"أنا؟ أنا الأقوى على الإطلاق."

عادةً، كان الموت بلا اسم سيتجاهل تصريحاً كهذا على أنه مجرد تبجح أحمق.

لقد سمع الكثير من الحمقى يطلقون مثل هذه الادعاءات عبر القرون.

لكن كول كان مختلفاً.

لم يكن في نبرته أي تفاخر. فقط ثقة هادئة.

لم تكن صاخبة. لم تكن متغطرسة. كانت ببساطة… موجودة.

وأكثر من ذلك، غرائزه صرخت بداخله.

كانت تصرخ بكلمة واحدة كلما نظر إلى كول: خطر.

"والآن," قال كول، صوته سهل وخفيف، "لنناقش ما كنت تفعله."

ظل الموت بلا اسم صامتاً.

"سأكون صريحاً," تابع كول، "بإمكانك أن تفترس الاتصال وتحاول أن تفهم مسار الإنجازات. حتى مع ظلامك الحقيقي، الأمر لن يكون سهلاً. سيشبه محاولة قراءة كتاب مكتوب بلغة لا وجود لها."

قطب الموت بلا اسم حاجبيه.

لم يكن كول يبدو وكأنه يحذره بدافع الخوف.

بل بدا أشبه بشخص يوضح القواعد قبل بدء لعبة.

"لكن حتى مع ذلك," تابع كول، "لا أستطيع أن أسمح لك بابتلاعه. في النهاية، ما فائدة وجود مستوى إذا لم يبدُ العدو الزعيم مقاومةً جيدة؟"

"…؟"

قشعريرة سرت في عمود الموت بلا اسم الفقري.

قبل أن يتمكن من التحدث، نقر كول أصابعه.

تغير العالم.

لم يعودوا واقفين على الشرفة.

اختفت الشوارع، المنازل، والمدينة.

ظهر فراغ مظلم لا نهاية له من حولهم. لم يكن بجانبهم سوى الصمت.

تحركت عينا الموت بلا اسم، تبحثان عن حدود. لم يكن هناك أي شيء.

"ما الذي تفعله؟" سأل.

"بسيط," قال كول. "اصد هجومًا واحدًا مني، وسأدعك تبتلع الصلة بينك وبين نظام المخطوط الكوني . حتى أنني سأقدم لك هدية مجانية"

كان صوته هادئاً.

"لكن إن فشلت…" رفع كول كتفيه، "فلن تتم الصفقة. لا تقلق. لن أقتلك إن خسرت. أعدك."

تغيرت ملامح الموت بلا اسم للأسوأ.

كانت غرائزه على حق.

كول كان شخصاً يقف فوق معظم الكائنات التي واجهها على الإطلاق.

وكان أيضاً غريب الأطوار.

وذلك أسوأ مزيج يمكن أن يوجد في خصومك.

"سأستخدم نفس القوة التي استعملها بارباتوس حين هاجمك," أضاف كول. "ستحتاج إلى صدّي بنفس الطريقة التي صدَدته بها."

وفي اللحظة التالية، شعر الموت بلا اسم بأن القيود الموضوعة عليه قد اختفت.

عادت قوته.

وكأن سداً قد انهار، اندفعت الطاقة في جسده كموجات جارفة.

كانت القوة بلا نهاية.

ومع ذلك، ظل وجهه قاتماً.

لقد صدّ هجوم بارباتوس، نعم.

لكن لم يكن ذلك عن قصد.

لقد كانت غرائزه من سيطرت حينها.

وما زال غير قادر على إعادة تلك التقنية بإرادته.

لم ينتظر كول.

تقدم خطوة، وظهرت في يده سيف.

لم يكن شكله براقاً أو مزخرفاً بشكل مبالغ فيه.

بدا كسيف طويل عادي، لكن الموت بلا اسم استطاع أن يشعر بثقل كون كامل خلفه.

'هذا لا يبدو كهجوم من المرحلة الخامسة أبداً.'

قبل أن يتمكن الموت بلا اسم من الاعتراض، رفع كول السيف فوق رأسه.

على الفور، بدأ الفضاء بالتشوه حول النصل.

بدا طوله يتمدد، وكأنه يقطع عبر الأبعاد نفسها.

ارتجف الفراغ.

غرائز الموت بلا اسم أخبرته.

هالة ذلك السيف وحدها قادرة على تدمير مجرة.

ثم هبط كول بالسيف.

لم يتردد الموت بلا اسم.

في اللحظة التي تحرك فيها النصل، فعّل تباطؤ الزمن التساعي.

كل شيء تباطأ.

أفكاره وغرائزه تحركت أسرع. الزمن نفسه انحنى حول إدراكه.

حتى مع ذلك، بدا الهجوم وكأنه قادم بسرعة فائقة.

'سوف أموت.'

تسمرت تلك الفكرة في داخله.

وإن كان كول هو الأقوى كما ادّعى، فلن تجدي أي وسيلة إحياء أو عودة.

سوف يختفي ببساطة من الوجود.

