إرث.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

عند سماع كلمات كاتليا، نظرت إليها ملكة الغوامض برناديت بصمت لبضع ثوانٍ قبل أن تقول، “هذا اختيارك، وكذلك حريتك”.

حدقت كاتليا مباشرة في الملكة قبل أن تجمع شفتيها وتقول، “أنا أعلم. لابد أنك دمرتي كل الدلائل التي ستسمح لي بتتبع مساراتك…”

“بالنسبة لك، هذا إنهاء للماضي- كله – بغض النظر عما إذا كنتِ ستعودين”.

كان الشعر الكستنائي ساقط بشكل عرضي على أكتاف برناديت بينما حافظت على صمتها كما لو كانت تستخدم هذه الطريقة لتأكيد تخمين أدميرالة النجوم.

عندما رأت كاتليا ذلك، ابتسمت بمرارة وقالت: “لن أتحدث عن كيف سأفعل كل ما بوسعي للعثور عليك إذا كنت ستبقين تائهة لمدة نصف عام أو عام. أريدك فقط أن تتذكري تلاوة اسم السيد الأحمق الشرفي عندما يكون الخطر بأعظم حدوده”.

قالت ذلك اللقب بصراحة.

أومأت ملكة الغوامض برناديت برأسها ببطء وقالت، “سأضع ذلك في الاعتبار”.

كشفت كاتليا على الفور عن ابتسامة بينما قالت بعيون ضبابية، “ما الأشياء والأمور التي يجب تسليمها إلي؟”

بقلب يدها، أخرجت برناديت غرض من مكان ما.

كان الغرض ذهبي اللون بالكامل، مثل غلاية مصغرة. كان سطحه مغطى برموز غامضة ومعقدة، وامتد جزء من فتيل المصباح من الفم.

“اسمه هو ‘مصباح التمنيات السحري. رقمه التسلسلي هو 0.05. ربما نشأ من الحقبة الأولى، ولا يمكن لإله حقيقي حتى تحطيمه. في العادة، لن يسبب أي ضرر، ولن يكون له أي فائدة. ومع ذلك، سيغريك باستمرار لفركه من خلال الأحلام والأوهام لاستدعاء الجني”. قدمت ملكة الغوامض برناديت ببساطة أصول وتأثيرات الغرض. “يدعي الجني أنه أبدي ويمكنه أن يمنحك أي عشر رغبات، ولكن في كثير من الأحيان، يتم تحقيقها بطريقة مشوهة للغاية أو مع عواقب مرعبة. أخبرني والدي أنه يمكن للحامل تجنب الضرر الناجم عن الأمرين الأولين من خلال الصياغة والاستعدادات ولكن الرغبة الثالثة ممنوعة قطعا”.

في هذه النقطة، شددت برناديت على، “ممنوعة قطعا!”

“يبدو أنه من السهل الالتفاف حوله…” فكرت كاتليا للحظة قبل أن تقول، “ألا يمكنك أن تتمني أمنيتين قبل إعطائي إياه. سأقوم بأمنيتين أخريين، ثم أعطيها لفرانك وهيث والأخرين. سيسمح هذا بفعل أشياء كثيرة”.

كانت تستخدم فرانك كمثال فقط. لم تكن تنوي السماح له بالاتصال بشيء خطير لهذه الدرجة.

(حاولت اتخيل ماذا سيتمنى فرانك لكن ادركت ان عقلي الضعيف اضعف من توقع ما سيقوله ملك الفطر العظيم)

ممسكةً بمصباح التمنيات السحرية، هزت برناديت رأسها بشكل غير واضح وقالت: “المالك مختلف عن الحامل. قبل أن أموت، حتى لو حصلتي على مصباح التمنيات السحري، ستكونيني حاملًا فقط. أول ما تتمنينه سيحتسب أيضًا كأمنيتي الثالثة وأمنيتك الأولى.”

