أشخاص سخفاء.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
كانت برناديت ترتدي بلوزة من طراز إنتيس وكانت تجلس هناك بهدوء. كان شعرها ذو اللون الكستنائي ملفوفًا بشكل طبيعي على كتفيها، وكانت حواجبها المستقيمة مفترقة بشكل مثالي. كانت في الواقع تتمتع بهالة إمرأة محترفة من الأرض، واحدة كانت في منصب رفيع لفترة طويلة من الزمن.
'لا يزال لإحساس الإمبراطور بالجمال تأثير كبير على ملكة الغوامض. ومع ذلك، فهي محدودة بالبيئة المحيطة بها، ولا يمكن أن تزهر بشكل كامل…’ نزع كلاين قبعته وضغطها على صدره. انحنى قليلاً قبل أن يسحب كرسيًا ويجلس.
مع اكتساح عينيها الزرقاوين اللتان تشبهان البحر الأزرق العميق، رن صوت برناديت اللطيف والهادئ:
“لماذا اتصلت بي بشكل عاجل هذه المرة؟”
‘ألستِ مستبصر؟ ألم تتلقي أي تلميح لوحي؟’ رد كلاين دون وعي في ذهنه قبل أن يشعر أنه كان متعجرفًا جدًا.
‘يجب أن تكون هذه هي التأثيرات اللاحقة للتفاعل مع روح الملاك الأحمر الشريرة لفترة طويلة جدًا… بـ*مستواه*، سيؤثر بشكل طبيعي على الأشخاص من *حوله*. إذا *كان* راغبًا، فسيتحول هذا التأثير بالتأكيد إلى شكل من أشكال الفساد…’ قام كلاين بسرعة بإجراء تحليل ذاتي وأصدر حكمًا.
فكر للحظة قبل أن يسأل، “هل حققتي ما أردتي تحقيقه في باكلوند؟”
هزت برناديت رأسها ببطء.
“لا.”
“يمكنك حتى أن تقول انني قد فشلت”.
“اوه؟” استخدم كلاين نبرة للتعبير عن دهشته وحيرته.
نظرت إليه برناديت وقالت بتردد، “هناك اسم غريب لجرعة التسلسل 2 من مسار باحث الغوامض. تسمى ‘الحكيم’. للتقدم إلى هذا المستوى، يتعين على المرء أن يمنع وقوع كارثة تنطوي على مستوى أعلى من القوة”.
‘الحكيم… هذا هو المكان الذي يأتي منه “حكيم” الحكيم المخفي…’ كان كلاين مستنيرًا للحظات. بينما كان على وشك أن يسأل، سمع ملكة الغوامض تواصل، “لقد توقعت مثل هذه الفرصة في باكلوند، لذلك أتيت إلى هنا قبل بضع سنوات لإجراء الاستعدادات. لقد كنت أنتظرها مؤخرًا لفترة طويلة.”
“لسوء الحظ، توقعت أن تحدث في النصف الثاني من هذا العام. العام الماضي، لم أكن في باكلوند في نهاية العام، لذلك لم أتمكن من إيقاف ضباب باكلوند الدخاني العظيم. وفي هذه الحرب، لقد بذلت قصارى جهدي لفعل شيء ما، وحققت شيئًا ما. ولكن لدهشتي، هاجمت فيزاك مباشرةً باكلوند بغارة جوية، واندلعت الكارثة في النهاية.”
‘لهذا السبب قلتِ إنك فشلتِ…’ أومأ كلاين برأسه دون إدراك وقال بحسرة، “لم أتوقع أن يكون من يبدؤون الحرب هم الفيزاكيين أيضًا.”
وبينما كان يتكلم، تنهد داخلبا. كانت صعوبة طقس تقدم ملكة الغوامض مثيرة للجدل. كل ذلك قد توقف على حظ المرء.
كان على المرء أن يعرف أنه قبل أن يصبح نصف إله، كان كلاين قد منع بالفعل الخالق الحقيقي من النزول مرتين. لقد أنقذ تينغن و باكلوند، والتي كانت مآثر يمكن بالتأكيد أن تلبي متطلبات الطقس لتصبح حكيم. لكن في ظل الظروف العادية، لم يكن هناك العديد من الكوارث مثل هذه، ولم تكن أشياء يمكن إيقافها بسهولة.
تمامًا مثل الوضع الحالي، خطط شقيق آمون لمدة ألف إلى ألفي عام. حتى لو حدث خطأ ما مع الملك جورج الثالث، فإن الحرب ستندلع كما قد *توقع*. كان هذا لأنه لم يتم حل السبب الجذري لتفرد مسار الموت.
جعله هذا يشك في أن حياة السيد أزيك في القارة الشمالية كانت دائمًا تحت ترتيب شقيق آمون. إذا لم يكن الأمر كذلك، فكيف هرب *هو*، الذي فقد ذكرياته، من مراقبة الكنائس الكبرى المختلفة دون قناع تغيير الشكل؟
والأهم من ذلك، لم يكن معروفًا لماذا استخدم أزيك اسمه الحقيقي في هذه الحياة!
