لم يكن هناك نهاية لهم.

بدأت الشكوك، والذكريات، والمخاوف تغزو عقل كين. فشدّ على أسنانه وتجاهل الهجمات الذهنية.

انشقّت السماء مجددًا من الأعلى.

ظهر شيء ضخم.

شكل ذو ثلاث رؤوس، كلٌّ منها يهمس باسمه. أطراف طويلة، كأغصان من عضلات مخيطة، امتدت نحوه.

كانت تتحرك ببطء، لكنها بدت أثقل من العالم نفسه.

أخذ كين نفسًا عميقًا، ولوّح بسيفه.

سيفي، يا سيفي،

اقطع أعدائي.

انفجر شق من الضوء. وانقسمت السماء نفسها على طول الخط ومعها المخلوق.

ثم، انقلبت السماء.

في لحظة، كان كين يمشي فوق الهواء.

وفي اللحظة التالية، تمزقت الأرض للأعلى، وانقلبت، وأصبحت السماء.

نزفت الغيوم إلى الأسفل مثل ماء مكسور، وتبعثرت النجوم في عين صارخة لمعت لمرة واحدة فقط قبل أن تذوب في أسنان.

شدّ كين على أسنانه وظل واقفًا.

كلما قضى العالم الكابوسي وقتًا أطول بدون ركيزته، كلما ضعفت أسسه أكثر.

وذلك سمح لعالم الكوابيس باستخدام أساليب مباشرة أكثر للقضاء على أهدافه متجاهلًا القواعد.

التوى العالم.

من حوله، انثنى الفضاء.

أصبح الاتجاه لا يعني شيئًا.

أصبحت المسافة كاذبة.

وحاول إحساسه بالاتجاه أن ينزلق من قبضته كالماء من يدين مقبوضتين.

ثم جاءت الموجة الجديدة.

سقطت مخلوقات من السماء المحطمة. لم يكن لديها شكل أو هيئة.

لم يتمكن كين حتى من رؤيتها بعينيه.

كل ما استطاع فعله هو الإحساس بها عبر النية والعناصر.

كانت المخلوقات... تلميحات لشكل، أو هكذا شعر كين.

كانت تزحف، تطفو، تتشنج، ثم تعيد تشكيل نفسها إلى شيء أقل تماسكًا.

لحم ينبض بعيون.

أذرع لها أفواه في المفاصل.

لم تكن تمشي. كانت موجودة فقط.

وكانت تكرهه.

تحرك كين.

خطوته شقت نسيج هذا الواقع المتهاوي والمشوه.

شطر الكتلة الأقرب، وشقها سيف سيفرينت إلى نصفين. لم يكن للمخلوق شكل، لكن ذلك لم يهم سيفرينت.

فهو سيقطع كل شيء. سواء كانت روحًا، جسدًا ماديًا، أو وجودًا مفاهيميًا.

انهار "وجود" المخلوق إلى نصفين، كل نصف أضعف من أن يبقى.

لكن قبل أن يلتقط كين أنفاسه، ويهاجم مخلوقًا آخر، طُوي الفضاء مجددًا.

رمش بعينه—

—وها هو داخل كاتدرائية سوداء حيث المقاعد صفوف من جسده الميت. جوقة تغني بأصوات أشخاص قد قتلهم.

لم يرتبك كين. خطا للأمام. وتوهج سيفرينت بالأرجواني الداكن.

تقنية سيف الشيطان: خطوات اللعنة

اختفى.

وفي اللحظة التالية، ظهر مجددًا فوق الحاجز حيث كان يقف من قبل، كما لو أنه لم يغادر أبدًا.

زأر عالم الكوابيس.

عندما رأى عودة كين في لحظة، استشاط عالم الكوابيس غضبًا.

نزلت موجة أخرى من المخلوقات – أفكار – هذه المرة، لم تهاجم بمخالب. بل تحدثت.

"كان بإمكانك إنقاذهم."

ارتعشت يد كين للحظة.

ارتجف الهواء أمامه. ثم تحطم كالزجاج.

ومن الشظايا خرج شكلان. امرأة. وفتاة، تشبه المرأة لكنها أصغر سنًا.

كانت عينا زوجته فارغتين.

"قلت إنك ستحميني."

رنّ صوت ابنته.

"أنت تترك تارتاروس يموت. كان بإمكاني أن أعيش مجددًا."

حدّق كين فيهما لثانية، حارقًا شكليهما في ذاكرته.

ثم رسم خطًا في الهواء بسيفرينت. لم يُقطع العالم.

لكن الشعور قُطع.

تلاشت ملامحهما. وتلعثمت الأشكال.

تحولت ابنته إلى لطخة من الألوان وصوتها لا يزال يتردد.

ذراعا زوجته طالتا وتحولتا إلى حبال. وانهارت أشكالهما عائدة إلى عالم الكوابيس.

تنفس كين مرة واحدة. مرة واحدة فقط.

ثم سقطت السماء مجددًا.

