نيو أومأ، وابتسامة خفيفة ارتسمت على وجهه.
كان من الجميل أن يعرف أنه لم يُنسَ تمامًا.
"فمن هو الشخص الذي ستتزوجه؟"
"جاك. وهذا يذكرني، جاك أيضًا مع—"
توقف بايل عندما لاحظ اختفاء ابتسامة نيو.
"جاك؟"
"هاها، أنت غاضب حقًا. ليلى قالت الشيء نفسه. أخبرتني أن جاك قال إنك ستقتله عندما تكتشف الأمر."
لم يكن نيو يضحك. لم تتغير ملامحه.
‘جاك؟ ذلك اللعين السلفي سيتزوج أختي؟’
'ما الذي تفعله سماء ساعة العدم بحق الجحيم؟ قلت له أن يحميها. فلماذا لم يقتل ذلك الوغد بعد؟'
حتى لو لم يكن غاضبًا فعلًا من جاك، لم يستطع نيو كبح تزايد الاستياء بداخله.
لا بد أن جاك قد حمى الأرض، وربما حتى حمى أخته، أثناء غياب نيو.
لكن ذلك لا يعني أنه لن يتلقى نصف حياته مضروبة عندما يعود نيو إلى الأرض في النهاية.
تنهد نيو وفرك حاجبيه.
"ينبغي أن تعود. سأعود بعد أن أنهي أموري هنا،" قال لبايل.
أومأ بايل ودخل بوابة، ثم اختفى من على كوكب فوراكا.
لم يعد يبدو قلقًا بشأن نيو بعد الآن.
'إما أن له وقت محدد لمغادرة القلعة في العالم السفلي.'
'أو أنه يعتقد أنني سأتقمص الحياة مجددًا بسبب اللعنة، ولا يهم إن مت.'
'أو ربما هو يثق بي فقط.'
لم يكن نيو متأكدًا أيُّها صحيح.
التفت إلى كيفن بعد رحيل بايل.
"لدي شيء لأتحدث عنه معك، انتظر هنا. سأعود بعد قليل."
لم يقل كيفن أي شيء ردا على ذلك.
نظر نيو إلى السفينة الفضائية للتحالف تحوم فوق الكوكب.
رأى الأشخاص داخلها يركضون في هلع.
كان معظمهم يحاول الاتصال برؤسائهم.
يبدو أن تحول موقع فوراكا إلى كوكب حقيقي قد صدمهم.
وعلاوة على ذلك، لم تمر قوة نيو في المرحلة الخامسة دون أن يلاحظها أحد.
ركز انتباهه على شخص معين يحدق به عبر الزجاج — درين. نفس الرجل الذي أجبره على الدخول إلى موقع فوراكا.
كان درين أول هدف لنيو داخل التحالف.
تلاقت عيونهما.
همس نيو بالكلمات بوضوح.
'أعدت إحياء هذا الكوكب.'
لم يرمِ درين بنظرة.
'هل تريد معلومات عن كيفية فعل ذلك؟'
تشكل عبوس على وجه درين.
كاد نيو يرى العجلات تدور في رأسه.
'انزل إلى هنا، وسأخبرك بالمعلومات.'
شاهد درين يظل ثابتًا، مترددًا بوضوح.
كان الناس من حوله يصرخون، محاولين فهم ما حدث، لكن عيون درين بقيت مركزة على نيو.
حتى بينما راقبه نيو، ظل درين يراقب كيفن بعين واحدة.
ادّعى كيفن أنه لن يتدخل، لكن نيو لم يكن متأكدًا من ذلك.
كانت هناك دائمًا فرصة أن يهاجم بينما تكون حراسة نيو منخفضة.
"ينبغي أن تأتي معي،" قال كيفن أخيرًا. "لقد نضجت بسرعة كبيرة. سيكتشف التحالف أنك خلّقت مسارًا. وأكثر من ذلك، لقد أعدت إحياء كوكب ميت. هذا شيء لم يفعله أحد من قبل."
لم يقاطعه نيو.
