الفصل الخامس: "المنحرفون لا يسبحون"
كانت الشمس تميل إلى المغيب، تنثر أشعتها الأخيرة على قمم الجبال المحيطة بمعسكر التدريب.
الجو لا يزال لطيفًا، والرياح العليلة تحمل رائحة أوراق الصنوبر… ولأول مرة، لا يصرخ أحد باسم كيث شاديس.
"هيّا، رين! لا تبقَ واقفًا كأنك تمثال!"
صاح ماركو، مبتسمًا، وهو يسحب رين من ذراعه.
"لا يبدو عليه الحماس، ماركو."
قال إيرين وهو يخلع قميصه استعدادًا للقفز في البركة الجبلية الصغيرة.
كانوا قد استغلوا فرصة الراحة المسائية، وتسللوا سويًا إلى تلك البركة المعروفة فقط للمتدربين القدامى.
ماركو اكتشفها، وإيرين حمس الجميع. أما رين… فلم يوافق، بل جُرّ جَرًّا.
**
جلس رين عند حافة الماء، ساكنًا كظلٍ لا ينعكس، يراقب ماركو وإيرين وهما يرشّان الماء على بعضهما مثل صبيين لم يعرفا الحرب بعد.
ثم…
سكون.
عيناه اتسعتا قليلًا.
من بين الريح، وصوت الماء… سمع شيئًا مختلفًا.
ضحكات… فتيات.
أغلق عينيه وركّز، تمامًا كما كان يفعل حين كان قاتلًا في عالمه الآخر.
بالفعل، من الجانب الآخر للبركة، بين الأشجار الكثيفة، تأتي أصواتٌ خافتة.
ماء يُحرّك بخفة، كلمات أنثوية، وأسماء مألوفة: ساشا… آني… ميكاسا… وهيستوريا.
**
> [تحذير: منطقة خاصة بالمتدربات]
[تم اكتشاف نشاط غير مصرح به على بُعد 30 مترًا]
[خياراتك:]
1. التسلل والمراقبة.
2. تجاهل الأصوات والبقاء.
3. تحذير الرفاق.
4. العودة بهدوء دون تنبيه أحد.
تنهّد رين، ثم نظر إلى ماركو وإيرين وقال بهدوء:
– "لا يجب أن نبقى. هناك… أخريات في الجهة الأخرى."
إيرين فتح فمه بدهشة، أما ماركو فاحمرّ وجهه فورًا.
– "هاه؟ مستحيل! ماركو، هيا بنا نغادر!"
قالها إيرين وقد بدأ في ارتداء قميصه بسرعة، لكن ماركو تمتم:
– "لكن… لم ألقِ نظرة حتى!"
ثم استدار فجأة وقال:
– "أمزح، أمزح، لنذهب!"
**
لكن… قبل أن يتحركوا، خرج من الأشجار شخصان كانا يتبعانهم في صمت:
– "أحقًا فتيات؟"
رَينَر، بعضلاته المبالغ فيها، قالها بحماسة مريبة.
– "سمعتُ الاسم… هيستوريا؟ إذا كانت هناك، فالمغامرة تستحق المخاطرة."
جان، وقد لمع في عينيه بريق لا يدل على نية شريفة.
رين أطلق زفرة باردة.
لم يكن يخطط للتدخل، إلى أن…
> [تحديث نظامي]
مهمة أخلاقية:
حماية خصوصية زميلاتك – اختبار للضمير الإنساني
[خياراتك:]
1. الوقوف صامتًا.
2. تحذير رينر وجان بالكلام.
3. التلويح بعصا تأديب.
4. الركل بلا رحمة.
نظر رين إلى السماء، وكأنه يطلب الصبر من الإله الذي أرسله إلى هذا العالم، ثم قال:
– "أنتم… لن تذهبوا إلى هناك."
جان التفت إليه ساخرًا:
– "وهل ستمنعنا؟ وحدك؟"
لكن رده جاء سريعًا، لا بالكلام، بل بالركل.
صرخة رينر اخترقت الهدوء، تلاها صوت سقوط جان فوق وجهه مباشرة، وبجانبه ورقة صفراء خرجت من جيبه كتب عليها "خطة الاقتحام رقم 2".
إيرين: "...يا إلهي، لقد طار جان."
ماركو: "بقي في الهواء ثلاث ثوانٍ تقريبًا."
**
على الجهة الأخرى من البركة، توقفت الضحكات فجأة.
آني فتحت عينيها وقالت:
– "هل سمعتِ هذا؟"
ساشا: "صوت عظام تُكسر؟ نعم، بوضوح."
هيستوريا نظرت باتجاه الأشجار بقلق، وهمست:
– "لا بد أن أحدهم…"
لكنها لم تكمل، فقد سُمع صوت جان مجددًا وهو يئن:
– "أنا… آسف… لا أرى من عيني اليمنى…"
**
عند العودة، كان الجميع قد ارتدى ملابسه، ما عدا جان، الذي كان يسير وقطعة ثلج ملتصقة بخده، ورينر يعرج بصمت.
رين مشى في المقدمة، بصمته المعتاد، لكن هيستوريا لحقت به، وجهها يشع ضياءً وشكرًا:
– "شكراً، رين! لقد كنت شجاعًا. لو لم تكن هناك… لا أعرف ماذا كان سيحدث."
ثم كرّرت شكرها ثلاث مرات، والبعض من الفتيات بدأن يتهامسن عن “الوسيم الغامض”.
رين تجاهل ذلك، لكن وجهه بدأ يظهر توترًا واضحًا.
حتى إيرين قال:
– "لم أرك تتضايق هكذا حتى عندما ضربتني."
ماركو ابتسم:
– "ربما خائف من المديح أكثر من القتال."
**
> [تحديث النظام:]
علاقات محدثة:
هيستوريا: معجبة بشجاعتك [+2]
ماركو: يرى فيك أخًا يمكن الاعتماد عليه [+1]
إيرين: بدأ يفهمك رغم اختلافكما [+1]
جان: مصاب، ناقم [-2]
رينر: يشعر بالخجل والاحترام المختلط [+0]
يومير: تراقبك بعدائية مكتومة [-1]
السمعة الحالية بين الفتيات: "الغامض النبيل"
**
رين رفع عينيه نحو القمر نصف المكتمل، ثم همس لنفسه:
– "هذا العالم… أكثر فوضى مما تخيلت."
ثم سمع صوت ماركو:
– "هل قلت شيئًا، رين؟"
– "… لا."
***
نهاية الفصل الخامس.