منظور بال...

وقفت وإنحنيت على ركبة واحدة أمام سيريس... إبتسمت الأخيرة، و ببطء ركبت على ظهري ولفت يداها برفق على رقبتي لتشبت جيدا...

شعرت بتقلها وببشرتها خزفية ناعمة وبصدرها جميل يضغط على ضهري...

الأمر حقا رائع جدا، لايترك مجالا للخيال الإندفاع...

"هيا لنذهب بال..." قالت ضاحكة وكأنها تنتطي حصانا..

وقفت وأمسكتها بقوة لكي لا تسقط وتوجهت لدفع ثمن ما أكلناه...

"تسك... لقد مات البطل الخامس إذن...! "

"لقد كان أحمقا ضعيفا، أراهن أني كنت لأبلي أفضل منه..."

"صحيح، صحيح، لو فقط...لو فقط إختارت الأسلحة واحدا من بيننا،، أراهن أني كنت لأهزم ملك الشياطين لعين بسهولة..."

"لا عجب أنه كان الأضعف بين الأبطال الخمسة، هراء لعين..."

"ههههه، لقد كان عديم فائدة، تذكره جعل طعم شرابي سيئ... "

مررنا من قرب طاولات، كان مجمل حديثهم عن الأبطال الخمسة و مجريات الحرب الأخيرة، يتشاركون ضحكات وسخريات، باستهثار وحتي إشمئزاز، بالرغم أني كنت نكتة هناك، رغم اني ظاهريا مت دفاع عنهم وعن حياتهم...

يتكلمون وكآني وصمة عار لم يكن يجب أن يوجد

سيريس التي كانت تركب ظهري قبضتها إشتد قليلا، وبعض الغضب يغلي في قلبها، نحو الحمقي منتشين بافرحة وسكر...

"سيريس، الأمر لايستحق حقا..."

قلت ببتسامة لتهدئة قلبها...

"ما هو رأيك أيها شاب وسيم، ألا تعتقد ان كلامي صحيح...؟"

نظرت نحو الرجل وخيط من الكحول مازال يسيل من بين شفتيه، عيناه نصف مغلقة بضباب السكر، تتخبط في محجريه ...

إبتسمت لهم وأظهرت أكبر قدر من إحترام وآداب...

"العالم غير عادل سيدي، الفرص العظيمة قد تمنح للأشخاص الخطأ... أراهن أن مغامرين محترفين من أمثالكم كانو ليقاتلو ببسالة وقوة في حرب..." بذلك قول نظرت بطرف عيني نحو سيريس لإكمال كلامي...

حاولت رغم غضبها ان تبتسم...

"كما قال، أنتم شجاع وأقوياء والعالم مليء بالفرص..."

كلمات من حبيبتي الجميلة جعلت الجميع يتجمد مذهولا... وإحمرار صغير على وجوههم...

"أحم. اه، ذلك.. ذلك صحيح، بصحتكما..."

إنحنيت بآدب، و دفعت ثمن الطعام وغادرت المطعم...

البشر حقا متشابهون في أي عالم، وفي أي مكان...

الثقة المفرطة من صفة الجهلة والأغبياء، كلما كانت شخص جاهلا أكثر، كان بعالمه ومحيطه ثقة تملأ فراغ المعرفة، لتتحول لغباء محظ...

وعلى العكس المعرفة تحطم الثقة، وتضع المرء أمام الواقع القاسي و عديم الرحمة...

ألئك الأغبياء يترثرون بذلك الشكل، عني وعن ملك الشياطين و الحرب، رغم أنهم من مرحلة ثانية فقط... لم يشاركو في قتال مميت، او حرب ضخمة، وذلك ماشوه أفكارهم... لكن طبيعة البشر لا تتغير...

الغرور و الغطرسة...

حتي لو فعلت تسع مئة وتسعة وتسعين شيئا جيدا، سيلقون لوم عليك لشيء الوحيد الخاطئ، وانا خير مثال... برغم أني مت كما يضهر دفاعا عنهم، مازال يرشقونني ظهري باهانات، ويطعنونني..

"بال هل انت غبي أم فقط مسالم جدا...؟ "

إنعقد حاجبي لتانية وإبتسمت في حرج من سؤالها...

"قليل من الإثنين، الغباء هو نوع من سلام أيضا، العالم سيكون خانقا بدونه... باضافة سيريس، الكلمات تبقي مجرد كلمات ماهي قوة التي تملك حقا، الحمقي يتكلمون، وحكماء يفعلون، من غباء مناقشة الأغبياء على غبائهم..."

ضحكت سيريس بشكل خافت ورفعت رأسها لتري من فوق كتفي لتشاهد طريق ومباني الحجرية...

بسبب الحرب الأخيرة، لا، بل بسبب البطل المقتدر لعين، قدماها لم تعالج بعد، مما جعلني أحملها على ظهري في كل مكان...