"لقد أرادوا بالفعل استخدامك كسلاح. الآن سيحاولون تحويلك إلى شيء أسوأ. سيبقونك محبوسًا، ويستخدمونك لتربية قوى أكثر، ويحاولون كل شيء لمعرفة كيف أعطيت هذا المكان حياة."
"أفهم،" قال نيو، مومئًا بخفّة.
ضيّق كيفن عينيه.
"لا تبدو قلقًا."
"لأنني لست قلقًا،" رد نيو باستهزاء خفيف.
إذا ساءت الأمور، يمكنه استخدام شارة حاصد الأرواح والعودة إلى العالم السفلي.
من الواضح أن التحالف لم يعثر بعد على الأرض، لذلك يمكنه العودة بأمان إن لزم.
لم تكن الحالة مثالية، لكنها لم تكن ميؤوسًا منها أيضًا.
"كان لدي مهمة،" قال كيفن أخيرًا، وهو يرى أن نيو لن يتراجع. "أعطتني خيارين: أن أساعدك أو أن أقتلك. اخترت أن أساعدك. وإذا كنت سأفي بذلك، أحتاج أن أتأكد من أنك في مكان آمن، ومن ثم ستكتمل المهمة."
"لا أحتاج مساعدتك."
لم يردّ كيفن فورًا.
لقد اكتفى بالتحديق في نيو.
وعندما تكلّم أخيرًا، كان صوته أكثر هدوءًا.
"هل تريد أن تعرف لماذا اخترت أن أساعدك؟"
لم يُجب نيو.
اعتبر كيفن ذلك بمثابة موافقة.
"لم أساعدك من قبل بسبب ساحرتك. لكن الآن، أعتقد أن عليّ مساعدتك بالضبط بسببها."
ظلّ نيو صامتًا، ما زال يراقب السفينة الفضائية.
لم يزح نظره عن درين أو الآخرين ولو لثانية. أراد أن يكون مستعدًا إن كانوا يستدعون كائنًا من المرحلة السادسة، أو تعزيزات أخرى.
"إن أتيت معي، سأساعدك على استعادة ذكريات حياتك معها."
تصلّب جسد نيو عندما سمع تلك الكلمات.
تلك الحياة التي لم يستطع تذكّرها.
تلك الذكريات التي رفضت العودة مهما حاول.
"ألا يساورك فضول ولو قليل؟" سأل كيفن. "لماذا اختارتك ساحرة الشراهة لتكون محبوبها؟"
لم يقل نيو شيئًا، لكن كتفيه اشتدّا قليلًا.
بالطبع كان فضوليًا.
لقد كان الأمر ينهشه من الداخل.
"لو كنت أريد إيذاءك،" قال كيفن ببطء، "لكنت فعلت ذلك بالفعل. أنت قوي، لكنك تعلم أنك لست ندًا لي. أحاول المساعدة، سواء صدّقتني أم لا."
أخيرًا نظر إليه نيو.
"ماذا قصدت سابقًا… حين قلت إنك اخترت مساعدتي بسبب ساحرتي؟"
"ستفهم عندما تقابل ساحرتي. ذلك الجواب ليس شيئًا يمكنني أن أقدمه لك بنفسي. هي لن تحب ذلك. لكن…"
توقّف، وعبوس خفيف ارتسم على وجهه، كما لو كان مترددًا في المتابعة.
وبعد لحظة، أضاف.
"فقط اعلم أن كل ساحرة تكره ساحرة الشراهة. وفي الوقت نفسه، كلهنّ يخَفن منها. هذا هو السبب الحقيقي لعدم مساعدتي لك عندما كنت في أيدي التحالف. لم يكن لدي سبب لأساعد شخصًا تكرهه ساحرتي."
"والآن فجأة تريد مساعدتي؟" جاء صوت نيو خافتًا لا يحمل أي نبرة.
"كما قلت،" أجابه كيفن، "ستفهم عندما تستعيد ذاكرتك."
***
ماهو رايكم بترجمة فصل هل لذيكم ملاحظات