الفصل 296
أخذت أشكال سوداء تتجسد من الهواء حولهم، لتعيق أمامهم الطريق، إلى اليمين وإلى اليسار.. عيونهم تلمع من خلف أقنعتهم، توقد اثنى عشر طرف عصا سحرية، صوبت إلى قلوبهم مباشرة.. شهقت چیني من الرعب.
كرر لوسيوس مالفوى بصوته الأجش: " تعال إلي يا بوتر ". وهو شاهر عصاه السحرية. بيسراه عن غير عادته ، فيداه اليمنى كانت مصابة اثر قتاله ضد آلبرت
اضطربت أمعاء هاري وشعر بالغثيان، لقد حوصروا، وعدد محاصريهم ضعف عددهم.
قال مالفوي ثانية: " تعال إلي "
قال هاري: " أين سيريوس ؟ " .
ضحك بعض أكلة الموت.. انبعث صوت أنثوى من وسط الظلال إلى يسار
ردد مالفوي بخفوت: " دائما.. والآن أعطني النبوءة يا بوتر "
" أريد أن أعرف مكان سيريوس "
قلدته السيدة الواقفة إلى يساره: " أريد أن أعرف مكان سيريوس ".
تقدمت ومعها أكلة الموت منهم حتى صاروا على مسافة أقدام قليلة من هاري والآخرين، والضوء المنبعث من عصيهم السحرية ينعكس على عينى هارى ويبهرهما.
قال هاري متجاهلاً الذعر المتنامي في صدره، الذي أخذ يجاهده منذ وصلوا إلى الصف رقم سبعة وتسعين: " لقد أسرتموه.. إنه هنا. أعرف أنه هنا "
قالت السيدة مقلدة إياه بصوت طفولي بشع ، شعر هاري بـرون يتحرك إلى جواره. غمغم هاري: " لا تفعل أي شيء.. ليس بعد... "
أطلقت السيدة التي قلدته صرخة مفزعة على سبيل الضحك.
" هل سمعتموه؟ هل سمعتموه؟ إنه يعطى تعليمات للأطفال الآخرين وكأنه يحسب أنه سيحاربنا "
قال مالفوى بنعومة: " فل تصمتي يا ليليا ... أنت لا تعرفين بوتر كما أعرفه يا ليليا ... إنه ضعيف أمام مظاهر البطولة.. يفهم سيد الظلام هذه النقطة فيه. ... رغم ان دالك الفتى الاخر قد استنزفني حقا .. والآن أعطني النبوءة يا بوتر " .
لم يفهم مجموعة هاري ما كان لوسيوس يقصد به عن الفتى الذي يتحدث عنه ، لكن هاري قال وإن كان الذعر قد جعل صدره ينقبض حتى أنه لم يقدر على التنفس: " أعرف أن سيريوس هنا.. أعرف أنكم قد نلتم منه "
ضحك كثير من أكلة الموت، وإن ضحكت المرأة بصوت أعلى منهم جميعا. قال مالفوی: " حان الوقت لتعرف الفرق بين الحياة والأحلام يا بوتر... والآن أعطنى النبوءة، وإلا سنبدأ في استعمال عصينا السحرية " .
قال هاري وهو يرفع عصاه إلى مستوى صدره: " هيا إذن " . وهو يفعل هذا ارتفعت عصى رون و هيرميون و نيفيل و چيني و لونا إلى جانبيه
ازداد اضطراب صدر هاري. إن لم يكن سيريوس هنا، فقد قاد أصدقاءه إلى حتفهم بلا سبب...
لكن أكلة الموت لم يضربوا.
قال مالفوي ببرود: " ناولني النبوءة ولن يتأذى أحد " .
كان لوسيوس يحاول بشدة ان لا يقاتل ضد هاري لسببين و الأول فيهم ان اللورد الظلام قد أخبره أنه لا يلمس بتاتا هاري و ايضا انه قد شعر بالضعف بعدما خرج من قتال ضد البرت ، فهو لا يستطيع استعمال يده الايمن بسبب الضرر الذي تلقاه من تعاويد البرت ، رغم انه يستطيع استعمال عصاه السحرية بيده الايسر لكنه لم يتعود عليها
قال هاري " أجل... فعلا.. أعطيك ال... النبوءة .. أليس هذا اسمها؟ ثم تدعنا نعود إلى ديارنا، أليس كذلك؟ "
ما كادت الكلمات تخرج من فمه حتى صرخت الساحرة آكلة الموت: " أكيو "
كان هاري متأهبا لها، صاح: " بروتيجو " قبل أن تنتهى من تلاوة تعويذتها، وبالرغم من أن الكرة الزجاجية كادت تفلت من بين أصابعه فإنه تمكن من إمساكها قبل أن تقع.
