---

الفصل الثامن: صقيعٌ لا يرحم… وقلوب تتغير

كان الجبل يلوح أمامهم كوحش أبيض، ساكن الملامح، لكن لا أحد يجهل ما يخبّئه في صدره من فوضى.

ثلج يمتد إلى الأفق، وريحٌ باردة تشقّ الوجوه كشفرات خفية.

رنّت التعليمات في رؤوسهم مجددًا:

"اختبار النجاة في جبل الثلج، نقطة الوصول في القمة، المدة القصوى: غروب الشمس."

**

سار الفريق في صمت:

رين في المقدّمة، يخطو بثبات دون أن ينظر للخلف، يراقب الأمام وكأنه يعرف أن الشر سيأتي، فقط لا يعرف متى.

وراءه كان بيرتولت يحدّق إلى خطواته، ويومير تتلفّت كل بضع دقائق نحو هيستوريا التي بدأت خطواتها تتباطأ بشكل مقلق.

ماركو كان أكثرهم حيوية، يحاول كعادته رفع المعنويات رغم الجو المشحون، لكن رين لم يكن يستمع.

**

بعد مرور ساعة على التسلق، اشتدت الريح، وسقطت هيستوريا فجأة على وجهها في الثلج.

ركضت يومير نحوها، انحنت وهزّت جسدها: «هيستوريا! أفيقي!»

لكن الفتاة لم ترد. بشرتها باردة، وعيناها مغمضتان كأنها تغطّ في نوم ثقيل.

«لقد فقدت الوعي من البرد»، قال ماركو وهو يسرع إليها.

أما رين، فتوقف دون أن يلتفت.

لكن نظرة سريعة منه لاحظت شيئًا آخر…

**

الثلج خلفهم كان يتحرّك.

ظلال بين الأشجار، أنفاسٌ متقطعة، وأصوات ناعمة تسبق الانقضاض.

ذئاب.

في لحظة، خرجت من الظلال، عشرات، بأنياب جائعة وأجساد تلمع تحت الجليد.

حاصرتهم كدوائر الجحيم، بلا صوت، بلا رحمة.

**

أمسك ماركو بسلاحه، لكن أحد الذئاب قفز عليه دون إنذار.

صرخة واحدة كانت كافية لتشعل الفوضى.

رين لم يتحرك فورًا، لكن عينيه انعكست فيهما صورة يومير.

كانت واقفة قرب جسد هيستوريا، تتردد.

ترتجف.

تشدّ على قبضة يدها، تحدق بالذئاب، لكنها لا تتحرك.

بيرتولت نظر إليها بشك، وكأن شيئًا فيه قد انكسر.

ماركو يصرخ.

هيستوريا لا تزال غائبة.

ويومير… لا تزال واقفة.

**

ثم ظهرت أمام رين نافذة زرقاء:

---

[نظام المصير]

> فريقك تحت التهديد.

اختر التصرف:

1. تراجع وانتظر حتى يهدأ الوضع.

2. وبّخ يومير واطلب منها القتال.

3. تدخل فورًا لحماية الفريق.

---

اختار رين الخيار الثالث.

**

في لحظة، تومضت عينيه، وظهر أمامه سطر جديد:

> تم تفعيل المهارة: "التركيز الفائق"

كل الحواس تتحسن. ردود الفعل تتسارع.

القدرة على تحليل سلوك الخصم فورًا.

اندفع إلى الأمام، سيفه يقطع الريح، جسده يتراقص بين الذئاب.

ضربة أولى، فصرخة.

قفزة، فتفادي، ثم دوران…

أوقف الذئب فوق ماركو، وسحبه للخلف.

«انهض.» قالها بنبرة صارمة، ثم عاد يهاجم.

**

يومير كانت تراقبه، فمها مفتوح، والدموع في عينيها.

لكنها لم تتحرك.

كأن الخوف سجنها.

كأن الذنب أثقل من عضلاتها.