“أيضًا، على الرغم من أنه يمكننا صياغة كلماتنا والاستعداد لتجنب الضرر الناجم عن تحقيق الأمنيات، فإن هذا لا يعني أن الجني ليس ذكيًا. على العكس، *إنه* ذكي جدًا، وماكر جدًا، ولديه شعور قوي بالاستقلالية”.

إعترفت كاتليا بإيجاز.

“إذن، هل هناك رغبة لا *يستطيع* تحقيقها؟”

“لا شيء في الوقت الحالي، ولكن إذا كان ينطوي على مستوى الإله الحقيقي، فإن تشويه الرغبة سيتجاوز خيالك. وبعبارة بسيطة، إذا كنت ترغبين في أن تصبحي إله حقيقي بالتسلسل 0، فإن جسدك وروحك سوف يندمجان في واحد مع إله شرير مجهول. تذكري أن مطلب الجني هو أن تكون الرغبة بسيطة ومختصرة، وإلا فـ*إنه* سيرفضها ويعامل الأمر كما لو أنك قد قمتِ بأمنية بالفعل”، أوضحت برناديت.

مع ذلك، جعلت خادم غير مرئي يطير باتجاه كاتليا مع التحفة الأثرية المختومة المرعبة 0.05.

بعد أن مدت كاتليا يدها للإمساك بمصباح التمنيات السحري، تابعت برناديت “إذا حلمتي بالجني وسحرتي من *قبله* لتحقيق أمنية، فذلك سيعني أنه لم يعد بإمكاني العودة. بعد ذلك، ستكونين مالكته. آمل أن تكون أمنيتك الأولى هي استرداد جميع العناصر التي تم حملها على شخص برناديت غوستاف قبل أن تتوجه إلى البحر، بما في ذلك خاصية التجاوز الخاصة بها. نعم، من الأفضل إضافة التاريخ المحدد عند التمني”.

نظرت كاتليا إلى المصباح الذهبي وأطلقت فجأة، “هل يمكنني أن أتمنى أن أعيدك إلى الحياة؟”

بعد بضع ثوانٍ من الصمت، قالت برناديت: “الأنا العائدة للحياة قد تكون وحش فقط.”

“إذا كنت ترغبين حقًا في القيام بذلك، يمكنك أن تسألي السيد الأحمق عن *رأيه*”.

أومأت كاتليا برأسها قليلا.

“حسنا.”

“هذا هو الغرض الذي أعطيك إياه والأمور التي أحتاج إلى تسويتها. سأترك الباقي لفجر العنصر. سيكون لديهم قائد جديد ولن ينهاروا بسبب اختفاء شخص ما.” لم تطِل برناديت في الأمور، مشيرة إلى أن هذا هو السبب الرئيسي لاستدعاء كاتليا إلى مدينة الزمرد.

كان مستوى المصباح الإلهي مرتفعًا للغاية، مما جعل من المستحيل تمريره عبر رسول.

دون انتظار رد كاتليا، خفت تعبيرات ملكة الغوامض فجأة.

“ألم ترغبي دائمًا في مشاركة ما حدث طوال هذه السنوات معي؟”

فوجئت كاتليا بينما أومأت برأسها.

“صحيح.”

ثم سارت إلى جانب الملكة، سحبت كرسيًا، وجلست في مواجهة البحر الأزرق خلف الدرابزين الزمردى.

جلست برناديت بجانبها واستمعت إلى حديثها عن كل اللقاءات بعد أن غادرت الفجر.

تم ذكر هذه الأمور في رسائل كاتليا، ولكن بسبب الطول المحدود، لم تقدم أي وصف تفصيلي. كان هناك البعض الذي كانت تشاركه لأول مرة.

في وقت ما، سقطت كاتليا في النوم وحلمت بوقت منذ سنوات عديدة.

في ذلك الوقت، كانت مجرد فتاة تركت الفجر بعناد دون النظر إلى الوراء.

استيقظت فجأة وأدركت أنه لم يوجد أحد بجانبها. أدركت أن الظلام قد حل بالفعل في وقت ما، وكان الفجر يقترب.

مدت كاتليا يدها فجأة وألقت كرة غزل وهمية.

