الفصل 312
على بعد أميال كثيرة، أخذ الضباب البارد الذي تكثف بجوار شباك رئيس الوزراء يتجمع فوق نهر عكر يجرى بين ضفتين تكسوهما النفايات، و بالقرب منه توجد مدخنة ضخمة، و هي أثر باق من طاحونة قديمة مهملة تبدو مشئومة ومليئة بالظلال لم يكن يسمع إلا صوت خرير المياه السوداء، ولم يكن هناك أثر لأى كائن حي إلا ثعلب هزيل تسلل بخفة إلى ضفة النهر وأخذ يتشمم الهواء على أمل إيجاد بعض بقايا وجبات السمك والبطاطا المقلية في لفافات الطعام الملقاة في الأعشاب الطويلة.
وعندها، ظهر من الهواء شخص مغطى الرأس عند حافة النهر محدثًا صوت فرقعة مكتومًا. تجمد الثعلب، وعيناه القلقتان مثبتتان على هذه الظاهرة الجديدة الغريبة، بدا أن الشخص قد وقف للحظات قليلة ليحدد وجهته، ثم انطلق يمشى بخطوات واسعة وسريعة ورشيقة بينما كانت عباءته الطويلة تحدث حفيفا فوق العشب.
ثم صدر صوت فرقعة ثان أشد من الأول وتجسد شخص آخر مغطى الرأس، وقال:
" انتظری ! ".
أخاف الصياح العالي الثعلب فريض داخل العشب، ثم قفز من مكان اختبائه إلى أعلى ضفة النهر.
برق وميض أخضر وسمع صوت عواء قبل أن يسقط الثعلب ميتًا.
ثم حرك الشخص الثانى الثعلب بأطراف أصابع قدمه.
وقال صوت امرأة من تحت غطاء الرأس: " إنه مجرد ثعلب، لقد اعتقدت أنه أحد هؤلاء المدافعين ضد السحر الأسود. المسمى كيسي، انتظري " .
ولكن من وجهت إليها الكلام والتي كانت قد تمهلت ناظرة إلى الوميض الأخضر خلفها، كانت الآن قد تسلقت الآن صاعدة ضفة النهر التي سقط عنها الثعلب منذ لحظة.
" نارسيسا ، استمعى إلي " .
لحقت المرأة الثانية بالأولى وقبضت على ذراعها ولكن الأولى أبعدت يد الثانية عنها.
وقالت: " ارجعی یا بیلا " .
ردت بيلاتريكس " يجب أن تستمعى إلي " .
قالت نارسيسا: " سمعتك من قبل، وقد اتخذت قرارى النهائي اتركيني وشأني " .
وصلت نارسيسا إلى أعلى ضفة النهر حيث يفصلها عن الدرب المرصوف بالحجر سياج قديم، وتبعتها بيلا تريكس على الفور ووقفتا جنبا إلى جنب تنظران عبر الطريق إلى صفوف المنازل الحجرية المهدمة ونوافذها الغارقة في الظلام التي لا تخرج منها أي أضواء وسط العتمة.
سألت بيلاتريكس بصوت ظهر فيه الازدراء: " هل يعيش هنا؟! في مقلب نفايات العامة هذا لابد أننا الأوليان من جنسنا اللتان تأتيان إلى هذا المكان. "
ولكن نارسيسا لم تكن تستمع إليها، فمرت عبر فجوة في السياج الصدئ وأسرعت تعبر الطريق.
" انتظری " .
تبعتها بيلاتريكس بينما عباءتها تتماوج خلفها ورأت نارسيسا وهي تندفع إلى داخل حارة بين المنازل، ثم إلى حارة أخرى تكاد تشبهها تماما
كانت بعض مصابيح الطريق مكسورة، فبدت المرأتان كأنما تسرعان بين بقع من الضوء والظلمة الشديدة، ولحقت بيلاتريكس بنارسيسا في اللحظة التي دارت فيها الثانية حول منعطف آخر.
وفي هذه المرة، نجحت في الإمساك بذراعها وشدتها نحوها حتى واجهتها وقالت: " اختي ، يجب ألا تفعلى ذلك، لا يمكنك الوثوق به " .
ردت نارسيسا: " ولم لا ؟ إن سيد الظلام يثق به، أليس كذلك؟ " .
