1 - نهاية الحرب، البطل الميت

البطل...

ذلك الحلم المشترك بين كل أطفال عالم تقريبا، أو في العوالم كافة...

أن تكون بطلا ينقذ الضعفاء و ينهي الحروب، يحصل على المجد و الشهرة، وأكثر ما يثير في هذا الأمر هو أنه محاط بالنساء الحسناوات من كل إتجاه...

لكن بمجرد أن فهمت العالم أدركت ان البشر مجرد حفنة من المنافقين الفاسدين و الرعاع، لا يستحقون لحظة ألم حتي...

فحتى لو أفنيت عمرك في حمايتهم و القتال من أجلهم، لن تسلم أبدا من طعنهم ظهرك...

كل شيء يتحرك بقاعدة واحدة في أي عالم وهي 'المصلحة' و فقط..

**

في أعلى ملئت الشاشات الزرقاء سماء مدينة كاريا، لعرض بث مباشر طال إنتظاره...

الأمر كالبثوث المباشرة على الأرض إلا انه يعمل بالأحجار سحرية هنا...

على الشاشة ظهر البطل العظيم و الأقوى، بشعره الذهبي وعيونه العسلية، درعه الفضي يلمع وكأنه يعكس ضوء القمر، وهالته تتدفق بالفروسية و الشهامة...

"يا شعب إمبراطورية مغدونا الشجعان والأوفياء،... اليوم هو اليوم الذي أبلغكم فيه بالأخبار السعيدة التي طال إنتظارها..."

حبس السكان أنفاسهم وتركيزهم بأكمله على البث دون حركة...

"لقد إنتهت الحرب، أنا البطل السيف المقدس، ورفاقي الأبطال قد هزمنا ملك الشياطين وأنهينا الحرب أخيرا..."

في جميع أنحاء إمبراطورية كان هناك صمت لمدة ثواني، الجميع يعالج ذلك الخبر الذي نزل كالصاعقة ، تجمد الجميع غير مصدقين وأنفاسهم تسارعت...

"واااااااااه...."

تم إنفجرو في الصراخ وصيحات الفرح... رما الفرسان سيوفهم وفؤوسهم في سماء، # ومن فرحة إمرأة رمت طفلها أيضا...

وبدات بالبكاء بسعادة بالغة ودموعها تدفقت بدون توقف...

"لكن..." عاد صوت البطل بحزن عميق، و توقف جميع مجددا ليصبو انتباههم على الشاشة... "في تلك الحرب، لقد فقدنا بطل السيف المزدوج، صديقي العزيز، ورفيقي في السلاح، ومعه الكثير من الفرسان والمحاربين الشجعان... لقد قاتل بطل السيف المزدوج ببسالة وقوة وكان له الفضل الأكبر في فوزنا، جنبا إلى جنب مع كل الجنود..."

وضع البطل يده اليمنى على صدره وغرس حافة سيفه في وقفة حداد...

"لكن حزننا لن يجدي، فقد حققنا حلمنا و حلمهم، لذلك يا شعب الإمبراطورية مغدونا، على شرفهم وشرفنا وشرف الإمبراطور العظيم، إحتفلو... إحتفلو بالنصر العظيم ورددو أسماء الذين فارقونا لنتذكرهم إلى لأبد..."

تأثر السكان كثيرا ومنهم من بدء بالبكاء حزنا وسعادة في آن واحد...

"عاش البطل..."

"عاش البطل..."

"عاش البطل.."

في أقل من عشر تواني تجاوزو حزنهم و رددو الشعارات، و تهاتفو على حانات للشرب، والجميع بدأ في تركيب الزينة لبدء إحتفال ضخم بالنصر بحرب دامت لأكثر من أربعين سنة...

غريب حقا كيف يتجاوز البشر موتاهم بهذه السرعة، لكن ذلك لم يكن من شأني حقا..

"همهمم، هفهغهغ..."

جلست انا و شريكتي... لا بل حبيبتي الجميلة في أحد المطاعم، لا أنتباه لنا نحو كل تلك الضجة...

حاولت سيريس نطق بضع كلمات لكن وجهها كان مدفونا في طبق الطعام أمامها ولم تخرج سوي حروف غير مفهومة من فمها الممتلئ بالكامل...

"هممهم، اوهفهفهف..."

أنا الأخر حاولت أن أطلب منها الشرح، لكني ايضا أدفن وجهي في طبقي، وأكل بنهم شديد، لقد مرت سنة كاملة منذ أخر مرة تناولت فيها شيئا غير لحم الوحوش البغيضة، أما سيريس فكانت قصة أخرى تماما...

لذلك شهيتنا لطعام في قمتها، وللكلام في الحضيض..

كان الأمر مضحكا حقا وكأننا نتحدث بلغة لايفهمها غيرنا، لكننا في حقيقة، فقط حبيبين نحب أكل كثيرا، خصوصا أشياء لذيذة..

بلعت سيريس لقمتها الأخيرة و تنهدت بسعادة ورضى، وربتث على معدتها...

"يبدو... يبدو انك مت يارجل، أليس ذلك مخيفا..."

قالت ببتسامة وهي تنظر لي...

"أجل مخيف جدا في حقيقة، انا آسف لسماع ذلك، يبدو ان حبيبك اللطيف، البطل عظيم قد مات وترك حبيبته بالغة جمال وحدها..."

قلت مازحا وأنا انظر لها، شعرها الفضي كضوء قمر يتدلى على كتفيها كشلال، وعيناها حمراء واسعة كقمر قرمزي مكتمل، ببشرة بيضاء عاجية ناعمة وحساسة خالية من العيوب، وكأنها رسمة لفنان...

