الفصل 334

جلست جيني ويزلي على حافة الأريكة في غرفة الجلوس، و يدها الصغيرة تتحسس الكيس الأسود الكبير الذي حمله لها آلبرت بلاك.

كان الكيس ثقيلًا، يوحي بأنه يحتوي شيئًا ثمينًا، وفور أن بدأت ترفعه ببطء، شعرت بحرارة الفرح تتصاعد داخل صدرها.

عندما فتحت فمها لتمسك ابتسامتها، وضعت كلتا يديها عليهما، محاولة كبت ضحكتها الصغيرة، لكنها لم تستطع منع بريق السعادة من التسلل إلى عينيها.

كانت تشعر وكأن قلبها يرقص من شدة الفرحة، وروحها تطير في لحظة انتشاء خفية.

لاحظ رون ويزلي حالة أخته الكبيرة، فاقترب منها بخطوات متسارعة، عينه متسعة بالفضول، يريد أن يرى ما الذي أحضره لها آلبرت.

في البداية، ظهر طرف عصا طويلة من الكيس، بارزة بشكل غريب وكأنها تمتد بلا نهاية.

مد رون يده بحذر ليمسك بها، لكنه شعر بثقلها الغريب ، كلما بدأ بسحبها، اكتشف أنها لم تكن قطعة واحدة صغيرة، بل كانت تتلوى وتتسع كلما اقترب من إخراجها.

وبجهد مشترك، تمكن رون أخيرًا من إخراج العصا بالكامل من الكيس، لتظهر أمامهم المكنسة الجديدة.

كانت مكنسة كبيرة، فخمة، من نوع فايربولت، مصقولة بعناية فائقة، ويعكس سطحها الخشبي لمعانًا عميقًا وكأنها صنعت لتنافس السرعة نفسها.

شعرت جيني كما لو أن قلبها سقط في الأرض ثم ارتفع مجددًا من شدة الإثارة.

مدت يدها نحو المقبض، وأمسكت بالمكنسة الجديدة بكلتا يديها، وابتسامتها تضيء الغرفة:

" انظر يا هاري ! إنها نسخة مطورة من المكنسة التي اشتراها لك العم سيريوس !"

اقترب هاري من قربها، عيناه متسعتان بالدهشة، يدرس كل تفصيل من تفاصيل المكنسة، من المقبض إلى نهايتها ، لاحظ على طول حافة المكنسة نقشًا دقيقًا، حرفيًا محفورًا بوضوح: AFG FAMILY.

حدّق الجميع في النقش للحظة، لكن لم يفهموا معناه أو رمزيته بعد.

" لا أدري " قالت جيني بحماس شديد، وهي تحرك المكنسة بيديها لتشاهد تفاصيلها من كل زاوية، "اسم الشركة المصنعة لهذه المكنسة… لكن انظر إلى ضخامتها، إنها رائعة حقًا !"

لم تستطع التوقف عن فحص كل جزء: المقبض الخشبي المصقول، الفرشاة القوية، موضع القدمين المريح الذي يسمح للراكب بالتحكم الكامل، وكل منحنى منحوت بعناية.

ثم التفتت نحو آلبرت، الذي كان يقف مبتسمًا، وقد لاحظت عينها أنه يراقب هيرميون بابتسامة هادئة، وكأن شيئًا ما يلهو في ذهنه.

نظرت إليه وقالت بصدق:

" شكرًا جزيلاً لك يا آلبرت، لم أتوقع مثل هذه الهدية القيمة والرائعة حقًا !"

كان يدري آلبرت ان جيني كانت مهووسة بشيء اسمه الكويدتش لدالك ، كان افضل شيء يجلبه لها هو مكنسة للكويدتش الافضل في السوق

ابتسم آلبرت بخجل قليل، ورفع حاجبيه سائلاً بعينيه:

" ما رأيك بها؟ هل أعجبتك؟"

أجابت جيني دون تردد، وعيناها تتلألأان بالإعجاب:

"بطبيعة الحال ! إنها من نوع فايربولت، فقد تعرفت عليها فقط عن طريق هذا النوع من الخشب المصنوع منها. سمعت أن سرعتها تصل إلى 150 كيلومتر في الساعة، وتملك تحكمًا خرافيًا… إنها حقًا مذهلة !"

