الفصل 219

بعدما دخل آلبرت الى مياه البحيرة بعد فترة قصيرة جدا ، بدأ يرى انه لم يشعر ببرودة منعشة و خفة كبيرة هذا بخلاف ان عينيه لم تعودا ترمشان و أصبح يرى كل شيء تحت الماء بوضوح فسبح الى داخل البحيرة حتى أصبح يرى القاع و لم يعد يسمع اصوات المتفرجين على السطح عندما رأى شيئا يشبه النباتات البحرية الطويلة داكنة اللون و مجموعة من الصخور فاتجه نحوها و ما ان عبرها حتى ضحك مما وجده ، لم يكن هناك سوى مساحة خالية من الصخور الصغيرة و لم يجد اي ابطال او عرائس بحر او حتى هيرميون !

ظل ساكنا في مكانه ينظر حوله و يحاول ان يسمع او يرى اي شيء حتى سمع صوتا يقول " كيف حالك !!"

شعار آلبرت بقليل من التوتر ، حيث كان بطبيعة الحال من المستحيل سماع صوت بشكل واضح داخل المياه بهذا الشكل ، و بهذا استدار ليجد ميرتيل الباكية تطفو امامه و تحدق به من خلال نظارتها و حاول أن يقول اي شيء و لكن لم يصدر عنه اي صوت و لكنه عاد يسمعها و هي تقول " يجب ان تدهب الى هناك !" و أشارت إلى مكان بعيد في قاع البحيرة تدر هاري نحوه و هي تتابع " لن اذهب معك فأنا لا احبهم فهم يطاردونني كلما اقتربت منهم ... "

اشار لها آلبرت بإبهامه كإشارة للشكر ثم انطلق مرة أخرى نحو المكان الذي أشارت إليه ميرتيل و هو يحاول تجنب الاصطدام بحبار البحر و سبح لمدة نحو سبع دقائق قبل أن يسمع صوتا جديدا :

• عشر دقائق امامك •

• لتستعيد ما أخدناه •

زاد آلبرت من سرعة سباحته حتى رأى صخرة كبيرة عليها صورة عملاقة لعرائس البحر يحملن حرابا حادة و يطاردن ما يشبه الحبار العملاق فاتجه آلبرت نحوها ليسمع مرة أخرى :

• لقد مر نصف وقت، ما تبحث عنه يستقر هنا •

و من حوله ظهرت مجموعة كبيرة من الصخور و ظهر من خلفها عرائس البحر اللاتي رحن يحدقن بآلبرت و عندما اكتمل المشهد بدا الامر كقرية بحرية تسكنها تلك الكائنات و من داخل بعض الكهوف ظهر الدكور من هذه السلالة بجلدهم الفضي و ذيول أجسامهم القوية تتحرك وسط المياه و في مؤخرة المشهد استقرت مجموعة منهم تغني للأبطال و تدعوهم للاقتراب و خلف هذه المجموعة استقر تمثال عملاق و عند قاعدته استقر أربعة أشخاص مربوطين بالتمثال الذي يمثل احدى عرائس البحر .

كانت هيرميون مقيدة بين فتاة من دارمسترانج و الفتاة الاخرى من مدرسة بوباتون حيث لا يزيد عمرها عن ثمان سنوات ، عرف آلبرت انها شقيقة فلور ديلاكور و كانو جميعا يبدون كالنائمين و قد تدلت رؤوسهم على صدورهم و راحت فقاقيع الهواء تخرج من انوفهم

و اسرع آلبرت نحوهم بعدما اكتشف من ساعته ان مدة الزمنية تكاد تنتهي و هو يتوقع ان يوجه البحريون حرابهم نحوه بعدما تقدم و لكنهم لم يفعلوا اي شيء و كانت الحبال التي تربطهم بالتمثال سميكة و قوية و نظر حوله و التقط منظر الحراب المرفوعة في ايدي البحريين فاتجه لاحدهم و حاول أن يشير إليه بما يعني أنه يرغب في اقتراضها و لكنه ضحك و هز رأسه قائلا : اننا لا نقدم مساعدة "

استدار آلبرت و لم يجد أثرا لاي من الأبطال الباقين ... تم اتجه الى الفتاة من بوباتون بعدما تدكر من القصة الأصلية انها لن يتم انقادها من طرف فلور ديلاكور ، و لكن الحراس البحريين اسرعوا نحوه و ابعدوه عنها و هم يهزون رؤوسهم و يضحكون ثم قال احدهم " اهتم بأسيرك فقط ، و دع الاخرين .. "

" مستحيل "

" مهمتك هي استعادة صديقتك - دع الاخرين "

نظر آلبرت حوله مرة أخرى متسائلا عن مكان الأبطال و كان يتمنى ان تحظر فلور هنا و تنقد اخته ، و كان يفكر و يقول هل يجب ان اخرج هيرميون اولا و اعود الى هذه الفتاة ؟!

