الفصل 298

سمعوا وقع أقدام وصياحاً من خلف الباب الذي أغلقوه. وضع هاري أذنه على الباب ليسمع صياح لوسيوس مالفوي " اتركوه.. اتركوه كما قلت... جراحه لا شيء، مقارنة بما سيجرى له عندما يعرف سيد الظلام أننا فقدنا النبوءة .. چاجسون تعال هنا نحتاج للنظام. سننقسم إلى أزواج ونبحث عنهم، ولا تنسوا رفقا ببوتر؛ حتى نحصل على النبوءة، يمكنكم قتل الآخرين إذا استدعت الحاجة.. ليليا رودولفوس، اتجها إلى اليسار.. كراب را باستان، إلى اليمين.. چاجسون ، إلى الباب المواجه لكما... ماكنير، أفيرى، من هنا.. روكوود، من هنا.. مولكيبر، تعال معي " .

سألت هيرميون هاري وهي تنتفض من قمة رأسها حتى أخمص قدميها: " ماذا نفعل الآن؟ " .

قال هاري: " ليس علينا الوقوف هنا وانتظار مجيئهم ليجدونا، هذا كبداية.. هيا نبتعد عن هذا الباب " .

ركضوا بأسرع ما يقدرون، إلى جوار الجرة التي أخذ الطائر يخرج من بيضته، ثم يعود إليها في دائرة لا تنتهى، وتوجهوا إلى مخرج الباب المفضى إلى الحجرة الدائرية عند الطرف البعيد من الحجرة. كادوا أن يصلوا عندما سمع هاري صوت ارتطام قويًا وثقيلاً عند الباب الذي سحرته هيرميون.

قال صوت خشن " ابتعدوا.. ألوهومورا !!"

مع انفتاح الباب، اختبأ هاري و هيرميون و نيفيل تحت الموائد.

رأوا أطراف عباءات السحرة العلوية تقترب، وأقدامهم تتقدم بسرعة.

قال الصوت الخشن: " ربما دخلوا إلى القاعة مباشرة " .

قال صوت آخر: " انظر تحت الموائد ".

رأی هاري سيقان أكلة الموت تنحنى، وهو يخرج عصاه من تحت المائدة صاح: " ستوبيفاي " .

انطلق شعاع أحمر وضرب أقرب أكلة الموت إليه، سقط على ظهره على ساعة كبيرة فأسقطها.. لكن رفيقه طار إلى الجانب متفاديًا التعويذة وصوب عصاه نحو هيرميون ، التي زحفت خارجة من تحت المائدة لتصوب جيدا.

كانت هيرميون، جيني، نيفيل، ولونا يقبعون خلف أحد الأبواب الثقيلة القديمة التي تفصلهم عن المجهول. الباب كان مصنوعًا من الفولاذ المغلف بسحر مانع، يقاوم التعاويذ ويكتم الأصوات

لكن حتى هذا الباب لم يكن قادرًا على حجب ما بدأ يصل إليهم الآن.

أصوات.

أصوات جديدة، مختلفة عن صخب المعركة. أقرب. خلف الباب تمامًا.

أصغت هيرميون، فسمعت بوضوح خطوات سريعة، وصوتًا مألوفًا عميق النبرة، حادًا، يقول بنبرة مذهولة:

"بيلاتريكس؟! أنطونين؟!! ماذا تفعلان هنا بحق الجحيم؟!"

جمدت أنفاس المجموعة، وتبادلوا نظرات مليئة بالخوف والدهشة. لم يكن هذا صوت سوى لوسيوس مالفوي.

جاء الرد سريعًا، لهاث مرهق، وصوت دولوهوف المكسور:

" أين الفتى؟ !!"

ثم صوت بيلاتريكس، حاد كخنجر، متحدٍّ كعادتها:

" لورد الظلام قد أتى... هو الآن في خضم القتال ضد ألبرت. لقد جئنا لنُتمم المهمة."

مرّت لحظة. لحظة قصيرة. لكنها كانت كافية لتنهار فيها هيرميون.

اتسعت عيناها، وشحب وجهها كما لو صُفعَت بقوة، ثم خرجت منها صرخة خافتة، مختنقة، وهي تقول بهستيريا خالصة:

" يا إلهي... آلبرت .. سيُقتَل !! إنه يقاتل فولدمورت !! فولدمورت بنفسه !!"

ارتعد صوتها، وعيناها اغرورقتا بدموع متدفقة دون أن تشعر بها. تقدّمت خطوتين إلى الخلف وهي تضع يديها على فمها، عاجزة عن التنفس من وقع الصدمة.

انهارت على الأرض وهي حزينة ، تهز رأسها كأنها تحاول طرد الفكرة من عقلها.