لأول مرة منذ زمن طويل، شعر الموت بلا اسم حقاً بالموت.

منذ أن حصل على خلوده، كان قد نسي كيف يبدو الموت الحقيقي.

لكن الآن، وهو يحدق في ذلك القطع اللانهائي، تذكر.

هذا كان مختلفاً.

هذا كان الموت.

هذا كان اليأس.

'علي أن أصدّه.'

عمل عقله بسرعة.

المرة الأخيرة التي نجا فيها من هجوم كهذا كانت أثناء مواجهته مع بارباتوس.

وحينها، خرج مفهوم واحد من الفوضى.

[صدى]

كان الموت بلا اسم يتساءل دائماً عن أمر ما.

منذ أن علم بوجود الحكام، ظل سؤال يلح في مؤخرة عقله.

إذا كان السامي يدمج كل حكام العناصر في نفسه، فلماذا يتدربون على عدة عناصر؟

إذا كان حاكم عنصر الماء قد جلب مفهومه إلى القانون الكوني للسامي، فما الجدوى من الاهتمام بمفهوم البرق أو النار أو الموت؟

كان الأمر يبدو عديم الفائدة.

لكن الحكام مع ذلك استمروا في التدريب عبر عناصر مختلفة. لماذا؟

لم يكن يفهم ذلك في الماضي.

لكن حين رأى تقنية بارباتوس—وحين شعر بالانسجام المرعب فيها—بدأ يدرك الحقيقة.

'الجواب هو صدى.'

الحكام لم يكتفوا باستعمال عناصر متعددة.

لقد جعلوها تتناغم مع بعضها.

المفاهيم لم تكن مقيدة بعنصر واحد.

يمكن نقلها، مشاركتها، ودمجها.

مفهوم البرق يمكن أن يُستعمل مع الموت.

مفهوم الماء يمكن أن يتحرك عبر الرياح.

لم تكن قوى معزولة.

وحين تصطف، تخلق شيئاً أعظم.

شيئاً أقوى.

تلك كانت قوة حكام المرحلة الخامسة.

فعبر جعل مفاهيمهم تتناغم مع غيرها، كان الارتفاع في القوة يتجاوز مجرد تضاعف ناتج الهجوم.

إمكانات الهجوم بلغت مستوى وجودياً مختلفاً تماماً.

وإذا جمعوا كل ذلك في ضربة واحدة…

غرائز الموت بلا اسم صرخت.

عقله كان يجري أسرع من العالم من حوله.

لم يتردد أكثر.

أفرغ مفاهيمه في بعضها.

استخدم الظلام كأساس، ونسّق آلاف المفاهيم التي يحملها داخله.

بدأت تتناغم.

ارتجف جسده بالكامل تحت وطأة الضغط. انبعثت منه هالة من عالم آخر.

رفع نصله.

سيف كول كان يهبط بالفعل، لا يزال لانهائياً، لا يزال يحمل ما يكفي من القوة لمحو المجرات.

لم يفكر الموت بلا اسم.

وثق بالشعور. ترك غرائزه تسيطر مجدداً.

وضرب.

التقى النصلان في الفراغ.

في البداية، كان الصمت.

لا انفجار. لا صوت. لا موجة صادمة.

ثم تموج اتسع للخارج، ببطء أولاً، ثم متسارعاً.

اهتز الفراغ.

انفجرت هالة من نصل الموت بلا اسم. الرنين المظلم حوله صرخ وهو يندفع للأعلى، مصطدماً تماماً مع القطع اللامتناهي لكول.

ثم—بشكل مستحيل—اخترق.

تحطم سيف كول.

ليس حرفياً. بل تشتتت الطاقة خلفه، مطويةً عائدة إلى الفراغ. لقد تم إيقاف الضربة. ليس كلياً، لكن بما يكفي.

وقف الموت بلا اسم هناك، يلهث بشدة، وسيفه منخفض عند جانبه.

ارتجف جسده من الطاقة الهائلة التي أطلقها للتو.

لم يُصب. لكنه كان منهكاً بشدة.

وعلى الجانب الآخر، نظر كول إلى الطاقة المتبددة، ثم ابتسم.

"همم," قال. "لقد فعلتها حقاً."

لم يرد الموت بلا اسم. كان لا يزال يلتقط أنفاسه، لا يزال يستوعب أنه قد صدها. أنه ما زال حيّاً.

"يبدو أنني مدين لك بمكافأة مجانية," أضاف كول.

لوّح بيده باستهتار، وبدأ الفراغ من حولهم يتلاشى.

عادت الشوارع. المباني. الريح. رنين عربة المثلجات البعيد.

كل شيء عاد طبيعياً من جديد.

ظل الموت بلا اسم صامتاً.

"لقد تعلمت صدى أسرع مما توقعت," قال كول. "ليس سيئًا على الإطلاق.."

***

ماهو رايكم بترجمة فصل هل لذيكم ملاحظات

2025/09/07 · 21 مشاهدة · 1016 كلمة
جين
نادي الروايات - 2025