و هنا بدأ بعض البحريين في إشارة إلى أعلى ، و عندما التفت آلبرت الى الاعلى ، رأى بدوره شيئا يسرع من بعيد ، لقد كان كرام و قد حول نفسه الى سمكة قرش و توجه سريعا نحو الفتاة من نفس مدرسته و راح يقطع الحبال بأسنانه الحادة الجديدة حتى استطاع ان يحررها فحملها و صعد بها دون ان ينظر خلفه

و لكن كانت هناك شفرة حادة لامعة سقطت من كرام فأسرع آلبرت نحوها و لكن البحريين احاطوا به مرة أخرى فأخرج عصاه و أشار بها نحوهم ليرى لذلك الخوف الذي ارتسم على وجوههم و هم يتراجعون ببطء فأسرع البرت نحو هيرميون و شقيقة فلور و قطع الحبال التي كانت تقيدهم باستخدام هذه الشفرة الحادة ثم حملهما متوقعا الا يستطيع و لكنه لم يجد وزنهما كما كان يتوقع فأسرع الى اعلى و عيون البحريين تراقبه فراح يزيد من سرعته بقدر ما يستطيع و هو يشعر بالالم يسيطر على كل عضلة من عضلات جسمه و هو يسحب خلفه هيرميون و الفتاة

و بدأ يشعر بضيق التنفس و ألم على جانبي رقبته ، بعدما القى نظرة على ساعته وجد أن الوقت المحدد لم يتبقى له سوى دقيقة واحدة

و عاوده الشعور ببرودة الماء و هو يرى ضوء النهار يعلوه فراح يحرك ساقيه بأقصى قوة ..

و اخيرا شعر برأسه تخترق سطح الماء البحيرة ليصطدم الهواء البارد بوجهه فعاد يتنفس من جديد و كأنها اول مرة يتنفس فيها ثم جذب هيرميون و الفتاة معه و من حوله يرى الرؤوس الخضراء للبحريين و قد صعدوا لسطح الماء و ابتسموا له ثم عادوا للمياه مرة أخرى

و كانت مقاعد المتفرجين تضج بالصياح و التصفيق و بدا ان الجميع يقفون ولا يجلس احد في انتظار أن تفيق هيرميون و الفتاة و بالفعل فقد غلبهما السعال قليلا قبل أن تنظر هيرميون و الفتاة ثم الى آلبرت قائلة " لماذا احضرتها ؟!"

قال آلبرت " لم تحضر شقيقتها و لم استطع ان ادعها "

فقال آلبرت لهيرميون " هيا ساعديني لنحملها "

و حملا معا شقيقة فلور و عادا بها لضفة البحيرة وسط تصفيق و صياح المتفرجين و رأى البرت مدام بومفري تفحص الفتاة التي انقذها كرام من البحيرة ، في حين التف كرام و فلور ديلاكور ببطانيات سميكة و وقف دمبلدور و باجمان ينظران نحو آلبرت و هيرميون ، أما بيرسي فقد كان وجهه شديد الشحوب و هو يسرع نحوهما في حين كانت مدام ماكسيم تحاول تهدئة فلور ديلاكور التي كانت في حالة عصبية شديدة من فرط قلقها على شقيقتها فراحت تصيح " جابرييل !! ... جابرييل !! ... هل هي بخير ؟ .. هل حدث لها مكروه ؟!"

ثم افلتت من مدام ماكسيم لتسرح نحو شقيقتها قائلة " جابرييل !! .. لقد كان حبار البحر ... امسك بي و .. لقد كنت اظن ان .. ان ... جابرييل !" ثم عانقتها في حرارة قبل أن تصيح مدام بومفري نحو آلبرت و تحيطه ببطانية أخرى سميكة قبل أن تقدم له شرابا ساخنا للغاية و ما ان رأه هاري حتى صاح " احسنت يا آلبرت .. لقد فعلتها و عرفت طريقة بنفسك !"'

