أنت لا تعرف متى بدأ الأمر. لا يوجد انتقال، لا لحظة واضحة تفصل بين عدم الوجود والوجود. مثل الغرق بالعكس - تُسحب إلى السطح من أعماق لا تتذكرها. الوعي يتسرب إليك قطرة قطرة، مثل الماء البارد ينساب عبر شقوق جدار قديم.
الأصوات تأتي أولاً. همهمة بعيدة، كأنها صدى في أنبوب معدني طويل. ثم تتضح تدريجياً، تصبح أصوات شارع مألوفة لكنها غريبة. محركات سيارات تعمل بطريقة مختلفة، أصواتها أكثر نعومة، مثل تنهدات آلية. أصوات أقدام على أرصفة تصدر نقرات موسيقية خفيفة، كأن كل خطوة تعزف نوتة موسيقية.
يداك تشعران بملمس قماش ناعم. ليس قطناً عادياً، بل شيء أكثر نعومة، يتنفس مع بشرتك. قميص يحتضن جسدك بطريقة لا تتذكرها. أصابعك أطول مما كانت، أكثر رفعة، وعندما تحركها تشعر بوزن خاتم فضي في إصبع البنصر. خاتم لا تتذكر ارتداءه.
شعرك يلامس رقبتك من الخلف، خصلات طويلة تداعب الياقة بنعومة مربكة. تمرر يدك عبر شعرك فتجده أكثف مما كان، أملس، ينساب بين أصابعك مثل الحرير الأسود. لحيتك - لحية لم تكن لك - تحك راحة يدك بوخز خفيف، مألوف ومربك في آن واحد.
قلبك ينبض في مكان مختلف. لا، ليس مكاناً مختلفاً، بل بإيقاع مختلف. نبضات هادئة، منتظمة، أقوى مما تتذكر. كأن قلب شخص آخر يضخ الدم في عروقك. أنفاسك تملأ رئتين أوسع، أعمق، تتنفس هواءً يحمل روائح لا تعرفها. عطر خفيف يشبه زهر الياسمين مختلط برائحة مطر قديم، ومن تحتهما رائحة أخرى، معدنية، مثل النحاس المصقول.
عيناك تفتحان ببطء، وأول ما يصدمك ليس ما تراه، بل كيف تراه. الألوان أوضح، أكثر حدة، كأنك تنظر عبر عدسة محترفة. العالم من حولك يبدو مألوفاً لكنه محرف، مثل صورة فوتوغرافية مرت عبر فلتر خفي يغير كل شيء دون أن يخفي شيئاً.
أنت جالس على حافة سرير، في غرفة لا تعرفها لكنك تشعر أنك تنتمي إليها. الجدران مطلية بلون كريمي فاتح، وعليها لوحة واحدة: خط عربي أسود يقول "وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر". النافذة مفتوحة، والستائر البيضاء ترقص مع نسيم لا تشعر به على بشرتك، لكنك تراه يحرك كل شيء من حولك.
قدماك حافيتان تلامسان أرضية خشبية باردة. عندما تقف، جسدك أطول مما كان، أكثر رشاقة. خطواتك تحمل وزناً مختلفاً، أناقة لا تعرف مصدرها. تمشي نحو المرآة المعلقة على الحائط المقابل، وكل خطوة تشعر فيها أنك تتعلم المشي من جديد.
الوجه في المرآة ليس وجهك. لكنه يطيعك.
حسون الكلاوجي
الرجل في المرآة يحدق بك بعينين لا تعرفهما، لكنهما تنبضان بحياة تتعرف عليها. عينان بنيتان واسعتان، تحملان عمقاً يشبه المياه الراكدة تحت ضوء القمر. الوجه منحوت بدقة، خطوط واضحة لكنها ناعمة، كأن النحات أمضى وقتاً طويلاً في صقل كل تفصيلة. الأنف مستقيم، والفم يحمل ابتسامة خفيفة حتى في الراحة، كأن هذا الرجل اعتاد أن يكون مرحباً بالعالم.