لكن قبل أن تسقط تمامًا، أمسكت بها جيني ويزلي بقوة، وضمّتها إلى صدرها وهي تقول بصوت قوي رغم القلق الذي يرتجف في عينيها:

" لا تقولي هذا ! لا تتحدثي هكذا يا هيرميون ! ألبرت لن يموت !"

لكن هيرميون صرخت:

" سيُقتَل بسببي... بسببي!! أنا التي أخبرت شيموس أن يخبره بالحضور إلى هنا! لو مات... لو مات... فلن أسامح نفسي أبدًا !!"

جيني قالت بحزم، تقاتل من أجل السيطرة على الوضع:

"إنه أقوى منا جميعًا، أقوى من أي أحد هنا. "

طار هاري عبر الحجرة من تحت المائدة وأمسك بتالي التعويذة من حول ركبتيه ليسقط أرضًا وتتشتت تعويذته بعيداً عن هدفها

قلب نيفيل إحدى الموائد في خضم رغبته في المساعدة، وصوب عصاه نحو الزوج المتصارع صائحا:

" إكسبيليارموس " .

طارت كل من عصا هاري السحرية وعصا الساحر من بين أيديهما، واستقرتا عند مدخل قاعة النبوءة، وكل منهما قد هب واقفا وانطلق يطارد عصاه.. كان آكل الموت في الأمام و هاري فى عقبيه، و نيفيل في الخلف وقد أفزعه ما فعله.

صاح نيفيل وقد صمم على تصحيح خطئه: " ابتعد عن طريقي يا هاري "

طار هاري إلى الجانب و نيفيل يصوب عصاه ثانية.

" ستوبيفاي " .

انطلق الشعاع الأحمر ليصيب آكل الموت في كتفه، فسقط على كابينة زجاجية الواجهة ممتلئة بالساعات، سقطت الكابينة على الأرض وانفتحت، وتحطم الزجاج متطايرة شظاياه في كل الاتجاهات، ثم أصلح نفسه واستعاد هيئته بعد أن أعاد التجمع وحده في شكل كابينة، ثم تحطم، ثم جمع شظاياه ثانية.. وهكذا. قبض آكل الموت على عصاه السحرية التي استقرت على الأرض إلى جوار الجرة الجرسية الشكل.

اختبأ هاري خلف مائدة أخرى والرجل يلتفت إليه وقناعه قد تهدل على وجهه ولم يعد قادرا على الرؤية، مزق القناع بيده الأخرى وصاح: " ستوبيف.. "

صرخت هيرميون التي استجمعت قواها العقلية و ركزت على القتال لتلقي تعويدة " ستوبيفاي " والتي كانت تتابع ما يجرى.

انطلق الشعاع الأحمر ليصيب الساحر في صدره، تجمد، ورفع ذراعه، وسقطت عصاه على الأرض، وانهار على ظهره ناحية الجرة الجرسية الشكل.

توقع هاري سماع الرنين عندما ضرب الرجل السطح الزجاجى وانزلق من على الجرة إلى الأرض، لكن بدلاً من هذا غاص رأسه فى سطح الجرة وكأنها ليست أكثر من فقاعة صابون، ثم سقط على ظهره على المائدة الحاملة للجرة، ورأسه داخل الجرة الممتلئة بالرياح المتلألئة اللون.

صاحت هيرميون: " أكيو واند " طارت عصا هاري من الركن المظلم التي كانت فيه إلى يدها؛ فألقتها إليه.

قال: " شكرًا لك.. والآن، هيا نخرج من هنا قبــ....... "

قال نيفيل مرتاعًا: " احترس ! " وكان ينظر إلى رأس أكل الموت الذي دخل الجرة. رفع ثلاثتهم عصيهم السحرية ثانية، لكن لم يطلق أي منهم تعاويذ.. أخذوا يتطلعون مفغورى الأفواه في دهشة عارمة فيما يجرى لرأس الرجل أمامهم.

أخذ الرأس يتقلص بسرعة وينكمش، ويصلع أكثر وأكثر والشعر ينحسر عنه والشعر الأسود يصبح أكثر نعومة، ووجنتاه ناعمتان، وجمجمته تصبح مستديرة وتغطى بزغب أشبه بزغب الخوخ.

رأوا رأس طفل رضيع مستقرا فوق عنق الساحر القوى البالغ وهو يجاهد للنهوض ثانية.. لكن ومع مراقبتهم له بأفواه مفتوحة بدأ الرأس في الانتفاخ ثانية إلى حجمه الطبيعي، وشعر أسود كثيف يغطيه.

قالت هيرميون بصوت مندهش: " إنه الزمن.. الزمن " .

هز آكل الموت رأسه القبيح ثانية محاولاً تصفية ذهنه.. لكن وقبل أن يقدر على تمالك نفسه، بدأ في التقلص ثانية إلى وضع الرضيع...

