الفصل 300

وقف آلبرت بلاك وسط ساحة القتال، الأنفاس ثقيلة، القلب متضارب، الدم ينزف... والندم يأكل صدره من الداخل.

لم يكن يحدق في فولدمورت الآن.

لم يكن يراقب الحركة التالية.

بل كان غارقًا في تلك الدوامة التي تدور في رأسه...

• لو كنت تحركت فورًا... لو كنت تجاهلت خوفي من أن أفضح مكانهم..... لو، فقط لو... لربما كنت الآن بين هيرميون وجيني و هاري ، لربما كان أبي لا يزال على قيد الحياة. •

شدّ أصابعه ببطء حتى كادت أن تغرس أظافره في راحة يده. كان يشعر بانقباض رهيب في صدره.

كل تلك الخطوات التي اتخذها بحذر طوال الشهور الماضية... تحطّمت في لحظة.

• هل مات أبي؟ هل قتلوه؟ هل كانت بيلاتريكس هناك؟ وإن كانت... هل تمكن من مقاومتها؟ هل قاوموا وحدهم بينما أنا كنت أقاتل هنا؟ •

• أنا الذي كان بوسعي أن أكون لهم درعًا... كنت بعيدًا ! •

اللوم، الأسى، الندم، كلها تشكلت داخل صدره كدوامة بركانية، تغلي في أعماقه حتى بدأت الهالة من حول جسده تتبدل.

كانت الهالة التي تحيط به أشبه بدائرة من ضوء خافت ومتقلب سابقًا، لكنها الآن... كانت نارًا زرقاء باردة، تضرب الهواء كأنها ومضات كهرباء مظلمة.

توقف فولدمورت فجأة، وهو يراقب التغير الغريب الذي يعتري آلبرت .

شيء ما... قد تغير.

وقف آلبرت بثبات، وعيناه مغلقتان، لكنه كان يرى أكثر من أي وقت مضى.

كان يسمع صوت أبيه في ذاكرته، صوت ضحكة هيرميون، خفقة قلب هيرميون حين تمسك يده، و صرخة هاري وهو يقول له: " ابقَ حيًا !"

فتح عينيه.

كانت عيناه سوداوان بالكامل للحظة، ثم عادتا إلى لونهما الابيص الصافي و عادت عينه الى طبيعتها ، وقد امتلأتا بالثبات.

رفع عصاه اليمنى.

أشار بها نحو فولدمورت ، وقال بصوت واضح، عميق، قاتم لكنه مملوء بالأمل:

" بروسيو ألكانتا. "

بوووم !!!

انطلق شعاع أزرق ضخم من حافة العصا.

كان أكثر من مجرد تعويذة.

كان شحنة من كل ما مرّ به ألبرت... كل ما خسره... وكل من يحب.

الضوء الأزرق شقّ الهواء، بسرعة رهيبة تقدر ثانية واحدة قد قطعت مسافة بين البرت و فولدمورت في ثانية واحدة وانفجر في صدر فولدمورت بقوة هائلة.

ارتدّ سيد الظلام إلى الخلف، يتدحرج على الأرض لعدة أمتار، يئن، ويسعل دمًا.

في المقابل، اتكأ ألبرت على جدار مهدم خلفه، يلهث بعنف، الدم يسيل من فمه الآن، وعيناه نصف مغمضتين، يتأرجح بين الحياة والموت.

" سحقًا..." تمتم بضعف وهو يبتسم، "يا له من... جسدٍ منحرفٍ تملكه يا توم."

في الطرف الآخر، كان فولدمورت لا يزال على الأرض، يداه ترتجفان وهو ينظر إلى صدره المشقوق والدم ينزف من فمه وجرحٍ عميق يتوسط ضلوعه.

" ما هذه .... التعويذة ؟!" صرخ وهو يسعل مرة أخرى، "لم أرى ... مثلها في حياتي !"

ألقى نظرة على دمائه، على جسده الذي بالكاد استطاع حماية قلبه منه.

لو تأخّر درعه الفضي بجزء من الثانية... لكان انتهى.

جن جنونه.

رفع عصاه في جنون، وزمجر بأعلى صوته:

"أفادا كادافرا !!!"

الشعاع الأخضر انطلق كرمح الموت، يتجه مباشرة نحو ألبرت المتكئ على الجدار، الذي بالكاد يستطيع التحرك، بعد أن دفع حياته في تلك الضربة.