لكن العالم في عينيه مختلف الآن. أنت تحدق في تلك العينين وتشعر بالذعر يتسرب إلى أعماقك مثل برد شتاء عنيف. هذا الوجه وسيم، لكن وسامته لا تعنيك. هذا ليس وجهك. هذه ليست عيناك. لكن عندما ترمش، هو يرمش. عندما تلمس خدك، يده تلمس خده. عندما تفتح فمك لتصرخ، فمه ينفتح صامتاً.
جسدك - جسد حسون - يتحرك بطاعة مطلقة، لكن كل حركة تذكرك أنك دخيل. عضلاتك أقوى مما كانت، لكن قوتها غريبة، كأنك تتحكم في آلة معقدة لا تفهم تعليماتها. يداك أكثر حساسية، تشعران بملمس كل شيء بتفصيل مؤلم. عندما تلمس سطح الطاولة الخشبية بجانب السرير، تشعر بكل خدش، كل عروق الخشب، كأن أطراف أصابعك أصبحت عدسات مكبرة.
ملابسك تناسبك تماماً، وهذا ما يرعبك. قميص أبيض من قطن ناعم، مكوي بعناية فائقة، يحتضن كتفيك دون ضغط. بنطال رمادي فاتح، أناقة هادئة لا تشبه ذوقك، لكنها تشبه شخصاً تحترمه. حذاء جلدي بني مصقول يعكس الضوء من النافذة، لا يؤلم قدميك مطلقاً، كأنه صُنع خصيصاً لك.
لكن الأمر الأكثر إرباكاً هو أن هذا الجسد يعرف أشياء لا تعرفها. عندما تنظر في الدرج بجانب السرير، يدك تفتحه دون تردد، وتجد محفظة جلدية سوداء. تفتحها وتجد هوية شخصية تحمل الاسم: حسون عبد الرزاق الكلاوجي. الصورة هي وجهك الجديد، لكن العينان في الصورة تحملان ثقة لا تملكها الآن.
العنوان مكتوب: بغداد، حي الجادرية، شارع الأطباء. تاريخ الميلاد: 15 آذار 1989. العمر مناسب للجسد الذي تسكنه، لكن السنوات ليست سنواتك. هناك ذكريات في هذا الجسد، محفوظة في مكان لا تصل إليه، لكنك تشعر بوجودها مثل أصداء في غرفة مهجورة.
عندما تنظر في المرآة مرة أخرى، تحاول أن تتذكر وجهك الحقيقي، لكن الذاكرة مشوشة، مثل حلم يتبخر عند الاستيقاظ. كل ما تتذكره هو إحساس بأنك كنت مختلفاً، أقصر، أقل أناقة، أكثر... عادية. لكن هذا الرجل، حسون، لا يبدو عادياً أبداً. حتى في هذه اللحظة من التشويش والذعر، هناك كرامة في وقفته، أناقة في حركاته، كأنه معتاد على أن يُحترم.
أنت تحاول أن تتذكر اسمك الحقيقي، لكن كلما اقتربت من الذاكرة، تنزلق من بين يديك مثل رمل ناعم. كأن هويتك الأصلية صارت حلماً قديماً، وحسون الكلاوجي هو الواقع الوحيد المتاح
تتجه نحو النافذة، وأول ما يضربك هو أن الشارع مألوف. شارع الأطباء في الجادرية، تعرفه جيداً، لكن شيئاً فيه مختلف جذرياً. المباني هي نفسها، الأرصفة في مكانها، حتى محل أبو أحمد لبيع الخضار على الزاوية لا يزال هناك، لكن...
الأرصفة تتنفس.
لا، ليس تنفساً حقيقياً، لكن هناك حركة خفيفة، صعود وهبوط بطيء، كأن الأرض تتمدد وتنكمش مع نبضات قلب عملاق دفين. الناس يمشون عليها بشكل طبيعي، لكنك تلاحظ أن خطواتهم تنسجم مع هذا الإيقاع الغريب، كأنهم يرقصون رقصة صامتة مع الأرض.