قالت وعيناها المجنونتان تتطلع إليه من خلف قناعها: " آه، إنه قادر على اللعب، ذلك الولد الصغير الساذج بوتر.. جميل رائع.. إذن... "
زأر لوسيوس مالفوى في وجه المرأة بغضب شديد : قلت لك لا غبية !!! .. مادا لو مات و تحطمت الكرة ....... "
أخذ عقل هاري يدور بسرعة رهيبة. أكلة الموت يريدون الكرة الزجاجية المغبرة. الكرة لا تهمه في شيء. كل ما يريده هو النجاة مع أصحابه، وأن يضمن ألا يدفع أى منهم الثمن الرهيب لغبائه...
خطت المرأة إلى الأمام، بعيداً عن رفاقها، وخلعت قناعها.
أصاب أزكابان وجه ليليا كريستوفر بالنحول والشحوب، أصبحت نحيلة ، وأشبه بالجمجمة، لكنها كانت مفعمة بالحياة وعلى محياها مظاهر الحمى، وهي تتوهج بجنون.
قالت وصدرها يخفق بشدة: " هل تحتاج للمزيد من الإقناع؟ حسنًا.. لِنَنَلْ من الصغيرة... " ، ثم أمرت أكلة الموت من حولها: " دعوه يتفرج علينا ونحن نعذب الفتاة الصغيرة.. سأفعلها أنا " .
شعر هاري بالآخرين يقتربون من چیني .. خطا إلى الجانب حتى أصبح أمامها، والنبوءة مرفوعة إلى صدره.
قال مخاطبا ليليا : " سيكون عليك تحطيم هذه أولاً، قبل أن تهاجمي أيا منا.. لا أعتقد أن رئيسك سيسره كثيرًا أن تعودي إليه من دونها، أليس كذلك؟ "
لم تتحرك، أخذت تنظر إليه، وطرف لسانها يبلل شفتها الرفيعة.
قال هاري: " إذن ما النبوءة التي تتكلمون عنها؟ "
لم يقدر على التفكير في شيء سوى الكلام شعر بيد نيفيل تلامسه و أحس به يرتجف شعر بنفس شخص آخر من رفاقه على شعره من الخلف.
كانو يتمنون جميعا حاليا عن شخص ما ينقدهم في هذا الموقف على خير؛ لأن عقله تجمد وصار غير قادر على التفكير.
رددت ليليا والابتسامة تتلاشى من على وجهها: " ما النبوءة؟ يا لك من مهرج یا هاري بوتر "
قال هاري وعيناه تتنقلان بين أكلة الموت: " لا ، أنا لا أهرج» " . بحثا عن ثغرة ما، مساحة يمكنهم الهروب منها، أضاف: " لماذا يريدها فولدمورت؟ " . هس العديد من أكلة الموت في غيظ شديد.
همست ليليا: " كيف تجرؤ على ذكر اسمه؟ "
قال هاري محافظا على إحكام قبضته على الكرة الزجاجية متوقعا
محاولة أخرى لأخذها منه: " أجل... ليس عندي مشكلة في قول كلمة قول....... "
صرخت ليليا : " أغلق فمك.. كيف تجرؤ على ذكر اسمه بشفتيك الحقيرتين، كيف تجرؤ على تدنيس الاسم بلسانك أيها الساحر الهجين، كيف تجرؤ على...... "
قال هاری بتهور: " هل تعرفين أنه ساحر هجين هو الآخر؟" فتأوهت هيرميون في رعب.. وأضاف: " فولدمورت.. أجل أمه كانت ساحرة، لكن أباه كان من العامة.. أم تراه أخبركم بأنه ساحر أصيل؟ " .
اكتشف هاري هذه الحقيقة عندما رأى رؤية فولدمورت و هو يقاتل البرت في مقبرة توم ريدل و كان البرت يستغل طريقة الاستفزاز فولدمورت من اجل الهروب ، و كان قد دكر هذه الحقيقة امام فولدمورت بدالك عرف هاري هذه القصة
بعد لحظات .. " ستوبيف... " .
" .... لا "
انطلق شعاع أحمر من طرف عصا ليليا ، لكن مالفوي . شتته.. أصابت تعويذته تعويذتها وجعلتها تنحرف لتصيب رفا على مسافة قدم من هاري فتحطمت العديد من الكرات.
.
.
.
في قاعة القتال خارج القاعة الارفف البلورية ، كانت الأرض تتشقق تحت أقدام الاشخاص الذين يتقاتلون من كثافة التعاويذ والانفجارات المتواصلة.
الحجارة تطايرت، الغبار غطى المكان، وكل شيء من حولهم أصبح أشبه بساحة معركة منسية بين عمالقة السحر.