سمعوا صيحة من حجرة قريبة، ثم صوت تحطم تلته صرخة.

صاح هاري " رون؟ چینی؟ لونا ؟ ". محولا بصره بسرعة عن عملية التحول الرهيبة التي تجرى أمام عينيه.

صرخت هيرميون: " هاری " .

أخرج أكل الموت رأسه من الجرة، بدا شكله شديد الغرابة برأس الطفل الصغير المستقر فوق كتفيه، وبذراعيه السميكتين اللتين تتأرجحان في كل الاتجاهات، مقتربا من هاري الذى تفاداه بالكاد، ثم رفع عصاه السحرية ولكن لدهشته، أمسكت هيرميون بذراعه.

" لا يمكنك إيذاء طفل "

لم تكن هناك فائدة من الجدال.. سمع هاري المزيد من وقع الأقدام يقترب من قاعة النبوءة وعرف متأخرًا جدا أنه ما كان يجب أن يصيح ليعرفهم بموضعهم.

قال تاركا آكل الموت ذا الوجه الطفولي يتمايل ويترنح من خلفهم: " هيا " . وهم يتوجهون إلى الباب المفتوح عند الطرف البعيد من الحجرة، والمفضى إلى الردهة المظلمة.

جروا نصف المسافة إليه، عندما رأى هاري من خلف الباب المفتوح اثنين آخرين من أكلة الموت يعبران الحجرة المظلمة إليهم... انحرف إلى اليسار، ودخل إلى مكتب صغير مظلم وأوصد الباب من خلفهم بعد أن تبعه نيفيل و هيرميون.

حاولت هيرميون تلاوة تعويذة غلق الأبواب " كولو... " . لكن وقبل أن تنتهى منها، انفتح الباب ودخل عبره اثنان من أكلة الموت.

وبصرخة ظافرة، صاح كل منهما

" إمبيد يمنتيا " .

سقط هاري و هيرميون و نيفيل على ظهورهم.. طار نيفيل فوق المكتب واختفى عن عيونهم.. سقطت هيرميون على خزانة كتب، فسقطت الكتب فوقها.. أما رأس هاري، فقد ضرب الحائط الحجري من خلفه فتراقصت أضواء دقيقة أمام عينيه.. واللحظة، شعر بالدوار والحيرة، فلم يعرف كيف يتصرف.

صاح صوت أقرب أكلة الموت في أذن هاري: " أمسكنا به.. في المكتب الواقع عن.... "

صاحت هيرميون: " سايلينسيو " . فاختفى صوت الرجل. استمر في الكلام من خلف قناعه لكن لم ينبعث منه صوت. فنحاه رفيقه إلى الجانب.

صاح هاری: " بیتریفیکوس توتالوس " . وآكل الموت الآخر يرفع عصاه السحرية. انضمت ذراعاه معا وكذا ساقاه وسقط على وجهه، ليقع عند قدم هاري جامدا كلوح غير قادر على الحركة.

" أحسنت يا ها....... "

لكن آكل الموت الذي ضربته هيرميون بتعويذتها منذ لحظات حرك عصاه السحرية في الهواء، فانطلق منها ما بدا أشبه بلهب بنفسجي ضرب هيرميون في صدرها خرج منها آهة خافتة وكأنها مندهشة، وضربت الأرض، حيث رقدت بلا حراك.

" هيرميون !!" .

خر هاري على ركبتيه إلى جوارها، وزحف نيفيل بسرعة إليهما من تحت المكتب، وعصاه مشهرة أمامه. ركل آكل الموت رأس نيفيل بقوة وهو يخرج، كسرت قدمه عصا نيفيل السحرية إلى نصفين ووصلت إلى رأسه.

عوى الأخير من الألم وتراجع ممسكا بفمه وأنفه. دار هاري على عقبيه، ورفع عصاه عاليا ورأى آكل الموت يمزق قناعه ويشهر عصاه في وجهه، فتعرف هاري في الوجه النحيل الشاحب المضطرب على أنطونين دولوهوف الساحر الذي قتل آل بريفيت كما أعلنت جريدة الدايلي بروفيت

ابتسم دولوهوف، أشار إلى النبوءة التي ما زال هاري ممسكا بها، ثم نقلها إليه، ثم إلى هيرميون وإن لم يقدر على الكلام، فقد بدا ما يريد قوله واضحاً: " أعطنى النبوءة، وإلا يجرى لك ما جرى لها... "

قال هاري " وكأنك لن تقتلنا إذا أخذتها منى "

منعته سحابة من الذعر داخل رأسه من التفكير بصورة سليمة. وضع إحدى يديه على كتف هيرميون التي رقدت دافئة بلا حراك، وإن لم يجرؤ على النظر إليها نظرة مدققة. قال هاري في دهنه • أرجو ألا تموت، أرجو ألا تموت... الخطأ خطئي أنا إن ماتت..... • قال نيفيل بحرارة من تحت المكتب وقد شوه أنفه المحطم كلامه: " أيا كان ما (ستفعنه) يا (آرى) فلا تعطه (الدبوءة) " والدم يتدفق من أنفه إلى فمه وذقنه.