السيارات في الشارع تتحرك بهدوء مريب، محركاتها تصدر أصواتاً موسيقية خفيفة بدلاً من الزئير المألوف. سيارة تويوتا بيضاء تمر أمام النافذة، وتلاحظ أن عجلاتها لا تلامس الأسفلت تماماً، بل تطفو على بُعد سنتيمترات قليلة، تاركة خلفها أثراً من الضوء الأزرق الباهت.
الأشجار في الشارع أكثر خضرة مما يجب أن تكون في هذا الوقت من السنة، وأوراقها تتحرك دون رياح. عندما تحدق فيها بانتباه، تلاحظ أن الأوراق تغير لونها تدريجياً، من الأخضر إلى الذهبي ثم إلى الفضي، في دورة مستمرة بطيئة تأخذ حوالي دقيقة كاملة.
السماء فوق بغداد ليست زرقاء فحسب، بل مخططة بخطوط بنفسجية رفيعة، كأن شخصاً رسم عليها بقلم رصاص ملون. وفي عدة نقاط في السماء، هناك فتحات. ليست غيوماً، بل فتحات حقيقية، دوائر مضيئة تكشف عن... شيء آخر. لا تستطيع أن تحدد ما تراه من خلالها، لكنه يشبه سماء أخرى، أو مياهاً عميقة، أو ربما مجرة بعيدة. الضوء ينبع منها بلطف، ضوء دافئ يشبه ضوء الشمس عند الغروب، لكنه لا يلقي ظلالاً.
الناس في الشارع يتحركون بطبيعية مطلقة، لكن عندما تنظر إليهم بعناية، تدرك أن شيئاً غير طبيعي يحدث. رجل في العقد الخامس من عمره يحمل حقيبة جلدية، ولكن الحقيبة تطفو بجانبه بدلاً من أن يحملها. امرأة ترتدي عباءة سوداء تمشي مع ظلها، لكن الظل يسبقها بخطوة واحدة، كأنه يقودها بدلاً من أن يتبعها.
طفل صغير يجري خلف كرة قدم، لكن الكرة تقفز أعلى مما يجب، وتحوم في الهواء لثوان قليلة قبل أن تعود إلى الأرض. عندما يمسك بها، تضيء بضوء أزرق خفيف، ثم تعود إلى لونها الأبيض العادي.
أصوات الشارع مألوفة لكنها مختلطة بنغمات أخرى. أصوات الباعة تحمل صدى موسيقي، كأن كل نداء "طماطة طازة!" يُغنى بدلاً من أن يُقال. أصوات أجراس الكنائس تختلط بأصوات الآذان، لكن كليهما يصدر نغمات إضافية، هارمونيات لا تسمعها في الواقع العادي.
الرائحة التي تدخل من النافذة ليست رائحة بغداد التي تعرفها. لا يوجد غبار، لا عوادم سيارات، لا رائحة النهر المختلط بالأسمنت والتاريخ. بدلاً من ذلك، الهواء يحمل عطراً نظيفاً، مثل المطر الذي سقط على حديقة مليئة بالأزهار التي لا تعرف أسماءها. رائحة حلوة لكنها غامضة، تذكرك بشيء لا تستطيع تحديده، ذكرى من حلم نسيته.
عندما تغلق النافذة وتعود إلى داخل الغرفة، تلاحظ أن صوت الشارع لا يختفي تماماً. يصبح أكثر خفوتاً، لكنه يظل موجوداً، كأن الجدران شفافة للصوت. وهناك صوت إضافي، منخفض، مستمر، يشبه همهمة موتور بعيد، أو تنفس عملاق نائم تحت المدينة.
تجلس على حافة السرير مرة أخرى، وتحاول أن تتنفس بعمق، لكن أنفاسك متقطعة، قصيرة، كأنك تسرقها من رئتي شخص آخر. قلبك - قلب حسون - ينبض بقوة، وكل نبضة تذكرك أن هذا الجسد غريب عنك، مستعار، ربما مؤقت.