قالت بيلاتريكس وهي تلهث بينما عيناها تومضان كل لحظة تحت غطاء رأسها وهى تتلفت حولها لتتأكد أنهما وحيدتان: " أعتقد أن سيد الظلام مخطئ في ثقته به. على أية حال، لقد تم التنبيه علينا بعدم مناقشة الخطة مع أي شخص ولو تكلمنا فسيعتبر ذلك خيانة لسيد الظلام " .
قالت نارسيسا بارتباك بينما تسحب عصاها السحرية من تحت عباءتها وتمسك بها مهددة في وجه الأخرى: " اترکینی یا بیلا " ثم ضحكت بيلاتريكس وقالت: نارسيسا ، انا أختك، لا يمكنك أن تفعلى "
تنهدت نارسيسا وقالت وقد بدا في صوتها لمحة من الهستيريا " ليس هناك ما لا يمكنني فعله بعد الآن" ، ثم خفضت عصاها وأمسكتها كما تمسك السكين، فانطلق منها وميض أخضر، فتركت بيلاتريكس ذراع أختها بسرعة كما لو أنها احترقت.
وقالت: " نارسيسا !"
ولكن نارسيسا أسرعت بالتقدم وأسرعت أختها وراءها وهي تدلك يدها، وإن تركت مسافة بينهما الآن، وأخذتا تتوغلان داخل الممرات المهجورة بين المنازل الحجرية.
وأخيرًا، دخلت نارسيسا أحد الشوارع مهرولة، وكانت هناك مدخنة طاحونة تتمايل كما لو أنها إصبع عملاق يتحرك إلى الجانبين محذرًا، وكان وقع خطواتها على الطريق المرصوف بالحصى له صدى، بينما تمر أمام الألواح الخشبية للنوافذ المكسورة، حتى وصلت إلى المنزل الأخير، حيث يتسلل بصيص من الضوء عبر الستائر من حجرة في الدور السفلي.
وطرقت نارسيسا الباب قبل أن تلحق بها بيلاتريكس وهي تلعن في همس ووقفتا معا تنتظران وهما تلهثان قليلاً، بينما تستنشقان الروائح الكريهة التي يحملها إليهما نسيم الليل من النهر، وبعد ثوان قليلة سمعتا حركة خلف الباب ثم فتحت فرجة صغيرة في الباب فكان بالإمكان رؤية رجل ينظر إليهما من خلف الستائر وكان له شعر أسود طويل حول وجه شاحب وعينين سوداوين.
رمت نارسيسا بغطاء رأسها إلى الخلف، فشع وجهها الأبيض شديد الشحوب وسط الظلمة ، وأعطاها شعرها الأشقر الطويل الذي ينسدل على ظهرها مظهر شخص مات غرقا.
قال الرجل بينما يفتح الباب، حتى يسقط الضوء عليها وعلى أختها: نارسيسا، يا لها من مفاجأة سارة "
قالت نارسيسا بصوت هامس متوتر: " سيفيروس ! هل يمكنني أن أتحدث إليك؟ إن الأمر عاجل " .
رد الرجل: " بالتأكيد تفضلي " .
تراجع الرجل عن الباب حتى يفسح لها الطريق للدخول إلى المنزل. وبدون دعوة، تبعتها أختها التي لا يزال وجهها مختفيا خلف غطاء الرأس.
قالت بيلاتريكس بجفاء بينما تمر بجواره: " سناب ! "
فأجاب الرجل وقد تجعد فمه الرفيع ليرسم ابتسامة ساخرة قليلاً بينما يغلق الباب وراءهما بخفة: " بيلاتريكس " .
ودخلتا مباشرة إلى حجرة جلوس صغيرة تبدو من الداخل كأنها زنزانة مبطنة ذات ألوان داكنة، وكانت الحوائط مغطاة تماما بالكتب معظمها مجلدات مكسوة بالجلد القديم ذى اللون الأسود أو البني، وكان بالغرفة أيضًا أريكة رثة، وكرسى ذو ذراعين قديم، ومائدة متداعية موضوعة بجانب بعضها البعض تحت ضوء ضعيف صادر عن مصباحتوجد به شمعة، يتدلى من السقف، كان المكان يسوده جو من الإهمال كأنه غير مسكون معظم الوقت.
أشار سناب لنارسيسا ناحية الأريكة فخلعت عباءتها وألقتها جانبا، ثم جلست تحدق في يديها البيضاوين المرتجفتين اللتين عقدتهما داخل حجرها.