جلست جيني للحظة وهي تمسك المكنسة، تتأمل خطوطها، ملمسها، وبريقها، وكأنها تمسك حلمًا تحول إلى حقيقة.

شعرت أن كل جزء من جسدها مليء بالفرح، وأن الهواء من حولها يتنفس معها سعادة نادرة، تكاد تجعل الوقت يتوقف للحظة واحدة، لتستمتع بكل تفاصيل هذه اللحظة الصغيرة، ولكن الثمينة للغاية.

بدأت جيني تُخرج ما بداخل الكيس الخاص بها ببطء، قطعة تلو الأخرى.

أول ما استقر بين يديها كان زوجًا من القفازات الجلدية، سوداء لامعة، صنعت بعناية لعشاق الكويدتش، وكانت رائحتها المميزة تحمل أثر الملاعب ووهج المنافسات.

ارتسمت ابتسامة واسعة على شفتيها، وأصابعها تتلمس نعومة الجلد كأنها تمسك قطعة من المستقبل الذي تحلم به.

ثم أخرجت من الكيس مجموعة كتب، جديدة براقة بأغلفتها التي حملت ألوانًا زاهية ورسومات دقيقة. كان أبرزها كتاب بعنوان "Quidditch Through the Ages"، بدا ثقيلاً قليلًا، كأن صفحاته تخفي بين طياتها تاريخًا كاملاً عن تلك الرياضة السحرية التي سحرت القلوب.

قلبت جيني الكتاب بين يديها بحماس عارم، وابتسامة طفولية لم تفارق وجهها، وما أن وقعت عيناها على عنوان فصل داخله يتحدث عن التكتيكات وأشهر الفرق في عالم الكويدتش، حتى أسرعت تقفز من مكانها بخفة، متوجهة نحو هاري.

قالت بحماسها الصادق، وهي ترفع الكتاب أمامه:

"هاري ! انظر... إنه يتحدث عن التكتيكات وأشهر الفرق ! تخيل كم من الحيل يمكننا أن نتعلمها من هذا الكتاب !"

رفع هاري نظره إليها، كان ضوء الموقد ينعكس في عينيه الخضراوين فيمنحهما بريقًا أكثر دفئًا.

ابتسم ابتسامة خفيفة، نصف خجولة، نصف مدهوشة، من اندفاعها ، رد عليها بصوت هادئ ولكنه ممتزج بحماس لا يخفى:

"سيكون من الرائع قراءته معًا، ربما نجد طرقًا جديدة نستخدمها في المباريات القادمة."

بينما كانت جيني مشغولة بعرض اكتشافها، كان الآخرون بدورهم يفتشون في أكياسهم، ضحكات صغيرة وتعليقات متفرقة تملأ الغرفة. لقد تحول المكان فجأة إلى ساحة مليئة بالهدايا، كأن آلبرت قد جلب معه قطعة من السحر المبهج الذي لا يقل سحرًا عن التعاويذ.

رون، وقد جلس في الزاوية، كان بطيئًا بعض الشيء في فتح كيسه ، وحين أدخل يده وسحب ما بداخله، أطلق تنهيدة عميقة لكنها تحمل ابتسامة عريضة.

رفع عينيه نحو آلبرت وقال بصوت مفعم بالمودة:

"لم يكن داعي لذلك يا آلبرت..."

كانت يداه تحملان بدلة مدرسية كاملة لهوجورتس، لم يعتد رون أن يرى مثلها على هذا النحو؛ رداء أسود تتخلله خطوط برتقالية دقيقة، شعار جريفندور مطرز بعناية على صدره الأيمن، وسترة سوداء أنيقة فوق قميص أبيض ناصع، تتناغم معها ربطة عنق بخطوط برتقالية وسوداء.