من أنت؟
السؤال يضربك مثل صفعة باردة. من أنت إذا لم تعد في جسدك؟ هل أنت وعي يطفو في فراغ، اختار أن يسكن في حسون الكلاوجي؟ أم أنك حسون نفسه، لكنك فقدت ذكرياتك وتوهمت أنك شخص آخر؟ أم أن هناك احتمالاً ثالثاً، أكثر رعباً: أنك لست أحداً، مجرد وهم يعتقد أنه موجود؟
تنهض وتبدأ بالسير في الغرفة، وكل خطوة تزيد من حيرتك. هذا الجسد يعرف كيف يتحرك، عضلاته تنسق مع بعضها البعض بسلاسة، لكن أنت لا تعرف كيف. عندما تريد أن تلتقط كوب الماء من على الطاولة، يدك تمتد إليه بدقة، تقبض عليه بالقوة المناسبة، ترفعه إلى فمك دون أن يسقط منك. لكن هذه الحركة ليست حركتك، إنها حركة محفوظة في ذاكرة عضلية لا تملكها.
عندما تتذوق الماء، طعمه غريب. ليس مراً أو حلواً، لكنه مختلف، كأن براعم التذوق في فمك معايرة على مقاييس لا تعرفها. الماء بارد ومنعش، لكن له طعم معدني خفيف، مثل العملات المعدنية القديمة، أو الدم المخفف.
تضع الكوب وتحدق في يدك. هذه اليد لامست أشياء لا تتذكرها، كتبت كلمات لم تكتبها، احتضنت أشخاصاً لا تعرفهم. أصابعها تحمل ذاكرة لمس لا تشاركها. عندما تلمس راحة يدك بإصبعك، تشعر بخشونة طفيفة في المكان الذي يحمل فيه الكتّاب قلمهم، وندبة صغيرة تحت الإصبع الأوسط، ربما من جرح قديم أو عادة عصبية.
تتجه إلى الخزانة وتفتحها. الملابس معلقة بترتيب مثالي، ألوان هادئة، أقمصة مكوية، بناطيل مطوية بعناية. كل قطعة تنتمي إلى شخصية تحترم نفسها، شخص يهتم بالتفاصيل. تشم رائحة العطر على الملابس، عطر ذكوري أنيق، لا مبالغة فيه، مثل شخص يريد أن يُذكر بلطف لا بقوة.
على الرف العلوي، تجد كتباً. روايات عربية وأجنبية، كتب فلسفة، مجموعات شعر. تلتقط رواية لغابرييل غارسيا ماركيز، "مئة عام من العزلة"، وتفتحها في صفحة عشوائية. هناك جملة مخططة بقلم أصفر: "الماضي كان كذبة، وأن الذاكرة لا طريق عودة لها، وأن كل ربيع قديم لا يمكن استرداده."
الجملة تصدمك بقوة غير متوقعة. هل قام حسون بتخطيطها؟ أم أنك فعلت ذلك في حياة أخرى لا تتذكرها؟ الخط مألوف، كأنك تعرفه، لكن اليد التي تمسك بالقلم ليست يدك الحالية.
تغلق الكتاب وتعود إلى المرآة. الرجل فيها يحدق بك بعينين مليئتين بالحيرة والخوف. هذا الخوف حقيقي، ليس درامياً، ليس خوفاً من وحش أو خطر خارجي، بل خوف من الفناء الداخلي. خوف من أن تكون قد تبخرت، واستُبدلت بشخص آخر، دون أن تدرك متى أو كيف حدث ذلك.
أنت تضع يدك على الزجاج، ويده تلامس يدك من الجهة الأخرى. لكن اللمسة باردة، كأنك تلمس شبحاً، أو كأن الشبح يلمسك.
