الفصل 335

ظل آلبرت داخل حدود حديقة الجحر طوال الأسابيع القليلة التالية وكان يقضي أيامه في لعب لعبة كويدتش ثلاثية الأطراف بحديقة آل ويزلي هو و هرميون و ايضا لافندر في مواجهة رون و جيني و هاري .

كانت هيرميون سيئة و لافندر جيدة؛ مما جعل الفريقين متعادلين في القوة نوعا ما بحكم ان آلبرت كان يقضي الملل لا غير ، وكان يقضي أمسياته وهو يأكل كميات مضاعفة من كل ما تضعه السيدة ويزلي أمامه.

كان من الممكن أن تكون عطلة هادئة وسعيدة، لولا قصص الاختفاءات والحوادث الغريبة، بل حالات الوفيات التي تظهر الآن يوميا تقريبا بجريدة المتنبئ ، وأحيانًا كان بيل و السيد ارثر ويزلي يجلبان معهما الأخبار للبيت حتى قبل أن تصل للجريدة.

وقد شعرت السيدة ويزلي بالاستياء بسبب ما حدث في يوم الاحتفال بعيد ميلاد هاري السادس عشر حيث كان مليئا بالأخبار المروعة التي جلبها للحفل روفوس لوبين الذي بدت عليه الكآبة والعبوس بشعره البني الذي تنتشر فيه الخطوط الرمادية، وملابسه التي أصبحت أكثر قدمًا واهتراء عن ذي قبل.

مع قدوم سيريوس معه ، كان هاري يريد ان يطير من الفرح بعد ان التقى به بعد مدة طويلة

أعلن لوبين: " لقد كان هناك اعتداءان آخران من الدمينتور"، بينما السيدة ويزلي تمرر إليه قطعة كبيرة من كعكة عيد الميلاد، وأضاف: " .... عثروا على جثة أيجور كاركاروف بكوخ بأعلى الشمال وكانت علامة الظلام موضوعة فوقه.. حسنًا.. بصراحة، أنا مندهش أنه استمر على قيد الحياة قرابة العام بعد أن ترك اكلي الموت، فإذا لم تخني الذاكرة، فإن ريجولوس أخا سيريوس لم يتمكن من البقاء على قيد الحياة أكثر من أيام معدودة".

عندما سمع سيريوس ما قاله لوبين ، اغمض عينيه و كان يفكر في اخر لقاءه مع أخاه الاصغر قبل 17 سنة من الأن

ألقى آلبرت نظرة خاطفة و هو ينظر الى أباه و هو يحاول يرى هل سيكون غاضبا في لحظة تدكره لاخاه

لكن ما رأه هو نظرة حزن على وجه أباه و الكأبة

قال سيريوس بصوت منخفض لم يسمعه اي شخص " لم اكن اظن ان الأمر سيحصل الى تلك الدرجة ، لو كنت ادري انه سيفعل دالك لما تركته "

قالت السيدة ويزلي: "نعم، حسنًا، ربما يجدر بنا أن نتكلم عن شيء آخر".

سأل بيل: "هل سمعت أي شيء عن فلورين فورتيسكو، الرجل الذي..."

قاطعه هاري: "محل الآيس كريم في حارة دياجون؟" شعر هاري بشعور فظيع بالخواء داخل معدته، ثم أضاف: "لقد اعتاد أن يعطيني الآيس كريم بالمجان، ما الذي حدث له؟".

قال بيل: "مظهر المكان يشير إلى أنه قد تم سحبه بالقوة".

قال رون: "لماذا؟" بينما السيدة ويزلي تحدق إلى بيل وتشير له بعينيها.

قال بيل: "لا أحد يعلم، لقد كان فلورين رجلاً طيبًا، ولكن يبدو أنه أزعجهم بطريقة ما".

قال السيد ويزلي: "بمناسبة الحديث عن حارة دياجون، يبدو أن أوليفاندر قد اختفى أيضًا".

قالت جيني وهي تبدو مندهشة: "صانع العصي السحرية؟".

قال بيل: "هو بعينه، المتجر وجد خاليًا، ولا أثر للمقاومة، ولا أحد يعلم إن كان قد غادر طواعية أم غصبًا".

قالت جيني: "ولكن العصي... كيف سيحصل الناس على عصيهم السحرية؟".

قال سيريوس : "سوف يشترونها من صناع آخرين، إلا أن أوليفاندر كان الأفضل، وإذا كان الجانب الآخر قد استحوذ عليه، فلن يكون هذا في صالحنا".