بسروال اسود عانق خصرها، وسترة بنية ابرزت قوامها الرشيق...

إنها في غاية جمال والبهاء لدرجة جنونية...

ضحكت سيريس ساخرة...

"حسنا أمور مؤسفة تحدث في الحرب... إذن اعتقد أني سأطلب من حبيبي الجديد بال ، اللطيف أن يهتم بي، فذلك البطل الغبي دمر قلعتي..."

"اووووه، متأسف جدا... لاخيار لذي إذن، كيف لا و إمرأة جميلة مثلك تطلب ذلك..."

ضحكنا ساخرين من تذكر تلك الحادثة قبل ستة أشهر...

سيريس، هي في حقيقة إبنة الكائن مسمى ملك الشياطين و كاين أخر إمرأة عرفت بسيدة القمر، هذا ما أخبرتني به بنفسها...

جوازهما أنتج فتاة الهجينة في غاية جمال، حبيبتي سيريس، أراهن ان تسعة وتسعين في مئة من جمالها من أمها، والدها كان بغيضا جدا فسيفه إخترق قلبي حرفيا وضرباته حطمت الكثير من عظامي..

اوه، أما انا فهو بطل سيف مزدوج، الذي مات في حرب وهو يناضل بشرف وبسالة من أجل إمبراطورية على ما يبدو...

هراء لم قد أقاتل من أجل مجموعة من المنافقين أوغاد، لولا الضروف لم أكن لأصبح بطلا من أساس...

"لكن بال، إنه ممثل بارع جدا، حتي الشياطين ستنحني امام هرائه البغيض، وكلماته المنمقة التي يخفي خلفها حقيقته البشعة.."

"همف، لم تقولين ذلك سيريس...؟"

اعطتني سيريس نظرة غاضبة ثم تنهدت منزعجة... انا افهم قصدها جيدا، وحقا أريد منها تتجاوز الأمر..

لا أريد لنا ان ننجرف خلف إنتقام فارغ عديم النفع، لأن ذلك الشخص ماهو سوي عبد في النهاية كما كنت أنا، وما اغضبني كثيرا أنه إختار الأمر بإرادته...

وضعت سيريس دقنها على راحة يدها وعيناها نحوي، تم طعنت وجهي باصبعها برفق...

"ذلك البطل اللعين هو من حاول قتلك، لا، حاول قتلنا معا، لولا الحظ وخطتك البديلة لكنا ميتين الآن..."

تجهم تعبيري للحظة، القاعدة الأساسية التاريخ يكتب من قبل المنتصر، الامر واحد حقا في كل عالم...

تنهدت وقلت بابتسامة...

"كما قلتي سيريس، لقد كنت جاهزا، لم أكن لأسمح بموت أكثر فتاة أحبها في هذا الكون ، حتي لو كانت إبنة ملك الشياطين نفسه..."

بتلك كلمات إحمر خداها كزهرة تتفتح، ضحكت بشكل جميل وتألق بديع مر من خلال عينيها القرمزيتين...

"هممممم غريب، لم أسمع برجل يقفز نحو الموت لينقذ فتاة وقع في حبها من نظرة واحدة..."

ضرب صدره بفخر...

"إنه أنا، حبيبك الغريب لكنه ليس مريبا..."

غطت فمها ببتسامة وخدها إحمر قليلا...

"ههههه..."

لم اكن اعتقد حقا انها قد توافق على علاقة معي، لكن الحياة غريبة ها نحن ذا نضحك معا...

أحد الأبطال الخمسة، وإبنة هجينة لملك الشياطين وسيدة القمر..

وعالم يعتقد أن كلاهما ميت، حسنا لقد حصلت نصيبي العادل من المعاناة، لقد كنت عبدا لتسع سنوات لذلك الإمبراطور اللعين، حان الوقت لبدء رحلتي نحو حلمي...

"إذن يا حبيبي اللطيف، ماذا سنفعل الآن...؟"

فكرة للحظة ثم نظرت نحوي...

مالكة المطعم كانت تحمل كؤوس الشراب وتركض لتلبي طلبات الزبائن المبتهجين ورائحة طعام لذيذة ملأت الجو، في الخارج بدء الجميع في تركيب بعض زينة وأحجار سحرية لجعل مهرجان أفخم وأفضل من سابقيه..

في الأيام قادمة ستكون امور حيوية جدا و مفعمة بالحياة...

نظر بطلنا المتيم لعشقته وابتسامة مريبة تعلو وجهه

"هل تردين ممارسة الجنس سيريس..." قلت محاولا مضايقتها قليلا..

إحمر خدها كزهرة متفتحة...

"نحن ليس لذينا منزل حتي بال، انت متشرد وأنا دمرت قلعة والدي..." قالت ثم ضيقت عيناها علي... "انت لن تفعلها بحبيبتك التي لاتنفك عن تغزل بها في حديقة عامة صحيح...؟"

"بالطبع لا، انا لست وغدا لعلمك.. " نفيت أمر بأكثر تعبير موتوق رسمت...

أي نوع من حيوانات انا، لأفعل ذلك...

تنهدت بعجز ثم وقفت...

"لنذهب للحصول على عمل إذن..."

هراء

بطل عظيم مثلي يحتاج للعمل ليؤمن قوت يومه... هذا العالم يسخر مني...

2025/10/26 · 4 مشاهدة · 1121 كلمة
Key Kyo
نادي الروايات - 2025