كان آلبرت يحاول أن يرفع عصاه... لكنه لم يستطع.

عيناه مفتوحتان على اتساعهما، يشاهد الموت قادمًا إليه.

لكن... لم يصل.

في اللحظة الأخيرة، قبل أن تصل تعويذة الموت إليه،

انقضّ تمثال أبيض ضخم ربما كان مجرد ديكور عابر داخل الساحة ليقفز أمامه ويتحطم تمامًا بفعل التعويدة الموت التي تلقاها.

بوووم !!

تحطم التمثال إلى شظايا بيضاء تناثرت في الهواء، والغبار ملأ المكان.

فجأة، سمع فولدمورت صوتًا قادمًا من الخلف، هادئًا، مهيبًا، يحمل طبقة من السخرية الذكية:

"ألا يمكنك أن ترفق بالمواهب الشابة، يا توم؟"

التفت بسرعة، وعيناه تلمعان بالغضب والدهشة، ليجد...

ألباس دمبلدور.

واقفًا هناك، بكل هيبته المعهودة.

رداؤه الفضي الطويل يرفرف خلفه.

وعصاه العتيقة عصا الآلدر مرفوعة بهدوء في يده اليمنى.

عينا دمبلدور ثاقبتان، تحملان خليطًا من الحزن واليقين.

كان يعلم أن هذه اللحظة ستأتي.

في تلك اللحظة... لم يكن ألبرت وحده.

ولم يكن فولدمورت سيد الساحة بعد الآن.

ارتج المكان من جديد، فقد ألقى فولدمورت تعويذة الموت للمرة الثانية، رافعًا عصاه كأن الغضب يتجسد في طاقة قاتلة انطلقت بلا رحمة.

لكن كما حدث قبل لحظات... وقف تمثال آخر فجأة بينه وبين هدفه.

كان تمثالًا رخاميًا لأحد سحرة المحكمة التاريخية، ومن دون أن ينبس بحرف، تلقى الضربة في صمت، قبل أن يتحطم إلى شظايا حادة تطايرت في كل اتجاه.

لكن خلال هذا الجزء من الثانية، كان دمبلدور قد تحرّك.

اقترب من آلبرت بسرعة لا تليق بعمره.

جثا على ركبته بجانبه، وضع يده بلطف على جبهة الصبي المتكئ على الجدار، وبدأ بتفحّص حالته بعينين مدربتين تملأهما الحكمة والقلق.

" احسنت يا فتى..." قالها بصوت عميق فيه دفء نادر،

" لا يوجد أي ضرر داخلي خطير. جسدك مذهل، يا آلبرت... إنه فقط مرهق ومثقل من التعويذة التي ألقيتها."

غمغم آلبرت وهو يبتسم بخفة، نصف غائب عن الوعي: " تعويذة قديمة... صنعتها في مكتبة محظورة... وهي... تؤلم أكثر مما كنت أتوقع..."

ابتسم دمبلدور قليلاً، ثم رفع عصاه، وقال بتعويذة عتيقة :

" فينيتورا سانتيس !"

ضوء بلون الفضة النقي غطى جسد ألبرت.

بدأت الجروح تنغلق، والدم ينسحب من جبينه، يتبخر بهدوء.

تنفّس ألبرت بصوت مسموع وهو يشعر بقوة خفيفة تعود إلى أطرافه، وكأن حرارة الحياة بدأت تعود إليه شيئًا فشيئًا.

لكن فولدمورت لم ينتظر.

بمجرد أن تفتت التمثال الثاني، بدأ بالصراخ ورفع عصاه مرة أخرى،

صرخ بعنف: " ستذوق الموت يا دمبلدور !! وستأخذه معك !!!"

لكن دمبلدور لم يلتفت نحوه.

بل قال بهدوء، ووجهه لا يزال مواجهًا لألبرت:

" اذهب، يا فتى."

"هل ستمنعه؟" سأل آلبرت، وهو يستجمع أنفاسه.

"بالطبع..." رد دمبلدور بابتسامة واثقة، ثم تابع:

" أنت شعلة هذا الجيل، وأنا مجرد حامل لها إلى حين. لن أدع الظلام يخبوها قبل أن تُنير العالم."