ولم يكن هذا شيئ إشتبه به أي أحد، ولم يخضع لأية تحقيقات!
(عائلة إيغرز هي العائلة المالكة لبالام أي شخص بلقب كهذا يجب ان تراقبه السلطات خصوصاً ان عائلة إيغرز الحالية تعتبر منشئة الأسقفية المقدسة و المقاومة في القارة الجنوبية)
‘هل هذا كله جزء من خطتك؟ شقيق آمون…’ عند التفكير في هذا، شعر كلاين بصدمة معينة نتيجة لاضطراب ما بعد الصدمة. ارتجف جسده تقريبا.
أخذ نفساً عميقاً ونظر إلى ملكة الغوامض وأضاف: “هذه الحرب تشمل ابن الخالق وملك ملائكة والآلهة الحقيقية. إنها ليست شيئاً يمكنك إيقافه”.
حتى بمعرفة برناديت وخبرتها، كانت لا تزال لديها بعض التغييرات في تعبيرات وجهها عندما سمعت الجملة. لقد كررت بعض الكلمات الرئيسية بصوت منخفض:
“ابن الخالق… ملك ملائكة… الآلهة…”
لم تكن متفاجئة من هذا، كما لو أنها توقعت بالفعل. ومع ذلك، حتى لو كانت مستبصر، فإنها لم تكن قادرة على اقتحام “السيناريو” الذي ألفه شقيق آمون.
بعد تكرارها مرة أخرى، صمتت برناديت لثانيتين إلى ثلاث ثوان قبل أن تتنهد لنفسها، “هذا هو السبب…”
عدل كلاين وضعه وفكره.
“في الواقع، هذه الحرب هي فرصة أيضًا.”
“تاليا، سيكون هناك العديد من الكوارث، بما في ذلك تصادم القوى على مستوى الملائكة. أعتقد أنه يجب على الأقل أن تكوني مسيطرة على تحفة أثرية مختومة من الدرجة 0. يمكنك إيقاف حدوث أمور معينة في اللحظة الحرجة. عليك أن تختاري الوقت المناسب والطريقة”.
أومأت برناديت برفق ووافقت على ما قاله. كما اعترفت ضمنيًا بأنها تمتلك تحفة أثرية مختومة واحدة على الأقل من الدرجة 0.
بالطبع، بصفتها ابنة بطل العصر السابق، كالطفل الذي أحبه الإمبراطور روزيل أكثر من غيره، سيكون من غير المعقول إذا لم يترك والدها واحدة أو اثنتين من التحف الأثرية المختومة من الدرجة 0.
الأهم من ذلك هو أن برناديت كانت تستعد بالفعل للطقوس اللازمة للتقدم إلى الحكيم. هذا يعني أنها قد إمتلكت بالتأكيد خاصية تجاوز التسلسل 2 المقابلة في يديها. إلى حد ما، كانت تعادل تحفة أثرية مختومة من الدرجة 0.
بعد الموافقة الضمنية، تغير صوت ملكة الغوامض برناديت اللطيف ولكن عديم العاطفة قليلاً.
“ومع ذلك، ما زلت لا أحب الحرب، رغم أنها ستمنحني فرصة.”
“كرهته ذات مرة ولم أستطع فهمه. لهذا السبب لم أدعوه بأبي لسنوات عديدة. لأنه فعل الكثير من الأشياء ضد اتجاه العصر وأذى الأبرياء. لم أستطع قبول تحول أبي البطولي إلى طاغية مجنون…”
“والآن، من خلال إجابات الكيان الذي يقف خلفك وتحقيقاتي الخاصة، أفهم موقفه إلى حد ما. أفهم أنه كان يعاني من اليأس والألم والوحدة. أفهمه كشخص يغرق، يكافح فقط على الغريزة.”
“…” عندما سمع كلاين ذلك، تنهد وشعر بمشاعر الاضطراب.
في هذا العالم، الأشخاص الوحيدين الذي فهموا هوانغ تاو- روزيل غوستاف- كانا على للأرجح الشخصان الجالسان هنا.
بالطبع، لم يمنعه هذا الشعور من الشعور بأن حالة ملكة الغوامض برناديت كانت مختلفة قليلاً اليوم. في المرات القليلة الماضية التي التقيا فيها، لم تقل ابنة هذا الملك الكثير من قبل، ولم تفتح قلبها بشكل مباشر. على الأكثر، كانت تعزف لحن موسيقي، معبرة بمهارة عن حزنها.
بعد بعض التفكير، تظاهر كلاين بعدم الانتباه، وسأل، “متى بدأ *يتغير*؟ هل تعتقدين أنه كان هناك أي تحذير مسبق، أو شيء يستحق الانتباه إليه؟”
تحركت عيون ملكة الغوامض برناديت الزرقاء العميقة قليلاً، كما لو أنها غارقة في ذكرياتها.