ابتسم آلبرت له و قال " شكرا لك يا هاري " ليرى آلبرت بعدها دمبلدور يتحدث مع أحد البحريين الذي خرج برأسه من ماء البحيرة لفترة قبل أن يعتدل مرة أخرى و يودع البحري ثم يتوجه نحو مائدة التحكيم قائلا " اظننا سنحتاج إلى لاجتماع قبل منح النقاط "

و اتجهوا جميعا لمسافة غير بعيدة في حين أسرعت مدام بومفري لتحيط هيرميون ببطانية أخرى و تعالج الخدوش التي تعرضت لها وجه فلور و لكن الأخيرة بدت و كأنها لا تهتم بالامر و رفضت علاج مدام بومفري قائلة " اعتني بجابرييل " ثم نظرت نحو آلبرت قائلة " هل انقذتها رغم أنها لم تكن تخصك "

اجابا آلبرت و هو يقول بهدوء " نعم "

و لكن فلور انحنت نحوه لتصافحه و تحييه على ذلك قبل أن ينطلق صوت لودو باجمان في المكان و هو يصيح " سيداتي و سادتي، لقد وصل الحكام لقرارهم ، فقد أخبرنا ماركوس زعيم البحريين بكل ما حدث تحت الماء و لذالك فقد قررنا منح درجات من خمسين نقطة لكل بطل على الوجه التالي :

" الآنسة فلور رغم استخدامها الجيد لتعويذة مبتكرة الا ان الحبار هاجمها و هي تقترب من هدفها ففشلت في انقاذ رهينتها و لدالك فقد قررنا منها خمسة و عشرين درجة "

و صفق المتفرجون تحية لها في حين همست هي " انا استحق صفرا "

ثم عاد باجمان يقول " السيد ڤيكتور كرام ، استخدم تحولا شبه جيد لانه لم يكن مكتملا و لكنه كان اول من يصل للسطح مع رهينته و لدالك فقد منحته لجنة التحكيم اربعين نقطة "

وصفق كاركاروف بقوة و قد بدا عليه الفخر بإنجاز كرام

" اما السيد آلبرت بلاك ، في مفاجأة غير متوقعة ، هو من بين الأبطال الذي لم يستخدم أي مساعدة بأن يبقى متنفسا داخل المياه البحيرة ، زد على دالك لم يستعمل اي تعاويد داخل البحيرة مما يجعل الامر يظهر على انه اعتمد على نفسه بدون اي مساعدات او استعمال السحر ، و على كل حال فقد أخبرنا ماركوس زعيم البحريين ان السيد آلبرت كان اول من وصل لمكان الرهائن و هذا التأخير كان بسبب رغبته في انقاذ كل الرهائن و ليس رهينته فحسب "

و معضم القضاة و كان باجمان يرمق كاركاروف بنظرة حادة قد شعروا بأن هذا التصرف يعطي انطباعا رائعا عن اخلاق كريمة و خصال تستحق الدرجة النهائية

بعدها اكمل باجمان كلامه ليقول " و على كل حال فإن السيد آلبرت بلاك قد حصل على ستة و اربعين نقطة "

و شعر آلبرت بشيء من الارتياح .. لقد اصبح شبه رسمي الاول في بطولة بعدما كان الاول في مهمة الأولى و بمثلها في المهمة الثانية ، و راح هاري و رون و هيرميون يصفقان بكل طاقتهما مع المتفرجين و شاركتهما فلور و هي تصفق بقوة ، أما كرام فلم يبد سعيدا على الاطلاق ، في حين عاد باجمان يعلن " المهمة الثالثة و النهائية ستقام مساء يوم الرابع و العشرين من يونيو و الجميع يتوجهون لكم بالشكر لمساندة الأبطال "

انتهى الامر و بدأ الجميع يتوجهون القلعة ليبدل الأبطال و الرهائن ملابسهم .. لقد نجح آلبرت و أدى المهمة ...

و لكن شيء ما جعل آلبرت يشعره بأن شيء سيء قد يحدث بعد قليل ...

يتبع ....

الفصل القادم بعد ساعة ...

2025/01/13 · 96 مشاهدة · 1605 كلمة
نادي الروايات - 2025