وقف آلبرت ببطء، يتفقد جسده المرمم، ثم حرك رقبته اليمنى قليلاً، ومرر يده على ملابسه الممزقة لينفض الغبار عنها.

"دمبلدور !"

" نعم، يا بني؟"

" أحتاج منك أن تسدي لي خدمة."

" ما هي؟"

"أبي... أبي في خطر... في قسم الألغاز. يجب أن أذهب إليه الآن، مهما كلف الأمر."

في تلك اللحظة، كان صوت انفجار جديد يهز المكان.

التمثال الثاني تفجّر إلى شظايا غطت المكان، وفولدمورت صاح صارخًا:

" دمبلدوووور !!!"

لكن دمبلدور، بابتسامة هادئة، قال دون أن ينظر خلفه:

"اذهب، يا فتى. أنا سأعتني به."

أومأ ألبرت برأسه.

ثم اختفى من مكانه بلمحة بصر في انتقال آني.

لحظة من الصمت سادت الساحة بعد اختفاء ألبرت.

لكنها لم تدم طويلاً.

فقد واجه فولدمورت الآن من لم يواجهه منذ زمن... ألباس دمبلدور.

داخل قسم الالغاز ، سحب دولوهوف عصاه ملوحا بها إلى الخلف ليؤدي بها نفس التعويذة التي استعملها على هاري و هيرميون

وهو ينهض صاح هاري " بيتريفيكوس توتالوس " مرة ثانية تضامت ساقا وذراعا دولوهوف وسقط إلى الخلف ليحط على الأرض بصوت مرتفع.

صاح سيريوس: " تعويذة رائعة "، مع خفضه لرأس هاري وتعويذتي تجميد تطيران نحوهما.. أضاف: " والآن أريدك أن تخرج من....... "

انحنيا ثانية.. من فوق سيريوس شعاع أحمر. رأی هاري تونکس تسقط من فوق الدرجات، وجسدها يسقط من فوق درجة إلى أخرى وقد فقدت الوعى، و بيلاتريكس تجرى ظافرة عائدة إلى القتال الدائر.

صاح سيريوس وهو يهب لمقاتلة بيلاتريكس: " هاري، خذ النبوءة وأمسك بنيفيل و اجري .. " لم ير هاري ما حدث بعدها.. رأى كنجسلي يترنح بطرف عينه، وهو يقاتل روكوود الذي سقط عنه قناعه.. طار شعاع أخضر آخر فوق رأس هاری؛ فألقى بنفسه على نيفيل.

صاح في أذن نيفيل: " هل تقدر على الوقوف؟ " . ومع حركة ساقي نيفيل التي لا تهدأ، أضاف: " ضع ذراعك حول رقبتي..... "

فعل نيفيل كما أمره... ورفعه هاري، وساقاه تتراقصان في كل الاتجاهات من دون أن يحملاه... ثم فجأة، هاجمهما أحد أكلة الموت.. سقطا أرضا، وساقا نيفيل تتراقصان مثل خنفساء انقلبت على ظهرها .. أما هاري، فقد رفع يده اليسرى في الهواء: محاولاً حماية الكرة الصغيرة من التحطم.

سمع صوت لوسيوس مالفوي فى أذنيه: " النبوءة... أعطني النبوءة " وشعر هاري بطرف عصاه يضغط جانبه بين ضلوعه. " لا.. ابتعد.. عنى.. نيفيل.. أمسكها " .

دحرج هاري الكرة على الأرض، دار نيفيل مرتكزا على ظهره وأمسك بالكرة؛ ليضمها إلى صدره ، صوب مالفوى عصاه ناحية نيفيل، لكن هاري رفع عصاه من فوق كتفه وصاح: "إمبيديمنتا"

سقط مالفوي على ظهره و هاري ينهض ثانية ويتلفت ليراه يرتطم بجانب المنبر الذي أخذ سيريوس و بيلاتريكس يتقاتلان على درجاته.

صوب مالفوي عصاه ناحية هاري و نيفيل ثانية، لكن وقبل أن يلتقط أنفاسه ليضرب، قفز لوبين بينهم، قائلا: " هاري، اجمع الآخرين واذهب " .

لكن هاري قال للوبين فجأة بعدما أخبره لوبين انهم سيخرجون من الوزارة " لوبين !! البرت في الوزارة !!"