أما بيلاتريكس التي لم ترفع نظرتها المحدقة عن سناب بينما تتحرك للوقوف خلف نارسيسا ، فقد أنزلت غطاء رأسها ببطء أكثر وكانت جميلة مثل أختها ولكنها ذات شعر أسود وعينين سوداوين ورموش كثيفة وفك قوى.
سأل سناب بينما يجلس في المقعد ذى الذراعين المقابل للأختين " إذن، ما الذي يمكنني فعله لك؟ ".
سألت نارسيسا : " نحن وحدنا، أليس كذلك؟ " .
فرد سناب " بلى بالطبع وورمتيل هنا، لكنه لا يحسب بالطبع. " ثم أشار بعصاه إلى حائط من الكتب خلفه، وبحركة مفاجئة فتح بابا خفيا كاشفا عن سلم ضيق يقف أعلاه رجل قصير متجمد.
قال سناب بتثاقل " كما سبق أن عرفت يا وورمتيل فإن لدينا ضيوفا " .
زحف الرجل هابطا الدرجات القليلة الباقية بينما ظهره محنى، وتحرك إلى داخل الغرفة كانت له عينان صغيرتان زائغتان، وأنف مدبب ويبتسم ابتسامة متكلفة، وكانت يده اليسرى تربت على اليمني التي بدت كما لو أنها مغطاة بقفاز فضى لامع.
قال وورمتيل بصوته الحاد: " نارسيسا ، و بيلاتريكس أيضا شيء رائع. "
قال سناب: " سيحضر لنا وورمتيل الشراب لو أحببتما، ثم سيعود إلى غرفة نومه ".
انتفض وورمتيل كما لو أن سناب قد رمى شيئًا عليه وقال بحدة بينما يتفادى عين سناب: "أنا لست خادمك ! ".
رد سناب: " حقا ! ولكنني اعتقدت أن سيد الظلام قد وضعك هنا لمساعدتي "
ثم أجاب وورمتيل " للمساعدة نعم ولكن ليس لإحضار المشروبات لك وتنظيف منزلك "
قال سناب بنعومة: " لم يكن لدى أى فكرة يا وورمتيل، إنك مشتاق إلى مهام أكثر خطورة، يمكن ترتيب ذلك بسهولة، وسوف أتكلم مع سيد الظلام "
رد عليه وورمتيل قائلاً: " يمكنني التحدث معه بنفسي إذا أردت ذلك " .
قال سناب بسخرية: " يمكنك ذلك بالطبع. ولكن، في هذه الأثناء أحضر لنا المشروبات بعض النبيذ الذي صنعته الجنيات سيفى بالغرض " .
تردد وورمتيل) للحظة، وبدا كما لو أنه سيجادل، لكنه اتجه نحو باب
خفى آخر واختفى وراءه، وسمعوا صوت قرع وجلجلة الكئوس الزجاجية، ثم عاد بعد ثوان وهو يحمل زجاجة متربة وثلاث كئوس فوق صينية ووضعها فوق المائدة الآيلة للسقوط، ثم أسرع بالاختفاء من أمامهم وهو يصفق الباب الخفى المغطى بالكتب وراءه.
ملأ سناب الكئوس الثلاث من النبيذ ذي اللون الأحمر كلون الدم وقدم اثنتين منها إلى الأختين، فتمتمت نارسيسا بكلمة شكر، بينما لم تنطق بيلاتريكس بكلمة، واستمرت تحملق في سناب الذي لم يضايقه تحديقها، بل على العكس بدا إلى حد ما مستمتعا بالوضع.
قال سناب بينما يرفع كأسه ثم يرشف منها: " في صحة سيد الظلام " .
وقلدته الأختان، ثم أعاد سناب ملء الكؤوس.
وبينما نارسيسا تأخذ كأسها الثانية، قالت باندفاع: "سيفيروس ! أنا آسفة؛ لأني أتيت إلى هنا بهذا الشكل، ولكن كان يجب أن أراك؛ لأني أعتقد أنك الوحيد الذي يمكنه مساعدتي " .
رفع سناب يده وأشار إليها لتتوقف عن الكلام، ثم وجه عصاه مرة أخرى إلى السلم المختفي وراء الباب السرى؛ فسمعوا صوت خبطة، ثم صوت صرخة طويلة حادة وتبعها صوت دبدبة وورمتيل وهو يعدو صاعدا السلالم.