هل أنا حسون؟
السؤال يتردد في رأسك مثل صدى في كهف عميق. إذا كنت حسوناً، فلماذا لا تتذكر حياتك؟ لماذا هذا الجسد يشعر بالغرابة؟ لماذا كل شيء مألوف ومربك في آن واحد؟
وإذا لم تكن حسوناً، فمن أنت؟ وأين ذهب حسون الحقيقي؟ هل طردته من جسده؟ هل أنت قاتل، أم ضحية، أم مجرد تائه وجد نفسه في المكان الخطأ؟
العرق يتصبب من جبينك، ليس عرق الحرارة، بل عرق الرعب الداخلي. أنت تتنفس بسرعة، كأن الهواء لا يكفيك، كأن رئتي حسون لا تقدران على حمل خوفك أيضاً. قلبك ينبض بقوة، وكل نبضة تسأل: من؟ من؟ من؟
عندما تحاول أن تهدئ نفسك وتتجه نحو الباب لتخرج من الغرفة، تسمع صوتاً غريباً من الخارج. ليس صوت سيارة أو أصوات الناس، بل صوت يشبه الطنين العميق، مثل صوت محول كهربائي عملاق، لكنه يحمل إيقاعاً موسيقياً.
تفتح الباب ببطء، وتخرج إلى الشرفة الصغيرة. الشارع تحتك لا يزال نابضاً بحياته الغريبة، لكن هناك شيء جديد يحدث. في منتصف الشارع، فوق سيارة أجرة صفراء متوقفة، بدأت دوامة من الضوء تتشكل.
الضوء أبيض مائل إلى الفضي، يدور ببطء، ويتوسع تدريجياً. السائق خرج من السيارة ينظر إليها بفضول لا بخوف، كأن هذا أمر طبيعي. المارة في الشارع توقفوا يراقبون، بعضهم يبتسم، وبعضهم ينتظر بصبر.
الدوامة تكبر حتى تصل إلى حجم عجلة فيريس صغيرة، وفجأة، تصبح نافذة. من خلالها، تستطيع أن ترى مكاناً آخر. ليس مكاناً في بغداد، أو حتى على الأرض. السماء هناك بنفسجية، والأشجار فضية، وهناك أشخاص يمشون، لكنهم يمشون على الهواء، على بُعد متر من الأرض.
واحد من هؤلاء الأشخاص يقترب من النافذة من الجهة الأخرى. رجل في العقد الرابع، يرتدي ملابس تشبه الملابس العراقية العادية، لكن لونها يتغير تدريجياً مثل الحرباء. عندما يصل إلى النافذة، يبتسم ويلوح بيده.
الناس في الشارع يلوحون له بالرد، وكأنهم يعرفونه. طفل صغير يجري نحو النافذة ويصرخ بفرح: "عمو كريم! عمو كريم عاد!"
الرجل من الجهة الأخرى - عمو كريم - يضحك، وصوت ضحكته يصل عبر النافذة، لكنه يحمل صدى غريباً، كأنه يضحك في كهف. يقول شيئاً بصوت غير واضح، لكن كلماته تصل مشوهة، مثل صوت راديو سيء الاستقبال.
فجأة، يلتفت عمو كريم ويحدق مباشرة نحوك، في الشرفة. عيناه تلتقيان بعينيك، وتشعر بقشعريرة غريبة تجري في عمودك الفقري. هو يحدق بك لثوان طويلة، ثم يبتسم ابتسامة غامضة، ويشير بإصبعه نحوك.
أنت لا تعرف لماذا، لكن جسدك - جسد حسون - يعرف هذا الرجل. عضلاتك تتوتر، وقلبك ينبض بقوة، ليس من الخوف، بل من... التعرف؟ الشوق؟ أم شيء أعمق وأكثر تعقيداً؟
عمو كريم يرفع يده ويضعها على زجاج النافذة من جانبه، وفجأة، تشعر برغبة لا تقاوم في النزول إلى الشارع، والاقتراب من النافذة، ولمس الزجاج من جانبك. الرغبة قوية، كأن
شيئاً في جسد حسون يتذكر هذا الرجل، يشتاق إليه، يحتاجه.
لكن قبل أن تتحرك، شيء غريب يحدث. جسدك يبدأ بالاهتزاز