يظهر قوته.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
بوووم! بوووم!
في ملجأ تحت الأرض في باكلوند، استمعت أودري، التي كانت ترتدي ملابس صيد، إلى الانفجارات البعيدة.
عندما استدارت، لقد صادف أن ترى ميليسا تنظر إليها في حيرة.
سألت الفتاة الصغيرة، التي وصلت لتوها إلى سن الرشد، بنبرة حالمة: “الآنسة أودري، هل ستنتهي الحرب إذا هُزِمنا تمامًا؟ ألن نضطر بعد الآن إلى القلق بشأن القصف والغارات وعدم كفاية الطعام؟”
نظرت إليها أودري بعمق وقالت، “ولكن إذا حدث ذلك، فسيتعين عليك تغيير إيمانك.”
ترددت ميليسا، ولم تعرف كيف ترد. في هذه اللحظة، قال أحد عامة الناس المنكمش على الحائط “أنا أؤمن بإله البخار والآلات! حتى لو فازت فيزاك وانتيس، لست بحاجة لتغيير إيماني!”
عندما يحدث ذلك، ستعود الحياة إلى حالتها الأصلية الدافئة والهادئة!
أثارت هذه الكلمات عامة الناس الذين كانوا يختبئون في الملجأ. لقد همسوا لبعضهم البعض وناقشوا التطورات المحتملة. لم يكن هناك نقص في المؤمنين بالليل الدائم.
بالنسبة لمعظم الناس، لم يكن الإيمان بتلك الأهمية مقارنةً بالحياة. فبعد كل شيء، سيظل إله حقيقي يحميهم في النهاية.
ضباط الشرطة الذين حافظوا على نظام الملجأ لم يمنعوا انتشار الضجة. كانوا يراقبون ببرود، حتى أنه قد كان للبعض تلميح من الترقب.
‘ومع ذلك، فإن المهزوم سيعاني بالتأكيد من شيء أكثر قسوة مما تتخيلونه. إنه ليس شيئًا يمكن تلخيصه بتغيير العقيدة فقط…’ واء كان ذلك درسًا من التاريخ أو استنتاجها المستخلص للنفس البشرية، كل ذلك جعل أودري أكثر تشاؤمًا من كل الحاضرين.
نظرت حولها ولم تستطع إلا أن تتنهد داخليا.
'لقد اهتزت مرساة الإلهة إلى حد كبير بالفعل… لولا دعم الحبوب من قبل، فلربما كان قد انهار تمامًا…'
بالنسبة لما يعنيه هذا الموقف، كانت أودري تعرفه جيدًا في قلبها. لقد أغمضت عينيها، أمالت رأسها قليلاً، وتمتمت لنفسها بصمت، “معركة الآلهة على وشك أن تبدأ…”
كانت النتيجة النهائية على وشك الظهور.
بعد أن أومأت برأسها لميليسا، استدارت أودري وغادرت المنطقة، ووصلت إلى مدخل الملجأ.
المسترد الذهبي، سوزي، كانت جالسة هناك، تبدو كحارس مؤهل.
“أنت… لا يبدو وكأنك تخططين للعودة؟” ارتجف أنف سوزي بينما سألت بصوت مكبوت.
كانت أودري قد اختبأت في هذا الملجأ منذ بداية الحصار الذي بدأ اليوم. لذلك، لم يكن لديها الوقت للعودة إلى مسكنها في قسم الإمبراطورة. مع انخفاض حدة المعركة قليلاً، أرسل الإيرل هال بالفعل شخصين لحثها على العودة، حتى تتمكن من التوجه إلى ملاذ للنبلاء.
هزت أودري رأسها وقالت بابتسامة خافتة، “علي أن أفعل ما يجب القيام به.”
دون انتظار رد سوزي، ابتسمت وقالت، “ابقي هنا نيابةً عني واسترضيهم سراً. لا تدعي أي اضطرابات تحدث هنا. إذا كانوا يريدون تربيتك، فدعيهم يفعلون ذلك.”
ترددت سوزي لثانيتين قبل أن تقول “حسنًا”.
لم تقل أودري أي شيء آخر. لقد غادرت الملجأ، متجاهلة تمامًا من قبل حشد الجنود الذين كانوا يحرسون الملجأ.
كانت السماء في الخارج مظلمة، وكان هناك العديد من المباني التي انهارت. محترقين بالنيران التي كانت على وشك الانطفاء. كانت الشوارع خالية من دون عربات ولا مارة.
كان هذا مختلفًا تمامًا عما تذكرته أودري عن باكلوند.
كانت باكلوند في الأصل زرقاء، صفراء وبنية مصفرة. كانت حية، نشيطة ومليئة بالحيوية. لكن الآن، كانت رمادية، سوداء، وقرمزية. كانت في حالة من الفوضى والدمار والصمت إلى حد ما.