رفع بصره ليرى عينًا أوسع من العالم تحدق إليه من الأعلى. رمشت، وصرخ العالم.

عاصفة من أشياء كونية اندفعت للأمام. أطراف طويلة. أشكال كخربشات الجنون.

أجنحة من دخان ورعد. بعضهم لم يتحرك في أي اتجاه معروف.

أمسك كين سيفرينت بكلتا يديه ولفّ جسده.

تقنية سيف الشيطان: قاطع العوالم

لوّح بقوة، فانشق العالم.

خط مستقيم شطر السحب، والمخلوقات، والسماء نفسها. انثنى الفضاء حول القطع. ولمدة نفس واحد، توقف كل شيء.

ثم انهار.

لكن عالم الكوابيس لا ينضب. لم يكن يهتم بالألم. لم يكن يخشى الخسارة. لم يكن حيًا، ليس حقًا. كان الخوف ذاته، الذكرى المتجسدة، الجنون بلا قيد.

لم يكن عليه أن ينتصر. كان عليه فقط أن يُنهك خصمه.

تحول آخر.

وجد كين نفسه في مدينة من العظام. كل مبنى كان تابوتًا. الطرق مرصوفة بالأسنان. لم يكن يستطيع التنفس هناك، لكنه لم يهتم.

اختفى—

—وظهر مجددًا، سيفه مرفوع، فيما موجة جديدة تهجم من الأعلى.

قطع ثلاث مرات.

الضربة الأولى مزقت عملاقًا لم يكن له جسد، فقط خيوط.

الثانية شطرت سحابة من طيور سوداء كانت تصرخ بصوت والدته.

الثالثة—

سيفي، يا سيفي،

اقطع أعدائي

انفجرت قوسية ضخمة من الضوء الأرجواني من سيفه، محفورة واديًا عبر العاصفة.

شطر الطاقة المخلوقات إلى نصفين وفتّت الأجزاء.

وراءه، ارتجّ الحاجز بسبب قوة الموجات الصادمة، لكنه لم يسقط.

لا يزال نيو يقاتل بالداخل.

لم يستطع كين التوقف. كان عليه أن يكسب له أكبر قدر ممكن من الوقت.

رؤية أخرى لمعت. ظهرت زوجته مجددًا. ليست متهمة هذه المرة، بل تتوسل.

"أرجوك، أنقذ ابنتنا."

مدّت ابنته يديها، وكانت يداها تشبهان يديه تمامًا.

"اصمتي"، تمتم. "اصمتي!"

تحرك عبر الأوهام. وقطع عبر الذنب.

حاول كل كابوس أن يمسك بشيء أعمق. ذكريات. ندم. مخاوف دفنها منذ زمن بعيد حتى نسي أسماءها.

ضرب مجددًا.

تقنية سيف الشيطان: فصل المشاعر

نبضة من الطاقة انتشرت كموجة. كل كابوس في محيط مئات آلاف الأميال توقف.

تشقق شكلهم، ثم انقسم كما لو أنهم قد تم تمزيقهم من الروح إلى الخارج.

ومع ذلك… صرخت السماء.

كان عالم الكوابيس يائسًا. انقلبت الأرض مجددًا. اختفى الجاذبية. ثم عادت جانبًا.

قُذف كين إلى صحراء من ساعات تذوب وأبراج من حجارة باكية.

لكن ذلك لم يهم.

عاد كين إلى مكانه فوق القبة.

كان يتنفس من خلال أسنان مشدودة.

كان معطفه ممزقًا. جسده مصاب قبل أن يدرك ذلك. يسيل الدم من فمه، لكن قبضته على سيفرينت لم تضعف.

تحوّل العالم مجددًا.

جاءت أشكال أكثر. أسرع. أبشع. أشدّ غضبًا.

ثبت كين قدمه إلى الأمام.

تقنية سيف الشيطان: الأفق الذي لا ليل له

اندفعت جدار من ضوء السيف من خلفه وامتد إلى ما لا نهاية. شكّل طريقًا. جدارًا. بوابة. لا يمكن لشيء أن يعبر دون أن يُقسم.

تحطمت الكوابيس عليه، وتكسرت.

لكن عالم الكوابيس لم يستسلم.

من وحوشه المحطمة، عمالقة ذابلة ذات أفواه صاخبة، عناكب مصنوعة من أطفال مخيطين، أفاعي من دخان وعظم.

تحرك كين. ومض سيفرينت.

قطع واحد شطر عشرة.

آخر حطم الصوت ذاته.

سقطت الأطراف. وتلاشت الأجنحة.

قاتلهم كين وحده، عاليًا فوق سماء تحتضر.

كان مرهقًا. أطرافه ترتجف من شدة الإجهاد.

لكن إرادته لم تهتز.

كان هذا موقفه. لن يسقط.

ليس بعد.

ليس حتى يُنهي نيو ما بدأوه.

***

ماهو رايكم بترجمة فصل هل لذيكم ملاحظات

2025/05/27 · 54 مشاهدة · 972 كلمة
جين
نادي الروايات - 2025