السروال الأسود كان مكويًا بعناية، والحذاء الأسود يلمع كأنه جديد خرج لتوّه من محل راقٍ.

كانت بدلة كاملة جديدة، تحمل في نسيجها رسالة خفية: " أنك تستحق الأفضل. "

كان يدري آلبرت ان عائلة ويزلي رغم انها من ضمن بين عوائل السحرية النبيلة ، لكنها لم تكن غنية مثل باقي عوائل مثل مالفوي

لدالك كان رون دائما ما كان يرتدي نفس بدلة المدرسية التي كان يرتدي إخوانه جورج و فريد التي أصبحت بدلت قديمة الطراز و مقطعة نوعا ما

لدالك فكر آلبرت في ان يشتري له بدلا جديدة و نظيفة

تقدمت السيدة ويزلي، وعيناها تبرقان فرحًا لم تره منذ زمن، أخذت الرداء من يديه وبدأت تقيسه عليه، تتحسس الأقمشة كأنها تتحقق من أن هذه القطعة صُنعت خصيصًا لابنها.

ابتسمت بحرارة وقالت، وهي تنظر إلى رون بعين الأم التي لا ترى إلا الكمال:

"إنه جيد معك يا رون ! أليس كذلك يا لافندر؟"

كانت لافندر، التي كانت مشغولة بين صفحات كتاب جديد للسنة السادسة، ترفع عينيها ببطء من فوق الأوراق.

ابتسمت، ثم نظرت إلى رون، وبشيء من الحماسة الشبابية، أجابت:

" نعم يا خالتي ! إنه يليق به جدًا !"

ضحك الجميع بخفة، بينما رون احمر وجهه قليلًا من هذا الاهتمام المفاجئ.

أما آلبرت، فكان يقف بعيدًا قليلًا، يراقب المشهد بعينين هادئتين.

في تلك اللحظة، بدا له كل شيء كما يجب أن يكون: البيت مليء بالحياة، الضحكات تملأ الأجواء، والهدوء الذي يسبق عامًا جديدًا في هوجورتس يرفرف فوق رؤوسهم كعهد صامت بأن القادم سيحمل مغامرات أكبر.

هكذا ظل المشهد متجمدًا، لوحة عائلية نادرة في تفاصيلها الصغيرة ، يد أم تتحسس ملابس جديدة، ابتسامة خجولة من شاب برتقالي الشعر، وفتاة تمسك كتابًا كأنه كنز.

حين رأت السيدة ويزلي ما جلبه آلبرت لرون وجيني، لم تتمالك نفسها.

تقدمت نحوه بخطوات متسارعة، وذراعاها مفتوحتان بعفوية الأمومة التي لا تعرف القيود، ثم عانقته بشدة وكأنها تضم أحد أبنائها.

قبّلت جبهته بحنان وابتسامة راضية ارتسمت على ملامحها، وقالت بصوتٍ دافئ يشوبه التأثر:

" شكرًا لك يا ابني … نحن نُقدّر هذه الهدايا بحق."

لم يقل آلبرت شيئًا، فقد اكتفى بأن يبتسم بهدوء، ابتسامةً مشوبة بالرضا والسكينة، كأنّها تحمل في طياتها كل الجواب

لكنه بعدما تدكر الكلمة التي قالته السيدة ويزلي و هي ابني ، شعر آلبرت بدفئ غريب في قلبه

ثم ما لبث أن حوّل نظره إلى هيرميون، التي كانت تجلس غير بعيد، وقد شبكت بين أصابعها سوارًا أبيض مرصعًا بالذهب، يتوسطه حجر صغير بريقه ناعم ودافئ.

عيناها كانتا تتأملانه باندهاش طفولي، وحين رفعت رأسها والتقت عيناها بعينيه، أشرقت ابتسامة على وجهها، ابتسامة صافية لا تخلو من الخجل، وكأنها تعترف له دون كلام بأنها أحبّت الهدية أكثر مما توقعت.

ومع مرور اللحظات، أخذت تخرج من حقيبتها الصغيرة كومة من الكتب التي تخص دراستها.