ناظرة يسارا ويمينا، حددت أودري مكانها بينما كانت في رداء الصيد خاصتها، وسارت باتجاه حدود المدينة.
ما أرادت فعله كان بسيط:
الانضم إلى الحرب وبذل قصارى جهدها لمساعدة لوين على عدم الانهيار قبل نهاية معركة الآلهة.
إذا كان الفائز في معركة الآلهة هو الجانب الآخر، فستستخدم طرقًا مختلفة، مثل “التلميح” و “التنويم” و “الوباء العقلي” وغيرها من الوسائل، لمنع الجنود والضباط وغيرهم من التنفيس عن مشاعرهم. وكذلك تقليل الضرر الذي ستسببه الحرب.
وسط ألسنة اللهب المتلألئة، مرت أودري بسرعة من خلالهم وركضت إلى المسافة.
…
أرخبيل رورستد، مدينة الكرم، بايام. في غرفة في الجزء العلوي من كاتدرائية الأمواج.
مرتديًا عباءة سوداء، التقى دانيتز بالكاردينال الأسطوري لكنيسة العواصف، الشماس رفيع المستوى للمكلفين بالعقاب، ملك البحر جان كوتمان.
ناظرا إلى العضلات التي ملأت رداء الكاهن، ابتلع دانيتز الكلمات التي كان على وشك أن يقولها، فكر للحظة قبل أن يقول، “لقد جئت بنوايا حسنة”.
لسبب ما، شعر أن جلده كان مخدر، كما لو كان البرق غير المرئي يرقص عليه.
“نوايا حسنة؟” غمغم جان كوتمان طويل القامة، ذو العضلات واضحة المعالم.
‘هيه، لقد فكرت بالفعل في حقيقة أن الزملاء من مسار البحار سريعي الإنفعال، مما يجعلهم غير قادرين على معرفة الفرق بين النكتة والسخرية. بمجرد إشتعال غضبهم، لا يفكرون حتى في الوضع العام. وإلا، لن أحتاج حتى للتحدث هكذا…هراء لعين!’ تمتم دانيتز لنفسه، محافظًا على ابتسامته وهو يشرح نوايا المقاومة.
حدق جان كوتمان في القرصان الذي ظل انتمائه للحلم الذهبي مجهولاً وسخر منه فجأة.
“إذا سحبنا معظم قوتنا، فهل يمكنكم الدفاع عن بايام والأرخبيل؟”
“إذا كنتم لا تستطيعون الدفاع عنها، فكيف ستضمنون الحفاظ على مصالح المهاجرين من لوين عندما تخترق القوات البحرية المشتركة لفيزاك و فينابوتر خطوط الدفاع؟”
كنصف إله، كان على يقين تام من أن إله البحر كالفيتوا قد هلك بالفعل. ومع ذلك، لم يكن يعرف من كان يستخدم اسم “إله البحر”، أو ما إذا كان لدى هذا الكيان القدرة على حماية أرخبيل رورستد.
‘هذا سؤال جيد… فقط مع الأسئلة يمكن أن يكون هناك مجال لمفاوضات ناجحة…’ في الواقع، لم يفكر دانيتز أبدًا في كيفية دفاع المقاومة ضد فيزاك و فينابوتر بعد مغادرة قوى لوين القوية إلى باكلوند. لقد صدق تمامًا أنه قد كان لجيرمان سبارو والسيد الأحمق القدرة على حماية هذا المكان.
بينما كانت أفكاره تتسابق، نظر دانيتز إلى ملك البحر القمعي للغاية وقال: “سأصلي إلى إلهي وأطلب *منه* حماية أرخبيل رورستد.”
“أوه؟” أضاق ملك البحر جان كوتمان عينيه وخطى خطوة إلى الأمام.
الهالة من مسار الطاغية جعلت دانيتز يتراجع خطوتين قسريًا. لقد أنزل رأسه وصلى على الفور.
“مبارك البحار والعالم الروحي، حارس أرخبيل رورستد، حاكم المخلوقات البحرية، سيد التسونامي والعواصف، كالفيتوا العظيم، من فضلك أرسل قواك لحماية أرخبيل رورستد…”
بعد الصلاة، ألقى دانيتز بصره بعناية من النافذة، لكنه لم يكتشف أي شيء غير عادي.
قام جان كوتمان بمسحه لبضع ثوانٍ قبل أن يقول، “يبدو أن إلهك لا يستجيب…”
“مهم”. نظف دانيتز حلقه وشعر بقلبه ينبض مثل الطبلة.
في تلك اللحظة، أظلمت السماء بالخارج فجأة. كان الأمر كما لو أن عددًا كبيرًا من السحب المظلمة كانت تحلق فوقها، تخفي الشمس.
