الفصل 595: إقناع براندو
----------
كانت الساحرة العجوز دائمًا تحرس الإصبع المقطوع المربوط بضفيرتها بحرص شديد ولم تتحدث معهم عن هذا الإصبع تقريبًا.
ومع ذلك، بما أن الساحرة العجوز لم تذكر ما فائدة هذا الإصبع، لم يكن بإمكان الجميع السؤال عنه مباشرة.
ثم قال سول لهوب: "هل لا يزال براندو بالخارج؟"
أومأ هوب. "طلبت منه الانتظار لفترة وجيزة عند الباب. لقد كان ينتظر..."
نظر هوب إلى الساعة في ذراعيه. "سبع عشرة ساعة الآن."
لم يكن هناك خيار—قبل عودة سول، لم يستطع اتخاذ قرار بدعوة الغرباء بنفسه، خاصة الغرباء الذين هاجموا سيد البرج سابقًا، إلى الجزيرة.
"ومع ذلك، طلبت من السيد مارش أن يؤنسه."
فكر سول في نفسه: "من المحتمل أن مارش لا يحبه أيضًا. لحسن الحظ، سبع عشرة ساعة هي مجرد جلسة تأمل عميق واحدة بالنسبة لساحر."
نهض سول. "بما أن السيد براندو جاء لمساعدتنا عندما كان برج الساحر النقي في خطر، لا ينبغي أن نستمر في التفكير في سوء التفاهمات السابقة. يصادف أنني أرغب في التعاون مع الساحر براندو الآن. إذا سار التعاون بسلاسة، يمكنني أن أسمح له بدخول منصة وعيي مرة أخرى."
من خلال عدة لقاءات، اكتشف سول أنه بينما يبدو براندو وكأنه يتبع مسارًا جسديًا على السطح، كان في الواقع ساحرًا من نوع القوة العقلية البحتة.
ربما بسبب سبب ما، فقد فقد جسده الخاص، وبالتالي كان دائمًا يستخدم القوة العقلية للتحكم في أجسام الآخرين كدمى له.
في الوقت نفسه، بما أن احتياطيات المانا للدمى كانت أدنى من السحرة الأحياء، كانت دمى براندو تركز بشكل رئيسي على الهجمات الجسدية. دون النظر إلى الضرر الوظيفي للجسم، كان بإمكانها إطلاق قوة قوية للغاية.
بطبيعة الحال، كان براندو كهذا يعطي أهمية كبيرة لتحسين القوة العقلية.
خرج سول من برج الساحر مع الساحرة العجوز ورأى براندو يجلس القرفصاء بالقرب، يدرس مزارع الفطريات مع مارش.
بدت مارش وكأنه نسي تمامًا أن براندو قد دمر رقعة من غابة الفطريات الخاصة به، يتحدث بحماس مع إيماءات متحركة.
عندما اقترب سول، سمع بالصدفة مارش يقول: "...هذا النوع من الفطريات صالح للأكل أيضًا، لكنه مزعج جدًا في الهضم. أحيانًا قد يشكل عصابات ويقاتل في معدتك... "
سول: " ... "
لا يوجد أي من هذه الفطريات المحاربة في وجباتي، أليس كذلك؟
كان براندو قد لاحظ اقتراب سول منذ فترة طويلة، لكن بعد أن قال بضع كلمات أخرى لمارش، تظاهر بأنه لاحظ سول للتو، داعمًا ركبتيه للوقوف.
" الساحر سول، لقد عدت أخيرًا. "
[المترجم: ساورون/sauron]
لأول مرة، أظهر سول ابتسامة طبيعية لبراندو. "هذه المرة عندما تعرض برج الساحر الخاص بي للهجوم، يجب أن أشكرك على مساعدتك."
جاء صوت مكتوم على الفور من تحت خوذة براندو. "لا داعي للشكر. في الواقع، أردت أيضًا حل سوء التفاهمات مع الساحر سول وإعادة بناء علاقات ودية، طالبًا إرشادك بشأن تقوية فضاء الوعي، ولهذا السبب تحركت."
كان هذا تصريحًا صريحًا للغاية.
ابتسم سول وأشار نحو برج الساحر خلفه. "هل تود الدخول للحديث؟"
كان براندو لا يزال حذرًا إلى حد ما. "لا داعي. وحشي الطائر يصبح عصبيًا عندما ينفصل عني. إذا لم تمانع، فلنتحدث هنا."
"حسنًا إذًا." بدأ سول مباشرة مناقشة مقترحات التعاون معه في الخارج. "لقد ساعدتني ولكنك قتلت أيضًا أحد أتباع سيدة روح الرياح. هل أنت قلق بشأن انتقام سيدة روح الرياح المستقبلي؟"
قال براندو بهدوء: "سيدة روح الرياح لديها أصغر نطاق نفوذ بين الثلاثة من الرتبة الثالثة. أحتاج فقط إلى الاختباء في إقليم صانع الأحلام أو سيد اليراعات، ولا يمكنها أن تفعل شيئًا لي."
"علاوة على ذلك، مقارنة بإمكانية تقدمي إلى الرتبة الثالثة، فإن استفزاز ساحر من الرتبة الثالثة لا شيء."