جلس آلبرت قرب الطاولة، وعيناه معلّقتان في فراغ غير منظور، حينما سمع من بيل ذلك الخبر الذي انغرس في داخله كخنجر مسموم: أوليفاندر قد اختُطف... وكذلك فلورين فورتيسكو.

تجمدت أنفاسه لحظة، ثم اتسعت عيناه بدهشة قاتمة، كأن شريطًا من الذكريات التي أهملها قد عاد فجأة يصفعه.

"أوليفاندر... فلورين..." تمتم، وصوته بالكاد يخرج من بين أسنانه. وفي لحظة الإدراك، تدفق الغضب في جسده مثل نار لا تُطفأ، فارتجفت يداه، وبانت العروق الزرقاء على عنقه وصدغيه، كأنها تريد أن تثور على بشرته.

كيف نسي؟ كيف سمح لذاكرتِه أن تخونه في أمر بهذه الأهمية؟

لقد كان يعرف، يعرف جيدًا أن فولدمورت هو من أرسل أكلة الموت لاختطافهما.

وأن في اختطاف أوليفاندر، يكمن مفتاح خطر عظيم: حل توأم العصي.

ضغط آلبرت كفيه على الطاولة حتى صرّت مفاصله ، كل ما في داخله كان يصرخ: * لو أنني تذكرت في الوقت المناسب، لكان بوسعي أن أغيّر مجرى هذا الخيط من الأحداث... والآن فولدمورت سيمتلك ما لم يكن يجب أن يمتلكه. *

شعر بحرارة تتصاعد في صدره، والندم ينهش ذهنه ، كان السبب في غضبه ليس مجرد الخوف من فولدمورت، بل سهوه هو شخصيًا ، هذا السهو الذي قد يمنح عدوه فرصة ليجد ثغرة قاتلة.

رفع رأسه، وبصره يحدق في نقطة لا يراها غيره، عقله يعمل بسرعة هائلة، إذا أدرك فولدمورت أن السبب في عجز تعويذاته عن كسر دفاعاته في قتاله ضده في الوزارة هو أن عصاهما متشابهتان في النواة، فسيبحث عن عصا أخرى.

سيكرر الأمر الذي حدث في المسار الأصلي كما عرفه من حياته السابقة: سيحاول امتلاك عصا جديدة، عصا لا تقف أمامها هذه العقبة.

ارتجف قلب آلبرت. كل خطوة من خطوات فولدمورت الآن باتت واضحة أمامه ، وكلما رسم في ذهنه صورة للمستقبل، ازداد إحساسه بالمسؤولية والضغط.

في خضم هذا السهو الغاضب، شعر فجأة كأنه ينفصل عن العالم من حوله، كان يسمع الأصوات بعيدة، باهتة، كأنها تتسرب من أعماق الماء.

اسمه تردّد أكثر من مرة، لكنه لم يستجب. كان غارقًا في موجة من الأفكار القاتمة، حتى بدأ يظن أن وعيه انطفأ.

"آلبرت !... آلبرت !" جاء الصوت هذه المرة قويًا، يخترق شروده كصفعة.

ارتجف جسده قليلًا، ثم رفع رأسه بسرعة، وغمغم بارتباك:

"نعم... نعم، ما الأمر؟!"

كانت العيون كلها متجهة نحوه. بيل ينظر بقلق، ريموس يتفحص ملامحه بصمت، أما سيريوس فكان أكثرهم قربًا، نظراته تتغلغل في عمق ملامحه كأنه يريد أن يقرأ ما يخفيه.

اقترب سيريوس قليلًا، صوته يحمل قلقًا أبويًا لم يستطع إخفاءه:

"هل أنت بخير يا ابني؟"

شعر آلبرت بتوتر شديد، ورفع يده إلى رأسه كأنه يحاول إخماد دوامة الأفكار المشتعلة داخله. قال بصوت مضطرب:

"نعم، نعم... أنا بخير!"

لكن صوته لم يكن مقنعًا. عيناه ما تزالان تحملان بريقًا غريبًا، خليطًا من الغضب والذعر والوعي المرير بالمسؤولية الثقيلة التي لا يجرؤ على مشاركتها بالكامل مع أيٍّ منهم.