تدحرجت كرة الغزل في الفراغ، تاركةً وراءها خيطًا بألوان زاهية.

تابعةً هذا الخيط، تجولت كاتليا في العالم الروحي كما لو أنها أتقنت “الإنتقال” ووصلت إلى أطراف جزيرة لا تشا.

وقفت على حافة الجرف وألقت بصرها في المسافة. رأت أنه في البحر الأزرق الغامق، كان هناك مركب شراعي رائع وضخم، كان ملون بتوهج برتقالي، يتجه نحو الأفق.

جلست كاتليا ببطء وانحنت إلى الأمام قليلاً. عانقت ركبتيها ونظرت في ذلك الاتجاه لفترة طويلة.

أشرقت الشمس تدريجياً وأشرقت عليها.

في باكلوند، في مطبخ حساء.

لم تعد ستيلين سامر، مرتدية الحجاب، تخفض رأسها مثل الأشهر القليلة الماضية، خشية أن يتعرف عليها الآخرون. كان القلق الوحيد الذي كان يشغل بالها وهي تنظر إلى الأمام بفارغ صبر هو ما إذا كان الطعام المجاني سيستمر حتى يحين دورها.

كانت تسمع بشكل غامض أصوات طلقات نارية من بعيد. لم تكن تعرف ما إذا كانت جيوش فيزاك أو إنتيس أو فينابوتر قد انتهكت خط الدفاع الأخير، أو ما إذا كانت الشرطة تتعامل مع سارق.

‘أرجوكم أنهوها… أرجوكم أنهوا هذه الحرب بسرعة…’ صلت ستيلين، التي ذهبت إلى ثلاثة مطابخ حساء، بصمت.

في هذه اللحظة، رفع أحد الموظفين صوته وقال من على بعد أمتار قليلة، “تم توزيع كل الطعام هنا!”

تحول وجه ستلين إلى اللون الرمادي. نظرت إلى السماء المظلمة وجرّت قدميها في حالة من اليأس والخدر قبل أن تعود إلى المنزل الواقع في 17 شارع مينسك.

في اللحظة التي فتحت فيها الباب، اندفع طفلاها بسرعة ورفعوا وجوههم البريئة.

“أمي، هل حصلت على أي خبز؟”

“أمي، أنا جائع…”

كانا توأمان، ولد وفتاة. كلاهما كانا لطيفين للغاية.

حبست ستلين دموعها وأجبرت ابتسمت.

“نعم.”

ثم دخلت المنزل، أخذت بعض قطع الخبز التي كانت قد خبأتها، وقسمتها على الطفلين.

بينما كانت تراقب الطفلين يأكلان الخبز دون أي اعتبار للآداب، تغير تعبير ستيلين. كانت تدور بين الحزن والألم.

بعد فترة وجيزة، عاد زوجها، لوك سامر، إلى المنزل، لكن لم يكن لديه أيضًا أي طعام في يديه.

منذ أن استولى الجيش على شركة كويم خلال الحرب، فقد هذا المدير السابق وظيفته. ولم يكن بإمكانه سوى الاعتماد على مدخراتهم السابقة وإعالة أسرته من خلال المساعدات الحكومية.

“لم أتمكن من…” عندما رؤية نظرة زوجته المليئة بالأمل، أخفض هذا الرجل قوي البنية ذو اللحية الفوضوية رأسه خجلًا.

أخذت ستيلين، التي كانت لا تزال جميلة إلى حد ما في الثلاثينيات من عمرها، نفسًا عميقًا وقالت، “أنا أيضًا… سأخرج وأقف في طابور مرة أخرى. لا يزال هناك أماكن لم تنتهي بعد من توزيع الطعام!”

خرجت مسرعة من الباب دون انتظار رد زوجها.

استدار لوك على الفور وقال في ظهرها، “سأجد أخرى أيضًا!”

لم تتوقف ستيلين. سارت عبر شارعين ووصلت أمام منزل به حديقة.

لم يمض وقت طويل حتى رأت صاحب المكان، رجل أعمال في الخمسينيات من عمره.

