في عمق الغابة الكثيفة وتحت غطاء الظلام السحيق، كان الشاب يركض بسرعة مذهلة، يتلوى وراءه الظلام وجلبة الأشجار المتجاورة. لم يكن يعلم لماذا كان يُطارده ثلاثة جنود مسلحين، لكنه كان يدرك تمامًا أن حياته في خطر. الأنفاس السريعة والقلب الذي ينبض بشدة كانت الدلائل على حالة الهلع التي كان يعاني منها.
ولكن في لحظة غفلة، وأثناء محاولته اليائسة للهروب، فقدت قدماه توازنها وانزلق على الأرض الرطبة، ليجد نفسه متهاويًا في حفرة مظلمة وعميقة. وقبل أن يستطيع التفكير بما حدث، شعر بنفسه يصطدم بضوء مشع يلتهب كالنار أمامه. برودة لامتناهية تحتل جسده، ولكنه في الوقت نفسه شعر بأنه يتنفس بشكل طبيعي رغم كل شيء.
تحيط به السكون الدامس، ولكن بدلاً من الخوف أو الهلع، شعر بدفء غامر يملأ جسده، فقد وعيه وانغمس في عمق الظلام.
عندما عاد إلى وعيه، وجد نفسه مستلقيًا على الأرض في غابة مجهولة، محاطًا بأشجار عملاقة تتراقص بنسمات الرياح. ومع هذا الاستيقاظ الثاني، بدأت رحلته الملحمية في هذا العالم المجهول.