"ستارة"
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
“إله، الإله هنا ليخلصنا…”
صدت الكلمات التي تم نطقها بصوت مليء بالبكاء عند مدخل مدينة القمر، مما تسبب في سقوط السكان الذين كانوا ينتظرون في صمت.
…
على أطراف الضباب الأبيض الرمادي، اشتعلت نار بهدوء.
بعد تناول دفعة أخرى من الفطر، قام كلاين بتبديد السيخ الأسود الحديدي في يده ونظر إلى الحفرة التي وصفها نيم، رئيس كهنة مدينة القمر.
ثم مد يده اليمنى وسحب برفق، لقد سحب “نفسه” منذ خمسة عشر دقيقة.
بعد تبادل النظرات، اختفى شكل كلاين الحقيقي بسرعة ودخل في ضباب التاريخ. ركض طوال الطريق إلى فترة ما قبل الحقبة الأولة، وجلس في المدن القديمة المكدسة.
وقف إسقاطه التاريخي وفرقع أصابعه مرارًا وتكرارًا، ومض من خلال ألسنة اللهب وهو يتجه إلى وجهته.
عندما كانت الحفرة التي كانت في يوم من الأيام تلًا تقريبًا أمامه، توقف. مد يده اليمنى بحذر وسحب كوناس كيلغور من الفراغ.
اهتزت عضلات وجه إيرل الساقطين العضلي بينما تحول بسرعة إلى جيرمان سبارو آخر.
لقد أخرج فانوسًا من ضباب التاريخ بيدٍ واحدة وفرك صدغيه باليد الأخرى وهو يتمتم بهدوء: “لماذا يجب على دمية متحركة تغيير مظهرها؟”
“لا يوجد أحد هنا…”
“لا يمكنني تطوير وسواس قهري…”
بعد ثوانٍ قليلة، حمل إسقاط الدمية المتحركة مصباحًا ينبعث منه ضوء أصفر خافت أثناء سيره نحو الشق غير البعيد.
بينما أومض الضوء، رأى كلاين موقعه المستهدف وأدرك أنه لم يكن عميقًا جدًا. الفرق بين القاع والأرض لم يكن أكثر من مترين. بالطبع، بالمقارنة مع التل الأصلي، كان هذا التغيير ضخمًا بالفعل.
داخل “الحفرة” كانت التربة ملساء، وفيها صخور قليلة. كان هناك العديد من النباتات الملتوية والمتحولة حولها والتي يصعب تمييز نوعها. لم يبدو المكان مختلفًا عن الأماكن الأخرى.
بعد المراقبة لفترة من الوقت، دخل كلاين، الذي قام بتنشيط رؤية خيوط الروح وخيوط جسد الروح خلسة، إلى الحفرة ببطء، وخطط لمتابعة مساره المخطط مسبقًا وإعادة تقييم كل شيء يستحق الاهتمام به.
وبينما كان يمشي، عبس قليلاً وأطلق صوت تعجب.
لقد أدرك أن أفكاره قد أبطئت، لكن ذلك لم يؤثر على تفكيره!
كان الأمر كما لو أنه نام كثيرًا واستيقظ لتوه- ولديه رأس ثقيل مع أفكار غير نشطة بشكل كافٍ.
كان هذا موقفًا قد يواجهه الشخص أحيانًا. متجاوزي المسارات الأخرى قد لا يكونون قادرين على اكتشافه، ولكن كنصف إله لمسار المتنبئ، كان بإمكان كلاين بوضوح أن يشعر بشيء خاطئ.
‘إذا كان أعمق قليلا، فسيكون قريبًا من التأثير عندما يتحكم متحكم في الدمى في خيوط جسد الروح… تأثير مخلف من قبل الذئب الشيطاني المظلم كوتار؟ هذا غير صحيح. إذا لم قد *قصد* تركه *وراءه*، فهذا يعني *أنه* قد *أظهر* شكل المخلوق الأسطوري الكامل *خاصته* في ذلك الوقت. كان من الممكن أن يؤدي ذلك إلى انهيار فريق تحقيق مدينة القمر وفقدانهم السيطرة… إذا *كان* قد تركه عن قصد، فما هو الغرض؟ إخبار الآخرين بأنه قد *كان* هنا؟’ لف كلاين المنطقة في حيرة، لكنه لم يكتشف أي شذوذ.
بعد بعض التفكير، ترك جسده الرئيسي الذي كان مختبئًا في الفراغ التاريخي في وقت قبل الحقبة الأولى يأخذ أربع خطوات عكس اتجاه عقارب الساعة بينما كان يتلو التعويذة وتجاوز الضباب الرمادي.
أراد أن يقوم بعرافة!
مع الوقت والمكان المحددين، ووصف نيم، والمسح الواقعي للمنطقة، بالإضافة إلى إضاءة بعض الأجزاء التاريخية، كان يعتقد أن الشرط الأساسي للقيام لـ”عرافة” قد تم الوفاء به بشكل أساسي.