“أريد شراء بعض الطعام”. أخرجت ستيلين كومة من الأوراق النقدية المكسورة.

ابتسم الشيخ الأشيب وقال: “ولماذا أبيعه لك؟”

“أتذكر أنك رفضتيني آخر مرة.”

شحب وجه ستيلين. دون أن تقول كلمة، أخفضت رأسها وفكت حزامها بيدها الأخرى.

وبسرعة، سقط الحزام الجلدي الذي كان في الأصل رائعًا للغاية ولكن قد كان به الآن عدد غير قليل من البقع على الأرض.

(لا يمكنكم تخيل كم أنا سعيد بما يحدث لها ، حتى تتعلم ما يعنيه التشبه بشيء لا تقدر عليه ، كل تلك النقود التي صرفتها في حفلات و خادمات و طعام و نبيذ غالي لو تم تجميعها بطريقة أفضل لكانت في حال أفضل الآن)

تجول لوك سامر بلا هدف في الشوارع، غير متأكد من المكان الذي يمكن أن يجد فيه الطعام.

ناظرا إلى العدد القليل من المشاة المارة، والحقائب التي كانوا يحاولون بذل قصارى جهدهم لحمايتها، تحولت عيون الرجل النبيل إلى اللون الأحمر تدريجياً.

دون أن يدري، تبع شخصًا ما وتحول إلى شارع.

في أقل من ساعة، سيبدأ حظر التجول. كانت هذه فرصة نادرة له.

توقف هذا الشخص خارج منزل وسار نحو الباب بضعف.

في هذه اللحظة أغمي على الشخص فجأة وسقط أرضًا.

تراجع لوك لا شعوريًا بضع خطوات للوراء قبل الاقتراب سريعًا لاختبار تنفس الماشي.

سقطت نظرته دون وعي على الحقيبة الورقية في حضن الرجل، وكان يشم رائحة الخبز.

ابتلع لوك ومد يده للحصول على الحقيبة.

وبينما كان يحرك يده، نظر للخلف في خوف إلى المنزل الذي كان هذا الماشي يحاول دخوله. رأى رسم طفل مُلصق على النافذة الطويلة.

تصلبت أفعال لوك. بعد ثوانٍ، وقف، مشى إلى باب المنزل، ودق جرس الباب.

فتحت سيدة المنزل والطفل الباب بسرعة ورأى والده الضعيف وكيس الخبز.

وصل حظر التجول بسرعة كبيرة، وعاد لوك إلى شارع مينسك حزينًا.

بمجرد أن فتح الباب، رأى زوجته تبتسم له.

“لقد حصلت على الطعام!”

‘هذا رائع…’ تنهد لوك بإرتياح وعانقها بإحكام.

سارت أودري في الشوارع والأزقة دون أن يراها أحد.

لم تقل شيئًا وعادت إلى قسم الإمبراطورة، عادت إلى القصر الفاخر حيث اشتمت رائحة فطائر كبد الإوز المقلية وغيرها من الأطباق الشهية.

بعد التحديق في صمت لفترة، رأت الخادم يأتون ويذهبون. أخيرًا، توجهت إلى غرفتها في الطابق العلوي.

في منتصف الليل، لقد إرتدت عباءة ودخلت غرفة نوم والديها قبل أن تصل إلى سريرهما.

بعد التحديق بهما لفترة طويلة، ركعت أودري على ركبة واحدة وضغطت جبهتها على يد والدها.

تقطرت حبات ماء على السجادة.

بعد ذلك، رفعت السيدة النبيلة الشقراء ذات العيون الخضراء رأسها ببطء وقالت لوالديها النائمين، وهي تختنق، “أبي، أمي، شكرًا لكما لتعليمي ما هي الشفقة، اللطف والحسن.”

بمجرد انتهائها من الكلام، أغمضت عينيها ووقفت فجأة. استدارت، وسارت نحو الباب، ولم تعد ترتدي أدنى المشاعر على وجهها.

~~~~~~~~

2025/10/12 · 14 مشاهدة · 1668 كلمة
نادي الروايات - 2025