بعدما سمع لوبين ما قاله هاري ، اندهش و هو يقول لهاري " هل ما قلته صحيح ؟!"

اجاب هاري و قال " نعم ! لقد سمعت من بيلاتريكس انه الان يقاتل فولدمورت "

بعدما سمع لوبين ما قاله هاري ، توجه بسرعة نحو مكان الذي يتقاتل فيه سيريوس و بيلاتريكس

تدكر لوبين ما أخبره آلبرت عندما ركب القطار في هذه السنة ، فلقد أخبره آلبرت مراى و تكرارا ان يكون بجانب أباه لانه شعر ان أباه سيموت في قتال ، لدالك تدكر لوبين دالك بعدما أخبره هاري عن آلبرت

أمسك هاري بعباءة نيفيل من عند كتفه ورفعه فوق الدرجة الحجرية الأولى.. أخذت ساقا نيفيل تتلويان وتتراقصان ولم يقدر على النهوض... رفعه هاري ثانية بكل قوته؛ ليصعد به درجة أخرى.

ضربت تعويذة الحجر بين عقبى هاري.. تشتت وسقط على الدرجة السفلى. انهار نيفيل على الأرض، وساقاه لم تكفا عن الرقص، ثم ألقى بالنبوءة في جيبه.

قال هاري بيأس وهو يمسك بعباءة نيفيل: " هيا.. حاول دفع ساقيك..... " رفعه هاري رفعة قوية أخرى؛ فتمزقت عباءة نيفيل من عند طرفها الأيسر..

وسقطت الكرة الزجاجية الصغيرة من جيبه، وقبل أن يتمكن أحدهما من الإمساك بها ركلتها قدم نيفيل الراقصة.. طارت عشر أقدام إلى يمينهما وتحطمت على الدرجة الحجرية الواقعة تحتهما مع تحديقهما في موقع تحطمها، وقد روعهم ما جرى، ارتفع جسد أبيض لؤلئي بعيون متضخمة في الهواء، دون أن يلاحظه أحد غيرهما رأى هاري فمه يتحرك، لكن وسط كل الصرخات والصيحات وأصوات اصطدام التعاويذ بالحجر والأجساد لم يسمع كلمة واحدة من النبوءة. كف الظل عن الكلام وتلاشي.

صاح نيفيل ووجهه يتلوى مكروبا وساقاه أخذتان في الرقص: " (آری) أنا آسف.. أنا آسف يا (أرى)، (نم) أقصد أن....... "

صاح هاری " لا يهم... حاول فقط أن تقف، هيا نخرج من هنـ...... "

قال نيفيل و هو يشير بيده " انظر !"

التفت هاري لينظر الى وراء ليرى لوبين و هو يجذب نحوه سيريوس و يتفادى التعويدة الموت التي آلقته بيلاتريكس عن سيريوس

امسك سيريوس لوبين و هو يقول له " شكرا لك يا صديقي !"

لم يكن يملك لوبين الوقت الكافي لدالك ، فلقد قال لوبين لسيريوس و هو يلقي تعويدة بشعاع احمر على بيلاتريكس " سيريوس !! اسمعني ! ان ابنك هنا !!"

قال سيريوس و هو يتصدى لتعويدة قوية من بيلاتريكس و هو يحمل ملامح جدية " كيف عرفت دالك ؟!! ألم يخبرنا كينجسلي ان ابني في لقاء مع دمبلدور ؟!"

قال لوبين و هو يختبأ خلف تمثال سحري محطم رأس ليقول " هدا الامر اخبرني به هاري و قال انه سمع من بيلاتريكس انه يقاتل حاليا فولدمورت "

ما ان سمع سيريوس كلمة فولدمورت ، حتى بدأ قلبه يخفق بقوة لدرجات

لكن رغم دالك ، وجه تعويدة نحو بيلاتريكس التي كانت بدورها هي الاخرى عادت للوراء و تختبأ خلف تمثال حجري

يتبع ...

( و اخيرا يا اخوان وصلنا للفصل 300 شكرا لكم على استمراركم في قراءة هذه الرواية و ايضا مر عام بالضبط على بدايتي في كتابة هذه الرواية مرة أخرى شكرا لكم على استمرار معي مند هذه المدة 😍❤️ )

2025/04/26 · 33 مشاهدة · 1833 كلمة
نادي الروايات - 2025