بيرتولت اقترب منها بصمت، همس:

«لماذا؟»

**

عندما تراجعت آخر الذئاب، كانت الأرض ملطخة بدمها، والجميع ينهج بتعب.

رين لم يتحدث، فقط انحنى، ورفع هيستوريا على ظهره، بهدوء مريع.

ماركو قال بخفوت: «لقد... أنقذتني.»

لكن رين لم يرد.

**

بعد ساعة، وبينما استمر الصعود في طريق يزداد وعورة، ظهرت صرخات من الجهة الأخرى.

صرخات بشرية.

«ميكاسا! تحمّلي!»

«أرمين، ابتعد!»

و... صوت الارتطام.

**

أمر رين فريقه بالتوقف، ثم اندفع بلا تفكير.

رأى ميكاسا تقاتل وحدها، أرمين يحاول سحب جسد إيرين الغائب عن الوعي، والذئاب تعود للظهور.

ظهرت نافذة جديدة أمامه:

---

[نظام المصير]

> حلفاؤك في خطر.

التصرّف اختياري، لكنه سيُحسب في التقييم.

1. تجاهلهم.

2. أعطِ التعليمات لفريقك وهاجم بحذر.

3. فعّل "التعزيز البدني" وهاجم فورًا.

---

اختار رين الخيار الثالث.

**

أضيء جسده بطاقة خفية، عضلاته توهجت، وسرعته تضاعفت.

قطع الطريق خلال الثلج، ضرب الذئاب من الخلف، وقف إلى جانب ميكاسا بصمت.

ميكاسا نظرت إليه بدهشة، ثم أومأت فقط.

**

بعد لحظات، هدأ كل شيء.

كان إيرين على ظهر رين، وهيستوريا لا تزال غائبة على كتفيه.

عندما وصلوا إلى القمة، كانت الشمس تنحدر ببطء.

البرد لا يزال كما هو، لكن النظرات تغيّرت.

**

في المساء، وبينما الكل يجلس قرب النار، ظهرت نافذة النظام الأخيرة:

---

[نظام المصير]

> تقييم المهمة: ممتاز

القرارات أثّرت إيجابًا على البقية.

> المكافأة:

أسلوب القتال: "موجة التنين القاطع"

(مستوحاة من أنمي Demon Slayer)

تقنية سيف تعتمد على التتابع السريع مع التركيز، تزيد من قوة الضربات ودقتها.

لا تستهلك طاقة، وتعمل مع أي سيف.

---

ثم ظهرت نافذة جديدة:

---

[الحالة]

> الاسم: رين

العمر: 15

الحالة النفسية: باردة ظاهريًا، قلق داخلي

الشخصية أمام الناس: صامت، موثوق، غامض

> الإحصائيات:

القوة: 82

الرشاقة: 94

الذكاء: 89

التحمل: 78

الكاريزما: 45

> المهارات:

التركيز الفائق

التعزيز البدني

أسلوب موجة التنين القاطع

تحمل الصقيع

قراءة المعارك

---

في لحظة خفوت النار، جلس رين بصمت، وميكاسا بعيدة تراقبه، بينما ماركو يدندن بشيء غير مفهوم.

اقترب منه إيرين بهدوء، جلس جانبه، وقال:

«أعتقد... عليّ أن أشكرك. لقد... حملتني طوال الطريق.»

رين لم يرد.

بعد لحظة، جلست هيستوريا بجانبه أيضًا، تمسك كوبًا من الحساء، تنظر إلى الثلج.

همست دون أن ترفع عينيها:

«أنا لا أتذكّر... لكن ماركو قال إنك أنقذتني. شكراً...»

رين ألقى نظرة جانبية عليهما، ثم نظر للسماء.

الثلج يتساقط.

ولا أحد يشعر بالبرد بعد الآن.

---

2025/04/16 · 38 مشاهدة · 753 كلمة
نادي الروايات - 2025