ملك البحر جان كوتمان أدار رأسه بشكل غريزي ونظر من النافذة. ورأى ظلًا يُلقي على الحد الفاصل بين البحر والسماء.
مع سيطرته على مياه الأرخبيل، ظهرت مشاهد الوضع العام بسرعة في ذهن الكاردينال.
كان أرخبيل رورستد، إلى جانب البحار المحيطة به، محاطًا بضباب كثيف. أصبح غير واضح وسريالي.
طار طائر بحري وحاول الهبوط على الرصيف، لكنه فشل في المرور عبره، غير قادر على وضع قدمه.
استمر عامة الناس في الأرخبيل في العيش بشكل طبيعي، ماعدى ملاحظة العاصفة التي تتخمر.
‘هذا…’ اتسعت حدقة العين الزرقاء الداكنة لجان كوتمان بشكل ملحوظ. أدار رأسه لا شعوريًا لينظر إلى مبارك البحر، دانيتز.
إنفتح فم دانيتز قليلا بينما نسي أن يغلقه. لم تكن صدمته أقل من الصدمة التي مر بها ملك البحر.
بعد ثوانٍ قليلة، تبدد الضباب واختفت الظلال. عاد كل شيء في أرخبيل رورستد إلى طبيعته.
“…” رمش دانيتز. عندما نظر ملك البحر جان كوتمان مرة أخرى، ضحك دانيتز وقال، “إلهي قد استجاب لصلواتي.”
أثناء حديثه، صفع القرصان الذي حصل على مكافأة تزيد عن عشرة آلاف جنيه نفسه.
‘هراء لعين! أنت في الواقع تجرؤ على الشك في السيد الأحمق! أليست هذه قوة السيد الأحمق؟’
ظل جان كوتمان صامتا لبضع ثوانٍ قبل أن يقول: “سأفكر في اقتراحك بعناية. سأعقد على الفور اجتماعا مع الشخصيات الرئيسية في بايام لمناقشة هذا الأمر. سأعطيك إجابة في غضون ساعة.”
رفع دانيتز ذقنه قليلا وضحك.
“سأنتظر بصبر”.
مع ذلك، اتبع غرائزه كصياد، وانحنى قبل أن يغادر الغرفة.
وسط صوت صرير، أضاءت صواعق فضية من البرق في عيون جان كوتمان الزرقاء.
(الحمام العجوز الغاضب هو في النهاية الحمام العجوز الغاضب)
…
في القصر القديم فوق الضباب.
ألقى كلاين “الستارة” في “الوعاء المعدني” وختمها مرة أخرى.
لقد استخدم قوة تسلسل 1 محدث المعجزات وأثار قوة قلعة صفيرة للرد، مما خلق تأثيرًا صادمًا لجان كوتمان.
‘في نصف يوم آخر، سيتم فصل خاصية تجاوز خادم الغموض، ويمكن استخدام الباقي لتحضير جرعة محدث المعجزات. نعم، عندما تكون في مستوى التسلسل 2 فقط، يمكنني محاولة استخدام قوة قلعة سِفِيرة لتحطيمها والسماح لخصائص التجاوز كعالم التاريخ و المشعوذ الأغرب بالتسرب في فترة زمنية أقصر. سيؤدي ذلك إلى تقليل المخاطر التي ستسببها الجرعة…’ تمتم كلاين قبل أن يعود سريعًا إلى العالم الحقيقي.
لم يكن موجودًا في أراضي فارغة مظلمة بعد الآن، لكن الغسق المتجمد لبلاط الملك العملاق.
كان قد دخل بلاط الملك العملاق قبل وصول فريق البعثة الاستكشافية لمدينة الفضة إلى معسكر بلدة الظهيرة.
تحت الضوء البرتقالي، شعر كلاين بتنكس وإرهاق جسده. لقد ألقى بنظرته على المباني الرائعة والجميلة الموجودة في الأعلى.
كانت القصور والأبراج التي لا حصر لها لا تزال تحتفظ ببقايا مجد الحقبة الثانية، كما لو كانت تجسدا للأساطير.
لا، لقد كانت أسطورة.
قبل أن يتحرك الفريق الاستكشافي لمدينة الفضة رسميًا، خطط كلاين لمحاولة فتح القصر حيث كان الملاك المظلم ساسرير نائم.
بهذه الطريقة، إذا كانت هناك أي حوادث، فسيظل لدى فريق البعثة لمدينة الفضة الوقت للقيام بالاستعدادات المستهدفة. بالنسبة لكلاين، سيكون ذلك بالتأكيد أكثر أمانًا بالنسبة له مقارنةً بالآخرين لأنه كان يستخدم إسقاط فراغ تاريخي.
~~~~~~~~~
كلاين إنسان جيد