بعد فترة، قالت ببطء، “منذ وقت ليس ببعيد، قال لي بفخر، ‘ألم ترغبي دائمًا في معرفة ما يحيط بقمرنا والكواكب الأخرى؟ في المستقبل، قد تكون رحلتنا نحو بحر النجوم’.”
‘بحر النجوم… ماذا يوجد على القمر والكواكب الأخرى…’ بينما كان كلاين يتأمل كلمات ملكة الغوامض، تذكر فجأة عبارة رئيسية وشيء ما.
الكلمة الرئيسية كانت:
‘الكون!’
كان الشيئ:
لقد أخبر السيد باب الإمبراطور روزيل ذات مرة أنه بمجرد أن يمتلك القدرة، يمكنه إلقاء نظرة على القمر. سيكون من شأن ذلك أن يحل الكثير من شكوكه.
‘لقد ذهب الإمبراطور أخيرا؟ صفحة اليوميات الهستيرية تلك [1] كُتبت بعد محاولة الاستكشاف هذه؟ لقد غير شخصيته دون أن يدري، وأصبح متطرفًا؟’ تذكر كلاين المحتوى المقابل. تحت نظرة ملكة الغوامض برناديت، ناقش وقال، “على مستواك، يجب أن تعرفي بشكل أو بآخر أنه هناك فساد قادم من الكون.”
أومأت برناديت برأسها ولم تتابع الأمر. كان الأمر كما لو أنها كانت تعلم أن جيرمان سبارو لم يكن متأكدًا أيضًا. كانت تعلم أن متجاوز على مستوى الملاك فقط سيمكنه اكتشاف الفساد ومقاومته.
بعد أكثر من العشر ثوانٍ من الصمت، تم توجيه الموضوع نحو سبب وجود كلاين هنا.
“أحد أسباب هذه الحرب هو أن ملك لوين، جورج الثالث، اكتشف الأضرحة التسعة السرية التي خلفها إمبراطور الدم، وقام بذلك بهدف التحول إلى مسار الإمبراطور الأسود ليصبح بالتسلسل 0. على هذا النحو، ألغى قانون الحبوب… “
لم يهتم كلاين بما إذا كانت ملكة الغوامض تعرف أي شيء عن هذه الأمور. لقد اتبع وتيرته الخاصة وأخبرها بكل شيء تقريبًا دون أن يفوت أي أمور رئيسية. أخيرًا، قال، “لدى الإمبراطور الأسود القدرة على الإحياء، ولكن بمجرد ظهور إمبراطور أسود جديد، فإن الكيان الأصلي سوف يموت تمامًا.”
أشار الكيان الأصلي هنا إلى الإمبراطور روزيل، الذي كان من الممكن أنه قد نجح قبل “اغتياله”.
في بعض الأحيان، كان كلاين يشتبه في أن روزيل قد تعمد إعطاء فرصة للآخرين مما أدى إلى هلاكه على الفور. بهذه الطريقة، عندما يعود للحياة من عالم النجوم ويستعيد تفرده ويستوعب خصائص التسلسل 1 الثلاثة، لن يعود يمتلك خصائص إمبراطور المعرفة، وباحث الغامض، خصائص مسار آخر. يمكنه أن يجعل نفسه طاهرًا؛ وبالتالي خالي من الجنون.
كانت هذه طريقة للعيش من خلال الموت، ولكن كان الشرط الأساسي هو نجاح طقس روزيل. أن يموت أثناء الطقس أو بعده، وليس قبله.
أخذت ملكة الغامضة برناديت كل شيء قبل أن تقول ببطء، “هل تريد إيقاف جورج الثالث؟”
“نعم.” أومأ كلاين برأسه بصراحة.
“لماذا؟” ضغطت برناديت بنبرة غير متحركة.
إلتفت زوايا فم كلاين وهو يبتسم.
“بعض الأسباب السخيفة التي لا تستحق الذكر”.
هبطت نظرة برناديت على وجهه للحظة قبل أن تقول، “هذا يكفي. أنا أيضًا أفعل مثل هذه الأشياء لشيء لديه فرص ضئيلة، أمر يكاد يكون من المستحيل حدوثه.”
“يمكننا التعاون لإيقاف جورج الثالث”.
‘نحن جميعًا أناس “سخفاء”…’ تنهد كلاين وقال، “سأعطيك طريقة لاستدعاء رسولتي.”
“حسنا.” مدت برناديت يدها اليمنى ونقرت برفق على الطاولة.
قفز قلم الحبر الذي تم وضعه بشكل طباشر أمامها فجأة، كما لو كان ممسوكًا من قبل قزم غير مرئي قبل الكتابة بسلاسة على الورق.
قالت برناديت بهدوء: “هذه هي الطريقة اللازمة لاستدعاء رسولي”.
~~~~~~~~
[1] ملاحظة المؤلف: من الفصل 715