رغم ثقل المسؤولية التي يحملها، شعر بحاجة ملحة للبوح بما يعلمه، أملاً أن يجدوا معًا مخرجًا من هذه الورطة العويصة.

فهو كان يعرف أن إبقاء السر لنفسه قد يقوده إلى الجنون، وأن مجرد التفكير في تداعيات هذا الكشف يشتعل في داخله نارًا لا تطفأ.

التفت إلى بيل، نصف وجهه يظهر للآخرين، وصوته هادئ لكنه مشحون بالحزم، حتى شعر الجميع باندفاعه:

"من دخل معك يا بيل إلى متجر أوليفاندر؟"

أخذ بيل نفسًا عميقًا، محاولًا استدعاء الذكريات بدقة، ثم قال:

"لقد كان معي أبي، وأيضًا السيد كانغسلي شاكلبولت، والسيد آلستر مودي."

بعدها قال آلبرت مباشرة " ألم تجدوا اي شيء متعلق باستعمال السحر الاسود في دالك المكان ؟!"

قال بيل و هو ينظر الى ابيه بدهشة تم قال " على حسب ما قاله السيد آلستر مودي ، قال انه شعر بجو كئيب مظلم في دالك المكان ، رغم اننا لم نأخد كلامه على محمل الجد "

توقف آلبرت للحظة في حديثه ، عيناه تلمعان بوميض التفكير العميق، وكأن عقله يركض بسرعة لإعادة ترتيب جميع الأحداث وربط الخيوط المبعثرة.

لوبين لاحظ توتره وقال بصوت خافت:

"ما الأمر يا آلبرت؟ هل اكتشفت شيئًا؟"

أجاب آلبرت وهو يتأمل هاري بتمعّن، صوته خافت لكنه مشحون بالأهمية:

"هاري، هل تتذكر ماذا أخبرك السيد أوليفاندر أول مرة عندما أخذت عصاك السحرية؟ أعني، هل تتذكر كل التفاصيل عن مكونات عصاك؟"

ارتجف هاري قليلاً، يحاول أن ينهض بذاكرته، ثم قال وهو يخرج عصاه السحرية ويضعها على الطاولة:

"أخبرني أن عصاي السحرية مصنوعة من خشب العُلّيق، مع ريشة من وحش العنقاء فوكس الخاص بالسيد دمبلدور."

شعر آلبرت بخيبة أمل، فقد لم يكتمل المشهد في ذهن هاري كما أراد، فمال نحوه، عينيه تحدقان فيه بإصرار، وقال:

"هاه؟ ألم يخبرك بشيء مهم بعدها؟"

ارتبك هاري للحظة، ثم لمح شيئًا في ذاكرتِه وفتح فمه عاليا:

"لقد أخبرني أنه هو من صنع عصا فولدمورت ! أعني، أنت تعرف من !! وأضاف أيضًا ريشة من وحش العنقاء فوكس مثلي !"

عم الصمت الغرفة للحظة، ثم اندفع الاندهاش بين الحاضرين.

كان السيد ويزلي أول من تكلم، صوته يملؤه الذهول:

"هل حقًا ما تقوله يا هاري؟"

أومأ هاري بعينين متسعتين، مؤكداً:

"نعم، سيد ويزلي ! أذكر ذلك جيدًا، كأنه حدث بالأمس !"

ارتاح آلبرت قليلًا أمام إدراك الجميع للحقيقة، ثم أخذ نفسًا عميقًا وأفشى الأمر كله، صوته ثابت رغم توتره:

"هنا تأتي المشكلة العويصة الأخرى. عصاي السحرية مصنوعة من خشب شجرة آدم، ونواتها من ريشة فوكس أيضًا. هذا يعني أن عصاي، وعصا هاري، وعصا فولدمورت مصنوعة من نفس النواة."

اهتزت الغرفة كلها لحظة، وكأن جدارها ضاق بالمعرفة المفزعة.

لوبين اقترب منه بحزم، صوته كأنه يوبخه أكثر منه مجرد تحذير:

"لا تقل ذلك الاسم هنا يا آلبرت، مرة أخرى."

بقي آلبرت صامتًا للحظة، عينه تتحرك بين الوجوه المصدومة، شعوره بالمسؤولية يزداد، ويده ترتعش قليلًا وهو يدرك أن هذه الحقيقة، وإن قيلت، قد تغير مجرى كل ما يخططون له.

يتبع ...

2025/09/03 · 29 مشاهدة · 1389 كلمة
نادي الروايات - 2025