أومأ سول متفهمًا، ثم سأل في المقابل: "إذًا... هل ستجرؤ على الانضمام إلي في الهجوم المضاد؟"
عبس براندو قليلاً. الهجوم المضاد يعني مهاجمة وكر سيدة روح الرياح، وهو أمر مختلف تمامًا في طبيعته عن قتل أحد أتباع سيدة روح الرياح في الخارج.
كان مستوى الخطر كالسماء والأرض.
رؤية تردد براندو إلى حد ما، أضاف سول ورقة أخرى. "إذا ساعدتني هذه المرة، سأسمح لك بدخول فضاء الوعي مرة واحدة."
نظر براندو فجأة للأعلى بحدة، نظرته شرسة كالنسر. "ثلاث مرات."
هز سول كتفيه. "ليس أنني لن أسمح لك بالمساومة، لكنني أخشى أنك لن تنجو من المرة الثانية."
لم يكن سول يكذب. تلك العيون في فضاء وعيه لم تكن أسيادًا متسامحين. باستثناء سول والكيانات التابعة له، كان الدخول المتكرر إلى منصة وعيه من قبل الآخرين ليس بالأمر الجيد.
لا يزال يتذكر عندما كان في مدينة كوغست، قفز كينت مباشرة إلى السماء المرصعة بالنجوم لتجنبه في فضاء الوعي.
كانت النتيجة الموت خلال ثوان، مع تحلل روحه أيضًا.
ما كان أكثر رعبًا هو أن جثة كينت في العالم الحقيقي خضعت أيضًا لتحول.
كادت المقل التي ظهرت من جسده أن تُحوّل أغو أيضًا.
أحيانًا كان سول يقلق حتى ما إذا كانت هذه النجوم قد تحول يومًا ما.
ما كان مطمئنًا هو أن يوميات ساحر ميت لم تصدر أبدًا تحذيرات الموت بشأن السماء المرصعة بالنجوم داخل وعيه.
كان بإمكان سول فقط أن يأمل أن هذا لم يكن لأن اليوميات أيضًا لا تستطيع رؤية تحركات النجوم.
كان براندو يراقب تغيرات تعبير سول واكتشف أن نبرته العابرة تحمل لمحة من اليقين "صدق أو لا تصدق"، مما جعله أكثر اقتناعًا بتخمينه.
"هذا سول بالتأكيد لديه شيء أكثر رعبًا من التلوث في جسده. تهديد الموت الذي شعرت به في فضاء وعيه المرة الماضية لم يكن وهمًا. ربما حتى قللت من مستوى خطورة فضاء وعيه."
ومع ذلك، على الرغم من أن براندو كان خائفًا إلى حد ما، من أجل التقدم، كان أيضًا مستعدًا لتحمل المخاطر.
بما أن سول قد أعطى تحذيرًا جديًا بالفعل، فسيظل يصغي إلى النصيحة—يذهب مرة واحدة أولاً، يرى الوضع، ثم يقرر ما إذا كان سيذهب مرة ثانية أو ثالثة.
زفر براندو، نفسه يصطدم بخوذته المكتومة. "هاف، حسنًا إذًا، كما قلت، سأذهب مرة واحدة أولاً."
رفع سول حاجبًا واحدًا. يبدو أن براندو لم يتخلَ تمامًا بعد.
لكن ذلك كان جيدًا. إذا كان نشطًا، لم يمانع سول في وجود موضوع اختبار آخر لقياس مستوى خطورة النجوم.
بعد تسوية الشروط، سأل براندو بنشاط: "كيف تخطط للهجوم المضاد؟ ناهيك عن أنها من الرتبة الثالثة، مجرد الكهوف الكثيفة على ذلك الجرف حيث تقع ستصيبك بالعجز. أنت ببساطة لا تعرف أي كهف يمكن أن تجدها فيه..."
" أعرف. "
"ماذا؟"
"زار أحد مرضاي سيدة روح الرياح في الجرف مرة وأعانني على تحديد موقعها." عندها فقط لاحظ سول نقطة مشبوهة أخرى. "بالحديث عن ذلك، لم تكتشف سيدة روح الرياح الشيء الصغير الذي أخفيته على صديقي آنذاك. لم يكن إلا لاحقًا حدث شيء فجأة، مما تسبب في قطع مراقبتي."
أغمض سول عينيه نصفهما. "بغض النظر عما حدث آنذاك، فإن مجرد حقيقة أنها لم تكتشف تتبعي في المقام الأول غير طبيعية بما فيه الكفاية."
فتح سول عينيه على مصراعيهما، نبرته متحمسة ضمنيًا ولكنها مؤكدة جدًا. "سيدة روح الرياح لم تعد تمتلك قوة الرتبة الثالثة!"
نظر سول إلى براندو، عيناه مليئتان بالحماسة. "ساحرة من الرتبة الثالثة فقدت قوة الرتبة الثالثة قد لا تكون حتى قوية كساحر من الرتبة الثانية المتميز. هل لا تزال خائفًا من مواجهة شخص كهذا؟"
أصبح تنفس براندو سريعًا إلى حد ما. كان دائمًا يعتقد نفسه مجنونًا إلى حد ما، لكن كيف يبدو هذا الساحر الشاب أمامه أكثر جنونًا منه؟
هل يمكن أن يكون تأثير تلك النجوم في فضاء وعيه؟
==
(نهاية الفصل)