كانت تقلب صفحاتها بعين خبيرة، إلى أن وقعت يداها على كتابين أثارا اهتمامها بشكل خاص ، أحدهما يتحدث عن أسرار السحر الدفاعي المتقدم، والآخر عن أساليب السحر الهجومي في أرقى مدارسه القديمة.

عيناها تلألأتا بنورٍ من الفضول والشغف حين قرأت عناوينهما، وبدت كأنها قد عثرت على كنز ثمين لم تكن تحلم أن تجده بهذه السهولة.

اقترب منها آلبرت بخطوات ثابتة، بينما كان الآخرون لا يزالون منشغلين بما أخرجوه من أكياسهم.

ثم قال بصوت منخفض يتخلله دفء لم يُخطئه أحد:

"هل أعجبك الأمر؟"

رفعت هيرميون بصرها إليه، ثم قالت بدهشة ممزوجة بالسرور:

"نعم… إنهما عن السحر المتقدم ! من أين حصلت عليهما؟ هذه الكتب نادرة جدًا !"

أطرق آلبرت قليلًا، وكأنه يختار كلماته بحذر قبل أن ينطق:

"لقد حصلت عليهما من المدير دمبلدور بنفسه… أعطاني إيّاهما قبل سنتين. احتفظت بهما إلى أن تعلّمت كل ما فيهما، ثم أحضرتهما لكِ كي تستفيدي منهما."

ارتسمت الدهشة أولًا على وجه هيرميون، ثم تحوّلت سريعًا إلى ابتسامة عريضة أكثر إشراقًا، كأنها تعكس فيضًا من الامتنان. قالت له بصوتٍ مفعم بالامتنان والود:

"شكرًا لك يا آلبرت… لم أتوقع أنك كنت تفكر بي إلى هذه الدرجة."

بقي آلبرت صامتًا للحظة، كأنه قد فُتن بابتسامتها النقية، حتى غرق في سهوٍ قصير، يراقب إشراق وجهها دون أن يدرك الزمن وهو يمضي.

وما إن استفاق من غيبوبته القصيرة، حتى قال بنبرة محملة بالغموض والفضول:

" هناك شيء جميل في الأسفل بعد… انتظري لأريك إيّاه."

مدّ يده إلى الصندوق الكبير أمامه، وأخرج منه شيئًا ملفوفًا بعناية.

و حين فك الغلاف، ظهر فستان أحمر قانٍ يلمع بخيوط ذهبية تتخلل نسيجه كأنها أشعة شمس مغزولة، تتناثر على جانبه أحجار صغيرة من الألماس تزين عنق الفستان فتجعله تحفة خيالية.

شهقت هيرميون بدهشة حين وقع بصرها على الفستان، ووضعت يدها على فمها كأنها تحاول أن تكتم صرخة إعجاب.

مدت يديها برفق لتلمس قماشه الناعم، ثم قالت بصوت مرتجف من الحماس:

"أوه يا إلهي…! كم هو جميل !"

كان الجميع قد التفتوا إلى الفستان البهيّ، والعيون لا تكاد تفارق بريق الألماس المتلألئ على جانبه.

حتى فلور، ذات الذوق الرفيع، و جيني التي كانت عادة ما تخفي إعجابها وراء ابتسامات مقتضبة، لم تستطيعا إلا أن تبادلا نظرات دهشة وإعجاب.

وقفت هيرميون وهي تحمل الفستان أمامها، تقيس طوله على جسدها من الخارج دون أن ترتديه، ثم ضحكت بمرح طفولي وقالت:

"إنه يناسبني حقًا… انظروا ! إنه تمامًا بطولي ! كأنك كنت تعرف طولي !"

قهقه آلبرت ضاحكًا، وقال بنبرة خفيفة مليئة بالمرح:

"هاهاها… شيء مثل هذا من السهل معرفته !"

وتردّد صدى ضحكاتهما في أرجاء الغرفة، ممزوجًا بإعجاب الآخرين

يتبع ...

2025/09/02 · 17 مشاهدة · 1644 كلمة
نادي الروايات - 2025