قال سناب: " أعتذر، فلقد أصبح مؤخرًا معتادًا التنصت من خلف الأبواب، لا أعرف ما الذي يعنيه بذلك.. ماذا كنت تقولين يا نارسيسا ؟ "
أخذت نارسيسا نفسًا وهى ترتجف وبدأت حديثها مرة أخرى:
" سيفيروس ، أنا أعلم أننى كان يجب علي عدم القدوم إلى هنا، فقد قيل لى ألا أخبر أى شخص بأي شيء.. ولكن...... "
قاطعتها بيلاتريكس: " يجب أن تمسكى لسانك خاصة في حضور الصحبة الحالية " ..
قال سناب بتهكم " في حضور الصحبة الحالية ما الذي يعنيه هذا يا بيلاتريكس؟ "
ردت بيلاتريكس " معناه، كما تعلم جيدا يا سناب، أنني لا أثق بك " .
بدأت نارسيسا تبكي وتشهق بصوت عال وغطت وجهها بكلتا يديها، وأنزل سناب كأسه ووضعها على المائدة وجلس مكانه ثابتا ويداه موضوعتان فوق يدى الكرسي وهو يبتسم في وجه بيلاتريكس المحدق.
قال سناب: " نارسيسا، أعتقد أننا يجب أولاً أن نسمع ما تجاهد بيلاتريكس لقوله، فهذا سيوفر علينا المقاطعات المملة، فلتستمرى يا بيلاتريكس لماذا إذن لا تثقين بي؟ "
قالت بيلاتريكس) بصوت عال: " هناك مئات الأسباب "، ثم تحركت من خلف الأريكة لتضع كأسها على المائدة، ثم أضافت: "من أين أبدأ؟ أين كنت عندما سقط سيد الظلام؟ ولماذا لم تحاول قط أن تبذل أي محاولة لتجده عندما اختفى؟ ما الذي كنت تفعله طوال تلك السنوات التي كنت تعيش فيها فى جيب دمبلدور ؟ لماذا منعت سيد الظلام من الحصول على حجر الفيلسوف ؟ لماذا لم تعد فورًا عندما ولد سيد الظلام من جديد؟ أين كنت منذ أسابيع قليلة مضت عندما كنا نواجه دمبلدور و آلبرت عندما كنا نحارب لاسترجاع النبوءة إلى سيد الظلام؟؟؟ لو لم يمت آلبرت ، لكان السيد الظلام غاضبا عليك لماذا يا سناب ، لايزال هاری بوتر و آلبرت بلاك حيًا بينما كانو بإمكانك قتلك؛ حيث كانو تحت رحمتك طوال خمسة أعوام؟ "
توقفت عن الكلام قليلاً، وصدرها يعلو ويهبط وقد تسارع تنفسها وتلون خداها بينما جلست نارسيسا خلفها بلا حراك ووجهها لا يزال مختفيا خلف يديها.
تدكر سناب قبل شهر انه قد أخبره آلبرت ان لا يخبر اتباع فولدمورت و فولدمورت بنفسه على انه لا يزال حيا ، و ان يكون ضمن خطة ان البرت قد مات
لدالك ابتسم سناب وقال:
" قبل أن أرد عليك، نعم يا بيلاتريكس، سوف أجيب عن كل تساؤلاتك ويمكنك أن تحملي كلماتي إلى كل أولئك الذين يهمسون من وراء ظهري ويحكون قصصا كاذبة عن خيانتي لسيد الظلام ولكن قبل أن أجيبك، أريد أن أسألك سؤالاً أو تعتقدين حقا أن سيد الظلام لم يسألنى كل هذه الأسئلة؟ أو تعتقدين لو أنني لم أجبه إجابات مرضية عن كل سؤال، أَفَكُنتُ أجلس الآن أتكلم معكما؟ " .
ترددت بيلاتريكس، ثم قالت: " أنا أعلم أنه يصدقك ولكن...... "
ثم أكمل سناب: " وهل تعتقدين أنه مخطئ، أو أنني بطريقة ما خدعته؟ خدعت سيد الظلام أحد أعظم السحرة على الإطلاق، وصاحب أعظم إنجازات في عالم السحر " .
