بندقية مضادة للعمالقة.
"هكذا تُسقط الوحش!" صرخ الجندي وهو يُمرر السلاح لطفل. "اضغط هنا، وانظر عبر العدسة، وتخيل أنك تُنقذ الإنسانية!"
**لوكس:** *"هل ترى؟ حتى ألعابهم تُعلّم القتل."*
**أمبرا:** *"وهل تختلف عن أطفالنا الذين يلعبون 'هجوم العمالقة' في الأزقة؟"*
فجأة، التقط رين نظرة امرأة عجوز تُحدّق في وشمه. عيناها الزجاجيتان تحملان رعبًا قديمًا. اقتربت منه، وهمست بيد مرتعشة:
"أنت... لست من هنا."
"كلنا من نفس الأرض، جدة."
"الأرض؟" ضحكت بنبرة مكسورة. "الأرض تئنّ تحت أقدامنا... هل تسمعها؟"
---
### **اليوم الثالث: جنود المستقبل**
الميدان العسكري كان مليئًا بصراخ المدربين. عشرات المراهقين يرتدون زيًّا أشبه بملابس السجناء، يتدربون على طعن دمى خشبية مرسوم عليها شعار "جزيرة الشيطان".
**أمبرا:** *"هؤلاء سيواجهون إيرين ذات يوم... ربما تقتل أحدهم لاحقًا."*
**لوكس:** *"أو ربما يقتلونك إن لم تُنهِ هذه الحرب هنا."*
اقترب رين من سياج التدريب، ممسكًا بعلبة سجائر مزيفة. قدم واحدة لجندي مُتعب.
"من أين لك بهذه؟" سأل الجندي بشك.
"السوق السوداء... مقابل تفاحة."
ضحك الجندي: "تفاحة؟ أنت بارع في البقاء أيها الشيطان."
"البقاء... مهارة نتعلمها مبكرًا في أرض الموت."
---
### **اليوم الرابع: ظل في الليل**
منزله المؤقت كان غرفة علوية بحجم تابوت، تُطل على شارع مظلم حيث تُسمع أصوات الشجار ليلًا. جلس رين على حافة النافذة، يرسم خريطة قصر تايبور على ظهر منشور دعائي.
**لوكس:** *"الشبكة المائية تحت القصر... هل ستنجح؟"*
**أمبرا:** *"المجاري دائمًا أفضل طريق للجرذان."*
فجأة، ظهرت شخصيتان على جانبه.
لوكس (بتوهج ذهبي خافت): "المهمة أكبر من مجرد اختطاف... أنت تحاول تغيير مصيرنا."
أمبرا (بظل يمتص الضوء): "أو ربما تهرب من حقيقة أنك لست أفضل من زيك."
"أنا لست..."
"كذاب." قطع أمبرا كلامه. "أنت تُخطط لسحقهم جميعًا لو فشلت."
أمسك رين برأسته: "أوقفوا هذا... ليس الآن."
---
### **اليوم الخامس: الحفرة السوداء**
في باطن الأرض، تحت قصر تايبور، زحف رين عبر أنبوب تصارير ضيق، يحمل قنينة غاز كيميائي مسروقة من مستودعات الجيش. الرطوبة والعفن جعلتا التنفس شبه مستحيل.
**لوكس:** *"الحراس فوقنا... خمسة على اليمين، ثلاثة على الشمال."*
**أمبرا:** *"اقتلهُم... سيكون أسهل."*
فتح رين القنينة بهدوء. دخان أزرق كثيف تسلل نحو فتحات التهوية العلوية. بعد دقائق، سُمع صوت سقوط أجساد على البلاط الرخامي.
"انتهت اللعبة..." همس.
---
### **اليوم السادس: اللقاء**
في الباحة الخلفية، تخفى رين بزي خادم يحمل صينية فضية. لورينا تايبور تجلس تحت شجرة ماغنوليا، تقرأ كتابًا بيدٍ بينما الأخرى تلمس قلادة فضية على صدرها - رمز عائلتها.
**لوكس:** *"انظر إليها... ليست شريرة. فقط طفلة في قفص ذهبي."*
**أمبرا:** *"كلنا أطفال في قفص ما. اختر: قفصها أم قفصك؟"*
اقترب رين، قدم الصينية بانحناءة مُتقنة. رفعت لورينا عينيها الزرقاوين نحوه، ثم تجمدت.
"اليد اليمنى... لماذا ترتجف؟"
"البرد، سيدتي."
"البرد؟" لمسة ساخرة في صوتها. "أم أنك تحمل سكينًا تحت الصينية؟"
أصابعه تقترب من خنجره المخفي...
---
### **اليوم السابع: المرآة الأخيرة**
الساعة 3:33 فجرًا. رين واقف في غرفة الخرائط السرية للقصر، يصور الوثائق بينما نظام الإنذار معطل. فجأة، انفتح الباب.
لورينا تظهر بثوب نوم أسود، مسدس صغير في يدها.
"أخيرًا... ظننت أنك ستختبئ إلى الأبد."
**أمبرا:** *"اقتلها! إنها تعرف!"*
**لوكس:** *"انتظر! ربما..."*
"لم آتِ لقتلك." قال رين بوجه محايد.
"أعلم." وضعت المسدس على الطاولة. "لو أردت ذلك، لكنت متّ قبل أسبوع."
صمت ثقيل. ثم أضافت:
"أبي أخبرني عنك... عن 'الشبح' الذي سحق محاربي مارلي بقوة بشرية."
رنَّت نافذة النظام فجأة:
**[المهمة: 98% مكتملة]**
**[خيارات:**
**1. اختطاف الحاملة (نسبة نجاح: 77%)**
**2. التحالف (مخاطر: دمار باراديس)**
**3. القتل (ضمان السيطرة على المطرقة)**
"اختر بحكمة..." همست لورينا وكأنها تقرأ أفكاره. "فخيارك سيُحدد إن كنا وحوشًا... أم بشرًا."
---
**نهاية الفصل 46**
وصلت للنهاية؟ رهيب!
اكتب تعليق بسيط أو حتى "متابع معك" وخلني أعرف رأيك!
إذا وصلنا 10 تعليقات، أنزل فصل إضافي هدية لكم!
تفاعلكم هو وقودي!