ثم سمعوا صوت تحطم الزجاج خارج الباب، ونظر دولوهوف من فوق كتفه.. ظهر الساحر ذو الرأس الصغير عند مدخل الباب، ورأسه يترنح وقبضتاه الهائلتان تتأرجحان في كل الاتجاهات، فانتهز هاري الفرصة.

" بيتريفيكوس توتالوس " .

ضربت التعويذة دولوهوف قبل أن يقدر على عكسها عنه، فلقد جائت تعويدة من جهة الايمن ، فلم يقدر على عكس تعويدة لان عصاه بيده الايسر ، فسقط إلى الأمام فوق رفيقه، وقد صار كل منهما جامدا كاللوح، ولم يقدرا على السير مسافة خطوة واحدة.

قال هاري على الفور: " هيرميون. انهضى يا هيرميون.. " . وهو يهزها والساحر ذو الرأس الصغير قد غاب عن بصره.

قال نيفيل وهو يزحف من تحت المكتب ويميل عليها والدم يتدفق من أنفه المتورم بسرعة: " (مادا) (فعن) بها؟ " .

" لا أعرف " .

أمسك نيفيل برسغ هيرميون.

" هدا) هو نبضها يا (آرى)، إنها حية "

تنفس هاري الصعداء، وللحظة شعر بالسرور.

" واثق أنها حية ؟! " .

." أجل.. (أعدقد) (هدا "

مرت فترة من الصمت حاول فيها هاريرسماع مزيد من وقع الأقدام لكن كل ما سمعه هو غمغمة وكلام آكل الموت ذى الرأس الصغير القادم من الحجرة المجاورة.

همس هاري " نيفيل.. نحن لسنا بعيدين عن المخرج.. إننا إلى يمين الحجرة الدائرية.. إن تمكنا من تمريرك معها والعثور على الباب المناسب قبل دخول أي من أكلة الموت، فأراهنك أنك ستقدر على العودة بهيرميون إلى الممر وإلى المصعد.. ثم أطلق إنذارا ..... "

قال نيفيل وهو يمسح أنفه الدامى بكمه وجبينه مقطب في مواجهة " و (مادا) (ستفعن) وقتها؟ " .

قال هاري: " علي العثور على الآخرين ".

قال نيفيل بتصميم: " (إدن)، سأبقى معك، وأجدهم معك "

" لكن هيرميون... "

قال نيفيل بحزم (سنأخدها) معنا.. سأحميها أنا.. وأنت (تقاتنهم) إن وجدنا أيا منهم...... "

وقف وأمسك بذراع هيرميون، وحدق في هاري الذي تردد قبل أن يمسك بذراعها الآخر ويساعد على رفعها فوق كتفي نيفيل.

قال هاري وهو يقبض على عصا هيرميون من على الأرض ويضعها في يد نيفيل: " انتظر.. الأفضل أن تأخذ هذه "

ركل نيفيل» بقايا عصاه المحطمة وهما يسيران ببطء تجاه الباب.

قال نيفيل والدم يتدفق من أنفه مع كلامه: " (ستقتنني) جدتي.. كانت هذه عصا أبي " .

أطل هارى برأسه من الباب ونظر حوله بحذر أخذ آكل الموت ذو الرأس الصغير يصرخ ويرتطم بالأشياء لتسقط الساعات الكبيرة وتنقلب الموائد، بينما أخذت الكابينة الزجاجية (الواجهة) تتحطم ويعيد زجاجها تجميع نفسه في دورة لا تنتهي. همس: " لن يلاحظ وجودنا أبدًا.. هيا.. ابق خلفي..... "

زحفا إلى خارج المكتب وعادا ناحية الباب إلى الردهة السوداء، التي صارت خالية تماما. سارا بضع خطوات إلى الأمام، وتأخر نيفيل قليلاً بسبب وزن هيرميون على ظهره... أغلق باب حجرة الزمن من خلفهم وبدأت الجدران في الدوران ثانية أصيب هارى بالدوار؛ نتيجة للضربة الأخيرة التي تلقاها على رأسه، وضيق ما بين عينيه، وهو يترنح قليلاً، حتى توقفت الجدران ثانية، ثم رأى أن علامات هيرميون السحرية على الأبواب قد اختفت فغاض قلبه في صدره.

يتبع ...

2025/04/24 · 40 مشاهدة · 2042 كلمة
نادي الروايات - 2025