هذا لم يعني أنه كان كافيًا، لكنه بالكاد إستطاع المحاولة. بالإضافة إلى ذلك، إذا كان للتلة التي تحولت إلى فوهة علاقة بقلعة سِفِيرة وبه، فإن فرص عرافة ناجحة ستزداد بشكل كبير. سيكون الوحي واضحًا جدًا ولن يتم التدخل فيه.
دون مزيد من التفكير، جلس على كرسي الأحمق عالي الظهر. استحضار قلم حبر أحمر غامق ومخطوطة صفراء وكتب:
“28 يونيو 1349 من الحقبة الخامسة. الشذوذ الذي حدث هنا.”
وضع قلم الحبر وأمسك بيده اليسرى. أخرج حفنة من تربة الحفرة من ضباب التاريخ لاستخدامها كوسيط للعرافة.
بيد واحدة ممسكة بالتربة والأخرى ممسكة بالورقة، انحنى إلى الخلف في كرسيه وتلا عبارة العرافة سبع مرات. ثم، بمساعدة التأمل، نام.
في عالم الأحلام الضبابي، رأى كلاين الضباب المتصلب باللون الرمادي والأبيض. رأى التل الذي بلغ ارتفاعه عشرات الأمتار، والنباتات الملتوية حوله.
بعد بضع ثوانٍ، بدأ الضباب في التموج و “تقيأ” ظل أسود بسرعة.
كان الظل الأسود مثل ستارة مخملية ضخمة، تمتص بجنون كل الضوء من حولها.
زادت شفافيتها بينما غطت التل بالكامل.
بعد ذلك، اختفى التل دون أن يترك أثرا، ولم يترك وراءه سوى حفرة.
كما تم تغطية النباتات الغريبة الموجودة على حافة الحفرة بشكل مفاجئ أيضا وإمتدت منها خيوط جسد روح سوداء وهمية نحو أجزاء مختلفة من “الستارة” السوداء.
أصبحت “الستارة” أكثر شفافية ووهمية حتى وصلت إلى نقطة لم يستطع المرء رؤيتها بالعين المجردة. لولا حقيقة أنه قد كان لديه رؤية خيوط جسد الروح لمراقبة حقيقة المشهد، لما كان كلاين قادراً على اكتشاف أن “الستارة” قد غطت سطح الحفرة.
ومض المشهد، والتوى مشهد الأحلام ليكشف عن مشهد جديد.
اقترب فريق دورية مدينة القمر المكون من 5 أفراد واكتشفوا أن حفرة قد حلت محل التل الذي اختفى.
توقفوا في مساراتهم وغادروا المنطقة دون تردد. لم يحققوا بتهور.
بعد فترة زمنية غير معروفة، ظهرت شخصية عملاقة فجأة في اتجاه آخر.
لقد كان ذئبًا شيطانيًا مغطى بفراء داكن وله ثمانية أرجل. كان طوله حوالي الأربع إلى خمس أمتار.
كان للذئب الشيطاني خصلات من الفرو القصير الأبيض المائل للرمادي على جبهته. غطت حدقتاه السوداء النقية ما لا يقل عن ثلاثة أرباع مساحة عينيه. لم يكن سوى ذئب الظلام الشيطاني، كوتار.
رفع الذئب الشيطاني المظلم *رأسه* وفتح *فمه* وكأنه يصرخ، لكن لم يحدث شيء.
في الثانية التالية، ظهرت شخصية *أمامه*. لقد كان *هو* آخر.
قام الإسقاط التاريخي للذئب الشيطاني المظلم بخطوة بسيطة بـ*أرجله* الثمانية و*وصل* على الفور بجانب فوهة البركان.
بعد أن *قام* بمسح المنطقة، أخفض *رأسه* بعناية والتقط “الستارة” الشفافة تمامًا التي جعلت التل بأكمله يختفي.
عادت “الستار” فجأة للحياة حيث تقلصت ولفت بسرعة. لقد إلتفت حول الذئب الشيطاني المظلم كما لو كانت تضيف نصف قطعة ملابس سوداء شفافة *إليه*.
ارتجف الذئب الشيطاني المظلم قليلاً، كما لو *أنه* أصبح دمية ‘قماشية’ في ثانيتين إلى ثلاث ثوان.
ومع ذلك، كان هذا مجرد إسقاط فراغ تاريخي. لم يحدث القسم التالي حيث توقف الجسم الرئيسي عن الحفاظ على الإسقاط.
فقدت “الستارة” دعمها حيث انهارت على الفور وامتدت على الأرض.
الذئب الشيطاني المظلم كوتار لم يستسلم. *قام* أحيانًا بتحويل الوحوش من *حوله* إلى دمى متحركة أو استدعى إسقاطات تاريخية، سامحا لهم بالمضي قدمًا مرارًا وتكرارًا، مختبرين جميع أنواع الإخفاقات. ومع ذلك، في النهاية، تمكنت أحدث مجموعة من *دماه* المتحركة من التقاط “الستار” والتحكم فيه.
كانت العملية برمتها صامتة، كما لو كان عرض تمثيل صامت.
بعد ذلك، جعل الذئب الشيطاني الضخم الدمى تجلب “الستارة” *إليه*.