وفي قلب هذه العاصفة، كان يقف آلبرت ، وحده، عيناه تشعّان بتوهج الغضب والطاقة، يلوّح بعصاه كما لو كان قائد جيش من نار.
كان يرسل تعاويذ خاطفة لا يمكن التنبؤ بها، كل واحدة تحمل طابعًا مختلفًا من القوة: انفجارات نارية، صواعق برق، دوامات هوائية، وحتى شفرات سحرية تشقّ الهواء وتكاد تقتلع الأرض من تحت أقدام أعدائه.
بيلاتريكس ودولوهوف لم يعودا يهاجمان، بل أصبحا في وضع دفاعي بحت، يتراجعان أمام الضغط الساحق لتعاويذ آلبرت.
كل ما كانا يفعلانه هو نصب الحواجز، التراجع، التراجع ثم التراجع.
صرخت بيلاتريكس وهي تلهث وتحتمي خلف عمود حجري متشقق:
" ماذا يكون هذا الطفل؟! إنه لا يتعب !!"
أما دولوهوف، فوجهه مغطى بالخدوش ورأسه ينزف قليلًا من جرح على أذنه، فصاح وهو يتنفس بصعوبة:
" سنُقتل هنا إن استمر بهذا الشكل ! إنه شيطان ! سحره لا يُصدق !"
لكن آلبرت لم يكن يستمع لأي من هذا. كان عقله في مكان آخر. كان قلقًا... خائفًا على أصدقائه. فقد علم أن لوسيوس قد يكون اقترب بالفعل من مكان تواجد هاري وهيرميون والبقية. وإن تمكن من استدعاء أكلة الموت الآخرين، فقد تتحول المواجهة هناك إلى مذبحة.
• يجب أن أنهي هذا الآن. •
قالها في داخله، ثم انتقل آنيًا، تاركًا خلفه أثر دوامة غبارية صغيرة. ظهر خلف دولوهوف في طرف القاعة، وقبل أن يدرك هذا الأخير ما يحدث، صرخ آلبرت:
"إينكارنوس ريليكتو!"
شعاع أرجواني قاتم خرج من عصاه، ليتلقاه جسد دولوهوف و يقذفه بقوة هائلة، مرتطمًا بالجدار الحجري على بعد أكثر من عشرة أمتار. التصادم كان مدويًا، سُمع صداه في كل أنحاء القسم، وتهاوت من حوله الحجارة، وارتخت ذراعه. بقي ملتصقًا بالجدار بلا حراك.
استدار آلبرت بسرعة، دون أن يلتقط أنفاسه، ليرى بيلاتريكس تنهض بصعوبة، وجهها مغطى بالتراب والعرق، عيناها تترنحان من هول المشهد.
زمجر آلبرت بصوت مملوء بالغضب:
" الآن، أنتِ !"
بسرعة غير إنسانية، رفع عصاه، و تعويذة قاتلة بدأت تتشكل على طرفها. كانت أشبه بشعاع برق متوهج يتجمع في كرة ضوء صغيرة. أطلقها بصيحة اخترقت المكان:
" إنفيرانوس إكس ماجنا !"
كان الشعاع يتجه نحو بيلاتريكس بسرعة خاطفة، لكن في اللحظة الأخيرة... وفي ومضة مرعبة...
بوووف !
تلاشت تعويذة آلبرت قبل أن تصل إلى هدفها، وكأن قوة غير مرئية مزّقتها من الوجود.
شهقت بيلاتريكس وسقطت على الأرض، قبل أن تفتح عينيها في ذهول، وقد غطّاها ضوء باهت أحمر، وكأن حضورًا شيطانيًا حلّ بالمكان.
رفعت رأسها...
وكان هو هناك.
اللورد فولدمورت.
ظهر فجأة، بلا صوت، بلا أثر سابق، واقفًا أمام بيلاتريكس، رافعًا عصاه في هدوء مميت. عيناه الحمراوان تلمعان ببريق الجليد، وشفتاه تنفرجان عن ابتسامة باردة.
قال بصوت منخفض، يشبه صفير الرياح:
" كفى، يا آلبرت بلاك..."
تجمّد المكان. حتى الهواء رفض أن يتحرك.
آلبرت شدّ على قبضته، أنفاسه متلاحقة، وعيناه لم ترمشا وهو ينظر في عيني سيد الظلام.
قال بصوت عميق:
" لقد جئت في وقت سيئ، توم."
ضحك فولدمورت بخفة... رغم دالك شعر بقليل من غضب عندما سمع شخص مثل البرت يدكر اسمه الاصلي
فولدمورت : " أو ربما في الوقت المناسب تمامًا... لتحترق أنت وكل ما تؤمن به."
( فولدمورت و هو يتحدث مع آلبرت )
يتبع ...