سكتت بيلاتريكس وبدت للمرة الأولى حائرة قليلاً، ولكن سناب لم يضغط على هذه النقطة، وتريث قليلاً حتى التقط كأسه ثانية وارتشف منها، ثم استأنف حديثه: " ولقد سألتني أين كنت عندما سقط سيد الظلام؟ لقد كنت حيث أمرني أن أكون في مدرسة هوجوورتس لتعليم فنون السحر أنفذ ما أرادني أن أفعله وهو التجسس على ألباس دمبلدور؛ فقد توليت هذا المنصب بناءً على أوامر سيد الظلام. "
أومأت برأسها بطريقة لا تكاد تحس، ثم فتحت فمها لتتكلم ولكن سناب لم يعطها الفرصة واستأنف حديثه قائلا: " أنت تسألين لماذا لم أحاول أن أجده عندما اختفى، وأجيبك أنه لنفس السبب الذي لم يحاول من أجله كل من أفرى و ياكسلي و كاروس و جريباك و لوسيوس ، وغيرهم كثير "، ثم أوماً إلى نارسيسا وأكمل: " لقد اعتقدت أنه قد قضى عليه ولست فخورا بهذا، لقد كنت مخطئًا ولكن هذا ما حدث، ولو أنه لم يغفر لكل الذين فقدوا إيمانهم به لبقى لديه عدد قليل من الأتباع " .
قالت بيلاتريكس بانفعال: "سيكون لديه أنا ، أنا التي قضيت أعواما كثيرة في أزكابان لأجله "
قال سناب بسخرية: " انت ؟! انت التي هزمت من آلبرت الذي لا يتجاوز 16 سنة في الوزارة هزيمة نكراء لولا تدخل السيد الظلام الذي انقذك و تقولين انك ستساعدين السيد الظلام ليصل إلى اهدافه ؟!"
شعرت بيلاتريكس بغضب شديد من سخرية سناب عليها ، لكنها لا تستطيع قول اي شيء ،فكل ما قاله كان صحيح ، لقد كانت اول مرة اشعر بالهزيمة المطلقة امام عدو ما
ثم تابع سناب و قال " نعم، رغم انك قوية ولكنك بالطبع لم تكوني ذات نفع وأنت في السجن، ولكنه بلا شك تعليق جيد " .
صرخت بيلاتريكس بغضب بعدما لم تستطيع سيطرة على غضبها حتى بدت كما لو أنها فقدت عقلها: " فل تصمت !! نسيت أنه بينما تقوم الدمينتورات بتعذيبي في أزكابان ، كنت أنتَ في هوجوورتس تعيش في راحة تحت قدمي دمبلدور ؟ "
رد سناب بهدوء: " ليس تماما، ولكنه لم يعطني وظيفة الدفاع ضد فنون الظلام، يبدو أنه اعتقد أنني قد أرتد، أو أن تلك الوظيفة قد تغريني بالعودة إلى سابق عهدي " .
علقت بيلاتريكس ساخرة: " هل كانت تضحيتك من أجل سيد الظلام هي منعك من تدريس مادتك المفضلة؟ ما الذي جعلك تستمر كل هذا الوقت هناك يا سناب؟ هل كنت تتجسس على دمبلدور لصالح سيدك الذي كنت تعتقد أنه مات؟ "
رد سناب: " بالطبع لا، فعلى الرغم من أن سيد الظلام كان سعيدا بأني حافظت على مكانى هناك، فلقد كان لدي ستة عشر عاما من المعلومات عن دمبلدور لأخبره إياها عندما عاد، وهي أشبه بهدية ترحيب مفيدة أكثر من ذكريات المعاناة والألم اللانهائية في أزكابان التي كنت تتعرضينها و التي لم تفيد اي شيء لسيد الظلام " .
قالت بيلاتريكس " ولكنك بقيت هناك...... "
قال سناب وقد بدا عليه نفاد الصبر لأول مرة: " نعم، لقد استمررت في العمل هناك، لقد كانت لدى وظيفة مريحة فضلتها على قيود أزكابان؛ حيث كانوا يضعون اكلى الموت بعد القبض عليهم كما تعرفين وقد أبقتني حماية دمبلدور خارج السجن، وكان ذلك مناسباً بالنسبة لي فاستغللت الفرصة، وأكرر أن سيد الظلام لا يضايقه بقائي، فلماذا يضايقك أنت؟ " .
يتبع ...