في تلك اللحظة، غلى الضباب الأبيض المائل للرمادي *حوله* مرة أخرى، مشكلاً دوامة مماثلة للتل.
بعثت الدوامة قوة شفط غير مرئية، مما تسبب في إلقاء “الستارة” الغريبة والذئب الشيطاني المظلم كوتار نحوها في نفس الوقت!
تسبب مثل هذا المشهد في ظهور تموج كبير في مشهد الأحلام. ظهرت نقاط ضوئية لا حصر لها، مما جعل من الصعب عليه رؤية التفاصيل المحددة.
عندما عاد كل شيء إلى طبيعته، قام الذئب الشيطاني المظلم كوتار بلف “الستارة” الشفافة *حوله* وطار بسرعة بعيدًا عن الضباب المتصلب.
وفي تلك اللحظة، وصل فريق تحقيق مدينة القمر ورأى الإله القديم يغادر.
نظر إليهم كوتار، *لكنه* لم يتوقف، واختفى في الظلام.
عند هذه النقطة تحطم المشهد وانتهى الحلم. استيقظ كلاين.
لقد جلس منتصبًا ونقر بأصابعه على حافة الطاولة الطويلة المرقطة وهو يغمغم بصمت، ‘لم يعني ذلك أنه لم يكن هناك أي شذوذ قبل وصولي. الأرجح هو أن الحراس من مدينة القمر لم يكتشفوه. فبعد كل شيء، يمتد الضباب إلى الخارج إلى حد غير معروف…’
‘ما تلك “الستارة” التي بَصَقَ بها الضباب الأبيض المائل للرمادي؟ يمكن أن تغطي تلة عندما تكون كبيرة، وتحولها إلى فوهة، كما لو كانت سحر. عندما تكون صغيرة، يمكن أن يستخدمها الذئب الشيطاني “كملابس”، *تحوله* إلى دمية… إنها تشبه إلى حدٍ ما عرض عالي التسلسل لمسار المتنبئ…’
‘هل بصقت لأنني دخلت العالم فوق الضباب الرمادي وأكملت الربط بقلعة سِفِيرة؟’
‘يبدو أنها قادرة على تحويل النباتات المحيطة إلى دمى… هذا يعطيني شعورًا مألوفًا…’
‘نعم، كان هناك خطأ ما في الطعام الذي تم وضعه في غرف المدينة الضبابية في ذلك الوقت. كانت خيوط جسد روح تنمو منها، وتصل إلى قلب الكاتدرائية. بمجرد أن يتم تناولها، سوف يتبخر المرء على الفور ويختفي. نعم، سينتهي بهم الأمر معلقين في الكاتدرائية ويصبحون دمى…’
‘بعبارة أخرى، بمجرد أن يصل المرء إلى مستوى محدِث المعجزة أو خادم الغوامض، يمكن للمرء أن يجعل النباتات أو الأشياء ذات الروحانية تنمو خيوط جسد روح، وذلك لتحويلها إلى دمى متحركة؟’
‘… هل تلك “الستارة” هي خاصية تجاوز لمحدث معجزات أو خادم غوامض؟’
‘انطلاقا من أداء الذئب الشيطاني المظلم، قد تكون الأخيرة…’
‘هذا هو سبب فقدان خاصية خادم الغموض لفترة طويلة من الزمن. لم يكن هناك سوى أدلة، ولكن لم يستطع أحد العثور عليها؟’
‘قبل أن يكون لقلعة سِفِيرة “مالك”، يجذب الضباب الأبيض المائل للرمادي دون وعي خصائص تجاوز التسلسلات العليا للمسارات الثلاثة عبر الفضاء ويجمعها؟ ماذا يحاول أن يفعل؟’
‘قوة الشفط تلك قوية جدًا حقًا. لقد أخافت حتى الذئب الشيطاني المظلم كوتار. لم *يتوقف*، ولم يكن *لديه* سوى أفكار الهروب…’
‘بماذا كان *يشك*؟ ما الذي كان يخافه؟’
بعد بعض التحليل، كانت هناك نظرة من الإثارة على وجهه.
إذا نجح في إصطياد ملاك مثل الذئب الشيطاني المظلم، فسيكون حصادًا لا مثيل له!
بالطبع، كان التعامل مع الذئب الشيطاني المظلم، الذي أصبح لديه الآن “الستارة”، أكثر صعوبة من ذي قبل. هذا الأمر قلل إلى حد كبير من ثقته في النجاح.
بينما كانت أفكاره تتسابق، تذكر فجأة شيئًا:
‘من خلال توقيت تسلسل الأحداث، من الواضح أنه قد كان للذئب الشيطاني المظلم “الستارة” بحلول الوقت الذي وصل فيه إلى أطلال المدينة الشمالية، نويس…’
‘لقد *حول* المدينة بأكملها إلى دمى متحركة وأنشأ مدينة للدمى المتحركة. لم يكن الأمر للاستقرار، ولا لتجميع المساعدين. هل كان للتحضير لطقس خادم الغوامض؟'