وهو لم يكن سيئا جدا بالتفكير به، صدرها ناعم وكبير يظغط على ظهري، ويداي ممسكتان بفخضيها، حتى لو كان من فوق قماش، لكن مازال بإمكان شعور بنعومتهم وحرارتهم تلك نعومة وجمال ودفئ، كان محفزا قويا لي...

حسنا، أنا قد أكون منحرفا قليلا، لكن بشكل مستقيم هي حبيبتي في نهاية وفتاة قفزت نحو الموت من أجلها...

"إذن إلى أين نتجه بال...؟" غافلة عن أفكاري سألت بفضول...

"للحصول على سلاح جيد، ثم بعدها تسجل في نقابة المغامرين..."

"نقابة المغامرين...؟"

"أجل، نقابة المغامرين هي منظمة عملاقة تعمل على منح المحاربين مهام خطيرة مقابل المال، قتل الوحوش، غزو الدانجون، عثور على بعض أثار، إكتشاف بعض مناطق... أمور من ذلك القبيل..."

حاولت تقريب صورة لها قد المستطاع... لكنها فتاة ذكية في نهاية، لن يستغرق الأمر كثيرا حتي تكتشف كل شيء عن البشر وعن طريقة تعاملهم وعيشهم...

"اوووه، يبدو أننا سنكون في رحلة طويلة ورائعة معا..." قالت بحماس وعيناها تتوهج بقوة...

"أجل، أنا علي تحقيق حلمي في نهاية، وأيضا أنت مسؤوليتي لآن علي إيجاد علاج لقدميك..."

"ههههه، لكنني لا أمانع أن تحملني هكذا طوال الوقت، أعلم انك تحب ذلك أيضا..."

ضحكت مستمتعا...

"أجل أنا أحب ذلك، وربما حتي بعد أن أجد لك العلاج، سأستمر في حملك هكذا... لكن ستكون لذينا مشكلة واحدة صغيرة.."

رفعت سيريس حاجبها وسألت حائرة...

"وماهو تلك مشكلة ...؟"

نظرت لها بطرف عيني ببتسامة كبيرة ...

"عندما نمارس الجنس، لن يكون الامر سهلا علي مراعاة حالتك، أنا مفترس جدا، وأنت فريسة جذابة وجميلة لاتقاوم..."

إحمرة وجنتاها وتوهج طفيف مر من خلال عيناها، يبدو أنها تفكر في الأمر لآن، وتتخيل الامور التي سنفعلها، مما زاد من حرارة بشرتها، ظريفة جدا، ظريفة لدرجة جعلت قلبي يخفق بقوة ...

"لنحصل على منزل أولا، لن أسمح لك بفعلها في حديقة ما أو أسفل جسر قديم..." توقفت وزداد إحمرار وجهها كقريدس "أريد لمرتي اولى ان تكون مميزة..."

"هههه، بالطبع ستكون، انا سأحرص على ذلك..."

بينما كنا نمشي في شوارع عاصمة برغم ان وقت مايزال ظهرا، بدأ الجميع في تعليق زينة المهرجان، بينما كانت الحانات ومطاعم مليأة بالمغامرين، وسكان على حد سواء عن أخرها...

ومن بين كل تلك أصوات وقفت أمام محل متوسط الحجم، بلافتة صغيرة على شكل سيف وسندان...

دفعت الباب وذخلت، فتحت سيريس فمها منذهشة وعيناها تلمعان وتتجولان في محل ...

محل أسلحة، سيوف، دروع، سولجانات، عصي سحر، والكثير غيرها، مرتبة بشكل أنيق يبرز جمالها وقوتها، وحتي حرفة متقنة في صنعها...

"مرحبا بكم في متجري..."

من خلف مكتب وقف رجل قصير قليلا في منتصف ثلاثينيات، شعره أسود مرتب للخلف بمئزر أخضر نظيف...

رحب بنا ببتسامة تاجر لطيف...

"كيف يمكنني مساعدتكما...؟ "

أدرت نظري بسرعة لأكتشف ان لا كراسي حولنا

"اوه، أسف لسؤال، لكن هل لي بكرسي أولا...؟"

تعجب مالك متجر وبقي مكانه محدقا بنا للحظة، قبل ان يدرك فحوي كلامي، شاب وسيم يحمل فتاة في غاية الجمال على ظهره...

قد يبدو أمر كعلاقة حب وإهتمام كبير، لانه كذلك بالفعل، لكن أمر هو أن سيريس فقدت قدرتها على مشي...

وهذا العالم لايحتوي على كراسي متحركة...

"حالا سيدي، من فضلك إنتظر لحظة واحدة..."

والآن حان وقت الجد، حان وقت تخطيط للمستقبل

2025/10/26 · 2 مشاهدة · 970 كلمة
Key Kyo
نادي الروايات - 2025