الفصل التاسع: ما بعد الصقيع
عادوا قبل الغروب بقليل.
كانت الأقدام مثقلة، والعيون مُحمّلة بصور لا يريد أحد تذكّرها.
لكنّهم نجوا.
**
في معسكر التدريب، استقبلهم المدرب كيث بنظرة صارمة كالعادة، لكنه لم يقل شيئًا.
لم يحتج أن يتحدث، كان يرى ذلك في وجوههم… خصوصًا وجه رين.
كان الصمت يلفه كما لو كان عباءة. لا يتحدث، لا يبتسم، لا ينظر طويلًا في عين أحد.
لكن هيستوريا كانت تراقبه. من بعيد، ثم من قريب… ثم اختارت في النهاية ألا تتكلم.
**
في تلك الليلة، توزّع المتدرّبون على غرفهم، بينما جلس رين وحده خارجًا، في الظلام، تحت سماءٍ ملبدة بالغيوم.
كان يحمل حجرًا صغيرًا بين أصابعه، يديره ببطء، بلا معنى.
ظهر ماركو خلفه، بهدوء لا يشبهه، وقال بنبرة منخفضة:
«أتعلم… ما زلت أفكر في ذلك الذئب، في اللحظة التي هجم فيها عليّ. كنت أظن أنني انتهيت، ثم… أنت.»
سكت لحظة، ثم ابتسم بخجل.
«لا أعرف كيف تشكر شخصًا أنقذك من الموت، لذا سأكتفي بأن أقول… شكرًا.»
لم يرد رين، لكن عينيه توقفتا عن التحرك.
**
في صباح اليوم التالي، كانت القاعة الرئيسية مكتظة.
اجتمع الجميع لقراءة تقرير التقييم، ولأول مرة، ذكر الاسم الجديد في المقدّمة:
"رين - تميّز في التحكم الميداني والتعامل مع الخطر"
أصوات خافتة تعجّبت، وآخرون رمقوه بنظرات مختلفة.
ليس احترامًا فقط… بل تساؤلًا. من هو هذا؟ كيف لم نلاحظه من قبل؟
**
اقتربت منه ميكاسا بعد التقييم، نادرة ما تفعل.
وقفت أمامه بصمت لحظة، ثم قالت:
«أنا مدينة لك.»
أراد أن يقول شيئًا، لكنه لم يعرف ما.
فقط أومأ.
فهمت.
**
في وقت لاحق، دخل رين إلى الساحة الخلفية، حيث كان المدرب يراقبه من بعيد.
اقترب منه فجأة، وبصوت غليظ سأله:
«ما الذي دفعك؟»
أجابه رين ببرود:
«لم أرغب أن أُدفن وسط الثلج.»
حدّق به كيث طويلًا، ثم هزّ رأسه بابتسامة شبه غير مرئية.
**
في الليل، فتح رين نافذة "الحالة" مجددًا، دون سبب واضح، ربما ليتذكّر:
---
[الحالة]
> الاسم: رين
العمر: 15
الحالة النفسية: ساكن في الظاهر، صراع داخلي متواصل
الشخصية أمام الناس: صامت، موثوق، يثير التساؤلات
> الإحصائيات:
القوة: 82
الرشاقة: 94
الذكاء: 89
التحمل: 78
الكاريزما: 50
> المهارات:
التركيز الفائق
التعزيز البدني
أسلوب موجة التنين القاطع
تحمل الصقيع
قراءة المعارك
---
أغلقها بهدوء، وتمتم:
«ما زلتُ… لا أعرف من أنا حقًا.»
**
من بعيد، كان إيرين يراقبه من نافذة غرفة النوم، ثم التفت إلى أرمين وقال:
«رين… غريب، أليس كذلك؟»
أرمين ابتسم بخفة:
«غريب؟ نعم. لكنه مثير للاهتمام… وربما، هو ما نحتاجه.»
**
انتهى الفصل التاسع.
مشغول ، اسف لان الفصل قصير اضطريت لحذف اجزاء كبيرة من الفصل بعد كتابتة.
مرهق تماماً.